بُنِي السد في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين خلال فترة الكساد العظيم من قبل ائتلاف شركاتٍ مكون من ستة مقاولين رئيسين للأنفاق والسكك الحديدية والطرق العامة، والذي أُطلق عليه اسم "الشركات الست" (Six Companies). وقد جذبت الوعود بأجورٍ أعلى من المتوسط (بين 50 سنتاً و1.25 دولاراً للساعة) أكثر من 42000 رجل إلى "صحراء نيفادا" (Nevada Desert) بحثاً عن عمل.
كان بإمكانك أن تجد في الموقع ما يقرب من 3500 عاملٍ في أيِّ وقتٍ خلال فترة بنائه؛ إذ يعمل معظمهم لثماني ساعات في اليوم وسبعة أيامٍ في الأسبوع، في درجات حرارة تتراوح بين البرد القارس ودرجات الحرارة المرتفعة جداً.
ولأنَّ البطالة خلال هذه الأزمة الاقتصادية بلغت أعلى معدلاتها على الإطلاق، فقد فاق عدد المتقدمين عدد الوظائف الشاغرة إلى حدٍّ كبير. ومع هذا الحشد الكبير من القوى العاملة، تجاهلت الشركة احتياطات السلامة العامة بكل سهولة مقابل إنجاز المشروع بسرعةٍ فائقة؛ وهذا ما أجبر العمال المنكوبين على التحرك بوتيرةٍ سريعة، حتى عندما كانت صحتهم وسلامتهم على المِحكِّ؛ وذلك بصرف النظر عن مئات الإصابات الخطيرة التي وقعت في أثناء بناء السد؛ إذ فقد أكثر من 100 عامل حياتهم في حوادث تتراوح أسبابها بين تفجير الديناميت والغرق، والسقوط عن الحواف والمنصات، والتعرض للدهس بمعدات البناء الثقيلة.
شاهد بالفيديو: 7 نصائح لتستطيع التركيز في بيئة عمل سامة
ما هي أهمية بيئة العمل؟
لم يكن جو العمل الممتع أكثر ما شغل بال عمال "سد هوفر" (Hoover Dam) الذين كان همهم الأول والأخير الحصول على أجورهم. إذا كنت عاملاً محظوظاً بما يكفي للحصول على وظيفة في هذا المشروع، فمن الأفضل أن تركز على ما تفعله فحسب، وتُبقي فمك مغلقاً، وتقوم بهذه المهمة على أكمل وجه؛ أما إذا مرضتَ أو حدث الأسوأ من ذلك، كأن تتعرض للإصابة في أثناء العمل، فمن الأفضل ألَّا تدع أيَّ شخص يكتشف ذلك، وإلا سيتم استبدالك في غمضة عين.
بالطبع، ذلك ما كان عليه الحال في الماضي، لكنَّ موازين الأمور انقلبت هذه الأيام؛ فأصبح أرباب العمل هم من يقومون بالتذلل الآن؛ إذ إنَّ هناك نقصاً في نسبة العاملين المهرة وذوي الخبرة، ويبدو أنَّ مخزون المواهب المتاح يزداد ضآلةً مع مرور الأيام.
ولهذا السبب، فإنَّ وكالات التوظيف والباحثين عن الكفاءات وأرباب العمل على تنافسٍ دائمٍ للحصول على أفضل الأشخاص في مؤسستك. والطُعم الأكثر شيوعاً لجذبهم إليهم هو الزيادة الكبرى في الأجور. ولكن إذا لم يكن المال وحده دافعهم إلى اغتنام الفرصة، فإنَّ الوعود بتوفير بيئة عملٍ أفضل لطالما عُدَّت ورقةً رابحة.
للمنافسة والنجاح في سباق تحسين بيئة العمل، عليك أن تعرف الأسئلة التي تجول دائماً في أذهان مجموعة المواهب الموجودة لديك، وكذلك أذهان أولئك الذين تحاول توظيفهم.
7 أسئلة يطرحها موظفوك تخصُّ بيئة العمل:
- هل يفعل رب العمل كلَّ ما في وسعه من أجل حمايتي؟
- هل يمكنني التصرُّف على طبيعتي عندما أكون في العمل، أم أنَّ عليَّ التصنُّع؟
- هل يتوفر لديَّ كلُّ ما يلزم للتفوق في هذه الوظيفة؟ (كالأدوات اللازمة والتدريب والتكنولوجيا وما إلى ذلك).
- هل أُقدِّر رئيسي في العمل وأحترمه وأثق به؟
- هل أحب زملائي الذين أعمل معهم باستمرار؟
- هل تُحفِّزني هذه البيئة أم تُنفِّرني؟
- هل الأمر يتعلق بالعمل فحسب ولا وجود للمتعة هنا، أم أنَّه مسموح لنا الاستمتاع قليلاً في أثناء العمل؟
إنَّ مجرد معرفة هذه الأسئلة السبعة بالغة الأهمية غير كافٍ؛ إذ ستُحدد الإجابات عن هذه الأسئلة ما إذا كانت شركتك قادرةً على جذب أفضل المواهب المتاحة والاحتفاظ بها، أم سينتهي بك الأمر إلى توظيف أولئك الذين رفضهم منافسوك.
المصدر: 1
أضف تعليقاً