10 استراتيجيات تساعدك في تقبل التغيير في الحياة مهما كان قاسياً

التغيير هو طبيعة الحياة، وقد ندرك ذلك عندما نفكِّر في الحياة والموت، ومرور الوقت وسيره إلى الأمام باستمرار؛ حيث يتغيَّر كل شيء، ويجب علينا تقبُّل ذلك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "تيم كاسل" (Tim Castle)، والذي يُحدِّثنا فيه عن طريقة التعامل مع تغيُّرات الحياة، وتقبُّلها دون أن تؤثر فينا تأثيراً سلبياً.

ربما تقول الآن: "لكنَّني لا أرغب في تقبُّل التغيير، ولم أطلب ذلك، وتعجبني الأمور كما هي"؛ فإذا كنت كذلك، فهذا مُتوقَّع، فقد كانت حياتي روتينية للغاية، حيث كنت أعلم أين سأتناول قهوتني الصباحية تحديداً، وكنت أعيش حياتي بصورة تلقائية، وأستمتع بسير أحداث الحياة بطريقةٍ ثابتةٍ وروتينيَّةٍ ومألوفة، واستمر هذا الحال حتى تغيرت.

أدركت ذات يوم، أنَّ مقاومتي للتغيير كانت تعيقني، ممَّا يحرمني انتهازَ الفرص المثيرة التي كانت أمامي، والتي بدت بعيدة المنال في حينه.

الحقيقة أنَّنا نتمسَّك بوضعنا الحالي لأنَّنا ندرك أنَّ التغيير يتحدانا للخروج من منطقة راحتنا وتحمُّل المسؤولية، والثقة بأنفسنا للتعامُّل مع ما ينتظرنا؛ ولكن، ماذا لو كان بوسعنا تغيير نظرتنا تجاه التغيير وتفسيرنا له؟ وماذا لو كانت الرغبة في تقبُّل التغيير من بين أعظم مزايانا؟

كما قال "هيراقليطس" (Heraclitus): "لا يخطو رجل في النهر نفسه مرتين، لأنَّه ليس النهر نفسه (أي تجري به مياه جديدة)".

الآن، أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن نجد سُبلاً جديدة لتقبُّل التغيير؛ إذ يمنحك هذا ميزة مذهلة ورابحة وإحساساً بالمرونة لم تعرفه من قبل؛ وبمجرد أن تكتشفه، يصبح عاملاً حاسماً لك؛ لذا دعنا نتغلَّب على الشعور بالانزعاج والاضطراب وعدم اليقين؛ فعندما لا نخشى شيئاً، نتفوق ونُحرز نتائج لا يعتقد أحد أنَّها ممكنة.

فيما يأتي خطوات يمكنك اتِّباعها لإتقان فن التغيير، ففكِّر فيها كوسائل تساعدك عندما تغفل ذات يوم أو تتعرَّض إلى الخطر، فضلاً عن إضافة المرونة إلى أسلوبك وطريقة تفكيرك.

1. معرفة أنَّ استجابتك قد تنقذ حياتك حرفياً:

لقد أظهر بحث أجرته عالمة النفس "كيلي ماكغونيغال" (Kelly McGonigal) أنَّه من الأفضل البحث عن المغزى والثقة بقدرتك على التعامل مع رحلة حياتك بدلاً من البحث عن طرائق للحصول على الراحة والخمول.

وقد راقبت هذه الدراسة الرائعة المدعومة بالبيانات 30 ألف شخص في الولايات المتحدة لمدة 8 سنوات لرسم خرائط تستعرض تجربة التوتر وتوازنها بمعدلات الوفاة، فكان أكبر عاملٍ أسهم في الوفاة هو نظرة الناس إلى تأثيرات التوتُّر في صحتهم، وكانت النتائج مروعة؛ فقد زاد خطر الموت بنسبة 43٪ عند المشاركين الذين صنَّفوا أنفسهم على أنَّهم يعانون من ضغوطات شديدة، واعتقدوا أيضاً أنَّ التوتُّر ضار بصحتهم.

المدهش أكثر هو أنَّ أولئك الذين لم يعتقدوا أنَّ التوتُّر ضار بصحتهم، ورغم تعرضهم إلى مستويات عالية منه في العام السابق، كانوا أقل عُرضة إلى الوفاة من أي شخص في الدراسة بأكملها.

يبيِّن هذا بوضوح أنَّ الطريقة التي ننظر بها إلى الأحداث الموتِّرة (أي التغيير) فيما يتعلق بصحتنا هامَّة للغاية، خاصة في مثل هذه الأوقات.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح من الخبراء لعلاج التوتر الناتج عن صعوبات الحياة

2. إدراك أنَّ الحل البسيط يتطلَّب الممارسة العملية:

لقد وُثِّقت تمرينات التنفُّس على نحو جيد، ولكن ليس بالقدر الكافي الذي يعادل الفوائد التي تقدمها والتقدير الذي تستحقه؛ لذا يوجد سبب لاعتبار جميع كبار رواد الأعمال وأصحاب الرؤى وقت العزلة اليومي أمراً مقدساً؛ ذلك لأنَّه يسمح لهم بالتركيز على تنفُّسهم.

يُسبِّب التنفس ببطء عبر الأنف -خاصةً في أوقات الاضطراب مثل حدوث موقفٍ مفاجئٍ أو عند الاستجابة لأخبار موتِّرة مثل تغيير كبير- إفراز كميات ضئيلة من أكسيد النيتروزس؛ ولهذا تأثير بيولوجي في الدماغ، حيث يوسع الأوعية الدموية ويزيد من تدفُّق الدم، ويُعزِّز كل الأشياء الجيدة عند التعامل مع التغيير مثل تدفُّق مزيد من الأكسجين في الدماغ ووضوح الفكر والتركيز والشعور بالأمان.

توجد فائدة أخرى طويلة الأمد إلى جانب هذا الشعور بالهدوء، وهي أنَّنا ننشئ مسارات عصبية جديدة تمكِّننا من التعامل مع المواقف العصيبة وأوقات التغيير؛ ونظراً إلى زيادة قدرتنا على التركيز والانتباه إلى ما يحدث في الحاضر، نشهد نتائج أكثر نجاحاً، ويسمح لنا هذا مع مرور الوقت بتشكيل ارتباط جديد بين العلامات الفسيولوجية لاستجابة القلق وقدرتنا على التنفس بصورة أبطأ، ونتعلم ربط الاستجابة الفسيولوجية بالنجاح.

يتلخَّص تحقيق هذه الغاية في بناء ذاكرة عضلية حول هذا التحول العصبي، بحيث يتسنَّى لك التنفُّس تلقائياً بصورة أبطأ (بمعدَّل 6 أنفاس في الدقيقة) عندما تشعر بالتوتر أو ارتفاع معدل ضربات قلبك، وتتمَّكن بعد ذلك من التحكُّم بنفسك والحفاظ على إنتاجيتك وإمكاناتك حتى مع تجربة التغيير أو التعرُّض إلى أحداث موتِّرة.

3. معرفة العلاقة بين القِيَم والتغيير:

عندما يكون التغيير فرضاً علينا حتى لو لم نحبه في البداية، فقد يكون من الصعب التطلُّع إلى الأمام دون الشعور بالتوتُّر؛ وتتمثل طريقة التعامل مع هذا النوع من التغيير غير المسبوق في السيطرة على عقليتك من خلال زيادة الوعي والتطبيق المنضبط لقيَمك؛ فمن خلال الاقتراب من قيمنا الأساسية والعيش وفقاً لها، يسهل علينا اتخاذ القرارات وتطوير الزخم والمضي قدماً؛ ذلك لأنَّنا مدفوعون بهدف عميق.

تتمثَّل قيمك في مبادئك الموجهة، والتي تحمل مفتاح الثقة بالنفس والهوية؛ فعلى سبيل المثال: قد أفكِّر في أنَّ عائلتي هامَّة بالنسبة إلي، لذا أختار النظر إلى هذا الموقف بعقلية النمو، ممَّا يتيح لي إنشاء الحلول في حالة الحيرة أو ما شابه وفقاً لهذا المبدأ، والسعي إلى إيجاد طرائق لتوفير هذه الحلول بدلاً من أن أكون ضحية للظروف.

يتمحور اتِّباع عقلية النمو حول قيَمك التي تُحدث فارقاً كبيراً، وترتقي بك إلى مستوى التحدي، وتجعلك تضع معياراً جديداً لنفسك؛ وفضلاً عن ذلك كله، تعدُّ وسيلة ممتعة.

إقرأ أيضاً: 5 طرق لتنمية عقلية النمو لتطوير الذات

4. إدراك أنَّ العمل أمر أساسي:

تتمثل إحدى طرائق زيادة الثقة بالنفس في فترات التقلُّب في القيام بأمور مثيرة، مثل البدء في مشروع ما، واتِّخاذ الإجراءات اللازمة رغم الخوف، وتقديم مزيد من العطاء للآخرين؛ إذ يساعد هذا على بناء صورة ذاتية إيجابية تُشعِرك بالرضا عن الذات.

يمثل هذا أيضاً حالة أخرى للعيش وفقاً لقيمنا العميقة، وتخصيص وقت كل يوم لتحديد الأهداف التي تساعدنا على الحفاظ على الكفاءة وتعزيز ثقتنا بأنفسنا.

تذكر السبب لا النتيجة؛ فمن خلال التركيز على سبب قيامك بما تفعله وليس ما تفعله، تكتسب درجة إضافية من المرونة في أي موقف.

ربما يتعيَّن عليك إعادة التفكير في تغيير وظيفتك أو الاستغناء عن العمل كفرصة لتقديم مزيد من النتائج إلى العالم؛ فعلى سبيل المثال: إذا كنت تعمل في مجال المبيعات، فأنت تقدم الحلول والبهجة وليس المنتج؛ وإذا بدأت عملاً جديداً، فأنت تستمتع بالتحدي وليس بالأمن والاستقرار؛ وإذا توليت قيادة شركة، فأنت تلهم الآخرين وتمنحهم المهمات وليس اللقب والهيبة.

أيَّاً كان المجال الذي اخترته، فإنَّ السبب هو الذي يجعلك تستمر وليس العمل نفسه أو ماذا تعمل؛ فأنت لم تُعرَف من خلال لقبك أو ملفك الشخصي على لينكد إن (LinkedIn) أو الجوائز التي تحصدها، ولكن من خلال سبب قيامك بما تفعل؛ فافعل ذلك وشاهد نفسك تتغلَّب على كل أنواع العقبات.

5. الاستفادة من المجالات المختلفة:

عندما تواجه تحدياً في مجال ما بينما تحقق نجاحاً في مجال آخر، فاستفِد منه؛ فعلى سبيل المثال: جرى الاستحواذ على شركتك، الأمر الذي جعلك تشعر بالحيرة وتشك في قدراتك؛ ولكن من ناحية أخرى، تُعدُّ أنت حجر الأساس في المنزل وفي حياتك الأسرية، فهذه فرصة ينبغي عليك انتهازها؛ إذ قد تجلب الثقة التي تشعر بها في المنزل إلى مكان العمل لتساعدك على التغلُّب على التحديات الجديدة في هذا المجال، ولن تتأثر بعد ذلك نزاهتك الذاتية عموماً لأنَّك تسمح لنجاحك في مجال واحد من حياتك بالتدفق إلى منطقة أخرى.

6. التركيز على تقديم القيمة:

عندما يحدث التغيير، اعتبره فرصة لجلب القيمة؛ فعندما ننتقل من صورة الضحية إلى الشخص الذي يضيف القيمة، نطوِّر منظوراً جديداً ونبني الثقة.

اعلم أنَّ العطاء هدية لنفسك وللآخرين، كما أنَّه أشبه بنبوءة تحقِّق نفسها لأنَّنا نحصد ما نزرعه، وقد يتوافق هذا مع فلسفة "توني روبنز" (Tony Robbins) التي تستند إلى عدم الوقوع في حب منتجك، بل في حب عملائك وعملية تقديم القيمة لهم؛ حيث يحدث هنا التحول في غمرة التغيير والشدائد، ممَّا يمكِّنك من اكتساب ميزة تنافسية ضخمة بينما ينحدر الآخرون إلى دور الضحية والانغمار في اليأس.

إقرأ أيضاً: 13 أمراً يجب أن تتذكره حينما تقسو عليك الحياة

7. مَزج الأمور بإبداع:

كما يقول "ماثيو ماكونهي" (Matthew McConaughey) في كتابه الجديد "أضواء خضراء" (Greenlights): "ينبغي أن تتعلَّم احترام الشتاء".

أجبر نفسك على العمل من موقع جديد من المدينة مرَّة واحدة في الأسبوع، ممَّا يتيح لك امتلاك أفكار جديدة، والتعرُّف على أشخاص جدُد، وبناء عضلات المرونة؛ وافعل هذا حتى لو لم تشعر أنَّك ترغب في فعله.

بمجرد أن تتقن منح الأولوية لاتِّخاذ إجراءات رغماً عن مشاعرك، فلن يكون التعامل مع التغيير غير المتوقع أمراً صعباً؛ ومن خلال الإبداع وأخذ زمام المبادرة للعمل من موقع جديد، ستتمكَّن من تجاوُز سلوكك الطبيعي، وتضطر إلى الاعتماد على غريزتك الداخلية مرَّة أخرى.

يشبه هذا إلى حد كبير الفلسفة الرواقية التي اشتُهِر بها "سينيكا": "خصِّص عدداً معيناً من الأيام تكون راضياً فيها عن شحاحة ورخص الأطعمة، وعن خشونة الملابس، وقل لنفسك حينها:"هل هذه هي الظروف التي كنت أخشاها؟".

لقد ساعد هذا "سينيكا" على احترام الشتاء، كما زاد من ثقته بأنَّه قادر على التكيُّف إذا ما اضطر إلى ذلك؛ ففي النهاية، نحن نتحرَّر عندما لا نخشى أسوأ السيناريوهات.

ما يجعلنا نشعر بعدم الارتياح تجاه التغيير هو الشعور وكأنَّه يحدث رغماً عنَّا، مثل المد الذي يدفعنا في المحيط ويجبرنا على سلك اتجاه مُعيَّن بغض النظر عن مدى صعوبة محاولتنا للتخلُّص من ذلك؛ ولكي نتعامل مع هذا، يجب أن نقلِب هذا الشعور رأساً على عقب من خلال خداع العقل للاعتقاد بأنَّ هذا هو ما نريده، وأنَّه جزء من خطتنا الرئيسة الكبرى، وأنَّنا نمتلك ما يلزم للتعامل مع أي شيء قد يحدث في المستقبل.

تُبنَى هنا الثقة بالنفس والهوية الذاتية، وهي متغيرات يجب أن نضمن ترسيخها وتنميتها في نفوسنا؛ كما يمنحنا اختيار هذه الرؤية السيطرة؛ ذلك لأنَّنا من خلال اتِّباعها، نمنح وعينا فرصاً للتقدُّم، ونتَّخذ إجراءات أكثر شجاعة نتيجة لذلك، ونرفع سقف التوقعات المرتبطة بنا وبالموقف الذي نمرُّ به.

بهذه الطريقة، نكون قد أزلنا الخوف من المعادلة، وفقد سلطته وتأثيره فينا؛ وهذا ما يفعله وجود عقل متفتح في سياق التغيير، فهو يحرِّرك لتشاهد المعجزات؛ ومن خلال التماشي معه، يمكنك النجاة من خضم الأزمات.

شاهد بالفيديو: 5 نصائح للخروج بأفكار إبداعية جديدة

8. إدراك أنَّ الإجراءات الصغيرة تُحدِث فارقاً:

لقد أظهر البحث الذي أجراه "ييجر" و"والتون" (Yeager & Walton) عام 2011 أنَّ في وسع أصغر الإجراءات مساعدتنا على تعزيز ثقتنا بأنفسنا وقدرتنا على التعامل مع التحديات المستقبلية، ممَّا يساعدك على أن تصبح أكثر مرونة وتتكيف بصورة أفضل؛ فقد تبيَّن أنَّ أي إجراء بسيط بدءاً من التركيز على المهمات البسيطة، أو قضاء الوقت مع الأصدقاء، أو محاولة تحقيق غايةٍ سامية، أو التواجد مع أفراد الأسرة، أو حتى التسوق لشراء سلع جديدة، يُحدِث فارقاً.

9. الحصول على حلقة تغذية راجعة إيجابية:

يوجد ارتباط عميق بين تكوين الكيان الذاتي والدعم الاجتماعي الذي يعزِّز الأداء العالي؛ فعلى سبيل المثال: تخيَّل أنَّ شركتك تمرُّ بتغيير واسع النطاق، ولكن لأنَّك تثق في نفسك وقدراتك، تحقِّق أداءً أفضل في العمل، وتشعر بمزيدٍ من الثقة بالنفس؛ وبسبب هذا الأداء المتميز، يتوقع رئيسك منك المزيد؛ ونتيجة لهذا التوقع، ترتفع معاييرك، ويستخلص منك زملاؤك في العمل أداءً أعلى من خلال التغذية الراجعة القائمة على التقدير ومكافآت السلوك بالإضافة إلى الاعتراف بمكانتك كصاحب أفضل أداء، وتشعر بعد ذلك بمزيد من الثقة بالنفس، وتسعى إلى فرص للتقدُّم والتدريب والتطوير؛ ممَّا يؤدي إلى تحقيق نتائج أفضل.

هذا هو نوع حلقة التغذية الراجعة الإيجابية التي إذا طُوِّرت مبكراً، تخلف تأثيرات هائلة ومفيدة حتى في خضم التغيير والاضطراب ما دمت تبدأ على الفور.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لتقديم تغذية راجعة بنَّاءة ومؤثرة

10. كتابة اليوميات:

أخيراً، تمتلك بين يديك وسيلة قوية ومتاحة لك في كل مرحلة من مراحل حياتك، وقد تساعدك على الحصول على أفكار مذهلة، وتحسين الإنتاجية، والتركيز على مدار اليوم، وزيادة الثقة بنفسك، ومعرفة إلى أين تريد التوجُّه؛ ألا وهي "كتابة اليوميات".

إليك بعض الأنشطة لتبدأ بها:

  • اكتب عن الموقف الذي تمرُّ به، وكيف يمكنك التوافق فيه مع قيمك الأساسية.
  • التزم بتدوين اليوميات لمدة 10 دقائق يومياً حول موضوعات مثل الطرائق الإبداعية لحل المشكلات.

كانت هذه بعض الاستراتيجيات القوية التي قد تُغيِّر قواعد اللعبة وتساعدك على انتهاز الفرصة والوصول إلى إمكاناتك الكاملة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة