5 أشياء مفاجئة يمكن للتوتر أن يفعلها بجسمك

لقد انتهيتَ للتوِّ من اجتماعٍ متعبٍ، وأعطاك رئيسك موعداً نهائياً مستحيلاً لإنهاء المشروع التالي، ويدفعك فريقك لتخصيص ساعات إضافية، وما زال أمامك اصطحاب الأطفال من المدرسة.



جسدك متأهِّب للكر أو الفر، ومستويات التوتر لديك مرتفعة، وتشعر أنَّك تتنفَّس بسرعة، وأنَّ قلبك ينبض أسرع من المعتاد، على الرَّغم من أنَّ هذا يمثِّل استجابة طبيعية من عقلك إلا أنَّك إذا استسلمت لهذه الظروف فمن المحتمل أن تكون صحتك في خطر.

يُعدُّ التوتر قضية شائعة في المجتمع الحالي، ووفقاً لإحدى الدراسات يزعم ما لا يقل عن 25% من الأمريكيين أنَّهم يعانون أعراض التوتر المرتفع، ويعاني 50% مستويات متوسطة، قد تختلف أسباب التوتر، لكن يقول 46% إنَّه ناتج عن عبء العمل الزائد.

هل تعاني التوتر؟

أن تعاني قليلاً من التوتر لا يعدُّ أمراً سيئاً دائماً؛ ففي بعض الأحيان يمكن أن يساعدك على مواجهة المواقف المختلفة، مثل زيادة انتباهك في أثناء التخطيط لحدث ما، أو زيادة تركيزك على مهمة جديدة، أو تحفيزك على تحسين أدائك، ومع ذلك يمكن أن يؤثر كثير من التوتر في صحتك عقلياً وجسدياً.

قد تتضمن بعض أعراض التوتر المستمر ما يأتي:

كيف يمكن أن يؤثر التوتر في جسدك؟

تحت المهاد (hypothalamus) أداة تحكُّم صغيرة وقوية في الدماغ تأمره بإفراز هرمونات التوتر في جسمك ليتأهب، الأمر الذي يؤثر في جميع أجهزة جسمك.

إقرأ أيضاً: تقليل التوتر من خلال التركيز على الأساسيات

إليك فيما يأتي 5 اضطرابات قد يعانيها الجسم بسبب التوتر:

1. السمنة واضطرابات الأكل:

قد يزداد الشعور بالجوع في الأوقات الصعبة، وغالباً ما يحدث هذا بسبب هرمون يسمى الكورتيزول الذي يُطلَق خلال فترات التوتر، وعندما تتناول طعاماً فهذا يشبه حصولك على مكافأة فورية وخاصةً إذا كنت تتناول الكربوهيدرات والسكر؛ يخبر هذان النوعان من الطعام عقلك بإطلاق مادة كيميائية تسمى السيروتونين، وهي المسؤولة عن تعزيز الحالة المزاجية والطاقة فوراً؛ لكنَّ المشكلة هي أنَّ هذا الأمر لن يخفف التوتر، وقد يجعلك تشعر بالذنب للإفراط في تناول الطعام.

من الآثار الجانبية الأخرى عدم تناول الطعام على الإطلاق؛ فقد تؤدي بعض مشكلات الجهاز الهضمي إلى ابتعادك عن تناول الطعام، وفي بعض الحالات يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات شديدة في الأكل مثل الشره المرضي وفقدان الشهية، ويمثل هذان الاضطرابان نظام مواجهة لاستعادة السيطرة على الحياة.

إذا كنت تعاني إحدى هذه المشكلات يوصي المتخصصون بتجربة بعض الطرائق الصحية لمواجهتها؛ وواحدة من هذه الطرائق هي الاحتفاظ بمذكرات طعام، فيمكنك تدوين مقدار ما كنت تأكله يومياً وما الذي قد يكون سبباً في رغبتك في تناول الطعام أو عدم تناوله، ويمكنك أيضاً إضافة بعض التمرينات إلى روتينك اليومي والتأمل وتجربة بعض وصفات الطعام الصحية.

شاهد بالفيديو: 6 طرق يستخدمها الشخص الناجح للتخلّص من التوتر

2. مشكلات الجلد والشعر:

تعكس بشرتك وشعرك مدى صحتك، وقد تجعل المستويات العالية من التوتر بشرتك أكثر حساسية وتأثراً، كما يمكن أن يؤثر التوتر أيضاً في قدرة الجلد على التجدد والشفاء، وقد تتفاقم مشكلات الجلد، مثل الصدفية والأكزيما والهربس، ويرتبط تساقط الشعر أيضاً بالتوتر؛ إذ يعد داء الثعلبة من أكثر المشكلات المرتبطة بالتوتر.

لكن ثمة بعض الطرائق الممكنة لمعاملة هذه المشكلة مثل ممارسة بعض تقنيات الاسترخاء، كالتنفس العميق واليوجا، واتباع نظام غذائي صحي، وعلاج بشرتك وشعرك بعناية، ومحاولة الابتعاد عن الأشخاص السلبيين لما لهم من دور في زيادة مستويات التوتر لديك.

3. مشكلات الجهاز الهضمي:

الاتصال بين القناة الهضمية والدماغ شيء يجب أخذه على محمل الجد؛ إذ يمكن أن يرتبط القلق بمشكلات المعدة وخلاف ذلك صحيح، وقد تكون الحموضة المعوية، وتشنجات البطن، والإسهال، والإمساك بعضاً من مشكلات الجهاز الهضمي قصيرة الأمد التي يسببها التوتر، وقد يؤدي أيضاً على الأمد الطويل إلى تفاقم الحالات الحالية مثل متلازمة القولون العصبي (IBS)، وقرحة المعدة، وعسر الهضم، والغثيان المستمر.

تُعدُّ هذه واحدة من أكثر المشكلات صعوبة في تحدِّيها؛ وذلك لأنَّها قد تثير الألم وعدم الراحة؛ لذا حاول أن تفهم ما الذي يجعلك تشعر بالتوتر في أثناء النهار وحاول إيجاد حل لذلك، ويمكنك أيضاً التحدث إلى الناس عن مخاوفك؛ فالمعاناة في صمت قد تزيد من ألمك؛ لذا تذكر أن تأكل جيداً وتأخذ فترات راحة خلال يومك، ولا تخف من إجراء التغييرات فصحتك على المحك.

4. صرير الأسنان:

يمكن أن يؤدي التوتر إلى الضغط على الفكين بشدة أو صرير الأسنان ليلاً، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ألم كبير ومضاعفات أكثر خطورة؛ ممَّا قد يؤدي أيضاً إلى رفع مستوى التوتر لديك، كما يمكن أن يسبب صرير الأسنان حساسية الأسنان وآلام الفك والصداع وتآكل الأسنان.

إلى جانب تحسين صحتك العقلية لتقليل مستويات التوتر، يمكنك أيضاً استخدام واقي الفم الليلي؛ إذ يمكن تخصيص واقيات الفم لتناسب فمك لتوفير راحة أفضل وحماية أسنانك من التلف، كما أنَّه يريح العضلات ويعيد توزيع قوى الإطباق.

إقرأ أيضاً: أنواع استجابات التوتر لدى الفئات العمرية المختلفة وعلاماتها

5. مشكلات القلب والرئتين:

قد تؤثر هرمونات التوتر في الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية أيضاً؛ إذ يمكن أن يتعرض توزيع الدم الغني بالأوكسجين للخطر؛ ممَّا يؤدي إلى تفاقم مشكلات مثل الربو وانتفاخ الرئة، وقد يضطر قلبك أيضاً إلى العمل عملاً مضاعفاً لضخ كمية كافية من الدم خلال جسمك؛ ممَّا يزيد من فرص الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية.

إذا كنت تشعر بالتعب باستمرار وضيق في التنفس فلا تعرض نفسك للخطر واطلب المساعدة المهنية؛ فالمعالجون أو علماء النفس أو الأطباء النفسيون هم المتخصصون الذين يمكنهم مساعدتك على إيجاد الطريق الصحيح لمعاملة التوتر، وقد تحتاج في بعض الأحيان فقط إلى التحدث إلى شخص ما خارج بيئتك، وسيكون قادراً على تقديم نصائح جادة لك، كما يمكن أن تتفاقم المشكلات المرتبطة بالتوتر بسرعة وتتطور إلى مشكلات صحية عقلية حادة مثل الاكتئاب ونوبات الهلع.




مقالات مرتبطة