20 خطأً يدمِّر حياتك

إنَّ اختياراتنا تُظهر هويتنا الحقيقية أكثر بكثير من قدراتنا، وفي كثير من الأحيان، نتخذ قرارات خاطئة دون أن ندرك ذلك؛ فكبرياؤنا يجبرنا على التمسك بالماضي، بينما نحتاج إلى التخلي عنه، ويدفعنا الضغط الذي يفرضه علينا الأقران إلى تغيير توجهاتنا في الحياة، ونيأس حتى في أجمل الأيام لكثرة أفكارنا السلبية.



إنَّ قراراً واحداً ولحظةً واحدة تكفي لتدمير أكثر الأيام الواعدة في حياتنا، وإذا كان ذلك يمُسُّك بأيِّ شكل، فقد حان الوقت للإنصات لنداء صحوتك، فكم مرة قلت لنفسك إنَّ الأمور لا تسير على ما يرام، وإنَّ شيئاً ما يحتاج إلى التغيير؟ هذا هو صوتك الداخلي ونداء صحوتك.

لا تحتاج إلى المرور بأزمة حياتيةٍ كبيرة حتى تستيقظ من سباتك، ولا تحتاج إلى أحد لإخبارك بما يجب تغييره؛ لأنَّك تعلم ذلك في قرارة نفسك؛ ذلك لأنَّ صوتك الداخلي كان يحاول إخبارك بذلك طوال الوقت، فإذا لم تجد الوقت الكافي للإصغاء إليه، فربما يمُسُّك أحد هذه المواقف شخصياً:

  • إنَّ حياتك تسير في الاتجاه الخاطئ.
  • أصبحت شخصاً مختلفاً تماماً لمجرد إرضاء الآخرين أو لتحقيق نجاحٍ لا يعني لك شيئاً.
  • لم تُعطِ احتياجاتك وأهدافك أولويةً أبداً.
  • تلجأ باستمرار إلى الطعام أو التسوق أو مشاهدة التلفاز أو أيِّ مشتتات أخرى لتخدير عواطفك.
  • تشعر بالإرهاق والتوتر والاستسلام التام.

ليس الجزء الصعب هو سماع نداء الصحوة ذلك؛ بل الاستجابة له بدلاً من تجاهله، فقد يكون من الأسهل مواصلة السير في الاتجاه نفسه دون إجراء أيِّ تغيير، لكن إذا لم تجد طريقةً للخروج من هذه الحلقة المفرغة، فسوف تدمِّرك تماماً، ولا شك أنَّ جزءاً كبيراً من حياتك هو نتيجة اختياراتك، وإذا كنت لا تحب حياتك، فقد حان الوقت لإجراء تغييرات واتخاذ قرارات أفضل.

20 طريقةً نُدمِّر بها حياتنا تدريجياً:

إليك 20 طريقةً نُدمِّر بها حياتنا تدريجياً دون أن نعلم:

1. سعينا الدائم إلى الإيفاء بتوقعات الآخرين:

هل تتذكر مَن كنتَ قبل أن يخبرك العالم من يجب أن تكون؟ فعندما كنا أطفالاً، نادراً ما قيل لنا: "يجب أن نسعى إلى التفرد والتميز"، بدلاً من ذلك، شجعنا الجميع على الاعتقاد بأنَّنا يجب أن نفي بتوقعات الآخرين، وأنَّنا يجب أن نجد سعادتنا تماماً كما وجدوا سعادتهم؛ لذا بدلاً من تعلم البحث عن هويتنا الحقيقية، إنَّنا مدربون على طلب الإذن من الآخرين وتعلمنا أن نعيش تصورات الآخرين عن حياتنا.

نعيش كل يوم كما أخبرنا شخص آخر أن نعيشه، ثم نتحرر، ونسعى إلى تحقيق أحلامنا وإيجاد أنفسنا، لنرى أنَّ معظم أحلامنا ذهبت أدراج الرياح؛ لأنَّنا اعتقدنا، كما يعتقد مَن حولنا أنَّ أحلامنا صعبة المنال.

2. تجنُّب المشقة بأيِّ ثمن:

لا يرغب أحدٌ منا في أداء عمل شاق؛ لذلك نحن نهرب باستمرار من الالتزامات التي تسبب لنا الإزعاج ونحرص على أداء الأنشطة واستثمار الفرص التي نرتاح لها فقط، ونظراً لقلة هذه الأنشطة، تفوتنا معظم تجارب الحياة الرائعة ونعلق في حلقةٍ مدمرة، وخير مثالٍ على ذلك هو النظام الغذائي والتمرينات الرياضية.

نظراً لأنَّ تناول طعام صحي وممارسة الرياضة أمر غير مريح؛ نحن نلجأ لتناول الوجبات السريعة ومشاهدة التلفاز بدلاً من ذلك، مما يضر بصحتنا، ثمَّ نسعى إلى تشتيت أنفسنا عن أجسادنا غير الصحية من خلال تناول مزيد من الوجبات السريعة، ومشاهدة مزيد من برامج التسلية، وشراء حاجاتٍ لا نريدها أو نحتاج إليها حقاً، مما يزيدنا انزعاجاً.

3. انتظار المعجزات:

للإلهام دورٌ كبيرٌ في حياتنا، شريطة أن يترافق بالعمل اليومي الجاد؛ فالفرق بين الشخص الناجح الذي يشعر بالرضى عن حياته؛ وذلك الذي يفشل في إحراز أيِّ تقدُّم، لا يكمن في امتلاك الأول قدرات أو أفكاراً أفضل؛ بل امتلاكه الشجاعة ليراهن على صحة أفكاره، ويُقدِم على المخاطر ويتخذ خطواتٍ صغيرة ثابتةً نحو الأمام.

بعبارة أخرى، يجلس الأشخاص غير المنتجين وينتظرون تحقق المعجزات، بينما يستيقظ الآخرون ويذهبون إلى العمل، تذكَّر هذا؛ فعندما نبقى في حالة من الانتظار بدلاً من السعي إلى الأمام، فإنَّنا نجلب المعاناة لأنفسنا.

لا تنتظر أن يناديك شخص ما ويخبرك أنَّ الوقت قد حان؛ لأنَّه حان حقاً، ولا تنتظر أن يعطيك أحدهم جميع الإجابات؛ لأنَّك تمتلك كل الإجابات التي تحتاج إليها لاتخاذ الخطوة التالية.

4. الإيمان بحتمية الفشل:

كلٌّ منا لديه إيمان مطلق بحتمية الفشل أو مجال واحد في حياتنا نعتقد أنَّه لا يمكننا النجاح فيه مطلقاً، فقد يتعلق الأمر بأيِّ جزء من حياتك تتمنى تغييره، مثل صحتك أو وزنك أو حياتك المهنية أو علاقاتك الاجتماعية أو أيِّ شيء آخر، لكن ما هو الشيء الوحيد الذي قررت أنَّه حقيقة واقعة لا يمكن تغييرها، ثم تحقق فيها خلاف تلك الحقيقة، ومهما كان انتصارك ضئيلاً أو جزئياً، لا بدَّ أنَّك تستطيع أن تنظر إلى الوراء وتتذكر مرةً قلت فيها: "لم أتوقع ذلك أبداً؛ لكنَّني فعلتها".

عليك تحديد هذه المعتقدات الخاطئة؛ ومن ثَمَّ اتخاذ إجراءات تتعارض معها، فقد تكون عاداتٍ يومية إيجابية تُحقق من خلالها انتصارات صغيرة، مما يزيد ثقتك بنفسك ويمنحك الدافع تدريجياً لكي تُحقق انتصارات أكبر والمزيد من الثقة، وهكذا دواليك.

شاهد بالفيديو: أقوال وحكم تُساعدك على تخطي الفشل

5. تجنُّب الوقوع في الخطأ بأيِّ ثمن:

إذا لم تكن مستعداً للوقوع في الخطأ، فلن تأتي بأي شيءٍ مُبتَكر؛ فارتكاب الأخطاء هو جزءٌ من الطبيعة البشرية، والاعتراف بهذه الأخطاء يدل على امتلاكك القدرة على التعلم، وأنَّك تزداد قوةً وحكمة.

إنَّ ارتكاب الخطأ والفشل في تحقيق المتوقع يصب في مصلحتك في كثيرٍ من الأحيان؛ لأنَّه يجبرك على إعادة تقييم الأمور ويفتح لك فرصاً جديدةً ويُطلعك على معلومات كنت ستغفل عنها لولا ذلك، فبعض الأشياء في الحياة يجب أن تتهدم حتى تحل محلها أشياءٌ أفضل.

6. التوقف عن التعلم:

كما قال الزعيم الهندي المهاتما غاندي (Mahatma Gandhi) ذات مرة: "عش كما لو كنت ستموت غداً، وتعلَّم كما لو كنت ستعيش للأبد".

إنَّ الحياة كالكتاب، وأولئك الذين لا يثقِّفون أنفسهم باستمرار يقرؤون الصفحات الأولى فقط، فلا تأتي الثروة الحقيقية في الحياة من تعلُّم ما تعرفه مسبقاً؛ بل عندما تغامر وتتخطى المألوف فقط، ستصبح أقوى وأكثر كفاءة، ويجب أن تتمسك بشدة بقيمك الجوهرية بينما تفتح في الوقت نفسه قلبك وذهنك لأفكار وتحديات وتجارب جديدة، وستزداد عقليتك قوةً عندما تنظر إلى الأشياء من وجهات نظر مختلفة؛ لذا تحدَّ أفكارك الحالية عن الحياة، وسوف تكتشف وتعيش مزيداً من السحر طوال حياتك.

إقرأ أيضاً: كيف تتعلم باستمرار لتطور نفسك وتنمي قدراتك؟

7. عدم التحدث بصراحة:

لديك كل الحق في التحدث وجعل الآخرين يسمعون أفكارك، فلن يعرف الناس أبداً ما تشعر به ما لم تخبرهم بذلك، ولا يعرف رب العمل أنَّك تأمل في الحصول على ترقية لأنَّك لم تخبره بعد، وفي الحياة، عليك أن تتواصل مع الناس، وفي كثير من الأحيان، عليك أن تبادر أولاً وتخبر الناس بما تفكر فيه، ومن المحتمل أن تتفاجأ بسرور عندما تفعل ذلك؛ لأنَّ معظم الناس يحبون الأشخاص الصريحين، فهذا يجعل الحياة أسهل بكثير.

8. رفض الماضي وإنكار الحقيقة:

نتمنى جميعاً لو باستطاعتنا إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ومحو كل الحزن الذي شعرنا به يوماً، لكن لو كان باستطاعتنا ذلك؛ لكنَّا فقدنا كل الفرح الذي شعرنا به أيضاً، والحقيقة هي أنَّنا لا نستطيع تغيير الماضي على أي حال، فلا أحد يستطيع ذلك.

يجب أن نتقبل ماضينا كما هو، فعندما تتقبل الماضي مهما كان مؤلماً، فإنَّك تسمح لنفسك بالنمو والشفاء، على سبيل المثال ليس من السهل شفاء قلبٍ مكسور، لكن يمكنك الشفاء إذا كنت على استعداد لقبول الظروف ثم تجاوزها تدريجياً، وقد تجد نفسك تفكر: "لماذا أحببتها يوماً؟ ما كان يجب أن أمنحها حبي"، لكنَّ ذلك لن يفيدك، فلو لم تحبها، لما انفطر قلبك؛ لكنَّك أحببتها وهذا هو الواقع، وقبول هذا الواقع بكل تبعاته هو جزء من عملية النمو، فلا يمكنك تغيير الواقع، فما عليك سوى اختيار ما تفعله تجاهه.

9. الخوف من الوقوع في الحب بعد علاقةٍ فاشلة:

إنَّ العلاقة الفاشلة ما هي إلا دربٌ يودي إلى العلاقة الناجحة، وإذا كنت قد أحببت الشخص الخطأ كثيراً، فتخيل كم ستحب الشخص المناسب كلَّما انكسر قلبك، فإنَّك أمام فرصة لتنمو وتُصبح شخصاً أفضل.

إنَّ الحب الحقيقي يهز كياننا ويثيرنا ويخيفنا في الوقت نفسه، بينما يجعلنا نشعر بالضعف الشديد وفقدان السيطرة بحيث لا يبقى لدينا خيار سوى تغيير حياتنا تماماً، وعندما نخسر ذلك الحب، يمكننا أن نختار العيش بمرارة طوال حياتنا أو أن نصبح أشخاصاً أفضل، فهل ستصبح أقوى وأكثر حكمة وقدرةً على الحب؟ أو سوف ترفض هذه الهدية؟

في يوم من الأيام سيدخل حياتك شخص، ويجعلك ترى لماذا لم تنجح العلاقة مع أيِّ شخص آخر، حتى ذلك الحين، استثمر كلَّ فرصة لتصبح شخصاً لا يمكنهم تخيل الحياة دونه.

10. عدم مسامحة أنفسنا:

لقد نسي معظم الناس المقربين إليك كل الأخطاء السيئة أو الحمقاء التي ارتكبتها وسامحوك عليها، ما عدا أنت، فكِّر في ذلك للحظة، وإذا لم تستطع المصالحة مع نفسك، أو إذا لم تشعر بالاستعداد للتحدث مع شخص آخر، فاكتب ذلك.

اكتب ما في قلبك، ففي كثير من الأحيان عندما نشعر بالذنب نكون في حالة إنكار؛ لقد أنكرنا تجاربنا ومشاعرنا أو قللنا من شأنها أو شوهناها، إنَّ الكتابة هي طريق هام للشفاء؛ وذلك لأنَّها تمنحك الفرصة لترتيب أفكارك من جديد ومعرفة الواقع بدقة، ويمكنك أن تعترف بما حدث وبالأخطاء الفادحة التي ارتكبتها، لكن عليك أن تدرك أنَّك نَمَوْت منذ ذلك الحين، وأنَّك كنت وما تزال تستحق المحبة والغفران.

شاهد بالفيديو: 15 قول عن التسامح والغفران

11. السماح للناس أن يقنعونا أنَّنا لا نستحق فرصةً أخرى:

يحب بعض الناس إلقاء اللوم والذنب على الآخرين دون سبب وجيه على الإطلاق؛ لذا احذر من هذه الظاهرة؛ لأنَّهم يصدرون الأحكام، ويروون قصصاً مزيفة، ويجعلونك تصدق أنَّك مذنبٌ حقاً، حتى عندما تعلم أنَّك بريء تماماً أو تستحق المغفرة على الأقل؛ لذا مهما فعلت، لا تظلم نفسك لمجرد إرضاء الآخرين.

12. أخذ الأمور على محمل شخصي:

إنَّ أقوال الناس وأفعالهم تتعلق بهم شخصياً أكثر مما تتعلق بك، كما أنَّ ردود أفعال الناس تجاهك تتعلق بوجهات نظرهم وتحيزاتهم وتجاربهم السابقة، سواء اعتقد الناس أنَّك شخص مذهل أم اعتقدوا أنَّك أسوأ إنسان على الإطلاق، فإنَّ الأمر أيضاً وجهة نظرهم الخاصة.

لا يعني ذلك أن تكون نرجسياً وتتجاهل تماماً التغذية الراجعة التي تتلقاها من الآخرين؛ بل يعني ببساطةٍ أنَّ الأذى والحزن وخيبة الأمل الهائلة التي نعانيها في حياتنا تنبع مباشرةً من أخذنا للأمور على محمل شخصي أكثر من اللازم؛ ففي معظم الحالات، من الأفضل أن تتجاهل آراء الآخرين عنك، سواء كانت إيجابية أم سلبية، وأن تتبع حدسك بدلاً من ذلك.

13. طلب المساعدة من الأشخاص الخطأ:

إذا كنت تشتهي البيتزا، فلن تذهب إلى مطعم سوشي ياباني؛ لأنَّك تعلم أنَّهم لا يقدمون البيتزا هناك، فلن يكون لديهم حتى المكونات المطلوبة لتحضير البيتزا، وإن كانوا على استعداد لتقديمها لك استثنائياً.

إذا أردت البيتزا حقاً، فستذهب ببساطةٍ إلى مطعم إيطالي يقدمها، فكِّر الآن في الأشخاص الذين تلجأ إليهم عندما تحتاج إلى الدعم أو الطمأنينة أو التوجيه أو التغذية الراجعة الإيجابية أو مجرد آذانٍ صاغية ومُحبة، هل ستلجأ إلى الأشخاص القادرين باستمرار على تقديم المساعدة التي ستحتاج إليها؟ أو سوف تلجأ إلى أشخاصٍ لن يقدموا لك الدعم، لكي تجد نفسك في النهاية محبطاً وخائب الأمل؟

لقد حان الوقت لتعرف الناس الذين يستطيعون مساعدتك.

إقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع تغيّرات الحياة المفاجئة؟

14. كُره الناس:

عندما تكره شخصاً فإنَّه يشغل حيزاً دائماً في ذهنك وقلبك؛ لذلك إذا كنت تريد إخراج شخصٍ ما من ذهنك، فتجنب الكراهية، وبدلاً من ذلك، سامح وابتعد وامض قدماً، وتذكر أنَّ النيل من الآخرين لن يساعدك على تجاوز الأمر؛ فلن تتغلب على أحد أبداً عندما تحاول النيل منهم.

في بعض الأحيان لا نغفر للناس لأنَّهم يستحقون ذلك؛ بل لأنَّهم يحتاجون إلى ذلك، ولأنَّنا نحتاج إلى ذلك، ولأنَّنا لا نستطيع المضي قدماً إن لم نغفر لهم، وعندما تسامح شخصاً فإنَّك تعيد اكتشاف المعنى والسلام الداخلي الذي اعتقدت أنَّ شخصاً ما سلبه منك عندما أساء معاملتك.

15. إهمال أنفسنا:

إنَّ أفضل استثمار على الأمد الطويل هو استثمارك في نفسك؛ فالاهتمام بنفسك ليس أنانيةً؛ وإنَّما تكريمٌ لذاتك، ومهما بحثت لن تجد شخصاً آخر يستحق حبك واحترامك أكثر مما تستحقه أنت، فإذا أهملت نفسك مؤخراً، فتعهد بحب نفسك وتذكر أنَّ حبك لنفسك فيه إيثار كبير؛ لأنَّك لا تستطيع أن تعطي ما لا تملكه، فاجعل حياتك غنيةً بالحب حتى تهبه للآخرين.

16. اعتقادنا بأنَّنا مركز الكون:

على الرَّغم من أنَّ النقطة أعلاه عن حب الذات ضروريةٌ جداً، إلا أنَّنا يجب ألا ننسى رد الجميل للآخرين أيضاً، وهذا التذكير هام جداً؛ لأنَّنا جميعاً نميل إلى الاعتقاد بأنَّنا مركز الكون، ونرى كل شيءٍ من وجهة نظرنا فقط؛ وذلك قد يحمل آثاراً سلبية كبيرة إذا استغرقنا في هذا التفكير؛ كأن نشعر بالأسف على أنفسنا عندما لا تسير الأمور كما هو مخطط لها، أو الشك في أنفسنا عندما لا نكون مثاليين؛ لذا تأكد من تحويل تركيزك إلى الآخرين بين الفينة والأخرى، وعندما تسوء الأمور وتحتاج إلى الترويح عن نفسك، فكر في الذين بإمكانك مساعدتهم.

إنَّ إيجاد طرائق صغيرة لمساعدة الآخرين يخرجنا من تفكيرنا الأناني ومن إحساسنا بالشفقة على أنفسنا؛ لأنَّنا نبدأ في التفكير فيما يحتاج إليه الآخرون بدلاً من ذلك، وبعدها لن نشك في أنفسنا؛ لأنَّ السؤال الأساسي لم يعد ما إذا كنا جيدين بما فيه الكفاية أو لا؛ بل أصبح السؤال الأساسي الآن هو السؤال عما يحتاج إليه الآخرون؛ ومن ثَمَّ، فإنَّ التفكير في الآخرين بدلاً من أنفسنا قد يساعدنا في الواقع على تجاوز الأوقات صعبة.

17. محاولتنا لفعل كل شيء:

توجد مشكلة كُبرى تُبقي معظمنا عالقين في حلقة مفرغة من الفوضى والندم، وهي رغبتنا في إرضاء الجميع وتحقيق كل شيءٍ ممكن؛ لكنَّ الواقع مختلفٌ بالطبع، ولسنا أبطالاً خارقين، إنَّنا بشرٌ فحسب، ولدينا حدود؛ لذا علينا التخلي عن فكرة القيام بكل شيء وإرضاء الجميع والوجود في كل مكان في وقت واحد، فقد تفعل بعض الأشياء ببراعة، أو تفعل كل شيء بشكل سيئ، هذه هي الحقيقة.

إنَّ كثرة الالتزامات هي أكبر خطأ يرتكبه معظم الناس، وتجعل الحياة صعبةً ومرهقة، ومن المغري أن نشغل كل لحظة من اليوم بشتى أنواع المهام والمناسبات والالتزامات والمشتتات، لكن لا تؤذِ نفسك بهذا الشكل، فلا يمكنك أن تفعل كل شيء؛ لذلك عليك أن تتخلى عن بعض الأشياء.

شاهد بالفيديو: 7 عادات إيجابيّة تقودك نحو الأفضل

18. عدم الاكتراث بالحاضر:

نبقى دائماً مصممين على بلوغ الهدف التالي، فتمرُّ أيامنا دون الاكتراث بما فيها من مئات اللحظات الجميلة التي لم نلحظها؛ لأنَّها كانت غير هامةٍ بالنسبة إلينا، وبمرور الوقت تصبح حياتنا بأكملها مجموعةً من اللحظات التي أهملناها سعياً إلى أشياء أكثر أهمية، ثم نهرع لتحقيق أهدافنا الهامة أيضاً بغية الوصول إلى الهدف التالي؛ ثمَّ التالي، حتى يحين أجلنا ونتساءل أين ضاعت حياتنا كلها؟

لذا يجب ألا تبقى الأمور على هذا النحو؛ فحياتك تتجسد في هذه اللحظة، وعليك الاستفادة منها على أكمل وجه، كما عليك أن تدرك أنَّ اللحظة الحالية ليست مجرد نقطة انطلاق وصولاً إلى مستقبلٍ أفضل؛ بل هي الوجهة النهائية، ولقد وصلت إليها حقاً.

19. عدم تقدير الأشياء الصغيرة:

نظراً للطبيعة المتقلبة للحياة، فإنَّك لن تعرف أبداً الفرص التالية التي ستلقيها الحياة في وجهك، انتبه جيداً لهذه المفاجآت؛ لأنَّ معظمها سيجلب لك خيراً لم تعرف أنَّك لم تمتلكه مسبقاً، ولا تعتقد أبداً أنَّك أكبر أو أذكى أو أكثر انشغالاً من أن تجد معنىً وفرحاً في اللحظات غير المتوقعة.

لذا تطلَّع دائماً لهذه المفاجآت السارة وتأكد من عدم ضياعها في روتينك المزدحم، على سبيل المثال، بعض اللحظات الصغيرة والعشوائية، مثل الصمت الذي يسبق شروق الشمس مباشرةً، والوصول إلى المنزل بعد يوم طويل، ورائحة الطعام في المطبخ، وتأمل الطبيعة الخضراء، وسماع ضحكات أطفالك، والصمت الذي يملأ الأجواء في منتصف الليل، جميعها لحظاتٌ تبعث على السلام والفرح؛ لحظات تتخللها دموع السعادة وتجعلك ممتناً للحياة التي تعيشها.

إقرأ أيضاً: 5 خطوات لتعيش الحياة التي تريدها

20. توقعنا بأن يسير كل شيء حسب المخطط:

إنَّ الحياة غير متوقعة، وأعظم اللحظات في حياتك ليست بالضرورة أشياء تفعلها عمداً؛ بل أشياء تحدث لك صدفةً، ولا يعني ذلك أنَّك لا تستطيع اتخاذ بعض الإجراءات للتأثير في النتائج؛ بل عليك أن تتخذ إجراءً، وسوف تفعل ذلك، لكن لا تنس أنَّ حياتك قد تتغير بأكملها في لحظةٍ واحدة، سواء نحو الأفضل أم نحو الأسوأ.

يمكنك القول إنَّ الكون يعمل وفق خطةٍ معينة، فقد ترفرف فراشة بجناحيها فيبدأ المطر بالهطول؛ إنَّها فكرةٌ مخيفة؛ لكنَّها جزء من دورة الحياة، وهذه الأحداث الصغيرة قد تسبب لك المعاناة أحياناً؛ لكنَّها تحرص على أن ينتهي بك الأمر في المكان المناسب في الوقت المناسب.

في الختام:

إذا كنت تعاني أيَّاً من المشكلات المذكورة أعلاه، فلا تخف من النهوض مجدداً، ولا تخشَ الوقوع في الحب مرةً أخرى، جِد في نفسك الطاقة للضحك مرةً أخرى والشجاعة لتشعر بأنَّك مختلف عن الجميع، لكن جميلٌ بطريقتك الخاصة، وابحث في قلبك عن الرغبة في إسعاد الناس، وتذكر أنَّك لا تحتاج إلى معظم الناس في حياتك؛ وإنَّما قلة من الأصدقاء الرائعين؛ لذلك لا تخفض من معاييرك للحصول على المزيد من الأصدقاء، وكن قوياً عندما تصعب الأمور، وتذكر أنَّ الكون يفعل الصواب دائماً، واعترف بأخطائك وتعلم منها.

لا تتمسك بالحياة بشدة، وانظر دائماً إلى الوراء، وكن فخوراً بالتقدم الذي أحرزته، ولا تتغير من أجل أحدٍ إلا إذا كنت ترغب في التغيير، وأعط المزيد وامنح الآخرين الأشياء التي تحبها حتى يتمكنوا من محبتها أيضاً، واكتب قصصاً والتقط صوراً كثيرة، وتذكر اللحظات الصغيرة والطريقة التي ينظر بها أحباؤك إليك.

ألهم نفسك لاتخاذ قراراتٍ أفضل في المستقبل، وغيِّر عاداتك، في الحقيقة من السهل اتباع عادات إيجابية كما هو الحال في اتباع العادات السلبية؛ إذ يتعلق الأمر فقط بكيفية قضائك لوقتك، ويمكنك أن تقضيه على الخطوات التي تقربك من أهدافك، أو في البحث عن الراحة الفورية.

على سبيل المثال، يشتكي بعض الناس من صعوبة ممارسة الرياضة يومياً؛ لكنَّ الحركة وممارسة الرياضة هي حالةٌ طبيعية في الجسم البشري تمنحنا شعوراً رائعاً؛ فالأمر إذاً ليس صعباً؛ لكنَّ الناس اعتادوا على عدم ممارسة الرياضة.

إن كنت واحداً منهم، فاكسر هذه العادة، واعلم أنَّ حياتك الحالية هي حصيلة الاختيارات التي اتخذتها في الماضي، وأنَّ مستقبلك يعتمد على الخيارات التي تتخذها اليوم، وبإمكانك الجلوس طوال اليوم أو النهوض والانطلاق، ويمكنك مشاهدة مسلسل كوميدي آخر، أو يمكنك قراءة كتاب رائع، ويمكنك أن تستثمر الفرص، أو يمكنك البقاء نائماً، ليست الحياة صعبةً أو معقدة؛ لكنَّ تفكيرك هو ما يجعلها كذلك.




مقالات مرتبطة