فالإنسان بطبعه يحب أن يجرِّبَ أشياء جديدة، ولكن يجد صعوبة في الالتزام والمثابرة، وهذا من أهم أسباب عدم النجاح في إنجاز الأشياء، إضافة إلى ضعف الدافع؛ فمع بداية كل رحلة يكون التفاؤل كبيراً، ولكن دون وجود استعداد كافٍ لمواجهة الصعوبات التي ستظهر في المستقبل، وكما قال المتحدث التحفيزي "توني روبنز" (Tony Robbins): "يتطلب النجاح 80% سعياً على المستوى النفسي و20 % على المستوى المادي".
6 طرائق فاعلة تساعدك على الالتزام والمثابرة:
1. وضع هدف لا يرتبط بك فقط:
إنَّ وضع رؤية أو هدف كبير يعود بالفائدة عليك وعلى الآخرين من شأنه أن يساعدك على اجتياز البدايات الصعبة التي قد تدفعك إلى الاستسلام، وعندما يكون حلمك أكبر من نفسك أو منفعتك الشخصية؛ فإنَّ شعور المسؤولية تجاه نفسك والآخرين سيكون كافياً لتحفيزك باستمرار؛ فمثلاً عندما تتعلم لغة جديدة بهدف تحقيق تواصل أفضل مع الشريك سيكون الحفاظ على العلاقة هو الدافع لاستمرار التعلم، وإذا كان هدفك إنقاص الوزن فكر في مدى السعادة والثقة والبهجة التي ستشعر بها وتأثير ذلك في أحبائك والمحيطين بك؛ لذا حاول أن تضع أهدافاً مفيدة لك وللآخرين؛ فذلك يساعدك على التركيز على النتائج بدلاً من الصعوبات.
2. بناء فريق دعم:
كما يقول المثل الشائع: "إذا كنت تريد أن تسير بسرعة اذهب وحيداً، أمَّا إذا كنت تريد أن تذهب بعيداً فاذهب مع الجماعة".
يمتلك أفضل الأشخاص في العالم من حيث الأداء والمهارات فريق دعم متكاملاً لتحفيزهم وتشجيعهم؛ يضم مدربين ومساعدين ومراقبين وموجهين وغيرهم، ومن الهام أيضاً أن تكون موجوداً بالقرب من أشخاص نجحوا بالوصول إلى ما تطمح إليه؛ فذلك سيؤثر إيجاباً في سرعة تعلمك، إضافة إلى أنَّه سيزيد من إصرارك وقدرتك على التكيف مع الظروف الصعبة.
عندما يكون لديك هدف واضح مع يقين تام بإمكانية تحقيقه سينشط داخل الجسم ما يسمى بنظام التنشيط الشبكي (RAS) الذي يساعد الدماغ على التركيز على المعلومات الهامة وتجاهل أي شيء آخر؛ بمعنى آخر يبدأ العقل في تركيز طاقته على الهدف الذي تريده بدلاً من المشتتات الأخرى كالشكوك والمخاوف.
3. تبني عقلية النمو:
لتحقيق النجاح يجب علينا تقبل الطرائق الأخرى المختلفة عن طريقتنا في العمل، هذا ما توصلت إليه الكاتبة "كارول دويك" (Carol Dweck) التي أمضت 20 عاماً في البحث في تأثير عقلية الشخص في نجاحه، وخلصت إلى نتيجة مفادها أنَّ الناس نوعان؛ النوع الأول الذي يمتلك عقلية النمو بحيث ينجح في استثمار التحديات لتحسين قدراته وتحقيق النمو والنجاح، والنوع الآخر أصحاب العقلية الثابتة الذين يؤمنون أنَّ الذكاء والموهبة يولدان مع المرء.
توصلت الكاتبة كارول من خلال بحثها إلى أنَّ الأشخاص أصحاب عقلية النمو كانوا أكثر سعادة في حياتهم وعلاقاتهم، وأكثر نجاحاً في العمل والدراسة، وأكثر ثباتاً وقوة في مواجهة الصعاب، ومن ناحية أخرى يجب التركيز على الإنجازات الصغيرة والاحتفاء بها وتقديرها مع الاستمرار في السعي والتطور، بدلاً من وضع توقعات كبيرة منذ البداية قد تؤدي إلى خيبة أمل لاحقاً.
شاهد بالفديو: 11 هدفاً مهنيَّاً يجب عليك أن تسعى لتحقيقها دوماً
4. اتباع جدول زمني:
إنَّ تحديد الأولويات من خلال جداول زمنية هو قاعدة ثابتة عند الأشخاص الأكثر نجاحاً في العالم؛ من رواد الأعمال الأكثر ثراء، والرياضيين الأولمبيين، وطلاب العلم من أرقى المستويات؛ إذ إنَّ الجداول الزمنية فاعلة أكثر من قائمة المهام التي تحمل عدداً من نقاط الضعف؛ وهي:
1. لا تأخذ عامل الوقت في الحسبان:
عندما تضع قائمة مهام فإنَّك تميل لإنجاز الأشياء البسيطة أولاً وتأجيل المهام التي تتطلب وقتاً أطول، وقد أشارت بعض الأبحاث إلى أنَّ قائمة المهام في الغالب لا تُنجَز بصورة كاملة.
2. لا تُميِّز الأشياء الهامة من المُستعجلة:
إنجاز الأشياء المستعجلة أكثر أهمية من غيرها مثل فحوصات الكشف الطبي الباكر.
3. تسبب القلق والتوتر:
أو ما يُدعى تأثير زيجارنيك (Zeigarnik effect)؛ أي تذكر المهام غير المكتملة؛ ما يسبب الأرق في الليل على الرَّغم من الإرهاق الشديد خلال اليوم بسبب الأفكار العشوائية المرتبطة بتلك المهام التي لم تُنجز على نحو كامل؛ لذلك يجب التركيز على ترتيب الأولويات ضمن جدول زمني من أجل ضمان تنفيذها، مثل مراجعة الكلمات الشائعة للغة جديدة نتعلمها أو التدريب على آلة موسيقية أو كتابة جزء من مشروع كتاب مستقبلي.
5. تعليم الآخرين:
يصبح تذكر الأشياء أسهل عندما تُعلِّمها للآخرين بعد أن تعلمتها؛ ففي هذه الحالة تزداد قدرة الدماغ على تثبيت المعلومات أكثر من مجرد قراءتها فقط؛ إذ أظهرت الأبحاث أنَّ الأشخاص يحتفظون بالمعلومات في الحالات الآتية:
القراءة والمطالعة، والاستماع إلى المحاضرات والتسجيلات الصوتية أو المرئية أو النقاشات الجماعية، أو التطبيق العملي لما تعلموه، أو تعليمه لشخص آخر، وهذه الأخيرة تحتل المرتبة الأولى بوصفها أفضل طريقة للاحتفاظ بالمعلومات؛ فخير حافظ للعلم هو العمل به، فإذا كنت ترغب في تنمية مهاراتك في التواصل عليك بالتطبيق العملي لكل ما تعلمته؛ مثلاً عند تعلم لغة جديدة استخدم وسائل العلم التفاعلية المتبادلة؛ من خلال إنشاء المحادثات مع شريك، أو معلم باستخدام ما تعلمته من قواعد ومفردات بدلاً من الاستماع إلى التسجيلات الصوتية فقط.
6. المخاطرة:
غالباً ما نلتزم عدم التأخر عن حضور اجتماعات العمل أكثر من الاجتماع مع الأصدقاء؛ والسبب غالباً هو الخوف من رد فعل مدير العمل؛ فطبيعة البشر تدفعهم إلى الالتزام أكثر؛ تجنباً للعواقب، وتُظهِر الأبحاث أنَّ تأثير العواقب السلبية في الإنسان يساوي ثلاث أضعاف تأثير الإيجابية؛ كالخوف من الخسائر المادية مثلاً، ويمكن استخدام هذا الجانب أداة ضغط تدفعك إلى العمل كوضع شرط مالي أو التبرع لجمعية خيرية في حال عدم الوفاء بالتزاماتك.
الحل هو الحصول على الدعم من الفريق التابع لك، والتحدث عما تنوي فعله علانية أمام الناس لتضع نفسك تحت ضغط اجتماعي يدفعك إلى العمل من باب الحرص على سمعتك أمام المجتمع.
في الختام:
مهما كان اختيارك أو هدفك بإمكانك اتباع أي واحدة من الاستراتيجيات السابقة؛ لتساعدك على النجاح.
أضف تعليقاً