23 حقيقة عن الانطوائيين:
سنقدِّم في مقالنا اليوم قائمة تضم 23 حقيقة عن الانطوائيين لتوضيح طبيعتهم، ومساعدتك على فهم الفرق بينهم وبين المنفتحين:
1. أنواع أساسية من الانطوائية:
كشفت الأبحاث عن أربعة أنواع متعددة من الانطوائيين، والتي تتضمن كل منها أنواع مختلفة من الشخصيات، فقد ولَّت الأيام التي كان فيها الناس يُصنَّفون ببساطة إلى شخصيات "انطوائية" أو "انفتاحية".
وفقاً إلى "جوناثان تشيك" (Jonathan Cheek)، وهو أستاذ علم نفس الشخصية في جامعة "ساذرن ميثوديست" (Southern Methodist): "يحمل كل شخص في شخصيته نوعاً أساسياً من الانطوائية"، وهي:
-
الانطواء المقيِّد:
أصحابه محافظون ولا ينفتحون على الآخرين بسهولة.
-
الانطواء الاجتماعي:
أولئك الذين يفضلون التجمعات الصغيرة أو قضاء الوقت وحدهم، ولكنَّ سلوكهم سليم.
-
انطواء القلق:
قد يعاني أصحابه من اضطراب القلق، أو يحتاجون ببساطة إلى وقت للتعامل مع المواقف التي تسبب لهم التوتر.
-
انطواء التفكير:
وهو النوع الذي يميل إلى الهدوء والذكاء، ويواجه أصحابُه صعوبةً في التوقف عن التفكير.
إذاً يختلط الانطوائيون بالآخرين ويجرون الأحاديث، ولكنَّهم يفضلون ببساطة اختيار كيف ومتى عليهم القيام بذلك.
2. يحب الانطوائيون الأيام الممطرة؛ لأنَّها تحاكي الضجيج الأبيض الذي له تأثير مهدئ فيهم
يقال إنَّ الأيام الممطرة لها تأثير مهدئ جداً في الانطوائيين، ويعتقد الخبراء أنَّ لذلك عدة أسباب، وأهمها هو أنَّ المطر قد يعني احتمال إلغاء أي خطط؛ إذ يحبُّ معظم الانطوائيين الحصول على فرصة للراحة لقراءة كتاب ممتع أو مشاهدة برنامجهم المفضل بسلام.
تشير نظرية أخرى مدعومة بالأبحاث إلى أنَّ الانطوائيين يجدون الضجيج الأبيض (white noise) مهدِّئاً، وأنَّ صوت المطر على الرصيف أو النافذة يحاكي ذلك؛ وهذا يمنح الشخص الانطوائي القدرة على التركيز والتفكير بذهن صاف.
3. يواجه الانطوائيون صعوبة في التوقف عن التفكير:
يمعنُ الانطوائيون في التفكير، وعلى الرغم من أنَّهم لا يشاركون دوماً في الصفوف الدراسية أو يتطوعون في مشاريع العمل، إلا أنَّ سبب ذلك ليس نقص المعرفة أو غياب القدرات.
وفقاً لمقال نُشِر في موقع "سايك ميكانيكس" (PsychMechanics): من النادر أن تصادف شخصاً يمعن في التفكير وليس انطوائياً، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى أنَّ الانطوائيين يفضلون استعادة طاقتهم من خلال قضاء بعض الوقت وحدهم؛ وذلك ليفكروا ويحللوا المعلومات التي يواجهونها باستمرار، لذا في المرة القادمة التي تفترض فيها أنَّ الشخص الانطوائي أحمق أو يفتقر إلى الحماسة، فكِّر مرة أخرى وتعرفَّ إليه؛ لأنَّه قد يخطط ببساطة لما سيفعله أو يفكر بحل لمشكلة.
4. الانطوائيون مبدعون جداً:
نظراً لأنَّ معظم الانطوائيين يتسمون بالهدوء والخجل والحساسية، فلا عجب أنَّهم غالباً مَن يخرجون بأكثر الأعمال أو الفنون إبداعاً وروعة في العالم، سواء أكان في مجال الموسيقى أم النحت أم الرسم أم الكتابة.
قد يعدُّ بعضهم أنَّ سلوكهم يميل إلى الانعزالية، ويُعدُّ كل من الكاتب الأمريكي "جيروم ديفيد سالينجر" (J.D. Salinger) والمخرج "ستانلي كوبريك" (Stanley Kubrick) والمغني "سيد باريت" (Syd Barrett) والرَّسام "فينسنت فان جوخ" (Vincent Van Gogh) أمثلة عن انطوائيين منعزلين أصبحوا فنانين مبدعين.
يحب الانطوائيون قضاء الوقت وحدهم للإبداع والاستمتاع ببساطة الفن، حتى إنَّهم وُصِفوا بأنَّهم يمتلكون قوى خارقة إبداعية يجب أن يراها العالم كله.
شاهد بالفديو: صفات الشخصية الانطوائية وكيفية التعامل معها
5. يتجنب الانطوائيون بعض الوظائف التي تجبرهم على التفاعل مع محيطهم:
نظراً لأنَّ الانطوائيين يفضلون البقاء ضمن حدود منطقة راحتهم، فمن غير المرجح أن يعملوا في وظيفة قد تعرِّضهم للخروج منها، لذا يتجنبون الوظائف التي تتطلب كثيراً من التفاعل الاجتماعي أو التقيد بمواعيد نهائية صارمة أو التحدث أمام الجمهور، وليس خوفاً منها؛ بل لأنَّها قد تسبب ضغطاً وقلقاً غير ضروريين.
تشمل بعض المهن التي يفضلها الانطوائيون ما يأتي:
- التصوير الفوتوغرافي.
- الكتابة أو التحرير.
- إدارة مواقع التواصل الاجتماعي.
- المحاسبة.
- العلاج النفسي.
- تصميم الجرافيك.
- التحليل.
تتطلب مثل هذه الوظائف إلى حد كبير العمل فردياً أو ضمن مجموعة صغيرة؛ وهذا يتيح للانطوائي المرونة للعمل بالوتيرة التي تناسبه؛ وذلك ضمن حدود المعقول، والتحكم في تفاعلاته مع الآخرين.
6. يتسم الانطوائيون بالوعي الذاتي ويدركون الإشارات الجسدية والعقلية:
لا يتسم معظم الناس بالوعي الذاتي، فنحن في عجلة من أمرنا معظم الوقت لدرجة أنَّنا نادراً ما ننتبه إلى ما تحتاجه عقولنا وأجسادنا، ولهذا السبب يعاني معظم الناس من اضطرابات عقلية وجسدية، فيلجؤون إلى تناول الأدوية أو اتباع أنظمة غذائية أو ممارسة الرياضة، وعلى الرغم من أنَّ هذه الأشياء مفيدة وضرورية أحياناً، ولكن يمكن علاج بعض الأمور أو حتى تجنبها من خلال تخصيص الوقت للرعاية الذاتية.
يبدو أنَّ معظم الانطوائيين لا يترددون في الاستغناء عن صحبة الأصدقاء، وقضاء الوقت بدلاً من ذلك بهدوء في المنزل، ولكن ليس لأنَّهم لا يستمتعون بصحبة الآخرين؛ بل لحاجتهم إلى تجديد طاقتهم، كما يعرفون من خلال المستوى هذا من الوعي الذاتي أنَّ موقفاً معيناً قد يسبب لهم القلق أو الانزعاج، فيتجنبون ببساطة المشاركة فيه.
يفهم الانطوائيون ربما أكثر من أي شخص آخر، ما يفيدهم عاطفياً وجسدياً، ولا يشعرون بالذنب بشأن رفض الدعوات إذا كان حدسهم يخبرهم بالتأثيرات السلبية في ذلك.
7. لا يمكن تشتيت انتباه الانطوائيين؛ لأنَّ نشاطهم الدماغي أكبر من المنفتحين:
الانطوائيون دائمو الانشغال بالتفكير والتحليل؛ وهذا يتطلب منهم تركيزاً شديداً، فما إن يركزوا اهتمامهم على شخص أو شيء ما يصعب تشتيت انتباههم، والسبب في ذلك هو آلية عمل أدمغتهم، والتي تختلف عن آلية عمل أدمغة المنفتحين، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنَّهم لا يهتمون بنيل اهتمام الآخرين، لذا يتقن الانطوائيون الإصغاء، وهم قادة بالفطرة.
8. يُقدم الانطوائيون على مجازفات محسوبة ويفكرون بإيجابيات وسلبيات أي مخاطرة:
لا يخشى الانطوائيون المخاطرة ولا يرفضونها بخلاف المعتقدات الشائعة، ولكنَّهم لا يندفعون إليها دون تفكير، ويقيِّمون إيجابياتها وسلبياتها، فإذا لم يستفيدوا من الأمر، فمن المرجح أن يرفضوه.
تتطلب المخاطرة المحسوبة المراقبة والتفكر، ويتخذ الانطوائي قراره بعد جمع الحقائق ومعالجتها، ولا سيما في مكان العمل، ولكن يمكن أن ينطبق الأمر أيضاً على المخاطر الشخصية، فمثلاً، لا يتزوج الانطوائي شخصاً بناءً على مظهره أو نجاحه المالي فقط؛ بل يبحث عما يكمِّله، ويستفيد الطرفان من هذا الارتباط؛ إذ يختار الانطوائيون أصدقاءهم بعناية أيضاً، ويفضلون دائرة صغيرة من الأصدقاء المقربين الذين يتقبلونهم كما هم.
9. يحتاج الانطوائيون إلى قضاء بعض الوقت وحدهم لتجنب الانهيار العاطفي:
لا يفضِّل الانطوائيون البقاء وحدهم أحياناً؛ بل هم يحتاجون إلى ذلك، وإلا سيتعرضون للانهيار العاطفي، أو ما يُعرَف في "صداع الانطوائيين" (introvert hangover)، وهو شعور الانطوائي بالإنهاك والتعب والإرهاق عند اضطراره للمشاركة في المناسبات الاجتماعية لوقت طويل وذلك بوجود كثير من الناس دون قضاء ما يكفي من الوقت وحده لاستعادة توازنه الداخلي وتجديد طاقته، وقد ينتج ذلك الشعور عن التفاعلات في المجموعات الصغيرة، أو التحفيز الزائد الناتج عن نشاط بعينه، أو المؤتمرات التي تُجرى عن بُعد.
يشعر المنفتحون بهذا الشعور أيضاً، فيعانون من الإرهاق من وقت لآخر، ولكنَّه أقل وطأة عليهم، فيرغبون بقضاء بعض الوقت وحدهم، ولكنَّ الانطوائيين يحتاجون إليه أكثر، وتشير الأبحاث إلى أنَّ الأمر يتعلق بمستوى حساسيتهم لهرمون الدوبامين، وهو ناقل عصبي في الدماغ ينظم المتعة والإثارة.
10. يفضل الانطوائيون التجمعات الصغيرة:
يحب الانطوائيون قضاء الوقت مع الآخرين، ولكنَّهم يفعلون ذلك بشروطهم، فيختارون التجمعات الصغيرة التي تضم أصدقاءهم المقربين بخلاف الأشخاص المنفتحين الذين يفضِّلون التجمعات الكبيرة، وبالنسبة إلى الانطوائي، إنَّ تناول العشاء مع صديق مفضَّل أو الخروج في نزهة مع صديقين كاف لقضاء وقت ممتع.
تشير الأبحاث إلى أنَّ استجابة الانطوائيين والمنفتحين تختلف في المواقف الاجتماعية، ويعود ذلك إلى أسباب بيولوجية تتعلق بانطلاق استجابة الكر أو الفر لدى الانطوائي في المواقف الاجتماعية؛ وذلك بسبب إثارة جهازه العصبي.
11. يستمتع الانطوائيون بوقتهم:
يستمتع الانطوائيون بالنشاطات كالمنفتحين تماماً، ولكنَّ فكرتهم عن المتعة مختلفة قليلاً؛ إذ يستمتع أغلب الانطوائيين بكثير من النشاطات ذاتها التي يمارسها المنفتحين، مثل ركوب الأفعوانيات والتجديف والخروج لتناول الطعام وغيره، ولكنَّ أشياء بسيطة مثل تناول الوجبات السريعة في أثناء مشاهدة المسلسلات، يمكن أن تجلب لهم متعة كبيرة أيضاً.
12. الانطوائيون: عوالم داخلية غنية تتكشف فقط للمقربين
تختلف الانطوائية عن الخجل؛ فالانطوائية تعني أنَّ العالم والتواصل يستنزف طاقتك بينما البقاء وحدك يعيد شحنها، وأما الخجل فيعني الشعور بالتوتر والإحراج في معظم المواقف الاجتماعية، لذا يرفض الانطوائي الانضمام إلى التجمعات الكبيرة التي تتطلب التفاعل مع الآخرين؛ لأنَّها ترهقه بينما يفضل قضاء الوقت مع شخص أو اثنين يرتاح لوجودهم ويفصح عما بداخله لهم.
13. الهدوء للانطوائيين: احتياجات أساسية وتجنب متاعب غير ضرورية
الانطوائيون متصالحون مع أنفسهم، فيرفضون الدعوات التي لا تهمهم، ولا يشعرون بالذنب تجاه ذلك، ونظراً لأنَّهم يقضون كثيراً من الوقت وحدهم، فيبعدون أنفسهم عن المتاعب اليومية التي يتعامل معها كثير من المنفتحين، والتي غالباً لا تكون ضرورية.
يختار الانطوائيون مقدار الهدوء والإثارة في أيامهم، وهذا يعني أنَّ احتمال شعورهم بالقلق ضعيف أو حتى معدوم، وعلى الرغم من أنَّ بعض الانطوائيين يعانون من اضطراب القلق، ولكنَّ الكثيرين ليسوا كذلك؛ بل سعداء ببساطة في مساحتهم الصغيرة التي يسمحون أحياناً لشخص بالدخول إليها.
14. الاحترام الذاتي للانطوائيين: القوة في التقبل والاعتراف
على الرغم من أنَّهم قد يبدون متحفظين معظم الوقت، ونادراً ما يرغبون بأن يكونوا مركز الاهتمام، إلا أنَّ ذلك ليس بسبب نقص احترامهم لذاتهم؛ بل يعرف الانطوائيون بالضبط أنفسهم وما يسعدهم فهم يحبون أنفسهم، ولا يحاولون تغييرها، ومن الشائع الاعتقاد بأنَّ المنفتحين اجتماعيون أكثر، ومن ثم يتمتعون بقدر كبير من احترام الذات، ولكن يمكن أن يتصرفوا بهذه الطريقة أيضاً لإخفاء مخاوفهم الحقيقية.
كشفت الدراسات أنَّ الانطوائيين الاجتماعيين يتمتعون باحترام ذاتي أعلى من الانطوائيين الذين ليسوا كذلك، فإذا كانوا يستمتعون بصحبة الآخرين حتى في جلسات فردية أو مجموعات صغيرة دوماً، فهذا يعني أنَّهم واثقون بأنفسهم.
15. احترام طبيعة الانطواء: مخاطر إجبار الانطوائيين على الخروج من منطقة راحتهم
لا يحتاج الانطوائيون لمن يعالجهم، ولا لمن يغير طريقة تفاعلهم مع الآخرين أو تفكيرهم أو سلوكهم عموماً؛ بل قد يعرِّض إجبارهم على الخروج من منطقة راحتهم صحتهم النفسية للخطر.
الانطوائيون سعيدون في عزلتهم، فلديهم وظائف يستمتعون بها ولديهم دائرة صغيرة من الأصدقاء والعلاقات العميقة، ومن المعروف أيضاً أنَّ الانطوائيين ذوي الحساسية العالية متعاطفين مع الآخرين بطبيعتهم؛ فالتعاطف هو جزء هام من شخصياتهم؛ لأنَّهم يتأثرون كثيراً في معاناة الآخرين، ويشعرون بألمهم.
16. التفاعل مع المعلومات أولاً ثم التغيير بحذر:
يحتاج الجميع إلى وقت إضافي لمعالجة الأمور بين الحين والآخر، ولكنَّ الانطوائيين يحتاجون إلى ذلك أكثر؛ فإذا واجهوا تغييراً ما، فيفكرون بجميع السيناريوهات الممكنة له؛ إذ تشير الدراسات إلى أنَّ المنفتحين أكثر قدرة على التحكم بالأحداث التي تجري من حولهم وتقبل التغييرات بينما يتفاعل الانطوائيون مع التغيير ببطء أكبر، وليس خوفاً منه؛ بل لأنَّهم ببساطة يعالجون المعلومات.
17. لا يحب الانطوائيون الأحاديث القصيرة التي لا جدوى منها:
من المعروف أنَّ الانطوائيين لا يحبون الأحاديث الصغيرة، ومن المحتمل أنَّ ذلك له علاقة بخوفهم من عدم معرفة ما عليهم قوله، أو عدهم مملين.
يفكر الانطوائيون بعمق، ويستغرقون وقتاً لمعالجة أفكارهم وكلماتهم؛ لأنَّهم يريدون أن يبدوا مثيرين للاهتمام للتعويض عن حقيقة أنَّهم يفضلون البقاء وحدهم أكثر.
شاهد بالفديو: 9 طرق لتطوير المهارات الاجتماعية
18. الانطوائية: فهم تصرفاتهم وردود أفعالهم
عندما يرفض الانطوائيون دعوة أو لا يتطوعون في حدث لجمع التبرعات، فقد نسارع إلى تكوين انطباع سيئ عنهم؛ لذا نفترض أنَّهم كسالى أو مغرورين، ولكنَّها من المفاهيم الخاطئة الشائعة.
إذا لم يبدِ الانطوائيون رد فعل للأخبار السيئة على الفور، فهذا ليس بسبب عدم اهتمامهم بالأمر؛ بل لأنَّهم يعالجونها بوتيرة أبطأ، ويُساء فهم الانطوائيين؛ بسبب الصور النمطية السلبية المرتبطة بهم إلى جانب عدم الوعي بسماتهم وضغط المجتمع للالتزام بسمات المنفتحين.
19. الانطوائيون: ليسوا كسالى، بل حكماء في إدارة طاقتهم
السبب الذي يجعلنا نعتقد أنَّ الانطوائيين كسالى؛ هو أنَّهم لا يُقدِمون عادةً على مساعدة صديق أو التطوع في مؤسسة خيرية، ولا يرغبون دائماً بأن يقودوا مشاريع عمل أو التحدث في المناسبات، ولكن هذه من أكثر الأفكار الخاطئة الشائعة المتعلقة في الانطوائيين؛ لأنَّ حاجتهم إلى استعادة طاقتهم هي التي تمنعهم من المبادرة فوراً، وهي حقيقة مدعومة بالأدلة.
20. يُحسِن الانطوائيون الإصغاء لأنَّ نسبة الإصغاء إلى التحدث لديهم أعلى من معظم الناس:
نظراً لأنَّ الانطوائي لا يهتم باستهلال الحديث، ولا يتوق إلى جذب الاهتمام، فهو متحفظ بشكل عام؛ وهذا يعني أنَّه يسعد بسماع ما يقوله الناس، ويصغي إليهم بكل اهتمام.
تعتقد "نانسي أنكويتز" (Nancy Ancowitz)، وهي الكوتش المهنية المتخصصة في العروض التقديمية، ومؤلفة كتاب "الترويج الذاتي للانطوائيين" (Self Promotion for Introverts) أنَّ "نسبة الإصغاء إلى التحدث لدى الانطوائيين أعلى؛ لأنَّهم يعالجون الأمور بهدوء في ذهنهم وليس بصوت عالٍ".
21. الانتقائية: سرّ إخلاص الانطوائيين
يفكر الانطوائيون في كل شيء، ولا يقتصر الأمر على العمل أو المواقف الاجتماعية فحسب؛ بل يختارون الأشخاص الذين يقضون وقتهم معهم بعناية، ويهتمون بالطريقة التي يقضون بها أوقات فراغهم، فهم يعرفون متى يحتاجون لأن يكونوا وحدهم، ومتى يرغبون بالصحبة.
يهتم الانطوائيون بكل لحظة من وقتهم، لذا لا يضيعونه أبداً مع شخص لا يضيف قيمة إلى حياتهم؛ فإذا كنت صديقاً لشخص انطوائي، فمن المحتمل أن تدوم صداقته طويلاً، لأنَّه مخلص وداعم ويُحسِن الإصغاء ولا ينتقد غيره بسرعة، ويقدم نصائح مدروسة بعناية، ويقف بجانبك عندما تحتاجه.
22. يستخدم الانطوائيون جزءاً مختلفاً من جهازهم العصبي:
يُصنَّف الناس بناء على شخصياتهم ومواهبهم عادة إلى ذوي الدماغ الأيسر وذوي الدماغ الأيمن، فإذا كنت تميل إلى التحليل والتفكير المنهجي، فإنَّ النظرية تقول إنَّك من أصحاب الدماغ الأيسر، أما إذا كنت تميل إلى الإبداع والفن، فأنت من أصحاب الدماغ الأيمن، ولكنَّ البشر معقدون أكثر من ذلك؛ إذ يتكون الجهاز العصبي من الدماغ والنخاع الشوكي وشبكة معقدة من الأعصاب، فيرسل هذا النظام تنبيهات بين الدماغ والجسم، والدماغ هو الذي يتحكم في جميع وظائف الجسم.
تحفز مادة "الأسيتيل كولين" (Acetylcholine) منطقة "ما تحت المهاد" لإرسال تنبيهات إلى الجهاز العصبي اللاودي للحفاظ على الطاقة؛ وهذا يبطئ حركة الجسم، ويتيح للانطوائيين التفكير في الموقف وتفحصه، وإذا اتخذ الشخص قراراً في الإقدام على عمل، فيتطلب الأمر تفكيراً واعياً وطاقة لدفع الجسم على العمل.
إقرأ أيضاً: 10 نصائح لحياة أكثر سعادة للأشخاص الانطوائيين
23. لدى الانطوائيين نشاط أعلى في القشرة المخية:
يعني ارتفاع نشاط القشرة المخية أنَّ الانطوائيين يعالجون كثيراً من المعلومات في الثانية؛ ولذلك يتجنبون عموماً البيئات التي تتطلب نشاطاً عالياً، وهذا يفسر عدم رغبة الانطوائيين بالأحاديث الصغيرة والأماكن الصاخبة والتجمعات الكبيرة، فالانطوائية ليست مجرد نوع شخصية أو سمة يفضلها الفرد؛ بل يعدُّ تخصيص الوقت للاسترخاء واستعادة الطاقة ضرورة بيولوجية بالنسبة إلى الانطوائي.
في الختام:
إذا كنت قد قرأت المقال هذا، فأنت إما انطوائي وتتأكد من أنَّ الحقائق هذه صحيحة، أو أنَّك على علاقة بشخص انطوائي، وذلك سواء على الصعيد المهني أم الشخصي، ومن ثم تريد فهم طبيعته أكثر؛ الانطوائيون أذكياء ويفكِّرون بعمق ويراعون غيرهم؛ فهم قادة عظماء وأصدقاء رائعين، وكل ما عليك فعله هو التعرف إليهم أكثر واحترام احتياجاتهم.
أضف تعليقاً