ويُعَدُّ الخوف من الفشل، والفقر، وخسارة المال من أكثر أنواع المخاوف شيوعاً بين الأفراد، وتدفع هذه المخاوف الفرد إلى تجنب التجارب التي تنطوي على بعض الخطورة ورفض الفرص المتاحة؛ وبالنتيجة لا يتسنى له أن يحقق النجاح في حياته؛ لأنَّه يخشى الفشل ولا يتجرأ على اغتنام الفرص.
يوجد عدد كبير من المخاوف التي تؤثر في مستوى سعادة الفرد؛ مثل الخوف من فقدان الأحبَّة، أو الوظيفة، أو الضمان المالي، والخوف من التعرض للإحراج أو الرفض أو الانتقاد، أو خسارة تقدير الآخرين له مثلاً، كما تعوق هذه المخاوف الفرد من تحقيق السعادة والتقدم في حياته.
العجز المصاحب للشعور بالخوف:
يتمثل رد الفعل الطبيعي في حالة الخوف بشعور الإنسان بالعجز وقلة الثقة في النفس، ويمتنع بعضهم عن اتخاذ التدبيرات اللازمة والسعي في سبيل طموحاتهم بسبب خوفهم من الفشل والخسارة، وتشمل الأعراض الجسدية المصاحبة لشعور الخوف جفاف الفم والحلق، وتسارع نبضات القلب، وضيق النفس، واضطرابات المعدة.
يتعرض الفرد بين الحين والآخر لهذه الأعراض الجسدية المصاحبة للشعور بالخوف والعجز الذي يمنعه من الاستفادة من الفرص المتاحة؛ لأنَّه عوَّد نفسه الاستسلامَ للخوف والتصرف بهذه الطريقة، ويؤدي هذا الخوف إلى شل حركة الفرد ومنعه من إحراز التقدم في حياته، وتحفيز "استجابة الكر أو الفر" (fight-or-flight) التي كانت تحمي الإنسان البدائي من الحيوانات المفترسة وغيرها من الأخطار المحدقة به؛ فالخوف عاطفة مؤذية تمنع الإنسان من تحصيل السعادة وتحقيق التقدم الذي يطمح إليه في حياته.
4 طرائق للتغلب على مشاعر الخوف:
إليك فيما يأتي 4 طرائق للتغلب على مشاعر الخوف:
1. ممارسة التصور الذهني:
عندما تتخيل أنَّك تعمل بثقة وكفاءة في موقف تشعر بالخوف إزاءه فإنَّ عقلك الباطن سيتقبل هذه الصورة الذهنية ويحولها إلى إرشادات وإجراءات فعلية تحسِّن أداءك على أرض الواقع، وسوف تتغير نظرتك لنفسك، ولقدراتك تدريجياً من خلال ممارسة تمرينات التصور الذهني التي تقتضي تخيُّل صور إيجابية عن نفسك وعن أدائك في العمل وتصرفاتك في الحياة عموماً.
عليك أن تتصرف كما لو أنَّك غير خائف على الإطلاق في المواقف التي تخشاها في العادة، ويمكن أن تشمل هذه التصرفات أن تمشي، وتبتسم وتتحرك، وتتخذ قراراتك، وتتقدم في حياتك بثقة وجرأة كأنَّك تتحلى بالشجاعة التي ترغب فيها وتحتاج إليها في آنٍ معاً.
يفيد قانون "قابلية العكس" (The Law of Reversibility) بأنَّ "الإنسان يتصرف بطريقة توافق حالته الشعورية"، وإذا تصرَّف الفرد بطريقة تبرز شعوراً معيَّناً هو لا يمتلكه بالأساس، فإنَّ أفعاله ستؤدي إلى توليد هذا الشعور وفقاً لقانون "قابلية العكس".
يُعَد هذا القانون من أعظم اكتشافات علم نفس النجاح؛ لأنَّه يساعد الفرد على اكتساب الشجاعة التي يحتاج إليها من خلال تأديب النفس وتعويدها القيامَ بالشيء الذي تخشاه حتى يختفي هذا الخوف في نهاية المطاف.
2. مواجهة المخاوف:
يكمن سر السعادة والنجاح في الحياة في قدرة الفرد على مواجهة المواقف التي يخشاها، ومعاملتها، وفعل ما يلزم على الرغم من شعور الخوف الذي يتربص به، وتقتضي إحدى التمرينات المستخدمة لمواجهة الخوف أن تحدد شخصاً أو موقفاً معيَّناً تخشاه، وتقرر أن تواجهه وتعامله في الحال، ولا تسمح له بأن يحرمك تحقيق السعادة بعد الآن، وتتخلص من خوفك إلى الأبد.
شاهد بالفديو: 7 نصائح للتغلب على خوفك من المجهول
3. معاملة شعور الخوف:
يمكنك أن تسيطر على مشاعر الخوف وتحدَّ من تأثيرها في جودة حياتك من خلال تحديدها وتعويد نفسك القيامَ بالأشياء التي تخشاها بدلاً من أن تتجنبها، فتزداد ثقة الإنسان في نفسه عندما يسيطر على مخاوفه، وبالمقابل يمكن أن يزداد شعورك بالخوف عندما تتجنب الأشخاص أو المواقف التي تسبب لك الخوف؛ إذ يؤدي هذا الهروب المستمر إلى سيطرة الخوف على أفكارك ومشاعرك وإصابتك بالقلق والأرق.
4. معالجة مشاعر الخوف في الحال:
تقتضي الطريقة المثالية لمعاملة شعور الخوف أن تعترف به وتعالجه في الحال بدلاً من أن تنكر وجوده، فيميل الإنسان بطبعه إلى إنكار المشكلات التي يُحدثِها الخوف في حياته؛ لأنَّه يخشى مواجهته؛ وبالنتيجة يتفاقم تأثيره السلبي ويصبح مصدراً للشعور بالتوتر، والتعاسة، والأمراض الجسدية؛ لذا عليك أن تكون مستعداً لمواجهة الموقف أو الشخص الذي تخشاه مباشرةً دون تأجيل؛ فكما يقول الكاتب المسرحي "وليم شكسبير" (William Shakespeare): "فلتواجه مشكلاتك وتبذل كل ما بوسعك للتغلب عليها وإنهائها".
في الختام:
يزداد شعور الفرد بالفخر والتقدير والاحترام الذاتي عندما يجبر نفسه على مواجهة المواقف التي يخشاها ويعتادها ويتخلص من جميع مخاوفه في نهاية المطاف.
أضف تعليقاً