1. الخطأ الأوّل، ألَّا تحضِّر بما فيه الكفاية:
كان ستيف جوبز مُتحدِّثاً مُلهماً. قد يبدو أنَّ خطاباته كانت بهذا المستوى من دون أن يبذل جهداً؛ ولكن في الواقع، لقد استغرق كلُّ واحدٍ منها أيَّاماً أو أسابيعَ من التحضير لتقديم عرضٍ تقديميّ.
يُعدُّ الإعداد الدقيق أمراً ضرورياً، ويعتمد مقدار الوقت الذي تقضيه في التخطيط على حالتك، ولكن من الجيِّد أن تبدأ في وقتٍ مبكِّر، حيث أنَّه من المحال أن تُلِمَّ بكلِّ الأمور مهما كان الوقت الذي تقضيه في التحضير.
يساعدك الإعداد السليم أيضاً في إدارة توتُّر العرض التقديمي، فعندما تتعرَّف على موادك من الداخل والخارج، فأنت ستكون أقلَّ عرضةً إلى التوتُّر.
2. الخطأ الثاني، ألَّا تكون مُعتاداً على التعامل مع المكان والمُعدَّات:
تخيَّل أنَّ عرضك التقديمي سيبدأ بعد ساعةٍ واحدة. تصل إلى المكان وتُصاب بالذعر؛ لأنَّ جهاز العرض لا يعمل مع كمبيوترك المحمول، ممَّا يعني أنَّ الشرائح التي قضيت ساعاتٍ لتحضيرها لا فائدةَ منها الآن. تُعدُّ هذه كارثةً بالنسبةِ إليك.
يمكنك تجنُّب مثل هذا الموقف من خلال قضاء بعض الوقت في التعرُّف على المكان والمُعدَّات المُتاحة مرَّةً واحدةً على الأقل قبل العرض التقديمي. في كثيرٍ من الأحيان، سيكون نوع المشاكل التي يمكن أن تُهدِّد عرضك التقديمي عبارةٌ عن مواقف خارجةٍ عن إرادتك، لكنَّ هذا لا يعني أنَّك عاجز. تولَّى تحليل المخاطر لتحديد المشاكل المُحتملة، والتوصُّل إلى خطَّةٍ احتياطيَّةٍ جيِّدة لكلٍّ منها.
3. الخطأ الثالث، أن تتجاهل الحاضرين:
يمكن للمتحدِّثين في بعض الأحيان أن ينغمسوا في تقديم عروضهم التقديمية وينسوا احتياجات جمهورهم.
ابدأ العرض التقديمي عن طريق إخبار جمهورك بما يمكنهم توقُّعه، ودعهم يعلمون ما الذي ستغطِّيه أولاً، وما إذا كنت ستتوقَّف للاستراحة، وما إذا كنت ستتلقَّى طرح الأسئلة في أثناء العرض التقديمي، وما إلى ذلك.
إنَّ توفير هذه "العلامات" مُقدَّماً سيعطي جمهورك فكرةً واضحةً عمَّا يمكن توقُّعه، حتَّى يتمكَّنوا من الاسترخاء والتركيز على العرض التقديمي.
4. الخطأ الرابع، أن تستخدم محتوىً غير مُلائم:
إنَّ الغرض الأساسي من أيِّ عرضٍ تقديميٍّ هو مشاركةُ المعلومات مع الآخرين؛ لذلك من الهامِّ أن تفكِّر في المستوى الذي ستتحدَّث منه، لذا قم ببعض الأبحاث حول جمهورك
- لماذا هم هنا؟
- كم يعلمون مُسبقاً عن موضوعك؟
- ماذا يريدون أن يتعلَّموا أكثر منك في هذا الحدث؟
فأنت لن تُحقِّق هدفك من خلال تقديم عرضٍ تقديميٍّ مُمتلئٍ بالمصطلحات لدرجةِ أن لا أحد سيفهمك، وبالتأكيد لن تُلبِّي ما يريده الناس بالمطلق إذا كان سيتعارض مع خطَّتك؛ لذا حاول أن تضع نفسك مكان الناس للحصول على صورةٍ أوضح عن احتياجاتهم ودوافعهم. يمكنك أيضاً الترحيب بالأفراد الحاضرين وطرح بعض الأسئلة عليهم لتتعرَّف على مستوى معرفتهم حول الموضوع، هذا سوف يساعدك أيضاً كي يأخذ العرض التقديمي خاصَّتك طابعاً شخصياً، وسيجعلك تتواصل مع كلِّ شخصٍ من جمهورك، حتَّى يكونوا أكثر اهتماماً بما تقوله.
5. الخطأ الخامس، أن تُطيل الشرح بإسهاب:
إنَّ العروض التقديمية القصيرة والمُوجزة تكون في الغالب أكثر فعاليةً من العروض التقديمية المُسهبة؛ لذا حاول الاقتصار على بضع نقاطٍ رئيسة. إذا كنت تستغرق وقتاً طويلاً للوصول إلى وجهة نظرك، فأنت تخاطر بفقدان انتباه جمهورك.
لدى الشخص البالغ متوسِّط فترة انتباه من 15 إلى 20 دقيقة؛ لذا إذا كنت تريد الحفاظ على انخراط جمهورك معك، فعليك أن تلتزم بفكرتك. دوِّن خلال مرحلة التخطيط المواضيع التي تريد تغطيتها وكيف تريد التعبير عنها، ثمَّ عندما تبدأ ملءَ التفاصيل، اسأل نفسك: "هل الجمهور حقّاً بحاجةٍ إلى معرفة هذا؟".
6. الخطأ السادس، أن تستخدم مرئياتٍ غير فعَّالة:
يمكن أن تُفسِد الشرائح غير الجيدة عرضاً تقديمياً جيِّداً؛ لذلك فإنَّ الأمر يستحقُّ قضاء بعض الوقت لإعدادها بشكلٍ صحيح.
لقد رأينا جميعاً شرائح بألوانٍ مُبهرجةٍ أو رسوم متحركةٍ غير ضروريةٍ أو خطوط صغيرةٍ جدَّاً؛ ولكنَّ صور العرض الأكثر فعالية لا يجب أن يكون مُبالغاً بها، بل من الأفضل أن تكون مُوجزةً ومتناسقة.
عند اختيار الألوان، فكِّر في المكان الذي سيحدث فيه العرض التقديمي، فالخلفيَّة المُظلمة مع نصٍّ فاتحٍ أو أبيض أفضل في الغرف المُظلمة، بينما الخلفيَّة البيضاء مع نصٍّ غامق من السهل رؤيتها في غرفةٍ مُضاءةٍ بشكلٍ جيد تعدُّ أفضل.
واختر صورك بعناية أيضاً، فالرسومات عالية الجودة يمكن أن توضِّح المعلومات المعقَّدة، وتبرز الشاشة بشكلٍ جليٍّ وواضح، ولكنَّ الصور ذات الجودة المنخفضة يمكن أن تجعل عرضك التقديمي غير احترافي. اجعل المساحة فارغة ما لم تكن الصورة مساهمةً بشيءٍ في الموضوع، حيث أنَّ فوضى أقل تعني فهماً أكبر. استخدم الرسوم المتحركة بشكلٍ ضئيلٍ أيضاً؛ حيث أنَّ شعار الرقص أو التعبيرات العاطفية تصرف انتباه جمهورك.
7. الخطأ السابع، أن تفرط في استخدام النصوص:
إنَّ أفضل قاعدةٍ فيما يخصُّ النصَّ هي الحفاظ على بساطته؛ لذا، لا تحاول حشو المعلومات أكثر من اللازم في شرائح عرضك التقديمي، بل حدِّد كأقصى حدٍّ من ثلاث إلى أربع كلماتٍ لكلِّ نقطة، وليس أكثر من ثلاث نقاطٍ لكلِّ شريحة.
هذا لا يعني أنَّه يجب عليك نشر المحتوى على عشرات الشرائح، بل حدِّد لنفسك عشر شرائح أو أقل لعرضٍ تقديميٍّ مدَّته 30 دقيقة، وتمعَّن في كلِّ شريحة أو قصَّة أو رسمٍ بياني، واسأل نفسك عمَّا يضيفه ذلك إلى العرض التقديمي، واحذفه إذا لم تجده هامَّاً لرسالتك التي تسعى إلى إيصالها.
8. الخطأ الثامن، أن تتحدَّث بشكلٍ غير مترابط:
على الرغم من أنَّنا نقضي جزءاً كبيراً من اليوم في التحدَّث مع بعضنا بعضاً، لكنَّ التحدُّث إلى جمهورٍ هو مهارةٌ صعبةٌ بالنسبة إلى بعض الناس إلى حدٍّ ما، وهي بحاجةٍ إلى التدريب لاتقانها.
إذا كان التوتُّر يجعلك تتسرَّع خلال العرض التقديمي، فقد يفوِّت جمهورك النقاط الأكثر أهميةً مما تقول؛ لذا استخدم تقنيات التمركز أو التنفس العميق لضبط الإلحاح بالتسرُّع. إذا كنت قد بدأت في التحدُّث، فخذ لحظةً لتتماسك، وتنفَّس بعمق، واذكر كلَّ كلمةٍ بوضوح، بينما تحاول التركيز على التحدُّث ببطءٍ أكثر.
كما يُعدُّ القصُّ أسلوباً مفيداً، إذ يمكن للقصص أن تكون أدواتٍ فعَّالةً لإلهام الآخرين وإشراكهم في العرض.
9. الخطأ التاسع، أن تفتقر إلى الحيوية:
خطأٌ شائعٌ آخر هو الثبات في مكانٍ واحدٍ لمدَّةٍ طويلةٍ خلال عرضك التقديمي. يشعر بعض مقدِّمي العروض بالراحة أكثر وراء المنصَّة، لكن حاول محاكاة متحدِّثين رائعين مثل ستيف جوبز الذي ينتقل عن عمدٍ في أنحاء المسرح خلال عروضه، وبالإضافة إلى تجوُّله على المسرح، يستخدم الإيماءات ولغة الجسد لإيصال حماسه وشغفه لموضوعه.
انتبه كيف تحرِّك يديك، فهذا يُعدُّ أمراً هامَّاً لإيصال العواطف، واستخدم الإيماءات فقط إذا شعرت بأنَّها طبيعية، وتجنَّب أن تشدَّ ذراعيك وكتفيك للغاية، إلَّا إذا كنت تريد أن تجعل جمهورك يستخفُّ بك ويضحك.
10. الخطأ العاشر، أن تتَجنَّب التواصل البصري:
هل سبق وأن ذهبت إلى عرضٍ تقديميٍّ حيث أمضى المتحدِّث كلَّ وقته في النظر في ملاحظاته، أو الشاشة، أو الأرض، أو حتَّى في السقف؟ كيف جعلك هذا تشعر؟
تؤسِّس مقابلة نظرة شخصٍ ما لاتِّصالٍ شخصي، وحتَّى النظرة الخاطفة يمكن أن تُبقي الناس منخرطين. إذا كان جمهورك صغيراً بدرجةٍ كافية، فحاول أن تنظر في عيني كلِّ فردٍ مرَّةً واحدةً على الأقل؛ أمّا إذا كان الجمهور أكبر من اللازم، فحاول النظر إلى جبهات الأشخاص.
قد لا يفسِّر الفرد ذلك على أنَّه تواصلٌ بصري؛ ولكنَّ أولئك الذين يجلسون حوله سيفعلون.
المصدر: موقع "مايند تولز".
أضف تعليقاً