وللثقة دورٌ مهمٌّ في تحفيز إنتاج هرمون الأوكسيتوسين؛ والذي يعدُّ حجر الأساس في خلقِ الشعور بالسَّعادة والإحساس بأنَّ للحياة معنىً وهدفاً واضحاً. إلا أنَّ الثقة لا تُبنى من تلقاء نفسها. إذ يتطلب الأمر منك بذل كامل جهدك لبناء الثقة في علاقتك مع الشريك. وغالباً ما ينشأ ذلك نتيجة الاستقرار العاطفي. إذا كنت بحاجة إلى مساعدة من أجل بناء الثقة، فإليك بعض النَّصائح من أجل الوصول إلى ذلك:
1. إعطاء الأولوية للعلاقة:
عندما تفكر في أفكار ومشاعر شريك حياتك، ستجعله يشعر بالحب والاحترام تجاهك. لكن هذا لا يعني أن تتخلى عن اهتماماتك. وإنَّما أن تُفكر من منطلق مصلحتكما المشتركة بدلاً من مصلحتك الشَّخصية. إذ يدفعه قيامك بذلك إلى الشعور بأنَّه مهم بالنِّسبة إليك، كما يجعله يثق بك أكثر.
2. كُن على سجيّتك:
إنَّ اليد الواحدة لا تصفِّق؛ فإذا كنت تريد أن يثق بك شريك حياتك، فعليك أنت أيضاً أن تُثبت بأنَّك تثق في علاقتكما معاً.
فحين تكون صادقاً مع نفسك، يدركُ شريكك أنكَّ تثق به. إذ من خلال إظهار جميع نقاط ضعفك وهشاشتك ومخاوفك، تُظهِرُ أنَّك على ثقةٍ بأنَّه سيتقبلك على حقيقتك. لذا تخلَّ عن حذرك وأظهر له عيوبك الحقيقية. واعلم أنَّه لا توجد علاقة مثالية؛ وإنَّما الطريقة التي نتقبل بها عيوب بعضنا البعض هي ما تضفي صِبغَةَ المثالية على أيِّ علاقة.
3. تواصل مع الشَّريك:
إنَّ التَّواصل أمرٌ مهمٌّ في أيِّ علاقةٍ كانت، إذ من المهم جداً بناء علاقة متينة والحفاظ عليها. فحين تتواصل فعلياً مع الشريك، يشير ذلك إلى أنَّك تشعر بالأمان الكافي من أجل التَّعبير عن همومك واحتياجاتك ومخاوفك. فذلك ما يبني الثقة ويرسِّخُ اللحظات التي لا تُنسى في علاقتك.
4. كن حذراً فيما تقوله:
يقول الأزواج في بعض الأحيان ما لا يعنون، ويمكن أن يُخلِّفَ هذا أثراً كارثياً على العلاقة. إذ يمكن لكلماتك أن تُشعِرَ شريكك بالرَّاحة والثقة، أو بالرَّفض والغضب. لذا كن حذرا تجاه الكلمات التي تستخدمها، وانتبه إلى أثرها على الشَّخص الذي تحبه. يوجد أيضاً ما يُسمى بالتَّواصل غير اللفظي (non-verbal communication) وهو بنفس أهميَّة التَّواصل اللفظي. وفيه يقوم شريكك بتفسير نغمة صوتك ولغة جسدك وتعبيرات وجهك. لذا احرص على تطابق تواصلك غيرِ اللَّفظي مع نظيره اللَّفظي.
5. كن أفضل صديق لشريكك:
تشيرُ الأبحاث إلى أنَّ الأزواج الذين ينظرون إلى شركائهم على أنَّهم أفضل أصدقائهم؛ يكونون أكثر سعادةً ورضاً. وأنَّ وجود شريك يمكن الحديث إليه ومشاركة صعوبات الحياة معه يساعد في خلق علاقة جادَّة. فإن لم يكن لدى الزوجين تواصلٌ عاطفيّ، فقد يقود ذلك إلى الخيانة الجسديَّة والعاطفيَّة.
6. كن شخصاً جديراً بالثِّقة:
مثلما يخلق الاحترامُ الاحترامَ، تخلق الثِّقةُ الثِّقةَ أيضاً. فكي يثق بك الشَّريك، يجب أن تكون شخصاً جديراً بالثقة في المقام الأول. إذ تُبنى الثقة على أسُسِ الصدق والإخلاص. فإذا لم تتمكن من القيام بما يطلب منك شريكك القيام به، فكن على ثقةٍ بأنَّك لن تستطيع تجنب الآثار النَّاجمة عن عدم الإيفاء بتلك الآمال التي قد علقها الشريك عليك.
7. تقبَّل "نفوذ" الشَّريك عليك:
دائماً ما يكون تغلب أحد الشريكين على الآخر ضمن العلاقة الزوجية، خسارةً لكلا الزَّوجين. فقد خلصت الدِّراسات إلى أنَّ العلاقات تكون أكثر نجاحاً عندما يسمح الأزواج لأنفسهم بالتَّأثر بشركائهم. هذا يعني أنَّه يتعيَّن على الأزواج أن يتجنبوا النَّأي بأنفسهم واتخاذَ مواقفَ دفاعية بغية تسجيل نقاطٍ عقيمة ضد الشريك.
أبلغُ مثالٍ على ذلك هو: زوج وزوجة يتجادلان بشأن خططهما من أجل قضاء أمسية الخميس؛ لأنَّ والدة الزوجة سوف تزورها في ذلك اليوم. ليقول الزوج كلاماً هجوميَّاً مفاده: "لقد وضعت خططي من أجل تلك الليلة، وأنا لست على استعدادٍ لأن أغيِّر خططي".
عندما لا يتقبل الزوج بأن يتأثَّر بزوجته، سيخلق موقفه هذا شرخاً كبيراً في علاقتهما. ولكن عندما يكون قادراً على السَّماح لنفسه بالتأثر بزوجته، فإن ذلك سيؤدي إلى خلق مشاعر السَّعادة والرِّضا ضمن العلاقة الزَّوجيَّة.
8. قم بإصلاح العلاقة:
إنَّ النِّزاعات والخلافات أمرٌ طبيعي وجزءٌ لا يتجزأ في أيِّ علاقة زوجية. ولكن من المهم أن يتم إصلاح تلك العلاقة قبل خروج الأمر عن السَّيطرة.
يُعدُّ الاعتذار إحدى طُرقِ إصلاح العلاقات، وتنبع أهميته من أنَّه بمثابة تأكيد على مشاعر الألم التي يشعر بها الشَّريك. فإن كنت في علاقة زوجية، فاعلم أنَّ للسَّعادة أهميَّةً تفوق شعورك بأنَّك على حق.
9. كُن مسؤولاً:
عندما تضرب المتاعب أيَّة علاقة -مثلما يحدث في معظم العلاقات- يكون من المهم أن تقف أنت وشريك حياتك في صفٍّ واحد.
أن تكون مسؤولاً يعني أن تكون مستعداً عاطفياً وجسدياً وذهنياً للتَّصدي لأيَّة متاعبَ كانت.
10. كن إيجابياً:
إنَّ مفتاح العلاقة النَّاجحة هو أن يكون لديك خمسة مواقف إيجابية تجاه شريك حياتك مقابل كل موقف سلبي تقوم به. هذا يعني أنَّك إذا آذيت مشاعر الشَّريك، فعليك أن تعوض ذلك بما يصل إلى خمسة أضعاف عن طريق القيام بأشياء إيجابية مثل الابتسام وإضحاك الشريك والتَّعبير عن حبِّكَ له.
المغزى من ذلك هو أنَّ الإيجابية هي ما يغذي الحب ويبني الثقة ضمن العلاقات. والثقة لديها القدرة على إنجاح أو إفشال أيَّة علاقة، وهي تستأهل كُلَّ الجهود المبذولة فيها.
أضف تعليقاً