يستيقظ معظم الناس ويضغطون زر الغفوة مرتين أو ثلاث مرات، ويشعرون بغياب الدافع للذهاب إلى العمل ليكسبوا قوتهم.
نقضي ثلث يومنا تقريباً في العمل، ألا يُعَدُّ ذلك سبباً كافياً لتجعل عملك يعني شيئاً بالنسبة إليك؟ أو أن يكون مُعيناً لك في رحلتك نحو أحلامك؟
ولكن حتى لو كنتَ تتبع أحلامك، فلن يكون ذلك بمنتهى السهولة، وفي هذا المقال، سنستعرض أسهل وأهم الخطوات كي تصبح أحلامك حقيقة:
1. التحلي بالشفافية:
تتَّصف معظم أحلام الناس بالغموض، على سبيل المثال: يقولون شيئاً مثل: "أريد أن أنال المزيد من الحرية" أو "أريد أن أجني المزيد من المال"، والمشكلة في تلك الأحلام أنَّها غير واضحة ولا تُشعِر بالحماسة.
سيكون الحلم الأفضل من ذلك هو أن تكتشف مدناً مختلفة حول العالم، أو تتسلق 7 قمم حول العالم، أو تذهب في رحلة استجمامية لشهرين كل عام.
إن أردتَ المزيد من المال، فاسأل نفسك من أجل ماذا؟ وماذا تريد أن تفعل بكل ذلك المال؟ وهل تريد شراء سيارة حديثة أم منزل أكبر؟ وهل تريد أن تذهب إلى منتجع صحي؟
فكلَّما كانت أحلامك محددة أكثر، ستصبح متحمساً أكثر للسعي إليها؛ فاسأل نفسك إذاً لماذا هي هامة لك؟
المشكلة بأحلام الناس هي أنَّها نسخ عن أحلام أناس آخرين؛ إذ تبدو فكرة السفر حول العالم وامتلاك سيارة حديثة أمراً رائعاً، ولكن هل هذا رائع بالنسبة إلى وضعك؟
كلَّما كنت أكثر وضوحاً مع نفسك ومع احتياجاتك، كان ذلك أفضل؛ إذ لا يساعدك ذلك على التركيز فحسب؛ بل يؤكد أنَّك تستمتع عندما تحقق أحلامك؛ وباختصار، يجب أن تسأل نفسك ما يأتي:
- ما هو حلمك بالضبط؟
- لماذا هو هام بالنسبة إليك؟
2. التحلي بالإيمان:
كثيراً ما يستسلم الناس حتى قبل أن يبدؤوا، وهذا مؤسف؛ إذ لا يقتصر تحقيق الأحلام على المحظوظين، ومع هذا، فلا يؤمن معظم الناس بأنَّ تحقيق الأحلام ممكن، وبطريقة ما يزرع العالم فكرة داخلهم بأنَّ ذلك يحصل للمحظوظين فقط، أو أياً كان ما تخبرهم به تلك الفكرة.
ولكنَّ هذا مجرد هراء؛ إذ إنَّ السعي إلى الأحلام هو أمر يمكن لأي شخص أن يفعله ويجب أن يفعله؛ وهذا يعني بالتأكيد أنَّك يمكن أن تخفق، ويمكن أن يكون هذا مخيفاً، ولكن ما هو الثمن الذي ستدفعه لعدم اللحاق بأحلام الندم؟
بالإضافة إلى ذلك، ستصبح حياتك اليومية أكثر مرحاً عندما تلاحق أحلامك، كما سيصبح عملك ذا معنى أكبر وحياتك أكثر سعادة، هل هذا مقنع؟ إذاً فهذا فخ آخر يجب أن تتجنب الوقوع به، فمن الممكن أن يقوِّض ما تؤمن به؛ وهذا الفخ هو الوقت.
"يبالغ معظم الناس في تقدير ما يمكن أن يفعلوه خلال سنة، ويستهينون بما يمكنهم فعله في 10 سنوات" - "بيل غيتس" (Bill Gates).
ومع هذا فنحن نعيش في مجتمع يميل إلى رؤية النتائج قصيرة الأمد؛ إذ عندما لا نرى النتائج خلال أسبوعين، فإنَّنا نفكر بالاستسلام، ويخفق البشر في تصور أنَّ للوقت عواقب وخيمة على سعادتنا.
إليك بعض النصائح لتساعدك على الإيمان بنفسك:
- فكِّر على الأمد البعيد؛ ماذا يمكنك أن تحقق في 10 سنوات؟
- أَحِط نفسك بأشخاص إيجابيين يدعمون أحلامك.
- اقرأ ما يحفزك أكثر كي تسعى إلى أحلامك.
- تعلَّم وخذ بعض الإلهام من شخص حقق حلمك بالفعل.
3. البحث عن القدوة:
عالم الإنترنت هو عالم باهر؛ إذ يمكنك الوصول عن طريقه إلى أيَّة معلومة تحتاج إليها، ويمكنك العثور على أشخاص يعيشون الحياة التي تطمح إليها وتهتدي بهم، فابحث عن الأشخاص الذين يعيشون أسلوب الحياة المثالي بالنسبة إليك، وتعلَّم كيف وصلوا إلى حيث هم، وهل اكتسبوا مهارات معينة؟ وما هو روتينهم اليومي؟
كلما وجدت أشخاصاً أكثر، عرفت ما ينقصك من أفكار كي تصل إلى تحقيق أحلامك، ومن الممكن أن تكون شخصاً يحلم بالسفر حول العالم، وتريد أن تفعل ذلك ببطء كي يتسنى لك الوقت للاستمتاع بكل مكان تذهب إليه لمدة أسبوع أو أكثر؛ إذ يقوم العديد من الناس بذلك.
عندما تتعرف إلى أولئك الناس، ستلاحظ أنَّ أكثرهم لم يدخر المال ليموِّل ذلك الحلم، ولكنَّ معظمهم كانت لديه القدرة على العمل عن بعد؛ وهذه نقطة هامة لأخذِها في الحسبان.
الأمر الآخر الواجب معرفته هو كل المهارات الممكنة التي تسمح لك بالعمل عن بعد، ويمكنك أن تجد من بين تلك المهارات ما يناسب إمكاناتك واهتماماتك، وهذا مثال واحد عن كيفية الاستفادة من القدوة؛ فابحث عن شخص يعيش حلمك بالفعل، ومن ثم تعلَّم كل شيء عن العملية التي أوصلَتْه إلى هذا الحلم.
بما أنَّ العديد من الطرق تؤدي إلى روما، فمن الجيد معرفة العديد من الأشخاص الذين يعيشون نمط حياتك المفضل، فابحث عن أمور مشتركة لترى ما يفيد في الظروف كلها، ومن ثم اختر أفضل ما يناسبك.
4. وضع خطة:
تخيَّل أنَّك في القوات الخاصة ووُضِعتَ في منطقة العدو لإنقاذ رهينة، ولكن لا توجد خطة بحوزتك لما بعد ذلك، فلن يمنحك ذلك الكثير من الثقة بشأن تلك المهمة، أليس كذلك؟
لا يعدو الحلم دون خطة أن يكون أكثر من مجرد حلم، فإذا كنت ترغب في متابعة أحلامك، فيجب عليك إنشاء واتباع خطة محددة، وفي الخطوة السابقة، من المفترض أن تكون قد اكتسبت بعض الأفكار حول ما يفعله الآخرون، وبناءً على ما تعلمتَه حاوِل أن تضع خطة لنفسك.
من صفات الخطة الجيدة أنَّها مفصَّلة وتتضمن جوانب بعيدة وقريبة الأمد؛ فيجب أن يُركِّز الأمد البعيد في الهدف الكبير الذي تريد تحقيقه؛ إذ إنَّ الأهداف بعيدة الأمد مثيرة ومخيفة في الوقت ذاته؛ والسبب في ذلك أنَّ هذه الأهداف تقع عادة خارج منطقة راحتنا؛ لذا، تبدو أهداف الأمد القريب أكثر سهولة كي تتحقق وتحفزك كي تعمل لتحقيقها.
لا تنسَ ما ناقشناه في السابق: لا نجيد نحن البشر التعامل مع الوقت؛ وهذا يعني أنَّك إن كنت قادراً على كسب 40 ألفاً في السنة دون أن تدخر شيئاً، فلن تصبح مليونيراً الأسبوع التالي، ولكن مع خطة محكمة سيتحقق الكثير خلال 10 أو 20 سنة.
عندما تملك خطة فأنت تزيد فرصك للنجاح، ولا تقلق حيال امتلاك خطة كاملة، فإنَّ ما يهم هو أنَّك تملك خطة تعطيك اتجاهاً واضحاً وتساعدك على البقاء مثابراً.
شاهد بالفيديو: كيف تضع خطة وتصل إلى أهدافك في الحياة؟
5. القيام بفعل عظيم:
عندما يتعلق الأمر بتحقيق الأحلام، فإنَّ سر النجاح يكمن في حجم الأفعال التي تقوم بها؛ إذ لا بُدَّ أنَّك فعلت الأشياء الممتعة حتى الآن، ويلهمنا عادةً أناس آخرون يعيشون أحلامنا، وقلة قليلة من الناس يضعون أهدافاً لأنفسهم، لكن لا أحد تقريباً يُبادر إلى العمل ناهيك عن القيام بأعمالٍ عظيمة، وفي هذه المرحلة يخفق الجميع.
السبب الأكثر شيوعاً لعدم اتخاذ الناس لإجراء جدي هو أنَّهم لا يشعرون بأنَّهم على أهبة الاستعداد؛ بل يظلون يقرؤون الكتب ويشاهدون الفيديوهات، وهذا هو الفخ الأكثر شيوعاً في نطاق التنمية الشخصية.
مع أنَّك تشعر بأنَّك تحقق تقدماً بتعلمك المزيد، إلَّا أنَّ العمل وحده هو ما سيجعلك تتقدم بالفعل، واعلم بأنَّك لن تشعر أنَّك مستعد تماماً؛ إذ إنَّ أسرع طريقة لتنمية ثقتك هي العمل الجاد؛ فالعمل هو أكثر أهمية بكثير من جعل كل شيء مثالياً، إنَّها مفارقة، أليس كذلك؟
أنت بحاجة إلى الثقة كي تعمل، ولكنَّك لا تكتسب هذه الثقة إلَّا من خلال العمل، ومن الطريف طريقة سير الحياة في بعض الأحيان.
بمجرد أن تبدأ العمل على ذلك، احرص على عدم الوقوع في الفخ الشائع المتمثل في تحديد التوقعات الخاطئة؛ إذ يبالغ الناس في تقدير ما يمكنهم فعله في غضون عام، ومن ثم عندما لا يرون النتائج المرجوة بعد شهرين، يستسلمون.
إذا كنت تريد نجاحاً دائماً، ركز في الأمد البعيد وتعلَّم اتخاذ إجراءات سهلة إذا كنت تريد تحقيق أحلامك.
6. متابعة التقدم:
تعقَّب التقدم فهو أحد أهم عناصر النجاح.
"ما يُقاس، يُدار" - الكاتب "بيتر دراكر" (Peter Drucker).
عندما تراجع أهدافك وتتعقب تقدمك، ستجد البقاء في المضمار أسهل، فإنَّ ذلك يساعدك على البقاء أكثر تركيزاً ومثابرة، وخسارة الوزن هي مثال رائع على ذلك.
إن كان هدفك هو خسارة الوزن، فيجب أن تستهلك سعرات حرارية أقل وتتناول طعاماً مغذياً أكثر، ويبدو هذا سهلاً في البداية، ولكنَّه سيزداد صعوبة مع مرور الوقت، ويمكن أن تتساءل ما الضرر في طبق حلوى صغير؟ لكنَّك ستجد ذلك الضرر إن راقبته.
الأشخاص الجدِّيون - بخصوص خسارة الوزن - يتعقبون استهلاكهم اليومي؛ وهذا يزيد من فرص إنقاص الوزن بنجاح؛ والسبب في ذلك هو الوعي، فعندما تتعقب أهدافك، سوف تعلم بكل ما يجري، وستجد أنَّ بعض الأطعمة تحوي سعرات حرارية أكثر مما كنت تتوقع.
تعقَّب التقدُّم إن أردت النجاح؛ وذلك لأنَّ هذا لا ينطبق فقط على خسارة الوزن ولكنَّ متابعة التقدم والأهداف طريقة رائعة لتحاسب نفسك وتبقى في المضمار؛ إذ سيحسن ذلك من تركيزك ويساعدك على البقاء مثابراً.
7. تعديل خطواتك إن كان ذلك ضرورياً:
معظم الناس يستسلمون بعد فترة وجيزة أو يتعثرون في أثناء رحلتهم، فعندما تتخذ خطوات فعلية ضمن خطتك، يجب أن تمنحها الوقت الكافي، فلا تستسلم بعد شهرين من عدم رؤية النتائج، ومن جانب آخر ربما تود أن تُعدِّل في خطتك إن كنت تعمل على مدار 10 سنوات دون أن ترى نتائج بعد.
ابحث عن الحل المثالي، وقد يبدو من الصعب معرفة أين يكمن هذا الحل؛ لأنَّه يعتمد على العديد من العوامل بما في ذلك مقدار الإجراءات التي اتخذتها والأمور التي تسعى إليها؛ حيث تحتاج بعض الأهداف إلى وقت أطول من غيرها، ولكن إن تتبَّعت تقدمك، فستجدها بالتأكيد.
كما ذكرنا، يمنح تعقب تقدمك وعياً، وهذا الوعي يساعدك على أن تعطي حكماً أفضل عندما تريد أن تغير النهج الذي تسير عليه.
8. المرح:
المرح هو عامل أساسي للنجاح، فإن كنت تتبع هدفاً ما من أجل النتائج دون أن تستمتع بالرحلة، فستكون تلك الرحلة مُرهِقة للغاية، فدون المرح سيكون من الصعب الحفاظ على المثابرة.
تحقيق أحلامك هو الهدف النهائي، ولكنَّ جعل الرحلة ممتعة هو بالأهمية نفسها - إن لم يكن أكثر أهمية - إذ يتطلَّب النجاح وقتاً وجهداً وعملاً مثابراً، وبما أنَّك تحظى بالمرح فسترغب في الثبات على هذه المبادئ السهلة.
اكتشف ما تستمتع به، وركز في النجاح بعيد الأمد، فربما لا تكون هذه هي النصيحة التي تطرب لسماعها، فهي لا تحظى بشعبية في مجتمعنا الذي تسير حياته بوتيرةٍ متسارعة؛ إذ يبدو أنَّ سرعة تحقيقك للنجاح هي المقياس الأكثر شيوعاً لمعظم الناس؛ ولهذا السبب يستسلم معظم الناس.
ولكن في النهاية، ألا يجب أن تحظى سعادتك ببعض الأهمية في معادلة النجاح؟ ألا يجب أن تكون الرحلة ممتعة مثلما تكون الوجهة النهائية؟ أسئلة تستحق التفكير.
في الختام:
نتمنى الآن أن تكون قد حصلت على فكرة جيدة عن الخطوات السهلة التي يجب عليك اتخاذها لمتابعة أحلامك، ولكن على الرغم من أنَّ تلك الخطوات سهلة، إلَّا أنَّها ليست سهلة.
إنَّ ارتفاع فرصك في النجاح يتعلَّق بجودة تنفيذك في كل خطوة من هذه الخطوات، وفيما يأتي النقاط الرئيسة التي ناقشناها:
- حدد بالضبط ماهية أحلامك والأسباب التي تجعلك تسعى إليها.
- تعلَّم من أولئك الذين يعيشون الحياة التي تطمح إليها.
- اتَّخذ خطة واتبعها بعمل جدي.
- تابع تقدمك وعدِّل خطتك عند الضرورة.
- احظَ ببعض المرح في أثناء كل ذلك.
أو إن أردت أن تأخذ زبدة الكلام، فستكون كالتالي: ضع خطة بعيدة الأمد، وثابر على العمل بها.
أضف تعليقاً