لا تنتظر من الحياة أن تكون منصفة، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بالترقية الوظيفية، ناهيك عن أنَّ الانحياز الإيجابي - التركيز على النِّعَم وليس السلبيات - لم يفدك في شيء، فتُظهر الأبحاث أنَّ مجرد العمل الدؤوب، والتعامل بلطف لا يكفيان للارتقاء المهني، وإذا كنت ممن يشعر بالدهشة لكيفية سير الأمور، فيؤسفنا أن نخبرك أنَّه غالباً يحصل غير الأخلاقيين على فرص أكثر مقارنةً بالأخلاقيين.
تشير الدراسات إلى أنَّه غالباً ما يتم انتقاء النرجسيين لشغل مناصب قيادية، بل غالباً يحصلون على الترقيات في السلَّم الوظيفي بصرف النظر عن أدائهم، ويكسب القادة النرجسيون مزيداً من المال، ويستمرون في مواقع السلطة لفترة أطول مقارنةً بغيرهم، وتتعافى شركاتهم من الخسائر بشكل أفضل، إذاً الحياة غير عادلة، وإذا كانت هذه الحقيقة تزعجك فإنَّ ذلك لا يغير من الواقع شيئاً، ولكنَّنا عزمنا على أنفسنا أن نكشف هذه الحقيقة كي لا تبقى أسرار النجاح حكراً على الأشخاص السامين، وقد حان الوقت كي يعرف الأشخاص الطيبون بعضاً من هذه الأسرار، ويصنعون لنا من خلال نجاحهم عالماً أفضل.
إذا أردنا أن نتجنَّب خيبة الأمل التي يسببها لنا الواقع، فينبغي أن نجيب عن السؤال الآتي: لماذا يتقدَّم الأشخاص السيئون على أقرانهم؟ وما الذي يمكننا تعلُّمه منهم دون أن نخسر مبادئنا (أخلاقنا)؟
الأمر الجيد أنَّه يمكننا تعلُّم المهارات اللازمة لتحقيق النجاح، والحصول على الترقية الوظيفية دون أن نصبح "أشراراً".
سنقدِّم لك في هذا المقال 5 نصائح عمليَّة وعلميَّة تساعدك على ذلك، وللعلم لن تساعدك معظم الكتب التي تتبنى هذا الموضوع على الحصول على ترقية، ولكنَّها ستخفف من قلقك، ولكنَّنا اخترنا أفضل 3 كتب تمتاز بهذا الموضوع بطريقة مدعومة بالأبحاث، وهي "بكالوريوس القيادة" (Leadership BS) و"7 قواعد للنفوذ" (7 Rules for Power) "جيفري بريفر" (Jeffrey Prefer) الأستاذ في جامعة "ستانفورد" (University of Stanford)، وكتاب "احصل على الترقية" (Get Promoted) "مايكل وينديروث" (Michael Wenderoth).
5 نصائح للحصول على ترقية وظيفية:
إليك هذه النصائح:
1. توقف عن النظر إلى الترقيات الوظيفية من منظورك الشخصي:
ترى الطريقة المُحبطة التي يتم فيها منح العلاوات، والترقيات الوظيفية في مكان عملك، وتعتقد أنَّ ذلك غير عادل، ولكن سؤالنا لك هو: هل يدفعُك الاستياء هذا إلى التعرُّف إلى ما يمنعك من الحصول على ترقية أم أنَّك تستخدم ما يحدث بوصفه عذراً؟
هذا هو الفرق بين المساعدة الذاتية وإحباط الذات، لذا توقف عن المراهنة على أنَّ استياءك وحده سيغير شيئاً، وحوِّل غضبك إلى فضول لتعرف السبب وراء ما يحدث، ثم انظر حولك وراقب من غير تحيُّز، وافهم طبيعة الأشخاص الذين ينالون المكافآت في شركتك، من هم الأشخاص الذين تتم ترقيتهم؟ وما الذي يفعلونه ولا تفعله أنت؟ وما هي أساليبهم الناجحة؟ ومن هم الأشخاص الذين تستغني شركتك عن خدماتهم؟
إذا كان أحد من حصلوا على ترقية وظيفية شخصاً نزيهاً وحكيماً، فاطلب نصيحته، وشجِّعه على أن يتحدث إليك بصراحة، وسوف يساعدك هذا على التخلص من الأفكار التي نشأت بفعل تحيزك إلى وجهة نظر غير واقعية، لذا يجب أن تبدأ العمل للتكيف مع الواقع، لا أن تتمنى أن يتغير الواقع.
شاهد بالفديو: 8 أمور تقضي على حياتك المهنية
2. قدِّم نفسك بصفتك شخصاً قيادياً:
تخبرنا جميع النصائح بأن نتحلَّى بشخصية عفوية، في حين توضِّح الأستاذة في جامعة "إنسياد" (INSEAD University) أنَّه غالباً ما تكون العفوية ذريعة لتبرير ترددنا؛ أي إنَّنا نريد أن نفعل ما هو مريح فقط، وليس ما هو ضروري، ومن الهام جداً أن تنتبه للطريقة التي تقدِّم بها نفسك للآخرين، ويتفق معظم الناس على أهمية ذلك، ولكنَّهم يشككون بأهميته في أثناء الممارسة العملية، وكل ما يخشونه هو ألا يكونوا قد تصرفوا على طبيعتهم بشكل كامل في أثناء مقابلة التوظيف، وبالطبع أنت لم تتصرف بعفوية مطلقة في أثناء مقابلة التوظيف، فقد كنت تعرف أنَّك سعيت لتنال إعجاب مسؤولي التوظيف، وتُظهر الأبحاث أنَّ كبار المديرين التنفيذيين يعرفون أهمية تقديم أنفسهم بمظهر القادة من أجل نجاحهم في مهامهم الوظيفية، وبمعنى أنَّه إذا أردتَ أن تتم ترقيتك لتصبح قائداً، فيجب أن تتصرف بصفتك قائداً.
إذا كنت تعتقد أنَّ هذا تزييف للحقيقة، فاسمح لنا أن نذكِّرك بأنَّك تتوقع هذا الشيء من القادة أيضاً، ولا يرغب أحد منا بقائد يبدو مهزوز الثقة بنفسه، فهذا لا يساعد الآخرين على الشعور بالأمان، ومن ثم لا نرغب بقائد غير قادر على تحفيز موظفيه عندما تسوء الأمور، وإذا كان لديك أطفال، فأنت تعلم أنَّك تواجه مواقف تشعر فيها بعدم اليقين، ولكنَّك مضطر للتصرف بحزم من أجل ضمان الانضباط والالتزام بالقواعد الخاصة بالمنزل.
لا يتعلق الأمر بتزييف شخصيتك؛ بل بإظهار جوانب على حساب جوانب أخرى، وغالباً ما نؤدي جميعاً أدواراً مختلفة في الحياة حسب المواقف، فأنت مثلاً لن تُظهر انزعاجك في أثناء عرضك التقديمي، أو في مقابلة التوظيف، أو عندما تحاول رفع معنويات أحد أصدقائك.
إنَّها جميعاً عبارة عن أدوار نؤديها، ولا يختلف الأمر في لعب دور القائد، لذا أظهر ثقتك بنفسك، وتحدَّث بإيجابية عن إنجازاتك، ويقول الخبير الرائد في مجال التأثير في الآخرين "روبرت سيالديني" (Robert Cialdini): "هناك دليل واضح على أنَّ عدم تقديم الشخص لنفسه بطريقة واثقة وإيجابية تتضمن حديثاً عن الإنجازات، والنجاحات يمكن أن تبعث للآخرين بإشارة سلبية"، فالتواضع هو أمر أساسي في العلاقات الشخصية، ولكن يمكن أن يجعل القادة في مظهر أقل كفاءة عندما يطبِّقونه في مكان العمل.
ليس عليك أن تكون نرجسياً، والنرجسية هي اضطراب في الشخصية يُظهر تمحور الشخص حول ذاته وإعجابه الشديد بنفسه إضافة إلى الأنانية المفرطة، ولكن لا يجب في نفس الوقت أن تخشى من امتلاك المبادرة، لذا قد يبرع الشخص الذي ينتظر تلقي الأوامر وتنفيذها في عمله بصفته موظفاً عادياً، ولكن لا يُمكن أن يُنظر إليه كقائد مُحتمل، لذا تصرَّف بثقة وفي حينها سيعتقد الناس أنَّك قادر على التعامل مع التحديات.
يتَّبع الأشخاص عادةً غيرهم ممن يملكون شخصية قيادية، ويبدون واثقين من أنفسهم، وذلك على نقيض الأشخاص الذين ينتظرون الإذن للتصرف، فالجرأة؛ هي سر التأثير في الآخرين، وأما السبب في كونك لا تشعر بأنَّ هذا يمثِّل شخصيتك الحقيقية، فيعود إلى أنَّك لم تعتد على ذلك بَعد، ويبدو أي شيء جديد غير طبيعي في البداية.
تُظهر الأبحاث أنَّ الأشخاص الذين يُظهرون ثقتهم بأنفسهم يبدون أنَّهم متأكدون مما يقومون به، وأما إذا كنت تعاني من متلازمة المُحتال، فإنَّ ذلك لا يمثل مشكلة حقيقية؛ لأنَّ كل شخص قيادي يتظاهر بالثقة بنفسه في بداية الأمر، ولكنَّه يكتسبها مع مرور الوقت، إذاً أنت لست الوحيد الذي يعاني من عدم اليقين هذا، فأنت لا تختلف عن الآخرين.
إليك الآن النصيحة الآتية بعد أن تصبح شخصاً يُظهر ثقته بنفسه.
3. روِّج لنفسك:
قم بعملك بشكل مُتقن، وأضف قيمة إلى شركتك، ولكن روِّج لما تقوم به أيضاً؛ إذ تُظهر الأبحاث أهمية الترويج الذاتي في التوظيف والتقييمات، وبالطبع لا تريد أن تكون شخصاً متباهياً ونرجسياً، ولكن تُتخذ القرارات بشأن من سيحصل على علاوات وترقيات بناءً على معلومات، ولا يمكن أن يعرف صاحب القرار بأحقيتك إذا لم تُعلمه بذلك.
تتطلَّب منك معظم هذه النصائح التصرف بطريقة غير مريحة، ولكن لا تنسَ أنَّ شعورك بالارتياح سببه هو تجنُّب القيام بما هو ضروري للارتقاء في مهنتك.
4. تحلَّ بالمهارة السياسية في مكان العمل:
يسمع الناس بمصطلح "السياسة في مكان العمل"، ويثير قلقهم على الفور، ولا يُلام الناس على هذا، ومع ذلك ثمة نقطة هامة وهي أنَّ إتقان السياسة في بيئة العمل هي من أهم العوامل التي تمهد للنجاح، وقد أظهرت الأبحاث هذه الحقيقة مراراً وتكراراً، والأمر الجيد هو أنَّه في حين تساعد المهارات السياسية الأشخاص السامِّين على الارتقاء في وظيفتهم، إلا أنَّها تساعد أيضاً الأشخاص الجيدين والمتواضعين، وقد تكون من الذين لا يعجبهم ما قلناه، ولكن إذا فكرت جدياً في تعريف المهارة السياسية، فستجد أنَّها القدرة على إنجاز الأمور من خلال معرفة كيفية التأثير في الآخرين، والتعامل معهم حتى لو لم يكونوا محط إعجابك، لذا إذا أردتَ أن تكون قائداً، فمن الضروري أن تكون بارعاً في السياسة إلى حدٍ كبير.
الخطوة الأولى الأكثر أهمية من أجل اكتساب المهارة السياسية؛ هي الحفاظ على علاقتك مع رئيسك في العمل، والفكرة سهلة وبسيطة، لذا يجب أن تكون محطَّ إعجاب لرؤسائك في العمل، وفي الواقع صرَّح 35% من الموظفين في الولايات المتحدة الأمريكية (USA) أنَّهم مستعدون للتنازل عن علاوة كبيرة من رواتبهم مقابل التخلُّص من رئيسهم في العمل، ولكن لن تؤدي هذه الطريقة إلى ترقيتك، لذا لنتخلص من الوهم القائل إنَّ أداءك في شركتك كافٍ لتحصل على ترقية، فمن يمنحك إياها هم رؤسائك، وكما أنَّ امتلاك حلفاء داخل بيئة العمل أمر هام للغاية؛ لأنَّك تحتاج إلى من يدعمك، ولكن عليك أن تطرح على نفسك السؤال الآتي: ما الذي يستفيده حلفاؤك من مجرد تقديم الدعم لك؟
بالطبع من الرائع أن تكون لطيفاً، ولكن تُظهر الأبحاث أنَّه نادراً ما يعاملك الناس بلطف؛ لأنَّك لطيف معهم فقط، ويتعلق الأمر بأكثر من مجرد المعاملة بالمثل؛ لذلك من الهام ألا تكون ودوداً فحسب، بل أن تعرف ما يحتاجه رؤساؤك، وما هي أولوياتهم الرئيسة، ونقاط ضعفهم؟ ماذا، ومن، يؤثِّر فيهم؟
هذه هي الطريقة التي تحقق بها تحالفات قوية، فأنت تملك تأثيراً بمقدار ما تتحكم في احتياجات الشخص الآخر بحيث لا يمكنه الحصول عليها إلا منك، وقد تكون هذه الاحتياجات مثل الخبرة، أو المعلومات، أو إدارة الميزانية، أو شبكة العلاقات، أو نوع معيَّن من المهارات.
يصبح السؤال الآن هو: كيف تحصل على هذه الموارد؟
الإجابة هي من خلال تأدية عمل جيد ينال من إعجاب رؤسائك، وتكسب محبتهم، ثم تطلبها منهم، وعليك أن تطلبها منهم حرفياً.
تُظهر الدراسات أنَّنا نستخف بتأثير الطلب في رؤسائنا في العمل وتزويدنا بهذه الموارد، فأنت لست الوحيد الذي لا يشعر بالارتياح عند طلب شيء ما من رئيسه في العمل، ولكن مجدداً هل تعتقد أنَّ شخصاً ما قد يرشَّح لنيل منصب قيادي إذا كان يخشى طلب ما يريده من رئيسه في العمل؟
أما الآن سنتحدث عن النصيحة التي تساعدك على كسب مزيد من الفرص:
5. ابنِ شبكة من العلاقات مع الأشخاص الذين يمكنهم مساعدتك:
تُظهر بيانات مؤسسة "أميركان تايم يوز سيرفاي" (American Time Use Survey) أنَّ الأشخاص يقضون بالمتوسط ما يقرب من ساعتين يومياً في التواصل الاجتماعي، وهذا يعني أنَّك تقضي حوالي 9 دقائق فقط للتواصل مع الزملاء في العمل، وبالطبع يكفي هذا الوقت للشعور بالمتعة، ولكنَّه ليس كافياً للترويج لنفسك بصفتك شخصاً يستحق علاوة أو ترقية، وبينما صرَّح الأشخاص الذين قالوا أنَّ العلاقات الاجتماعية كانت سر نجاحهم المهني؛ أنَّهم يقضون ما متوسطه 6.3 ساعة أسبوعياً في التواصل الاجتماعي، وأما الأشخاص الذين وجدوا أنَّ العلاقات الاجتماعية لم تساعدهم كثيراً على النجاح المهني فقد صرَّحوا بأنَّهم يقضون تقريباً ساعتين في الأسبوع فقط للتواصل الاجتماعي.
تنصح الدراسة بما يتراوح بين 8 إلى 10 ساعات أسبوعياً للتواصل الاجتماعي إذا أراد الشخص الارتقاء بمسيرته المهنية، وقد تبدو العلاقات الاجتماعية مليئة بالتملُّق، ولكن إذا كنت تتبنى هذا الاعتقاد، فأنت تتخلى عن إحدى أهم الأدوات لتحقيق النجاح الوظيفي لصالح الأشخاص المعتلِّين اجتماعياً؛ أي الأشخاص الذين يتَّبعون أساليب دنيئة في العلاقات الاجتماعية يمكن أن تضر بالآخرين.
هل تعتقد أنَّه من الصواب قضاء الوقت مع أشخاص لا يمكنهم مساعدتك على الحصول على وظيفة عندما تكون عاطلاً عن العمل؟
بالطبع لا عندما تحتاج إلى عمل؛ فإنَّك تقضي الوقت مع أشخاص يمكنهم مساعدتك على الحصول على وظيفة، وعندما يتعلق الأمر بالقيام بما هو ضروري، فأنت تعرف بلا شك ما الذي يجب القيام به، وإذا كنت تقوم بالتواصل مع من يمكنهم مساعدتك بشكل أكثر انتظاماً، فسيكون العثور على وظيفة أسهل؛ بل قد تحصل على فرصة للعمل مع مرور الوقت بفضل علاقاتك مع الأشخاص المناسبين.
ليس من الضروري أن تكون علاقاتك قائمة على المصلحة فقط من أجل تحقيق النجاح، وأنت تسعى في أحسن الأحوال إلى تكوين صداقات جديدة، وحتى في أسوأ الأحوال ليس من الضروري أن تكون علاقاتك قائمة على نوايا سيئة؛ بل يمكن عدها نوعاً من كسب مزيد من المعارف، وليس من الضروري أن تحبَّ جميع معارفك، ولكنَّك تعلم أنَّه من الأفضل أن تقوم علاقتك معهم على الاحترام المُتبادل؛ لأنَّكما قد تحتاجان إلى بعضكما في مرحلة ما.
شاهد بالفديو: 12 من أفضل المهارات الناعمة التي يطلبها أرباب العمل
إذاً ماذا يجب أن تفعل؟
أولاً أعد إحياء العلاقات المُهملة، وهذا أمر سهل للغاية، فأنت تعرف بلا شك أشخاصاً يمكنهم مساعدتك، ولكنَّك لم تتواصل معهم منذ مدة، ومن ثمَّ استفد من علاقتك مع الأشخاص الذين يمكن أن يساعدوك على التواصل مع الآخرين.
تُظهر الأبحاث أنَّه يمكن تحسين علاقاتنا مع الكثيرين من خلال عدد قليل من الأشخاص، ويُعدُّ هؤلاء الأشخاص هم الأساس في شبكة علاقاتك الاجتماعية، وهم الأشخاص الذين عرَّفوك إلى أشخاص مفيدين في السابق؛ لذلك تواصل معهم، واطلب منهم أن يعرِّفوك إلى مزيد من الأشخاص، وبعد ذلك قم بإنشاء مجموعات تتضمن المعارف، وتعرَّف إلى أشخاص أذكياء، وناجحين بشكل شبه منتظم، واطلب منهم تعريفك إلى مزيد من الأشخاص الذين يحترمونهم، وكلما توسَّعت شبكة علاقاتك ومنحت الآخرين مزيداً من القيمة، ظهرت للآخرين بصفتك شخصاً ماهراً في التواصل، وسيبدأ الناس عندها بالنظر إليك بصفتك شخصاً مفيداً للغاية.
كانت هذه هي النصائح بالتفصيل، وإليك الآن المخلص:
1. توقَّف عن النظر إلى الترقيات الوظيفية من منظورك الشخصي:
قد تكون الأمور غير عادلة، ولكن لن يساعدك هذا الاعتقاد وحده على الحصول على ترقية، وحاول أن تفهم كيف تسير الأمور، وقم بما يخدم هدفك في الترقية الوظيفية.
2. قدِّم نفسك بصفتك قائداً:
ولا يعني ذلك الظهور بشخصية مزيفة؛ بل إظهار جوانب من شخصيتك على حساب جوانب أخرى، وتظاهر بالثقة بالنفس في معظم الأوقات، ومن ثم يمكنهم رؤيتك كقائد.
3. روِّج لنفسك:
أداؤك في العمل ليس العامل الحاسم طالما لا يعرف الآخرون بالجهود التي تبذلها.
4. تحلَّ بالمهارة السياسية في مكان العمل:
لا يقضي كبار المسؤولين التنفيذيين 10 ساعات يومياً في إعداد التقارير لشركاتهم، وإنَّهم يقضون معظم وقتهم في التعامل مع الآخرين، والتأثير فيهم، وتحفيزهم، ولا يمكنك أن تصبح قائداً إذا لم ترد القيام بهذه الأشياء.
5. ابنِ شبكة من العلاقات مع الأشخاص الذين يمكنهم مساعدتك:
يوجد دائماً أشخاص يمكنك الاستفادة منهم، وكلما زاد عدد الأشخاص الذين تعرفهم، كان ذلك أفضل.
في الختام:
في حين أنَّك قد تعتقد أنَّ المنطق الأخلاقي السليم هو الذي يحكم أسلوب الترقية في العمل إلا أنَّ ذلك لا يتم دوماً من خلال التحلي باللطف، والتمتُّع بشخصية محبوبة، ويكفي أن تقوم بخطوة واحدة خاطئة في هذا الاتجاه، وسيؤدي ذلك إلى سباق محموم غير أخلاقي من أجل الحصول على الترقية، ويمكن أن تصبح أنت نفسك شخصاً ساماً، ولكن ثمة طرائق أخلاقية للنجاح، لذا يقول "جون هودجمان" (Johns Hodgeman): "ليست أصعب الوظائف هي أسوأها وإنَّما أسوأها هي الوظيفة التي تعرف أنَّها لا تلائمك، ولكنَّك تستمر في العمل فيها على أية حال".
تحتاج أحياناً إلى الانتقال إلى شركة أخرى، أو حتى مجال عمل مختلف كلياً، ولكن ستتعرض لنفس الصعوبات أينما انتقلت مهما كان مجال عملك، ما دامت الطبيعة البشرية هي نفسها، ولكن تكافئ بعض مجالات العمل، أو بعض الشركات على سلوكات، وأخلاقيات خلافاً في الشركات ومجالات العمل الأخرى؛ لذلك قم ببعض الأبحاث كخطوة أولى، فمن الغريب أن يشتكي الموظف من رب عمله، ولكنَّه لا يكلِّف نفسه في المقابل عناء التحقق من ملاءمة الوظيفة له قبل العمل فيها، ومن الغريب أن نتهمَ الشركات بأنَّها تتَّبع سياسة مادية بحتة، وتبحث عن تحقيق الأرباح فقط، ومن ثمَّ نترك عملنا من أجل وظيفة ذات راتب أعلى.
إذا لم تكن ممن يعطون الأولوية للعلاقات، والمهارة السياسية في مكان العمل من أجل تحقيق النجاح، فابحث عن وظيفة تُكافَأ فيها بناءً على أدائك بشكل أساسي، مثل البرمجيات، والمبيعات وما إلى ذلك، وقد يكون من الصعب الحصول على ترقية في المجال المهني، ولكنَّه حتماً ليس مستحيلاً، ويكفي أن تعمل بجد، وتحرص على أن يلاحظ الآخرون الجهد الذي تقوم به، ومن ثمَّ أن تظهر للآخرين بمظهر القائد، وأن تستغلَّ موارد الشركة وتتحكم بها ليس فقط لإنجاز عملك؛ بل لكسب الحلفاء في مكان العمل، واجعل التواصل مع الآخرين أولوية لديك من أجل كسب مزيد من الفرص، ويمكنك أن تطبِّق كل هذه النصائح دون أن تتخلى عن أخلاقك، وعلى نقيض ما قد تعتقده، فأنت لست مضطراً للقيام بأي شيء من قبيل الغش، أو الكذب، أو الاحتيال.
أضف تعليقاً