ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "هينريك إيدبيرك" (Henrik Edberg)، والذي يحدثنا فيه عن تجربته الشخصية في التخلص من التشاؤم، ويقدم 10 نصائح عملية للتفكير الإيجابي.
قد يبدو هذا غامضاً بعض الشيء؛ لذا سنقدم لك في هذا المقال 10 نصائح عملية وعادات يمكنك البدء في استخدامها اليوم:
1. ابدأ التخلص من السلبية في محيطك وحياتك:
سيكون لما تفكر فيه خلال يومك المعتاد تأثير كبير في طريقة تفكيرك وشعورك؛ لذا اسأل نفسك عمَّا تفكر فيه، وعن أكثر 3 مصادر للسلبية في حياتك.
قد تكون هذه المصادر شخصاً قريباً منك، أو شخصاً في العمل أو الجامعة؛ أو موقعاً إلكترونياً تزوره كثيراً، أو مجلة، أو برنامجاً تلفزيونياً، أو تسجيلاً صوتياً، أو موسيقى، وما إلى ذلك.
أخرج ورقة أو افتح مستنداً فارغاً على هاتفك الذكي، واسأل نفسك: "ما الذي يمكنني فعله لقضاء وقت أقل مع هذه المصادر الثلاثة هذا الأسبوع؟"، وابتكر أفكاراً وخطوات عمل للقيام بذلك على الورقة أو في هاتفك.
إذا لم تتمكن من التوصل إلى خطوات للقيام بذلك مع المصادر الثلاثة جميعاً في الوقت الحالي، فركز على مصدر واحد فقط؛ ثم بعد ذلك، اقضِ الوقت الذي وفرته بالتفكير في المصادر والأشخاص الإيجابيين في حياتك.
2. عندما تواجه موقفاً سلبياً، ابحث عن الجيد أو المفيد فيه:
إحدى أهم الاختلافات بين الشخص المتفائل والشخص الذي يسمح للأفكار المتشائمة بالتشويش على عقله، هو نظرة كلٍّ منهما إلى الانتكاسات والعقبات في الحياة.
على سبيل المثال: لطالما شعرت بالرغبة في الاستسلام والعودة إلى المنزل عندما واجهت موقفاً سلبياً، حيث كنت أشعر أنَّني قد عالق في مكان ما، وأنَّ كل ما أفعله لن يُحدِث فارقاً كبيراً، وغالباً ما كنت ألوم نفسي على كل ما قمت به؛ لكنَّني الآن أتعامل مع الأمور من منظور مختلف؛ فعندما أجد نفسي في موقف يبدو كئيباً أو سلبياً، أطرح على نفسي أسئلة من شأنها أن تمنحني القوة وتساعدني على النمو، مثل ما يأتي:
- كيف يمكن أن يدعمني ويساعدني صديقي المفضل أو أحد والدايَّ في هذا الموقف؟
- ما هو الشيء الجيد في هذا الموقف؟
- ما هو الشيء الذي يمكنني تعلمه من هذا؟
- ما هو الشيء الذي يمكنني فعله على نحو مختلف في المرة القادمة، ويزيد من فرص حصولي على نتيجة أفضل؟
3. تمرَّن بانتظام:
عندما أجد صعوبة في التخلص من الأفكار السلبية، يساعدني تمرين رفع الأوزان الحرة لمدة 20-30 دقيقة على تغيير طريقة تفكيري.
يستحق هذا التمرين وقتك؛ فهو يحرر الكثير من التوترات الداخلية والضغط ومشاعر القلق، ويجعلك تشعر بالقوة مرة أخرى، ويجعلك أكثر تركيزاً أيضاً؛ وعندما تنتهي منه، ستشعر أنَّك أصبحت أكثر قدرة على التعامل مع ما يجري في حياتك.
كما تساعدك ممارسة الرياضة عدة مرات في الأسبوع وفقاً لجدول زمني منتظم على تفادي المزاج المتشائم في المقام الأول.
شاهد بالفيديو: 5 نصائح للتخلص من الأفكار السلبية
4. توقَّف عن تهويل الأمور:
كانت هذه إحدى أكبر مشكلاتي، حيث كنت أبالغ كثيراً، وأجعل المشكلات الصغيرة أو المتوسطة أو التحديات تبدو كالوحش في عقلي.
إنَّها ليست عادة جيدة إن كنت ترغب في اتخاذ إجراء للمضي قدماً، أو كنت لا تريد الكثير من الهموم والخوف في حياتك اليومية.
إنَّ أسهل طريقة لتكون عقلانياً في موقف تبدأ فيه الشعور بأنَّك قد تبالغ هو أن تركز قليلاً على حياتك من خلال سؤال نفسك: "هل هذا الأمر هام بعد 5 سنوات من الآن، أو حتى بعد 5 أسابيع؟"؛ إذ وجدت أنَّ الإجابة تكون بالنفي في معظم الأحيان.
5. كن ممتناً لبعض الأشياء التي تعدُّها من المسلَّمات:
عندما تنظر إلى الأمور في حياتك اليومية بطريقة سلبية، فمن السهل أن تفوتك الأشياء التي قد تكون ممتناً لها بالفعل.
نتحدث هنا عن الأشياء التي تملكها ولا يمتلكها الكثيرون في هذا العالم، أو الأشياء التي قد تعتبرها أمراً مسلَّماً به؛ لذا خصص بعض الوقت عندما تنهض في الصباح أو قبل أن تذهب إلى السرير مساء، وركز انتباهك على هذه الأمور.
من الأمور التي أفكر فيها غالباً:
- أنا أتناول ثلاث وجبات ثابتة في اليوم.
- يوجد سقف فوق رأسي خلال الأيام الممطرة والفصول الباردة الطويلة.
- يوجد الكثير من الماء النظيف الذي أحتاجه.
- لديَّ عائلة وأصدقاء لطفاء في حياتي.
هذه أيضاً طريقة رائعة لتغيير وجهة نظرك عندما تواجه انتكاسة أو فشلاً؛ لذا، وفِّر دقيقة أو أكثر لتتأمل وتفكر في الأمور التي قد تكون ممتناً لها فعلاً.
6. عِش الحاضر:
عندما تفكر بطريقة سلبية، فأنت على الأغلب تفكر في شيء قد حدث فعلاً، وتعيش الحدث مرة أخرى، وتفكر مراراً وتكراراً فيما كان ينبغي عليك فعله أو قوله، أو تفكر في شيء قد يحدث، أو ربَّما مزيجاً من الاثنين؛ حيث أنَّ تجربة سابقة أو اثنتين تجعلانك تمعن التفكير حول ما قد يجلبه المستقبل.
للتوقف عن التفكير بذلك، عد إلى اللحظة الحالية وما يحدث حولك الآن؛ فإذا اكتسبت هذه العادة وحاولت قضاء مزيد من يومك في عيش الحاضر، فستكون لديك أفكار سلبية أقل، وتكون أكثر تركيزاً على ما هو جيد وما يمكنك فعله في هذه اللحظة بالذات للمضي قدماً؛ لكن كيف تفعل ذلك عملياً؟
هناك طريقتان مفضلتان لديَّ لإعادة نفسي إلى اليقظة كي أعيش اللحظة الحالية، وهما:
1. اقضِ دقيقة أو دقيقتين لمراقبة العالم من حولك:
خذ استراحة سريعة للغاية، وركز على ما يدور من حولك تركيزاً كاملاً؛ كالمناظر الطبيعية، والروائح المختلفة، وكيف تدفئ الشمس جسمك، والراحة التي تستمدها من ملابسك، والناس الذين يمرون بجوار نافذتك، وأصوات الأطفال الذين يلعبون بعيداً.
2. اقضِ دقيقة أو دقيقتين في التركيز على تنفسك:
تنفَّس بعمق، واحرص على أن تتنفس من خلال أنفك لا فمك، وركز خلال هذه الاستراحة القصيرة على الهواء الداخل والخارج منك، ولا شيء آخر.
7. شارك الآخرين ما يدور في ذهنك:
إذا تركت الأفكار السلبية تسرح وتجول في ذهنك، فستصيبك بالكآبة؛ لكن يمكن أن تساعدك التمرينات على التخلص منها، أو يمكنك استخدام الأسئلة التي تعزز التفكير الإيجابي كما هو موضح أعلاه؛ إلَّا أنَّ ما يعمل جيداً حقاً هو البوح بالأمر، ومناقشة الموقف السلبي الذي تواجهه مع شخص قريب منك.
يمكن أن يساعد التنفيس في إيجاد وجهة نظر جديدة وأكثر تماسكاً عن الموقف؛ وبينما يستمع الشخص الآخر، يمكنك التفكير في الحلول لنفسك واكتشاف ما تريد القيام به حيال ذلك، أو قد تحتاج إلى مساعدة عملية أكثر؛ فإن كنتما تتناقشان حول الموقف، تستطيعان معاً العثور على وجهة نظر أكثر فائدة، وربَّما خطة عمل لما يمكنك القيام به لتحسين الأمور.
8. اجلب الإيجابية لحياة شخص آخر:
عندما تتعثر عالقاً في عقلية متشائمة أو تفكير الضحية، فإنَّ إحدى أبسط الطرائق للخروج من هذه الحالة هي أن تجلب الإيجابية لشخص ما في حياتك.
عند تطبيق هذا الأمر ورؤية هذا الشخص يشعر بالسعادة والسرور، ستشعر بتحسن تجاه نفسك، وبمزيد من التفاؤل مرة أخرى؛ وإليك ثلاث طرائق ناجعة:
- كن لطيفاً: قدم مجاملة حقيقية لذوقه الرائع في الموسيقى أو طبخه، أو أمسِك الباب حتى يدخل أحدهم، أو اترك شخصاً ما يتجاوزك في أثناء قيادة سيارتك.
- قدِّم المساعدة: قدم بعض النصائح الجيدة التي نجحت معك عندما كنت في الموقف نفسه الذي يمر به صديقك أو زميلك في العمل الآن، أو ساعد في إعداد حفلة صديقك في نهاية هذا الأسبوع أو في أثناء انتقاله إلى شقة جديدة.
- تعاطف: أصغِ إليه وهو يُنفِّس عن نفسه، أو ناقش معه التحدي أو الموقف الصعب الذي يواجهه لمساعدته على البدء في إيجاد طريقة للخروج منه.
9. تمهَّل:
عندما أكون على عجلة من أمري، وأفكر وأتحدث وأتحرك بسرعة كبيرة، لا تسير الأمور على ما يرام؛ حيث يتراكم الإجهاد، ويصبح من الصعب التفكير بوضوح وعقلانية، وتبدأ الأفكار السلبية تُخيِّم على عقلي، فيصعب عليَّ التعامل معها أو إيقافها.
من ناحية أخرى، عندما أتمهل، يهدأ جسدي وعقلي أيضاً، ويصبح من السهل العثور مرة أخرى على المنظور المتفائل والطريقة البنَّاءة للمضي قدماً صوب ما أريد.
10. ابدأ يومك بإيجابية:
غالباً ما تحدد الأمور القليلة الأولى التي تقوم بها في الصباح كيف سيكون يومك بالكامل؛ فإذا بدأت بداية سلبية أو متشائمة، فقد يكون من الصعب جداً التخلص من تلك المشاعر أو المنظور السلبي؛ ولكن إذا بدأت صباحك ببداية إيجابية، سيصبح من الأسهل بكثير أن تصاحبك هذه المشاعر والتفاؤل طوال اليوم.
هناك طريقتان بسيطتان لبدء يومك بإيجابية، وهما:
- ضع تذكيراً على منضدة السرير الجانبية أو مرآة الحمام: قد يكون اقتباساً يلهمك حقاً، أو أهم ما تركز عليه، أو حلمك؛ لذا اكتب ذلك على ورقة، وضعها في مكان يمكنك أن تراها فيه بعد الاستيقاظ مباشرة.
- اجعل بعض المعلومات أو الأفكار الإيجابية تتدفق في ذهنك: حيث يمكنك فعل ذلك من خلال مشاهدة مقطع فيديو تحفيزي على يوتيوب (Youtube)، أو الاستماع إلى تسجيل صوتي أو بعض الموسيقى المفضلة لديك، أو قراءة منشور مدونة أو فصلاً في كتاب يجعلك تضحك؛ كما يمكنك الاستمتاع بمحادثة ممتعة أو تحفيزية مع أطفالك أو شريكك أو زميلك في العمل أو صديقك على الإفطار، أو في أثناء ركوب الحافلة إلى المدرسة أو العمل.
أضف تعليقاً