إليك بعض المشكلات التي وجدْتُ أنَّها تثير قلقي في كثيرٍ من الأحيان قبل أن أكتشف كيفية مواجهتها بالتأمل واستعادة التركيز:
1. الفواتير:
إنَّ الموت والفواتير ليسا الشيئين الوحيدين اللذين من المؤكد أن يحدثا في هذه الحياة، إذ لا بد للمرء من أن يتعرض مراراً وتكراراً لصدماتٍ عاطفية، وأن يستمتع بأشعة الشمس وضوء القمر، وأن يأكل ويشرب، وأن يشعر بالمَرَح، وستواجه أوقاتاً عصيبةً في الحياة حتى إن كنت لا تدفع فواتيراً.
لا مفرَّ من تلقي الفواتير باستمرار سواءاً كل شهر، أو كل ثلاثة شهور، أو كل سنة فإذا تجاهلتها ستزداد، وتكبُر، وسيصبح تأثيرها أشد خطورة، الفكرة هي أنَّ الفواتير تصل إلينا جميعاً والسماح لها بأن تتحكم بحياتنا لن يجعلنا نعيش حياةً أفضل على المدى المنظور.
قد تقول ببساطة أنَّك لن تسمح للفواتير بأن تثير قلقك والجميع يعلمون أنَّ الانشغال بالفواتير ليس فكرةً جيدة، لكن حينما تكون غارقاً بالديون ولا يكون لديك مصدر دخلٍ يُعتَمَد عليه، يصبح من الصعب أن تمحو الأفكار المزعجة المتعلقة بالفواتير من دماغك. فالقول بأنَّ الحياة أقصر من أن نقضيها في الانشغال بالتفكير في الفواتير شيء، وامتلاك الثقة للتعامل مع الديون التي تثقل كاهلك شيءٌ آخر تماماً. لكنَّني أستطيع أن أؤكد لك أنَّ فقدان المنزل، أو السيارة، أو اشتراك الكيبل، أو الوقود، إلخ لن يقتلك، فتوقف عن الخوف من الفواتير ولا تدعها تسيطر على حياتك، واتبع هذه النصائح:
- ضع ميزانيةً والتزم بها: فليكن الالتزام بالميزانية أهم من أي شيءٍ آخر بالنسبة إليك، سيساعدك هذا في التعامل مع الفواتير بشكلٍ أفضل والتخلص من تأثيرها.
- تخلص من المصاريف غير الضرورية: إذا كنت تواجه صعوبةً في تأمين تكاليف العيش تخلص من بعض المصاريف الثانوية، إذ يُعَدُّ اشتراك الكيبل واحداً من أسهل الأشياء التي يمكنك التخلص من تكاليفها، إضافةً إلى العديد من الأمور الأخرى التي لها علاقة بالترفيه، فالاشتراك في خدماتٍ مثل (Netflix)، و(Hulu)، و(Amazon Prime) ستكون تكلفته خلال العام أقل من تكلفة اشتراك الكيبل.
- سدد أيَّ أموالٍ تدين بها لأفراد عائلتك وأصدقاءك: هؤلاء هم الأشخاص الذين يقفون بجانبك في أوقات الشدة وليسوا مصارف تستلف منها ولا مؤسساتٍ عامة.
- تابع باستمرار القروض التي أخذتها بضمانات (كالقروض التي أخذتها بضمانة سيارةٍ تمتلكها أو عقارٍ تمتلكه): يُعَدُّ المنزل وتُعَدُّ السيارة آخر شيئين قد تفكر في خسارتهما، وإذا كنت مضطراً للاختيار بين الاثنين ضحي بالسيارة حيث يكون من الجيد أن تحرك جسدك في أسوأ الاحتمالات.
2. المال:
يُعَدُّ المال سبب معظم مشاكل الحياة غير الضرورية، ويُعَدُّ هو حلُّها في الوقت نفسه، فنحن نحتاج إلى الخبز بلا شك لكن لا ضرورة لأن نجعل جبنة الشيدر -على سبيل المثال- سبباً للشعور بالتوتر دون الحاجة إلى ذلك.
تذكَّر دائماً أنَّ الأوراق المالية بحد ذاتها ليس لها قيمة حقيقية، وأنَّ الأنظمة الاقتصادية لا وجود لها في الطبيعة، ولأنَّ الأوراق المالية بحد ذاتها ليس لها قيمة حقيقية، فإنَّ جميع مشاعر القلق التي تشعر بها بسبب المال موجودة في عقلك فقط ولا وجود لها خارجه. يقوم الناس ببعض الأشياء الغريبة من أجل تلك الأوراق وأنا لا أفهم أبداً سبب ذلك، فامتلاك ثروةٍ مادية لا يعني أنَّك ستشعر بالسعادة.
عوضاً عن الشعور بالتوتر بسبب رصيدك من المال، حاول تركيز الاهتمام على الأشياء التي تجعلك سعيداً، فإذا كنت تسعى إلى الحصول على وظيفةٍ لترضي رغبتك في جمع المال، أنت معرّضٌ لأن ينتهي بك المطاف في وظيفة تكرهها والأموال لن تحل لك هذه المشكلة، ولن تساعدك في العثور على أصدقاءٍ يشبهونك.
أمَّا الأشخاص الذين يسيرون خلف أحلامهم وشغفهم، فإنّهم يعيشون حياةً مُرْضيةً أكثر من الذين تحركهم الرغبة في تكديس الأموال.
3. الماضي:
إنَّ الأشخاص التعيسين اللذين لا يقرأون التاريخ مقدرٌ عليهم أن يسمعوا قصصه مراراً وتكراراً من الأشخاص الذين يقرؤونه، ومعظم الحروب التي خيضَتْ خلال تاريخ البشرية أشعلها اختلاف الآراء حول ما حصل في الماضي. من المهم أن تتعلّم من الماضي لكن يجب عليك ألَّا تدعه يكون حجر عَثْرةٍ في طريقك، وألَّا يصبح عبئاً عليك بل انظر إلى المستقبل وأزح عبء الماضي الثقيل عن كاهلك.
واجَهْنا جميعاً عقباتٍ في الماضي لكنَّنا لَم نختبئ ولم نخجل من أنفسنا أو من المكان الذي جئنا منه، ولم ندع ما حصل معنا يحرف انتباهنا عن أهدافنا الشخصية.
تعلَّم من الصِعاب التي تواجهك وواجها بصلابةٍ أكبر في المرة القادمة، فالطريقة الوحيدة التي يستطيع من خلالها أمرٌ ما حصل في الماضي أن يؤذيك هي أن تدعه أنت يفعل ذلك.
4. الغيبة:
تُعَدُّ الغيبة من أسوأ الأمور التي يمكن أن تشغل نفسك بها، لا مشكلة في الحديث مع الأصدقاء أو الشركاء عمَّا يحدث في حياتهم، لكنَّ سماع أخبار الحياة الشخصية للناس أمرٌ غير مهمّ أبداً، وماذا يستفيد من يبدأ محادثةً من هذا النوع؟ سيبدو في النهاية شخصاً ثرثاراً لا يحبه أحدٌ ولا يثق به أحد. عوضاً عن الاستماع إلى أحاديث الغيبة اهتم بشؤونك الخاصة. وبما أنَّ الشيء بالشيء يُذكَر، لا داعي في الحقيقة أن يعرف الجميع أخبار حياتك الشخصية أيضاً، ولا حاجة إلى أن تكون ضمن قائمة الأحاديث التي تستهل بها حواراتك.
الحياة أقصر من أن ننشغل فيها بما يفعله الآخرون.
5. الأشخاص الذين يكرهوننا:
فكِّر في جميع الشخصيات المشهورة التي لا تحبها أو التي لا تهتم بها: كيم كارديشيان كان يجب ألَّا تحظى بهذه الشهرة، وجاستن بيبر يحظى بتقديرٍ أكثر من الذي يستحقه، وليبرون جيمس ليس كمايكل جوردان... مهما كانت مشاعرك تجاه أيٍّ من هؤلاء الأشخاص فهُم ناجحون في أعمالهم.
وعلى الرغم من أنَّهم يتلقون الكثير من رسائل الكراهية، يستمر الأشخاص الناجحون في القيام بما يفعلونه وأنت في حاجةٍ إلى تطبيق هذا المبدأ في حياتك.
لن يُعجَب الناس دوماً بما تفعله فالأشخاص السلبيون موجودون في كل مكان، وسواءً كنت شخصيةً مشهورةً على الصعيد المحلي أم كنت شخصاً عادياً غير معروف سيغار منك بعض الأشخاص.
لقد قابلْتُ أشخاصاً لطيفين جداً، ورحيمين، ووقورين، ومحبوبين لكن ثمَّة على الرغم من كل ذلك أشخاصٌ يكرهونهم ويصفونهم بأوضع العبارات ويعاملونهم بأوضع التصرفات، لكن إذا توقفْتُ في كل مرةٍ لم تحظى بها قراراتي بإعجاب شخصٍ ما وشعرْتُ بالتوتر بسبب ذلك، لن أنجز أي شيءٍ في الحياة، فلا تَدَعْ الأشخاص الحاقدين يثيروا أعصابك.
6. العمل:
ثمَّة في العمل دائماً مشاريع، وواجبات، ومهمات، وحالات طوارئ ولا يوجد عملٌ ليس ثمَّة فيه مواقف عصيبة. من المفيد أن تحب عملك لكن حتى لو كنت لا تحبه من السخافة أن يجعلك العمل تفقد أعصابك.
إذا لم تكن في عملك فلا يوجد شيء يستدعي أن تقلق بشأنه، وإذا كنت في العمل توقف عن الانشغال بأخطاء الماضي وشمِّر عن ساعديك وكن شخصاً منتِجاً، وكلما شعرت بقلقٍ أقل بسبب العمل مضى الوقت بشكلٍ أسرع.
لا تخجل أبداً من نفسك ولا من العمل الذي تقوم به لتكسب المال، فليس عملك هو الذي يحدد شكل شخصيتك بل أنت الذي تحدده.
7. التقدُّم في السن:
يُعَدُّ التقدُّم في السن أمراً صعباً ومخيفاً –لا شك في ذلك– وجميعنا نحسُّ بمشاعر الضغط، والقلق، والخوف، والتوتر، والشك نفسها بسبب ذلك. يمكن تفهُّم الشعور بقليلٍ من التوتر بسبب التقدم بالسن، لكن يجب عليك أن تتذكر أنَّك لا تستطيع فعل شيءٍ حيال ذلك، وأنَّك ستتقدم في السن سواءً أأعجبك ذلك أم لم يعجبك. لا يوجد شيءٌ تستطيع فعله لإيقاف التقدم في السن لكنَّك تستطيع تقبُّل ذلك وتحقيق أقصى استفادةً من وقتك.
يُعَدُّ التقدم في السن جزءً من الحياة فعوضاً عن الانشغال بالشيخوخة الوشيكة استمتع بالحاضر الذي تعيشه الآن. والسنُّ الذي بلغته الآن لن تعود إليه مجدداً، فقُم بجميع الأمور المسلّية التي كنت دوماً ترغب في القيام بها في هذا السن، وتوقف عن تمني أن تعود أصغر سناً.
ولا تشغل نفسك أيضاً بفكرة أنَّك لست كبيراً بما فيه الكفاية إذ إنَّ صِغَر السن له فوائدٌ كذلك، فالأخطاء التي ترتكبها في المدرسة أو المنزل ستكون عواقبها صغيرة، وأجور الدخول إلى الأماكن ستكون أقل، والفواتير لا تشمل الصغار غالباً. لا يمكنك إبطاء الوقت أو جعله يسير بسرعة فاستمتع بحياتك بالطريقة التي تناسب سنَّك الآن.
8. الموت:
لا مفر من مواجهة الموت عاجلاً أو آجلاً، ولن تستطيع الفِرار من "هاذم اللذات"، والاختباء لن يؤدي إلَّا إلى منعك من الاستمتاع بالحياة بشكلٍ كامل، ولن تحقق أقصى ما تستطيع تحقيقه إذا كنت تعيش مُقيَّداً. ستجد في كل مرةٍ تواجه فيها الموت أنَّ الأمر بسيط وستكتسب مزيداً من الشجاعة والصلابة.
مواجهة الموت ليست أمراً سهلاً والديانات التي ظهرت عبر تاريخ البشرية كانت جميعها تسعى إلى تخفيف خوف الناس منه. إذا ذهبْتَ إلى النوم قد لا تستيقظ وحتى إن استيقظت ومهما كان المكان الذي تعيش فيه آمناً، قد نتعرض إلى هجومٍ بالأسلحة النووية أو قد يهبط فوق رؤوسنا من السماء نيزكٌ يقتلنا جميعاً.
وإذا لم تكن تقرأ هذه المقالة من ملجأٍ مصممٍ تصميماً متقناً، لا فرصة لديك في النجاة من حدثٍ يهدد البشرية بالانقراض فتقبَّل فكرة الموت واخرج وعِش حياتك.
9. ما يفكر فيه الناس:
حينما كنت أصغر سنَّاً كنت أقول دائماً إنَّني لا أكترث بما يقوله الناس عني، لكنَّ الواقع كان مختلفاً تماماً. في أواخر سن العشرينات بدأت أعثر على الأمور التي تثير الشغف في نفسي، وعرفْتُ ماذا أحب أن أفعل في حياتي، لذلك بدأتُ أتصرَّف على طبيعتي مهما كان رأي أصدقائي أو أفراد عائلتي.
يُعَدُّ نَيْل رضا الناس مفيداً في مواقف معينة لكنَّه بكل تأكيدٍ ليس أهم شيءٍ في جميع مواقف الحياة. قد تحتاج في بعض الأحيان إلى البقاء بعيداً عن الأنظار، لكن إذا لم تكن عميلاً سرياً أو قائداً سياسياً لا تتردد في القيام بالأشياء التي تُسْعِدُك مهما كان رأي الناس فيك.
10. المشاهير:
يلاحق المصورون المشاهير في كل مكان فيلتقطون لهم الصور والفيديوهات ويسجلون أيَّة كلمةٍ يقولونها ليُشْبِعوا بها نهم الجماهير المتعطشة لأخبارهم، ولولا تلك الجماهير التي تريد أن تعرف آخر أخبار المشاهير، لما كان هناك داعي لكل ذلك، لكن لماذا تلك الصور، والفيديوهات، والتسجيلات مهمة؟ ثمَّة الكثير من الأحداث التي تجري حول العالم غير حياة المشاهير فتوقف عن الاهتمام بقصصهم المأساوية.
11. ما يفعله الآخرون:
لا يكتفي بعض الناس بالاهتمام بحياة المشاهير فقط بل يتدخلون في حياة جميع الناس، فماذا سيضيف التدخل في شؤون الآخرين إلى حياتك؟
تذكرْتُ سنين الطفولة حينما كنت أقول لوالدَيَّ: "لكنَّ فلاناً ذاهبٌ لحضور الفلم" لأقنعهما بأن يسمحا لي بالذهاب. كان جوابهما يحمل بين طياته درساً مفيداً: لا تهتم بما يفعله الآخرون، فهُم لن يدفعوا فواتيرك ولن يضعوا الطعام على طاولتك. لا شأن لك بمشاكلهم ولا شأن لهم بمشاكلك.
إذا كنت تقتفي خُطا الآخرين لن تحرز أي تقدمٍ في حياتك، فالأشخاص الناجحون لا يقلدون أقرانهم بل يسيرون في طريقهم الخاص ويشجعون الآخرين على اقتفاء آثارهم.
لا تهتم بما يسعى إليه الآخرون أو بما يفعلونه وركز اهتمامك على نفسك.
12. الأمان والراحة:
من الجميل أن يكون لديك مكانٌ جميلٌ وهادئ تستلقي فيه ليلاً، وطعامٌ صحيٌّ تتناوله فهذه جوانبُ مهمةٌ في الحياة، ومن الصعب أن تشعر بالراحة إذا لم تكن تشعر بالأمان. لهذا السبب تُعَدُّ بعض جوانب الأمان والراحة مهمةً في هذه الحياة. لكن لا يمكن أن تبقى طويلاً مرتاحاً في مكانك حيث ستُضطر عاجلاً أو آجلاً إلى الخروج من مكانك ومواجهة الحياة.
إنَّ اغتنام الفرص يُعَدُّ مهماً في هذه الحياة فإذا لم تغتنم أيَّ فرصةٍ في حياتك لن تتمكن من الصمود ولن تجد على الأرجح أيَّة متعةٍ فيها. عوضاً عن الشعور بالخجل والانطواء توقف عن الانشغال بالعيش حتى سن الـ 100، وابدأ التفكير في الحصول على القليل من المتعة، فلَن تعيش في النهاية أكثر من عُمْرٍ واحد.
شاهد بالفديو: تعلم كيف تغتنم الفرص بـ 10 خطوات
13. الأخطاء:
لا تقلق كثيراً حينما ترتكب الأخطاء فلا يوجد شخصٌ مثالي. فحينما ترتكب الأخطاء (لا سيما الكثير منها) من السهل أن تُصاب بالإحباط وتشعر أنَّ كل شيءٍ ينهار، وقد يزداد شعورك بالضغط مع سعيك إلى الوفاء بالمواعيد النهائية، فتبدأ الرغبة في الاستسلام داخلك بالازدياد.
قد تحتاج إلى التكفير قليلاً عن أخطاءك ولا بأس في ذلك، لكنَّ الضربة التي لا تقسم الظهر تمنحك فرصة إظهار شخصيتك الحقيقية. حدد سبب الخطأ والأشياء التي يمكنك القيام بها لتجنُّبه في المرة القادمة أو لتحسين النتيجة على الأقل. وتذكَّر ما قاله توماس أيديسون عن أنَّ ارتكاب الأخطاء هو مفتاح الابتكار: "لقد توصَّلنا إلى أعظم ابتكاراتنا من خلال ارتكاب الأخطاء، فارتكاب الأخطاء ليس نهاية العالم".
14. الحظ:
ليس من الخطأ أن تؤمن بالحظ مرةً أو مرتين حينما تسعى إلى كَسْب شيءٍ ما، إذ سيكْسَب شخصٌ ما ومن المحتمل جداً أن يكون هذا الشخص هو أنت، لكن يجب عليك ألَّا تنتظر مجيء هذه اللحظة المهمة في حياتك حتى تتحرك. ولماذا تنتظر الحصول على بعض المكاسب الخيالية (التي يُعَدُّ الحصول عليها مُستبْعَداً جداً) حتى تبذل كل ما تستطيع في هذه الحياة؟
على الرغم من أنَّه لا بأس في الإيمان بالحظ لكن لا تضع كل بيضك في سلة الحظ، فلا تعتمد على اليانصيب أو على بعض العوامل الأخرى التي من غير المُحتمل أن تستطيع التحكم بها لتشقَّ طريقك في الحياة، بل اعتمد على الإمكانات المتوافرة بين يديك.
حينما تسعى إلى تحقيق أحلامك وأهدافك لن تنشغل بالتفكير في جني المال عن طريق الحظ، وستشعر أنَّ المال موجودٌ لديك بالفعل.
15. الخوف من ألَّا تسير الأمور بشكلٍ صحيح:
لن أذهب بالسيارة إلى المتجر اليوم فربما ينفد الوقود منها، أو ربما يكون الطريق مزدحماً، أو ربما يكون المتجر مغلقاً أو مكتظاً، أو قد لا يكون فيه الغرض الذي أبحث عنه، أو إذا كان موجوداً ربما يكون غالياً جداً، أو قد أنسى محفظتي، أو قد تعْلَق السيارة في مكان رَكْنْ السيارات، أو ربما يفجِّر شخصٌ ما المتجر بينما أنا فيه، أو ربما تتعطل السيارة، أو ربما أفقد المفاتيح ويتعرض المنزل للسرقة وأنا خارجه... لأنَّ هذه الأمور قد تحدث سأجلس في المنزل اليوم كله ولن أفعل أي شيء.
إذا لم تبدأ عملاً ما لأنَّك تخشى من كل الأمور السيئة التي قد تحصل فأنت على الأرجح شخصٌ ميسور الحال، ولا تحتاج إلى عمل لأنَّك لا تستطيع أن تحقق النجاح إذا لم تعرف كيف تتصرف حينما تواجه المحن.
مهما كانت الخطة التي وضعتها محكمة لا بد أن يحدث خطأٌ ما، فتوقف عن السماح للأمور السيئة التي قد تحدث أن تمنعك من القيام بالأمور الجيدة التي قد تحدث، وابدأ التحرك وتوقف عن المماطلة.
16. القلق:
بعد فترةٍ من الزمن تبدأ الأمور التي تثير القلق لديك بالازدياد وتصل إلى مرحلةٍ تبدأ عندها بالقلق من القلق نفسه، وحينما تعلق في هذه الدوامة من الصعب جداً أن تخرج منها.
على الرغم من أنَّ الابتعاد عنه أفضل إلَّا أنَّه لا خطأ في أن يشعر الإنسان بالقلق، فالقلق من مشاعر القلق يُعَدُّ مؤشراً جيداً على الحاجة إلى التوقف والتفكير قليلاً. إذا وجدت نفسك يوماً من الأيام في هذا الموقف أول أمرٍ تحتاج إلى تذكر القيام به هو التنفس. والآن توقف عن الشعور بالإحباط بسبب نفسك، فإذا كانت الحياة أقصر من أن نقضيها بالتفكير في الموت، فهي بكل تأكيدٍ أقصر من أن نقضيها في لوم أنفسنا بسبب طبيعتنا البشرية وردود فعلنا الطبيعية.
17. الأسعار:
السعر ليس كل شيء، فكر في جودة المنتج الذي تشتريه وفي قيمته، فقائمة وجبات ماكدونالدز التي يبلغ سعرها دولاراً واحداً لن تكون كافيةً إذا كنت جائعاً فعلاً.
أكره أن أظهر بمظهر الشخص الرأسمالي، لكنَّ الجودة تُعَدُّ أحد الجوانب المهمة في الحياة، فإذا كنت تريد الحصول على جاكيت جميل فعلاً اعمل بجد وادخر المال لشراء الجاكيت الذي تريده، ولا ترضى أن تشتري عوضاً عنه منتجاً لا تحبه لأنَّه فقط أرخص ثمناً.
18. الأحداث الصغيرة:
لا تدع الأمور التافهة تشغل تفكيرك فثمة الكثير من الحوادث التي تحصل كل يومٍ في حياتنا، فقد تتأخر في الاستيقاظ، أو قد لا تلحق باستراحة الغداء، أو قد تمر سيارة فوق بركة ماء بينما تسير أنت إلى جانبها في الشارع فترشقك بالماء، أو قد تتعثر وأنت تصعد السُلَّم، أو قد تنسى رفع سحاب السروال في اجتماعٍ مهمٍ حقاً... إذا كنت تظن بأنَّ هذه الأحداث تجعل يومك سيئاً فأنت مخطئ.
عوضاً عن الإصابة بالإحباط بسبب هذه الأحداث البسيطة ركز كل انتباهك على الأحداث الإيجابية: كغروب الشمس، وشكل الغيوم، ورائحة الأشجار والزهور من حولك، والطعام، والشراب، والحب، والشغف، ثمَّة العديد من الأمور الرائعة التي تحدث يومياً فلا ينبغي أن نلتفت إلى تلك الحوادث المزعجة الصغيرة والتافهة.
19. جميع الأمور التي لا نستطيع التحكم بها:
إحدى العبارات التي يرددها صديقٌ لي حينما يسيطر القلق على حياته بشكلٍ كبير: "وهذا الظرف سينقضي أيضاً"، وأنا أضيف لها من عندي عبارة "هذا ظرفٌ مؤقت". الغرض من ذلك هو التوقف عن الانزعاج بسبب أمورٍ لا نستطيع التحكم بها، فمن غير الممكن التحكم بالطقس، أو أسعار الوقود، أو حركة المرور، أو الكوارث الطبيعية، لكنَّنا نستطيع أن نتحكم بسلوكاتنا تجاه هذه الأمور وأفكارنا المرتبطة بها.
أفضل طريقةٍ للحد من التوتر هي التوقف عن التفكير في جميع الأشياء التي لا تستطيع التحكم بها حتى تستطيع تركيز الاهتمام على المَهمة التي بين يديك، فتركيز الاهتمام على الحاضر، سواءً كان سيئاً أم جيداً، هو أفضل طريقة إمَّا لحل المشكلة وإمَّا للاستمتاع بما يجري.
20. المثالية:
أنت في حاجةٍ في نهاية اليوم إلى قبول نفسك وعيوبها، فالحياة أقصر من أن تنشغل فيها بالتفكير في أي شيءٍ مدةً طويلة، إلَّا إذا كان سيُسْعِدُك أو سيجعلك تشعر بالرضا. ولا شك في أنَّك سترتكب الأخطاء خلال حياتك لكنَّ هذا يُعَدُّ جزءً من الجانب المُسلي فيها، فتوقف عن إضاعة الوقت وأنت تحاول أن تصبح شخصاً خالياً من العيوب. اعرف حدود إمكاناتك وستبدأ تستمع بحياتك أكثر من قبل.
أضف تعليقاً