أنتَ لست وحدك، فهذا شعور شائع لدى الجميع في مرحلة ما من حياتهم؛ فنحن نعيش في عالم تسيطر عليه منصات التواصل الاجتماعي، مثل الإنستغرام (Instagram)، والفيسبوك (Facebook)، والتويتر (Twitter)، والسناب شات (Snapchat)، والتيك توك (Tiktok)؛ حيث يوجد العديد من المنصات الرائعة للتواصل، والتي تُسلِّط الضوء على مدى اجتماعية الآخرين، وكيف أنَّك قد لا تنسجم مع أيٍّ منهم.
سنقدم فيما يلي 10 أسباب تجعلك تشعر وكأنَّك لا تنتمي إلى هذا المجتمع من حولك، لكن دعونا أولاً نتعرف على ماهية الشعور بالانتماء.
ماذا يعني الانتماء؟
يعني الانتماء الشعور بالارتباط مع الآخرين أو المكان؛ فسواء كان الأمر يتعلق بالأصدقاء أم العمل أم الأسرة أم المنزل أم المجتمع، فإنَّ العثور على المكان الذي تنتمي إليه يتعلق بقبول الآخرين لك؛ إذ يسمح لك الانتماء بأن تكون على سجيتك في الوقت الذي يرى جميع من حولك قيمتك الحقيقية لما أنت عليه.
وفي الوقت نفسه، أنت تُقدِّر من حولك وتشاركهم أفكارك والاهتمامات التي تربطك بهم، لكن قد تجد الشعور بالانتماء مختلفاً من شخصٍ إلى آخر؛ إذ قد يجد بعض الأشخاص أنَّهم مرتبطون مع شخص أو شخصين في الحياة، ويجد آخرون أنفسهم مرتبطين بمجتمعات بأكملها؛ وعندما تعاني في إيجاد شعورك بالانتماء، فإنَّ الشعور بالوحدة الذي ينشأ يمكن أن يكون مؤلماً للغاية ويصعب التعايش معه.
فإذا كنت تشعر أنَّك لا تنتمي إلى أي مكان، فقد حان الوقت للنظر في سبب هذا الشعور وما يمكنك فعله حيال ذلك.
لماذا أشعر أنَّني لا أنسجم مع أحد؟
قد يكون هذا شعوراً عابراً تشعر به عندما تمر بشيء ما؛ فسواء كنت قد فقدت شخصاً قريباً منك، أم أنَّك ما زلت في الجامعة بينما دخل جميع أصدقائك في سوق العمل، قد يُشعرك ذلك بالوحدة، وكأنَّك لا تناسب أي شيء.
يتوق الناس جميعاً إلى التواصل مع الآخرين، وبمجرد أن نفقد تلك الروابط الأساسية، لا شكَّ أنَّنا سنشعر بالعزلة والوحدة. ربما عانيت من هذه المشاعر لفترة من حياتك، فوجدت نفسك غير قادر على إعادة بناء تلك الروابط، لكن يوجد دائماً مكان يُناسبك وتشعر بالانتماء إليه، وعليك فقط أن تجده.
ماذا لو لم يكن لديك أصدقاء؟
ربما تشعر أنَّك لا تنسجم مع أحد، أو تشعر أنَّك لا تمتلك أي أصدقاء حقيقيين أصلاً؛ لذا عليك أن تفكر في الأمر ملياً، فهذان أمران مختلفان تماماً.
في الحقيقة إذا لم يكن لديك أصدقاء، فهذا خطؤك غالباً؛ قد يكون من الصعب أن تجد أصدقاء حقيقيين، لكن فكر في الأمر بهذه الطريقة: يوجد الكثير من الناس الذين يشكلون روابط مع بعضهم بعضاً في هذا العالم، وإذا كنت لا تستطيع إنشاء رابط مع أي أحد، فالمشكلة غالباً لا تتعلق بهم، بل بك أنت.
لا تقلق، فربما أنت تخرب هذه العلاقات دون أن تدري؛ لذا غيِّر طريقة تفكيرك، وأعد النظر بحياتك الخاصة وجوانب ضعفك، واسأل نفسك هذه الأسئلة:
- هل افترضت أنَّ الآخرين لا يحبونك؟
- هل توقفت عن منحهم فرصة أخرى؟
- هل أنت غير ودود تجاههم؟
- هل منعتهم من التواصل معك؟
- هل من المُحتمل أنَّك تُسيء فهم الإشارات التي يعطيها الآخرون؟
إذا أجبت بنعم على أيٍّ من هذه الأسئلة، فعليك إجراء بعض التغييرات في حياتك؛ وبعدها يمكن أن تجد أصدقاء تنسجم معهم مدى الحياة.
شاهد بالفيديو: كيف تتخلص من الشعور بالوحدة؟
أشعر أنَّني لا أنتمي إلى أي مكان:
إذا كنت تشعر بعدم الانتماء إلى أي مكان، من علاقات الصداقة إلى زملاء العمل إلى العائلة، فإليك 10 أسباب تساعدك على اكتشاف الأمر واتخاذ القرار المناسب:
1. أنت لا تسمح لأحد أن يدخل إلى حياتك:
لنفترض أولاً أنَّك وجدت المكان المثالي الذي يجب أن تنتمي إليه، لكن ربما تكمن المشكلة في طريقة تفكيرك، فهل تميل إلى أن تجلس مع مجموعة من أصدقائك دون مشاركتهم الحديث؟ وهل توقفت عن مشاركتهم أشياء هامة تحدث في حياتك؟ وهل تخبر أصدقاءك عن أفكارك وما تشعر به؟
غالباً ما تنتابنا مشاعر عدم الانتماء لأنَّنا لا نتشارك الأفكار مع أصدقائنا، فقد نشعر أنَّهم لا يفهموننا ولا يتقربون منا أو لا يعرفوننا على حقيقتنا؛ ويمكن أن يكون ذلك مُحبطاً أو مقلقاً في الوقت نفسه، لكن عندما تُعيد التفكير في الأمر، قد تدرك أنَّك لم تمنحهم الفرصة أبداً؛ فأنت لا تدعهم يفهمونك، أو يقتربون منك، أو يعرفونك، فإن لم تشارك أصدقاءك أفكارك ومشاعرك، فكيف يمكنك معرفة إن كنت تنتمي إليهم أم لا؟
يمكن أن تؤدي مشاركة تجاربك ومخاوفك الشخصية والكشف عنها إلى تعميق الارتباط بينك وبين أصدقائك، وبذلك يثقون فيك وتثق فيهم في المقابل، ويعمق ذلك العلاقة ويساعد على تعزيز الشعور بالانتماء.
2. القلق مما يفكر فيه الآخرون تجاهك:
لقد حان الوقت كي تتوقف عن القلق حول ما ظنِّ الناس بك وتهتم أكثر بما تفكر أنت فيه؛ فإذا ركزت على ما يقوله الآخرون عنك، يمنعك ذلك من أن تكون على طبيعتك.
سواء كنت قلقاً من أنَّ الناس لن يحبوك، أم أنَّهم لن ينسجموا معك، أو قلقاً بشأن ما يُقال عنك في غيابك، سيحولك هذا القلق إلى إنسان آخر؛ فقد تجد نفسك محاطاً بأصدقاء لا يعرفون شخصيتك الحقيقية وتستمر مشاعر القلق بالتفاقم يوماً بعد يوم، وتبدأ بعد ذلك في القلق إن اكتشفوا حقيقتك، والتفكير بما يمكنك فعله لتمنع حدوث ذلك.
إذا كانت هذه الأفكار تدور في رأسك، عليك أن تُجري بعض التغييرات؛ لذا إليك بعض العبارات الإيجابية لترددها في حديثك الذاتي:
- أنا صديق عظيم.
- أنا صديق لطيف.
- الناس محظوظون لكوني صديقهم.
عندما تعطي نفسك المزيد من القيمة، سيؤثر ذلك في مجالات أخرى في حياتك، ويقلل اهتمامك بما يفكره الآخرون بك، ولكنَّكَ لن تتوقف تماماً، كما ستكون أكثر صدقاً مع نفسك، وتجد في المقابل أشخاص يقدرونك على ما أنت عليه.
3. ما زلت تكتشف نفسك:
كم سيكون الأمر عظيماً لو أنَّك وُلدت وأنت تعرف بالضبط من أنت وما هو هدفك في الحياة! حيث يجعل هذا الحياة أسهل بالتأكيد؛ لكن لسوء الحظ، لا تسير الأمور بهذه الطريقة، إذ يتوجب عليك اكتشاف ذلك بنفسك؛ وهذا يستغرق وقتاً طويلاً.
قد يكون لديك آراء مختلفة عن أي شخص آخر من حولك؛ فأنت تفكر وتتصرف على نحو مختلف وتؤمن بأشياء مختلفة، ولا أحد يشاركك هذه الأفكار أو المشاعر، وهذه الاختلافات تجعلك تشعر بالوحدة الشديدة والانعزال؛ لكن ومن ناحية أخرى، هذه الاختلافات هي ما تُميزك عن الآخرين وتبرز شخصيتك الحقيقية، وهذا أمر يستحق الاحتفاء به.
نحن عندما نحاول أن نتوافق مع معتقدات الآخرين فإنَّنا نفقد أنفسنا الحقيقية؛ لذلك يجب عليك أن تتعرف على هذه الاختلافات وتعتاد عليها، فهذه فرصتك للخروج إلى العالم والعثور على أشخاص آخرين يشاركونك وجهة نظرك، ولحسن الحظ يجعل الإنترنت الاتصال بهم أسهل من أي وقت مضى.
ابدأ البحث عن المجموعات والمنتديات، توجَّه إلى فيسبوك أو محرك البحث جوجل، وستجد أصدقاء تتواصل معهم وتعرف المكان الذي تنتمي إليه، ولن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً.
4. تحتاج إلى تغيير البيئة المحيطة بك:
إذ كنت تعيش في نفس المنطقة التي نشأت فيها، وتتردد على نفس الأماكن، ولديك نفس الأصدقاء منذ الطفولة، فعليك تغيير ذلك، فقد تشعر بعدم الانتماء لأنَّك لا تنتمي أصلاً إلى هذه البيئة التي نشأت فيها.
ربما نشأت في بيئة مُحافظة ولم تعد تشارك جيرانك هذه النظرة إلى الحياة، أو في بلدة صغيرة ذات آراء ووجهات نظر ضيقة الأفق؛ فإذا كان أصدقاؤك وعائلتك يتقبلون هذا الوضع الراهن، فهذا لا يعني أن تتقبلها أنت أيضاً.
لا تتردد في الانتقال إلى الضواحي أو البلدات أو حتى إلى دول أخرى، وابحث عن صداقات جديدة وآراء مختلفة، فيمكن أن تكون هذه فرصتك المثالية لبداية جديدة لتجد المكان الذي تنتمي إليه.
5. تتغير أنت أو يتغير أصدقاؤك:
يمكن أن يتغير أصدقاؤك مع الزمن، وهذا ما يحدث غالباً، فإذا كنتم قد نشأتم كأصدقاء حقيقيين منذ الطفولة، فربما لن تظلُّوا أصدقاء إلى لأبد، وربما تجد مكاناً لهم في حياتك ولكن ربما لن يكونوا أصدقاء مقربين لك على الدوام، إليك بعض العلامات التي تدل على أنَّك تتغير:
- أنتَ لا تتحدث مع أصدقائك كما كنت تفعل سابقاً.
- هم لا يتواصلون معك مطلقاً.
- لقد أصبحت المنافسة عملاً روتينياً وليست للمتعة.
- لم تعد الثقة موجودة بينكم.
- لقد اخترتم مسارات مختلفة في الحياة.
لا تحاول إعادة بناء ما كان، بل تقبَّل أنَّ الأمور قد تغيرت واختر طريقاً آخر يناسبك وامضِ قدماً.
انظر إلى حياتك، هل بدأتَ وظيفة جديدة؟ أم انتقلت إلى مدينة جديدة؟ أم بدأت حياة جديدة؟ هذه كلها فرص لتجد أصدقاء يناسبون مرحلة حياتك الحالية؛ حيث يمكنك التواصل معهم ومشاركتهم الاهتمامات ذاتها، فمن خلال تحديد مكانك، يمكنك العثور على أصدقاء لديهم أهداف مشتركة، وقبل أن يمضي وقت طويل، تشعر وكأنك تنتمي إليهم.
6. ما زلت تبحث عن "أصدقاء":
منذ الصغر وأنت تُكوِّن الصداقات مع الآخرين، فكم كان سهلاً أن تبني علاقة مع الأطفال الآخرين الذين تُصادفهم في الحديقة، فتتشاركون اللعب وتمرحون سوياً؛ ثمَّ تنتقل إلى المدرسة وتُكوِّن صداقات مع زملائك في الصف، وتختار من يشابهك؛ ثم تنتقل إلى بناء علاقات في أماكن اجتماعية خارج المدرسة، مثل دروس الفنون والدورات والفِرق الرياضية وغيرها؛ فتصل إلى المرحلة الجامعية وتلتقي بأشخاص يشاركونك اهتماماتك وآمالك؛ وتستمر دائرة أصدقائك بالتوسع في كل مرحلة من مراحل حياتك.
هل لاحظت نمطاً محدداً هنا؟ ففي كل خطوة في طريقك، تتشكل الصداقات بناءً على شخصيتك واهتماماتك، حسب كل مرحلة من مراحل حياتك، فأنت تتغير وتتطور باستمرار، ومن الطبيعي أن تقول أنَّك لم تجد الأصدقاء المناسبين حتى الآن.
ولكن إذا كنت تنتظر لتعرف نفسك وتفهم من أنت، سيكون من المستحيل العثور على أصدقاء يقدرونك ويفهمونك على طبيعتك؛ ففي بعض الأحيان نكون محظوظين لأنَّ أصدقاءنا يكبرون ويتغيرون معنا، بينما لا نزال نشاركهم نفس القيَم.
ولكنَّنا قد نجد في أحيان أخرى أنَّنا ما زلنا لا ننتمي تماماً إلى أي مكان، وفي هذه الحالة، يجب أن تفكر في نفسك وما تستمتع به، وتستمر في البحث حتى تجد الأشخاص الذين يشاركونك نفس الاهتمامات.
7. أنت تحاول جاهداً أن تنسجم مع الآخرين:
قد تشعر بعدم الانتماء إلى مكان ما ببساطة لأنَّك لا تنتمي إليه، وليس هناك عيب في ذلك، فقد نبذل كل وقتنا وطاقتنا محاولين التأقلم مع من حولنا، ولكن ينتهي الأمر بتأثير معاكس ونشعر بمزيد من العزلة والوحدة؛ لذا إليك بعض الأسئلة التي عليك طرحها لاكتشاف ما إذا كنت صادقاً مع نفسك:
- هل تستمتع بالأنشطة التي تقوم بها أنت وأصدقاؤك، أم أنَّك تتظاهر فقط بالانسجام معهم؟
- هل ترتدي ملابس مختلفة عندما تلتقي بأصدقائك لتشعر بانتمائك إليهم؟
- هل تختلق القصص والمشاعر حتى تتمكن من إيجاد أفكار مشتركة مع أصدقائك؟
- هل تخفي اهتماماتك لأنَّ أصدقاءك لن يحبهوها؟
إذا أجبت بنعم على أحد هذه الأسئلة أو على جميعها، يجب عليك الابتعاد عنهم متى أمكنك ذلك.
ابتعد عن هؤلاء وخذ وقتك لتكتشف ما الذي تحبه وما هي اهتماماتك الحقيقية مقابل تلك التي أجبرت نفسك أنَّك تحبها وأنَّك مهتم بها فقط لتناسب أصدقاءك، نحن نفضل جميعاً أن يكون لدينا أصدقاء ننسجم معهم، ولا عيب في ذلك؛ لكن أفضل شيء تفعله لنفسك هو أن تعترف بأنَّك تحاول جاهداً الانتماء لأصدقاء لا يمتلكون اهتماماتك نفسها، وأنَّك لا تنتمي إليهم حقاً؛ لذا يجب عليك الابتعاد عنهم، والبحث عن أشخاص يمكنك حقاً أن تكون على سجيِّتك معهم دون تصنُّع.
8. أنت لا تعبر عن نفسك بوضوح:
تعد طريقة لباسنا وحديثنا وتصرفاتنا وغير ذلك طرائق مختلفة نعبر بها عن أنفسنا وعن ماهيتنا، وهي الجوانب التي تحدد كيف يرانا الآخرون، وبالتالي نوع الأشخاص الذين نجذبهم إلينا؛ فإذا استمر شعورك بعدم الانتماء، يجب عليك التفكير فيما إذا كنت تجذب النوع الخاطئ من الناس إليك من خلال ما تُظهره لهم.
ألقِ نظرة على الأصدقاء من حولك، كيف يلبسون ويتكلمون ويتصرفون؟ هل هم مثلك؟ إذا كانوا مثلك فأنت لا تعبر عن نفسك تعبيراً صحيحاً؛ حيث من الواضح أنَّك لا تعبر عن ذاتك بل تحاكي طريقتهم كي تنسجم معهم، وقد حان الوقت كي تفكر في نفسك ملياً وتقوم ببعض التغييرات في أسلوبك وقراراتك اليومية، مثل نوع المشروبات والأطعمة التي تفضلها وطريقة لباسك وغيرها من الأمور التي تجدها تمثلك على حقيقتك، وهذا ما يجعلك تخلق أرضية لحوارات أشمل مع الآخرين، فإذا كنت ترغب في بدء الحوارات بداية صحيحة، عليك أن تعبِّر عن نفسك تعبيراً صحيحاً منذ البداية.
9. تريد أشياء مختلفة في الحياة:
قد تكون طموحاتك وأهدافك مختلفة تماماً عمَّن حولك، وإذا لم تتشارك هذه الأهداف مع أحد يمكن أن تشعر بالانفصال والانعزال عنهم، بينما يجب أن تكون قريباً منهم وتتواصل معهم.
حتى لو شعرت بالانتماء في حياتك؛ إذا تغيرت أهدافك أو طموحاتك فجأةً، فقد تفقد هذا الشعور.
لا يعني هذا أنَّه ليس لديك مكان بعد الآن لهؤلاء الأشخاص في حياتك، بل يعني ببساطة أنَّك بحاجة إلى العثور على أشخاص آخرين يشاركونك هدفاً مشتركاً؛ لذلك لا يزال لديك مكان تشعر فيه بالتواصل معهم، فإذا كنت قد غيرت مهنتك مؤخراً، أو ببساطة غيرت الأولويات في حياتك، فمن الممكن أن تنتابك مشاعر الانعزال.
لذا اعترف لهم بالحقيقة واعترف بأنَّك تواجه تغييراً في شخصيتك وقيَمك، ولا تُلقِ اللوم على من لم يعد يفهمك في حياتك، ولا تتوقع منهم أن يتغيروا لمجرد أنَّك قد تغيرت، بل ابحث عن مكان ما تنتمي إليه حقاً.
10. صحتك النفسية بحاجة إلى معالجة:
هل تعلم أنَّ ما يقارب من نصف الأستراليين (45٪) يعانون من مشكلة تتعلق بالصحة النفسية في حياتهم؟ هذه إحصائية صاعقة، وما يثير القلق أكثر هو نقص الوعي بهذه القضايا وكيف يمكن أن تؤثر في الناس.
فقد اتضح أنَّ العديد من مشكلات الصحة النفسية يمكن أن تؤثر على شعورك؛ فهي تَزيد من شعورك بالعزلة والوحدة، مما يسمح للأفكار السلبية بالتسلل إلى ذهنك والتأثير على علاقاتك مع من حولك، قد يشعر الجميع بالوحدة من وقت لآخر، وذلك أمرٌ طبيعي، ولكن إذا استمر لفتراتٍ طويلة سيُؤثر سلباً على صحتك.
فيما يلي بعض العلامات الشائعة التي تدل على أنَّ شعورك بعدم الانتماء يؤثر فيك:
- التعب وانخفاض الطاقة.
- أوجاع وآلام في الجسم.
- مشكلات في النوم.
- اللجوء إلى شرب الكحول.
- الشعور بانعدام القيمة أو اليأس.
- التفكير بالانتحار.
إذا لاحظت أياً من هذه العلامات، فيجب أن تحصل على المساعدة الأنسب من المختصين، ربما تتجاوز مشاعر العزلة وعدم الانتماء، أمَّا هذه العلامات فهي تحتاج إلى التعامل معها؛ حيثُ يمكن لشعورك بعدم الانتماء أن يُرهقك بغض النظر عن شخصيتك أو مرحلة حياتك أو عدد الأشخاص المحيطين بك، فهو مكانٌ منعزل كئيب لتجد نفسك فيه.
إيجاد مكان تنتمي إليه:
أعِد النظر في هذه الأسباب واكتشف سبب شعورك بعدم الانتماء، ما الذي يمكن أن يساهم في هذا الشعور؟ فمن خلال تحديد مشاعرك وسبب وجودها، يمكنك إيجاد مخرج، وتحقيق السعادة التي تريدها.
أنتَ في الحقيقة لن تجد مكاناً تنتمي إليه قبل أن تعرف من أنت وماذا تريد من الحياة وما تستحقه منها؛ لذا عليك أن تكتشف نفسك وما تريده حقاً قبل أن تبحث عما يُشعرك بالانتماء؛ فمن خلال فهم أنفسنا، نكتسب الثقة للمضي قدماً والبحث عما نحتاج وعما يمنحنا الشعور بالانتماء، فأنت تنتمي إلى مكان ما بالتأكيد، ولكن قد لا يكون حيث تعتقد.
أضف تعليقاً