15 طريقة للخروج من منطقة راحتك وعيش الحياة التي تريدها (2)

لقد تحدَّثنا في الجزء الأول من هذا المقال عن أهمية الخروج من منطقة الراحة، وعن أكثر المشكلات الشائعة التي يواجهها الناس في هذا الصَّدَد، وسوف نتحدَّث عن بعض النصائح التي قد تساعدك على الخروج من منطقة الراحة في هذا الجزء من المقال:



1. اسلك طرقاً مختلفةً في كلِّ مرةٍ تذهب فيها إلى العمل:

يُعدُّ التنقل باستخدام طرقٍ مختلفة أحد أسهل الطرائق للخروج من منطقة راحتك؛ لأنَّك بهذه الطريقة، تفعل شيئاً لا تفعله عادةً، وهذا يدرِّبك ويُربِك عقلك إلى حدٍّ ما.

علاوةً على ذلك، حاوِل أن تستخدم وسائل مختلفة للتنقُّل؛ فإذا اعتدتَ على قيادة سيارتك إلى العمل يومياً، جرِّب أن تذهب في سيارة أجرة أو تستقل الحافلة العامَّة؛ إذ سيتيح لك هذا اكتساب خبرات مختلفة تُغيِّر نظرتك إلى العالم بطريقة بسيطة.

2. جرِّب تناول وجبة مختلفة أو الذهاب إلى مطعم جديد:

الغاية من هذه النصيحة هي الغاية نفسها من السير في طريقٍ مختلف، فاذهَب إلى مطعم لم تعتَد على الذهاب إليه، وجرِّب أصنافاً مختلفة من الطعام؛ على سبيل المثال: إذا كنتَ تطلب الدجاج دائماً، جرِّب أن تأكل السَّلمون أو اللحم البقري.

يجب أن تكون حياتك ملوَّنة ومختلفة، وعليك أن تفعل ذلك في كلِّ شيء حتى في تجربة أطباق جديدة بانتظام؛ كي لا تشعر بالملل أولاً، وكي تدرِّب عقلك أيضاً على التفكير خارج الصندوق للتحلِّي بالشجاعة التي تحتاجها لاتِّخاذ قراراتٍ أكبر في الحياة.

إقرأ أيضاً: منطقة الراحة: هل من الأفضل مغادرتها حقاً؟

3. اقرأ كتاباً جديداً:

نعرف جميعاً أنَّ القراءة تُحسِّن طريقة تفكيرنا؛ لأنَّك عندما تقرأ، تعيشُ حياةَ المؤلف، كما يتصوَّر عقلك الأحداث على هيئة صور ومشاهد؛ ممَّا يسمح لك بالتخيُّل والتفكير بصورة أفضل.

تقول "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey): "لقد كانت الكتب هي طريقي إلى الحرية الشخصية، وعندما تعلَّمتُ القراءة في سن الثالثة، سرعان ما اكتشفتُ أنَّ هناك عالماً كاملاً غير مزرعتنا في ولاية ميسيسيبي ينتظر أن أكتشفَه".

تسمح لك الكتب برؤية عوالم جديدة، وتمنحك فكرةً جيدة عن أي مكان لم تذهب إليه من قبل؛ على سبيل المثال: إذا لم تذهب إلى جبل إيفرست (Mount Everest) قط، وتريد معرفة مزيدٍ عنه؛ فاقرأ كتاباً عنه؛ وسوف يعطيك المعلومات التي تريدها.

بالإضافة إلى ذلك، يجب عليك أن تختار قراءة الكتب التي تفيدك فقط؛ كي لا تُهدر وقتك في الحصول على معلومات غير ضرورية أو خاطئة ستوصلك إلى حيث لا تريد، فإذا كنتَ تريد معرفة المعالم السياحية في جزيرة هوكايدو (Hokkaido)، لن يفيدك قراءة دليلٍ عن جزر هاواي (Hawaii)، وبالتالي، يجب عليك قراءة المادة الصحيحة لاكتساب المعرفة الصحيحة.

لهذا السبب، تُعدُّ القراءة أمراً في غاية الأهمية فيما يتعلَّق بالخروج من منطقة راحتك؛ إذ يبدأ كل شيء من خلال عقلك، وفي اللحظة التي تُغيِّر فيها طريقة تفكيرك، ستتغير حياتك برمَّتها.

4. تحدَّث إلى شخصٍ غريب:

لا يعني التحدُّث مع الغرباء هنا مجرَّد التحية أو إلقاء السلام؛ بل المقصود هو التحدُّث باستفاضة؛ لأنَّك عندما تتحدث إلى شخص لستَ قريباً منه، تتعلَّم من طريقة تفكيره ومن نظرته إلى الأمور.

تخيَّل لو كان بإمكانك إجراء محادثة مع أشخاص استثنائيين مثل: "توماس إديسون" (Thomas Edison) و"ستيف جوبز" (Steve Jobs) و"إيلون ماسك" (Elon Musk) و"ريتشارد برانسون"(Richard Branson) و"روبين شارما" (Robin Sharma) و"مارك كوبان"(Mark Cuban) و"غاري فاينيرتشوك" (Gary Vaynerchuck)وغيرهم، كم عدد الأفكار ووجهات النظر الرائعة التي قد تتعلَّمُها منهم؟

هذا هو سبب أهمية التحدث مع شخص غريب؛ لأنَّك ستتعلم وجهات نظر الآخرين، كما ستتعلم كيف تستجمع شجاعتك للتحدث وكيف تجد مواضيع للحديث، حيث يخاف بعض الناس أو يفتقرون إلى الشجاعة للتحدُّث إلى الغرباء؛ لأنَّهم اعتادوا على أن يتحدَّثوا إلى الأشخاص الذين يعرفونهم فقط، أو حتى يتحدثون إلى الغرباء من خلال الرسائل، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمحادثة وجهاً لوجه، يفتقرون إلى المهارة؛ وبالتالي، يُعزِّز التحدث إلى شخص غريب شجاعتك ويدرِّبك على الابتعاد عن منطقة راحتك.

5. سافِر إلى بلد جديد:

ما أجمل أن تذهب إلى بلد جديد لم تزره من قبل، فلا تقلق، لستَ بحاجة إلى كثيرٍ من المال للسفر إلى الخارج، يكفي أن تُنشئ خطة بميزانيَّة مقبولة، وإذا كانت ميزانيَّتك محدودة، يمكِنك السفر محلياً أو التخطيط لرحلةٍ ما بميزانيَّة اقتصادية.

يُعدُّ السفر إلى مكان جديد أمراً جيداً يساعدك على الخروج من منطقة راحتك؛ لأنَّك سترى أموراً مختلفة تدفعك إلى التخلص من عاداتك؛ فعندما تُقيم في فندق على سبيل المثال، لن تنام كما لو كنتَ تنام على سريرك المريح في المنزل، ولن تستخدم المرحاض بالطريقة نفسها التي تستخدمه بها في منزلك؛ وبالتالي، سيجبرك هذا على الشعور بعدم الارتياح قليلاً.

6. تغلَّب على مخاوفك:

مهما كانت مخاوفك، حاوِل أن تتغلَّب عليها؛ على سبيل المثال: إذا كنتَ ترغب في إنشاء موقع ويب للتجارة الإلكترونية ولكن لا تملك أي فكرة عن كيفية إعداد موقع ويب لأنَّك لستَ خبيراً تقنياً، فتعلَّم كيفية التغلُّب على ذلك.

بعبارة أخرى، لا تدَع الخوف من عدم خبرتك التقنية يمنعك من المضيِّ قُدماً، وللقيام بذلك، يمكِنك مشاهدة مقاطع فيديو تعليميَّة على "يوتيوب" (YouTube) عن كيفية إنشاء موقع، وإذا كنتَ تخاف من السباحة، فسجِّل في صف لتعليم السباحة، وعلى نفس المنوال، إذا كنتَ قلقاً من عدم توافر المال الكافي لدفع فواتيرك في نهاية الشهر، فافعل أي شيء للتغلُّب على خوفك.

قد يمنعك الخوف من القيام بعديدٍ من الأشياء، ولكن إذا تغلبتَ على مخاوفك؛ فسوف توسِّع منطقة راحتك إلى مستوىً جديد، وستصبح شخصاً أفضل يَحمل مزيداً من الخبرة، والأهم من ذلك، أنَّ هذا الخوف لن يستطيع إيقافك بعد الآن، وسيُمكِنك التغلُّب على العقبات في رحلتك، وكلما تحسَّنتَ، تعلَّمتَ وارتقى مستواك، وتأكدتَ من أنَّك ستتغلَّب على الخوف عندما تفعل شيئاً يخيفك.

شاهد بالفديو: كيف تتخلص من الأفكار السلبية إلى الأبد؟

7. تحدَّ نفسك:

إحدى الطرائق الرائعة التي تساعدك على الخروج من منطقة راحتك؛ هي خوض تحديات للتحسُّن في المجالات التي تريد التحسُّن فيها؛ إليك بعض الأمثلة:

  • في المرة القادمة التي ترى فيها شخصاً جذَّاباً، تحلَّ بالشجاعة، وتحدَّ نفسك للتحدث معه.
  • عند تناول العشاء في مطعم أو مقهى، اطلب أن تحصل على خصم بنسبة 5٪ أو 10٪.
  • عندما ينظر إليك شخص غريب، تواصَل معه بالعين حتى ينظر بعيداً.
  • إذا لم تَنشر مقالة على مدوَّنتك تتضمَّن 5000 كلمة قط، تحدَّ نفسك للقيام بذلك، ولا تنسَ أن تحدِّد لنفسك موعداً نهائياً.
  • خُض تحدِّي قراءة كتاب كامل دفعةً واحدة.

ثمَّة طرائق عديدة يمكِنك من خلالها تحدي نفسك لتصبح شخصاً أفضل، وهذا أمر هام خاصةً في المجالات التي ترغب في النجاح فيها؛ على سبيل المثال: إذا كنتَ ترغب في تطوير مدوَّنتك، فيمكِنك تحدي نفسك عن طريق استضافة مقالات كتبَها مدوِّنون موثوقون في مجال تخصُّصك، أو إرسال رسائل بريد إلكتروني إلى ما لا يقل عن 10 من المدونين الآخرين الذين ترغب في نشر مقالاتك في مدوِّناتهم.

إقرأ أيضاً: منطقة الراحة: ما الأسباب التي تجعلها خطيرة؟ وكيف نتخطَّاها؟

8. تعلَّم من الإخفاقات السابقة:

تُعدُّ اللحظة التي تَرتكب فيها أخطاء أو تُواجِه فيها إخفاقات هي أفضل لحظة لتعلُّم شيء جديد والخروج من منطقة راحتك. ولكن يخشى معظم الناس ارتكاب الأخطاء، ويسمحون لمخاوفهم بمنعهم من اتِّخاذ الإجراءات اللازمة، ولتجنُّب ذلك، أخبِر نفسك أنَّه لا بأس من أن تفشل وترتكب الأخطاء؛ لأنَّك بهذه الطريقة تتعلم أكثر وتتحسَّن لتصبح شخصاً أفضل.

حاوِل أن تقرأ سِيَراً ذاتيَّة لأشخاص ناجحين مثل: "جيف بيزوس" (Jeff Bezos) و"ستيف جوبز" (Steve Jobs)، وستفهم أنَّهم ليسوا مثاليين، وأنَّهم يرتكبون كثيراً من الأخطاء، ولقد طُرِد جوبز من مجلس الإدارة في الشركة التي بدأها، وارتكب عديداً من الأخطاء، وفشل مرَّات عديدة، لكنَّه تعلَّم كثيراً من هذه الأحداث أيضاً.

لذا جرِّب أشياء جديدة، وكُن جريئاً في اتِّخاذ الإجراءات اللازمة، ولا تقلق إذا فشلتَ وتعامَل مع الأمر بِعَدِّه درساً تلقَّنتَه، وهكذا يمكِنك الخروج من منطقة راحتك.

كان هذا الجزء الثاني من المقال، وسوف نستكمل بقيَّة النصائح في الجزء الثالث والأخير.

 

المصدر




مقالات مرتبطة