ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "جيمس مايكل ساما" (James Michael Sama)، ويحدِّثنا فيه عن 10 عادات تضمن الحصول على السعادة مع شريكك.
فيما يأتي 10 أشياء لضمان بقاء علاقتنا قوية وصحية مع شركائنا في الحياة، والتي يمكننا القيام بها يومياً ولا تحتاج إلَّا إلى قليلٍ من الجهد:
1. التعبير عن الامتنان والتقدير:
لطالما اعتقدت أنَّ أحد أكبر العيوب في العلاقات طويلة الأمد هي عندما يبدأ أحد الأشخاص أو كلاهما في عدم تقدير وجود الشخص الآخر، قد تقول لنفسك: "من المستحيل أن أقوم بذلك"، لكن تذكَّر كيف يمكن أن تمتلئ الحياة اليومية بالأشغال، وكيف يمكن للمرء أن ينسى بسهولةٍ المهام التي تبدو سهلة.
ربما يقوم أحد الشركاء أو كليهما بمهام محددة يومياً، وهذا يشعرهما بأنَّها أمور عادية، لكنَّ الحقيقة هي أنَّ هذه المهام ما تزال تستهلك الطاقة والجهد من أجل إكمالها.
حتى لو قلت عبارة صغيرة لشريكك، مثل: "شكراً لك على قيامك بهذا الشيء الذي تقوم به كل يوم"، يمكن أن تشعره بالتقدير والامتنان، ومعرفة أنَّك تضع في الحسبان تقديم الشكر له باستمرار، سيعني له الكثير.
2. تخصيص الوقت لشريكك:
أعلمُ أنَّ هذا الأمر ليس بالأمر السهل، فمشاغل الحياة كثيرة؛ إذ إنَّ وقتك مكرَّسٌ على العمل، والأطفال، والأعمال المنزلية، والمسؤوليات، ومن يدري ماذا بعد، متى ستجد وقتاً لقضائه مع شريكك؟
لا أقترح عليك قضاء ساعات بعيداً عن مهامك اليومية، لكن قضاء بضع دقائق فقط مع شريكك يومياً قبل البدء بيومك، أو قبل نهايته، يمكن أن يساعدك على إعادة التواصل معه؛ فإذا قضيت وقتاً طويلاً دون هذا الاهتمام الشخصي الخالص، فيمكن أن يتشكَّل شرخٌ عاطفي بينكما، والذي سينمو أكثر مع مرور الوقت.
3. تبادُل المودة:
يعرف الأشخاص الذين قرؤوا الكتاب الذي يُدعى "لغات الحب الخمس" (The five love languages) للمؤلِّف "غاري شابمان" (Gary Chapman) أنَّنا جميعنا نملك احتياجات مختلفة عندما يتعلَّق الأمر بالمودة؛ إذ يتواصل الأشخاص مع شركائهم إمَّا من خلال قضاء وقت ممتع معاً، أو من خلال الخدمات، أو التواصل الجسدي، أو تلقي الهدايا، أو كلمات التأكيد؛ إذ مهما كان معنى المودة بالنسبة إليك، فإنَّ تخصيص الوقت لتقديمها وتلقيها يومياً، هو بمكانة تواصل بينك وبين شريكك.
إذا شعر شريكك بأنَّه بعيد عنك لبضعة أيام بين الحين والآخر قد لا يبدو الأمر وكأنَّه مشكلة كبيرة، فمن الممكن أنَّه يمرُّ بشيء يحتاج فيه إلى قضاء بعض الوقت وحده، وهذا هو سبب أهمية التواصل لمعرفة موقفك أنت و شريكك.
مع ذلك، إذا مرَّ كثير من الوقت غير المبرَّر دون الشعور بالحب، فقد يبدأ انعدام الأمان والاستياء بالنمو في العلاقة؛ لذا تذكَّر سبب وجودك مع شريكك في المقام الأول، واجتهد لتظهر له أنَّك ما زلت تهتم به.
شاهد بالفديو: 10 أمور تزيد من سعادة الزوجين
4. إجراء محادثات صريحة وصادقة:
هناك أيام يكون فيها كثير من الأمور للتحدث عنها، وكذلك هناك أيام لا نرغب فيها في التحدث على الإطلاق، لكنَّ النقطة الهامة هي أنَّ التواصل الصريح والصادق يساعد الشركاء في العلاقة على البقاء على تواصل وإدراك مشاعر كل منهما.
يساعدنا هذا الأمر على معرفة ما نقوم به بأسلوب صحيح، وما نقوم به بأسلوب خاطئ، وكذلك يساعد على بناء الثقة والاحترام، ومعرفة أين يمكننا تقديم الدعم، أو التراجع وإعطاء المساحة، وفهم بعضنا بعضاً.
قد يتطلَّب هذا الأمر جهداً، لأنَّ آخر شيء نريد القيام به في بعض الأحيان هو التحدث، لكن حتى التحدث هو شكل من أشكال التواصل الصادق، ويساعد شريكنا على الشعور براحة أكبر من التي يشعر بها حينما نبقى صامتين دون مبرر.
5. تقديم المساعدة:
ناقشنا في أول نقطة أهمية التعبير عن الامتنان حتى على الأشياء الصغيرة التي يقوم بها شريكك يومياً، وأعتقد أنَّ العمل على انعاش فترة الركود يُحدِث فرقاً كبيراً أيضاً؛ إذ يمكن أن يفعل ذلك شيءٌ صغير مثل مساعدة شريكك في الأمور التي يقوم بها في الصباح، أو حتى مجرد عرض المساعدة عليه.
فالعلاقة عبارة عن فريق، والفِرق تعمل معاً وتساعد بعضها بعضاً، حتى لو لم يكن شريكك يحتاج إليك للتدخل، فمن المفيد أن يعرف أنَّك على استعداد لذلك في أي وقت كان.
6. تقديم المديح:
قدِّم المديح يومياً، بالنسبة إليَّ لم يمر يوم واحد منذ أن تزوجت لم أقدم فيه المديح لزوجتي؛ إذ يستغرق الأمر ثانيتين لتقول ما تريد أن تقوله قبل مغادرة المنزل، أو لإرسال رسالة نصية في أثناء النهار.
إنَّ هذا الأمر يحافظ على الطاقة الإيجابية في علاقتك، ويُظهر لشريكك أنَّك لاحظت الأشياء الصغيرة التي قام بها، سواء كان تغييراً في مظهره، أم إحراز تقدُّم في شيء ما، وهذا يشعره بالتقدير؛ لا يتطلَّب الأمر سوى القليل من الجهد الإضافي لإحداث تأثير كبير.
7. التعبير عن الحب:
عبِّر عن محبتك لشريكك، قد تقول لنفسك: "لست مضطراً إلى التعبير عن محبتي، فشريكي يعرف ما أشعر به"، لكنَّ هذا التفكير خاطئ؛ إذ إنَّنا نستمتع بسماع الشخص الذي نحبه يعبِّر لنا عن حبه، إنَّها مجرد كلمة واحدة صغيرة تترك أثراً كبيراً، وتوطد علاقتنا مع شريكنا في كل مرة تقال فيها.
8. التحدث عن هدف مشترك معاً:
هذا الأمر مختلف قليلاً، لكنَّني أعتقد أنَّ هذا ما يجعله أكثر أهمية؛ إذ إنَّك تعمل أنت وشريك حياتك على بناء حياة يحبها كلاكما، وهذا يعني شيئاً مختلفاً لكلٍّ منكما، لكنَّ العمل لتحقيق هذه الأهداف هو الأساس لكل شيء.
فإذا استطعتم قضاء بعض الوقت يومياً في الحديث عن شيء كلاكما متحمِّسٌ بشأنه، فستبقيان على تواصل كفريق واحد، وسيمنحكما هذا الأمر شيئاً للتطلُّع إليه، والتركيز والعمل عليه معاً، وسيساعدكما هذا الأمر على تصوُّر الحياة الجميلة التي التزم كلٌّ منكما لبنائها معاً، وإذا كان في إمكانك الاستمرار في تحقيق الأهداف وتحديدها أنت وشريكك، فلا يوجد شيء يقف في طريقكما.
9. تقديم الاهتمام لشريكك:
إنَّ صخب الحياة وضجيجها يمكن أن يشغلنا بشدة، لكنَّ الحرص على تقديم الاهتمام لشريكك قبل خروجك من المنزل، وبعد عودتك إليه يساعد على الحفاظ على جوهر علاقتك على الرَّغم من كل المشاغل.
10. الاهتمام بنفسك:
افعل شيئاً تحبه، سواء كان الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أم قضاء بعض الوقت في القراءة، أم التأمل، أم ممارسة "اليوجا" (yoga)؛ إذ إنَّ بعض أهم الأشياء التي ستقوم بها من أجل علاقتك لا علاقة لها بشريكك، بل بدلاً من ذلك لها علاقة بحب الذات، وهذا الأمر هو أساس كل شيء آخر.
فالعلاقة السعيدة تتكوَّن من شخصين سعداء، ولا يمكنك الحفاظ على السعادة مع مرور الوقت إذا نسيت نفسك، أو نسيت ما هو هام بالنسبة إليك؛ لذا سيساعدك تخصيص بعض الوقت كل يوم للقيام بشيء إيجابي من أجل صحتك العقلية والجسدية على أن تبقى مركِّزاً وسعيداً وراضياً، وبعد ذلك يمكنك تقديم المزيد من الحب لمن حولك.
تذكَّر أنَّه لا يمكنك سكب الماء من كوب فارغ، لكن إذا ركَّزت على ملء الكوب الخاص بك، فسوف يفيض الماء في النهاية إلى الأكواب الأخرى أيضاً.
أضف تعليقاً