نصائح فعالة لتحقيق التطور المهني:
لقد جعل التطور التكنولوجي قطاع العمل أكثر تنافسيةً من أيّ وقتٍ مضى وهذا يعني أنَّك في حاجةٍ إلى مواكبة تلك التطورات، طلبنا من موظفين عاملين أن يقدموا لنا نصائحهم حول التطور المهني ويخبروننا كيف أحرزوا ما أحرزوه من التقدم في أعمالهم وكانت هذه بعضاً من إجاباتهم:
1- لا تخشَ اتّباع طريق مميز من أجل الوصول إلى هدفك:
لا تخف من تغيير منصبك ضمن مجال العمل أو المجال الوظيفي نفسه (المبيعات، أو الموارد البشرية، أو تكنولوجيا المعلومات، إلخ). يمكن أن يتيح لك هذا تجنُّب السقوط في أثناء صعود السلم المهني والاقتراب في الوقت نفسه من تحقيق الهدف الذي تسعى بلوغه.
2- اعمل مع أشخاص يمتلكون شخصيات مختلفة عن شخصيتك:
أعتقد بأنَّ عديداً من الناس يتجنّبون العمل مع أشخاصٍ يتبنون وجهات نظرٍ مختلفةً عن التي يتبنونها وهذا يُعَدُّ خطأً، إذ يساعدك وجود أشخاصٍ يفكرون، ويتصرفون، ويعملون بطريقةٍ مختلفةٍ في النمو ويطور قدرتك على المساهمة بشكلٍ أكبر في نجاح المنظمة.
يمكن أن تصبح أفكارك أكثر نقاءً وفائدة حينما يكون ثمَّة وجهات نظرٍ أخرى -لا سيما تلك المختلفة- تدفعك إلى التفكير. عملياً يمكننا وصف المعارضة التي تلقاها افتراضاتنا والتحديات التي تواجهها بأنَّها مثل "ورق الرمل" الذي يُستعمَل لتنعيم أسطح المواد، إذ على الرغم من أنَّ العملية قد تكون مؤلمةً وأنَّها قد تؤدي إلى قليلٍ من المشاحنات إلَّا أنَّك ستخرج أنقى وأصفى في نهاية المطاف.
3- ابنِ علامتك التجارية الشخصية باستعمال التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي:
تُعَدُّ التكنولوجيا من أروع الاختراعات التي يجب عليك أن تستثمرها لتطوير نفسك مهنيَّاً، إذا بدأنا الحديث عن التكنولوجيا من وسائل التواصل الاجتماعي فعليك ألَّا تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لبناء شخصيةٍ مزيفةٍ تختلف عن شخصيتك الحقيقية. يجب على هذه المنصات أن تعكس شخصيتك الحقيقية والعلامة التجارية الشخصية التي تحاول أن تبنيها أو السمعة التي تحاول كسبها.
يعمل الناس مع أشخاصٍ يعرفونهم، ويُحبّونهم، ويثقون بهم، لذلك عليك الخروج إلى العالم وبناء سمعتك عبر الإنترنت وخارجها أيضاً، لأنَّ الزبائن الذين من المحتمل أن تعمل معهم أو الوظائف التي من المحتمل أن تعمل فيها يمكن أن تحصل عليهم في أيّ مكان. كن لطيفاً مع جميع الناس وصادقهم قبل أن تحتاج إليهم فأنت لا تعلم مَن الذي تحتاج إليه منهم أو مَن الذي ستحتاج إليه. يُعَدُّ بناء سمعةٍ طيبةٍ على شبكة الإنترنت وخارجها والعمل بجدٍّ وبناء شبكة علاقاتٍ متينة أفضل الطرق للاستعداد للنجاح.
4- مارِس أنشطةً تخشى ممارستها:
أفضل نصيحةٍ يمكن أن يُسديها لك مدربو تطوير القيادة فيما يخصّ موضوع التطوّر المهني أن تضع على قائمة التطور كلّ عامٍ أنشطةً تخاف أن تُقدِمَ على ممارستها. ولأنَّ أفضل النموّ يحدث حينما تمر بتجارب تُحِسُّ فيها بعدم الارتياح (والخوف أحياناً) قد يكون من الرائع الحرص على أن يكون التطور مخيفاً قليلاً.
إذا كنت تخاف من الحديث أمام الجمهور دَع الحديث أمام الجمهور يكون جزءاً من خطة التطور. سجِّل في دوراتٍ أو اطلب تنفيذ مشاريع تحتاج إلى الوقوف أمام الآخرين والحديث أمامهم. أو ربما تخاف من التعامل مع جداول البيانات، أو المبيعات، أو عرض كتاباتك على الآخرين، وهذه مجالاتٌ تستطيع أن تُطور نفسك فيها جميعاً.
5- ابحث عن منتور (مرشد) يستطيع متابعة تطورك:
يجب أن يكون العثور على منتور (مرشد) من ضمن أولويات التطور المهني، فإذا لم تصادف منتوراً بشكلٍ طبيعي يجب عليك أن تبحث عن منتور. اسأل جاراً، أو زميلاً، أو صديقاً ما إن كان يعرف شخصاً يُكنُّ له التقدير أو الاحترام قد يكون مستعدَّاً للعمل معك.
يُعَدُّ الحصول على منتور من خارج وسط العمل -أي شخصاً غير مرتبطٍ لا بالمنظمة ولا بالمجال الذي تعمل فيه- مفيداً جدَّاً. إنَّ فرصة الحصول على منتور تُعَدّ أمراً رائعاً لأنَّ الشخص يحصل من خلالها على وجهات نظر مختلفة، وقد تبيَّن أنَّ الناس يتقبلون بشكلٍ كبير فكرة تقديم المساعدة للآخرين والعمل معهم إذا كانوا يعتقدون أنَّ في إمكانهم أن يقدموا لهم المساعدة أو إذا كانوا يعرفون ذلك.
6- تعرَّف إلى أشخاص من خارج الوسط المهني:
اخرج من الوسط المهني المحيط بك وابنِ علاقاتٍ في أماكن لم تَعْتَد على بناء العلاقات فيها، من الرائع أن تبدأ بناء العلاقات من خلال التطوع، إذ ناهيك عن أنَّ الحديث عن التطوع في سيرتك الذاتية يبدو أمراً رائعاً قد تتفاجأ بفرص العمل التي يمكن أن تجدها عن طريق زملائك المتطوعين - الذين يُعَدُّ العديد منهم موظفين يشغلون مناصب عاليةً أو متقاعدين لديهم شبكة علاقات واسعة.
7- ابحث عن الموظف الذي تكمل مهاراته مهاراتك:
ابحث عن شخصٍ يتبوَّأ مستوىً أعلى بقليلٍ من مستواك ويمتلك شخصيةً تختلف تماماً عن شخصيتك وفكر كيف يمكنك أن تصبح شخصاً لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة إلى ذلك الشخص. من خلال العمل مع هؤلاء الأشخاص لن تتعلّم وتتطوّر وحسب بل من الممكن أن تُرقَّى حينما يُرقى هؤلاء لأنَّهم سيرغبون في العمل معك أينما ذهبوا. السبب الذي يفسر نجاح هذه الطريقة هو أنَّ نقاط قوتك ستسد الثغرات الموجودة لدى الشخص وستعالج نقاط ضعفه.
من جهةٍ أخرى لن تكون منافساً يهدد ذلك الشخص لأنَّ شخصيتيكما مختلفتان لذلك ستعمل علاقتكما بشكلٍ جيدٍ جداً. تخيل على سبيل المثال شخصاً انطوائياً يعمل مع شخصٍ اجتماعي؛ يُعَدُّ هذا واحداً فقط من أشكال التعاون التي يمكن أن تنجح فعلاً بين الأشخاص ذوي الشخصيات المختلفة.
8- لا تُقيِّد نفسك بعمل محدد:
حينما تحاول شقَّ طريقك المهني حاول ألَّا تتشبث كثيراً برأيك فقد أضحى اليوم استكشاف العديد من المهن رائجاً أكثر من أيّ وقتٍ مضى، ولم يَعُد الناس يسلكون طريقاً مهنيَّاً واحداً طوال حياتهم المهنية. لهذا السبب يجب عليك عند التخطيط لحياتك المهنية ألَّا تفكر بالطريقة التقليدية. يجب عليك أن تفكر في شكل النجاح الذي تريد أن تحققه بطريقةٍ مرنة، إذ في إمكانك أن تنمو، وتجد ذاتك، وتغير طريقة تفكيرك بقدر ما تشاء بما يتماشى مع أجواء العمل التي تتغير اليوم بشكلٍ متسارع.
9- جرِّب أن تعمل عن بُعد:
المرونة التي يمنحها العمل عن بعد للشخص تجعل هذا النوع من العمل حلَّاً مثاليَّاً بالنسبة إلى الموظفين المسؤولين عن تقديم الرعاية الصحية لأشخاصٍ آخرين أو الذين لديهم أطفال، إضافةً إلى أولئك الذين يحبون السفر وحتى أولئك الذين يعيشون في أماكن تُعَدُّ فرص العمل في مجالاتٍ معينةٍ نادرةً فيها.
من خلال استثمار فرصة العمل عن بُعد فإنَّك تفتح الباب أمام مئات الوظائف التي قد لا تكون موجودةً في المنطقة التي تعيش فيها، مما قد يعني ازدياد فرصك في الحصول على أعمال أكثر تقدماً وجَني مزيدٍ من الأرباح، لا سيما بالنسبة إلى أولئك الذين يعيشون في مناطق تُعَدُّ تكاليف المعيشة فيها منخفضة.
يتردّد بعض الأشخاص في ممارسة العمل عن بُعد لأنَّهم يخشون من ألَّا يتمكّنوا من الحصول على راتبٍ ثابت، لكن الاعتقاد بأنَّ معظم الوظائف التي تُؤدَّى من المنزل هي وظائف عمل مستقل أو عمل إضافي ليس أكثر من واحدٍ من التصورات الخاطئة الشائعة.
10- خصّص وقتاً لممارسة الهوايات بعيداً عن العمل:
أفضل شيءٍ يمكنك أن تفعله هو أن تستمرّ في المشاركة في مشاريع مثيرةٍ بعيداً عن العمل. يضيف هذا قيمةً مذهلةً للعمل الذي تؤديه لأنَّه يساعدك في اكتساب مهاراتٍ جديدة، والأهم من ذلك أنَّه يمكِّنك من إخراج جميع طاقاتك الإبداعية.
إذا كنت تؤدي مثل تلك المشاريع ستتمكّن من تحمّل أيام العمل العصيبة لأنَّك تعلم أنَّك ستعود إلى المنزل وتمارس عملاً مهمَّاً فعلاً بالنسبة إليك. من الفوائد الأخرى التي يمكن أن تجنيها أنَّ هذه المشاريع المثيرة للشغف تتحول في النهاية إلى أكثر من مجرد عملٍ إضافيٍّ وقد تتمكن من خلالها من العمل بشكلٍ دائمٍ وأن تحصل على دخلٍ لم تكن يوماً تحلم به حينما كنت موظفاً عاديَّاً.
أيَّا كانت المحطة التي وصلت إليها في مشوارك المهني لا حرج أبدأً في أن تعود طالباً من جديد. دع هدفك يكون تعلّم مهارةٍ جديدةٍ كلّ عامٍ وشجع نفسك على الخروج من منطقة الراحة وستكون النتائج التي ستحصل عليها مذهلة.
أضف تعليقاً