سنستكشف في هذا المقال المهارات الأساسية التي يجب أن يكتسبها الأطفال في كل مرحلة من مراحل التطوُّر، وهذا يمكِّنك من تعزيز إمكاناتهم، ورعاية تقدُّمهم بشكل فعال، فإذا كنت من المهتمين تابع معنا هذه السطور.
ما هي المهارات التي يجب أن يكتسبها الطفل بعمر (0-2) سنة؟
يكتسب عادةً الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0-2 سنة مجموعةً من المهارات الرئيسة، والتي تضع الأساس للتنمية المستقبليَّة، وبعض هذه المهارات تشمل:
1. المهارات الحركيَّة:
يبدأ الأطفال في تطوير المهارات الحركيَّة الإجماليَّة، مثل: التَّدحرج، والجُّلوس، والزَّحف، والسَّحب للوقوف، وفي النهاية المشي، كما يقومون أيضاً بتطوير المهارات الحركيَّة الدقيقة، مثل: الإمساك بالأشياء، والتقاط الأشياء الصغيرة، وإطعام أنفسهم في النهاية بالأصابع أو الأدوات.
2. المهارات الحسيَّة:
يبدأ الأطفال في استكشاف العالم وفهمه من خلال حواسهم، ويطوِّرون المهارات الحسية والقدرة على رؤية الأشياء بوضوح، وتتبُّع الأجسام المتحرِّكة، وسماع الأصوات والاستجابة لها، والتمييز بين الأذواق والقوام، واستكشاف الأشياء من خلال اللمس.
3. مهارات التَّواصُل:
يبدأ الأطفال الرُضَّع في التواصُل من خلال البكاء، والهديل، والثرثرة، وفي النهاية قول كلمات بسيطة مثل "ماما" أو "بابا"، ويبدؤون أيضاً في فهم الإيماءات الأساسية، وتعبيرات الوجه، وقد يستجيبون لمناداة أسمائهم.
4. المهارات الاجتماعيَّة:
يُطوِّر الأطفال روابط اجتماعيَّة مع مقدِّمي الرِّعاية من خلال التواصل البصري، والابتسام، والبحث عن الرَّاحة من البالغين المألوفين، كما يبدؤون في الانخراط في تفاعلات اجتماعيَّة بسيطة، مثل: تقليد تعابير الوجه، ولعب الألعاب التفاعلية (لعبة الغُمَّيضة) وإظهار تفضيل الأشخاص المألوفين.
5. مهارات الرِّعاية الذاتيَّة الأساسيَّة:
يتعلَّم الرُّضَّع تدريجيَّاً التَّنظيم الذاتي، وتطوير مهارات الرِّعاية الذاتيَّة الأساسيَّة، مثل الرضاعة (سواء من خلال الرضاعة الطبيعية، أم الرضاعة بالزجاجة، أم البدء في تناول الأطعمة الصلبة) وأنماط النوم، والمراحل الأولى من التدريب على استخدام المرحاض.
بشكلٍ عام، يكتسبُ الأطفال خلال العامين الأوَّلين من الحياة بسرعة المهارات الأساسيَّة التي تشكل اللبنات الأساسيَّة لنموِّهم الجَّسدي والمعرفي والاجتماعي والعاطفي.
ويؤدي الآباء ومقدِّمو الرعاية دوراً حاسماً في رعاية ودعم هذه المهارات، من خلال: التَّفاعلات سريعة الاستجابة، وتوفير بيئة آمنة ومحفِّزة، وتلبية احتياجات الطفل الأساسيَّة بالحبِّ والرِّعاية.
ما هي المهارات التي يجب أن يكتسبها الطفل بعمر (2-6) سنوات؟
يَبني الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-6 سنوات على المهارات الأساسية المكتسبة خلال مرحلة الطفولة، ويطوِّرون مجموعةً متنوعةً من القدرات في مختلف المجالات، وتتضمَّن بعض المهارات الأساسية التي يكتسبها الأطفال في هذه الفئة العمريَّة عادةً ما يأتي:
1. اللُّغة والتَّواصل:
يوسِّع الأطفال مفرداتهم ومهاراتهم اللغويَّة بسرعة خلال هذه المرحلة، ويتعلَّمون كلمات جديدة، ويشكِّلون جملاً أكثر تعقيداً، ويبدؤون في فهم القواعد النحويَّة واستخدامها، والانخراط في محادثات مع الآخرين، والتَّعبير عن أفكارهم ومشاعرهم واحتياجاتهم بشكل أكثر فاعليَّة.
2. المهارات المعرفيَّة:
يتقدَّم التطوُّر المعرفي، فيعزز الأطفال قدراتهم على حلِّ المُشكلات، والذَّاكرة، ومدى الانتباه، ومهارات التَّفكير، ويبدؤون في الانخراط في اللعب التخيُّلي، والعدِّ البسيط، والتعرُّف إلى الأرقام، وإظهار الفضول والاهتمام للتعرُّف إلى بيئتهم.
3. المهارات الاجتماعيَّة والعاطفيَّة:
يطوِّر الأطفال المهارات الاجتماعية من خلال تعُّلم المشاركة، والتَّناوب والتَّعاون مع الآخرين، وحلِّ النِّزاعات سلميَّاً، كما يصبحون أكثر وعياً بمشاعرهم ومشاعر الآخرين، ويتعلَّمون كيفيَّة تنظيم عواطفهم، وتطوير التَّعاطف والرَّحمة تجاه الآخرين.
4. المهارات الحركيَّة:
تستمرُّ المهارات الحركيَّة الإجماليَّة في التطوُّر، فيحسِّن الأطفال توازنهم وتنسيقهم وقوَّتهم من خلال نشاطاتٍ، مثل: الجَّري والقفز، والتسلُّق، وركوب درَّاجة ثلاثيَّة العجلات، وتتحسَّن المهارات الحركيَّة الدَّقيقة عندما يمارسون نشاطات، مثل: الرَّسم، والقطع بالمقص، وربط الخرز، والبناء بالمكعَّبات.
5. مهارات الاستقلال والرِّعاية الذاتيَّة:
يصبح الأطفال أكثر استقلاليَّة وقدرة على رعاية أنفسهم إلى حدٍّ ما، ويتعلَّمون ارتداء ملابسهم وخلعها بأنفسهم، وتنظيف أسنانهم، وغسل أيديهم، وأداء مهام الرِّعاية الذاتيَّة البسيطة الأخرى مع زيادة الاستقلاليَّة.
6. مهارات ما قبل الأكاديميَّة:
يبدأ الأطفال في تطوير مهارات ما قبل القراءة والكتابة من خلال التعرف إلى الحروف والأرقام والأشكال والألوان، وينخرطون في النشاطات التي تعزِّز معرفة القراءة والكتابة والحساب، مثل: الاستماع إلى القصص، ورسم الصُّور، واللعب بألعاب الحروف والأرقام.
بشكلٍ عام، تُعَدُّ سنوات ما قبل المدرسة فترة من النمو والتطوُّر السَّريع، فيقوم الأطفال خلالها بخطوات كبيرة في مختلف مجالات حياتهم، ويؤدي الآباء والمعلِّمون ومقدِّمو الرعاية دوراً حاسماً في توفير بيئة داعمة تُعزِّز التعلُّم والاستكشاف والتَّفاعل الاجتماعي، وهذا يساعد الأطفال على النمو وتحقيق إمكاناتهم الكاملة.
شاهد بالفيديو: 8 طرق لتنمية الذكاء الاجتماعي للطفل
ما هي المهارات التي يجب أن يكتسبها الطفل في عمر (6-12) سنة؟
يستمرُّ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاماً - والذين يشار إليهم غالباً بسنوات سنِّ المدرسة أو الطُّفولة المتوسِّطة - في تطوير وصقل مجموعة متنوعة من المهارات في مختلف المجالات، وتتضمَّن بعض المهارات الأساسية التي يكتسبها الأطفال في هذه الفئة العمرية عادةً ما يأتي:
1. المهارات الأكاديميَّة:
مع تقدُّم الأطفال في المدرسة الابتدائيَّة، يكتسبون المهارات الأكاديميَّة الأساسيَّة في القراءة، والكتابة، والرياضيات، والعلوم، والدراسات الاجتماعية، ويتعلَّمون القراءة بطلاقة، وفهم النصوص المكتوبة، وكتابة فقرات ومقالات متماسكة، وحلَّ المسائل الرياضيَّة، وإجراء تجارب علميَّة بسيطة، وفهم المفاهيم الأساسيَّة في الدِّراسات الاجتماعيَّة.
2. مهارات التَّفكير النقديِّ وحلِّ المشكلات:
يُطوِّر الأطفال مهارات التَّفكير النقدي من خلال تحليل المعلومات، وإجراء الاتِّصالات، واستخلاص النَّتائج. ويتعلَّمون كيفيَّة حلِّ المشكلات المعقَّدة بشكلٍ مستقلٍّ وتعاوني، والتَّفكير بشكلٍ إبداعيٍّ، وتطبيق المنطق، والتَّفكير في المواقف المختلفة.
3. المهارات الاجتماعيَّة:
تُعَدُّ مرحلة الطفولة المتوسِّطة فترة حاسمة لتنمية المهارات الاجتماعيَّة، إذ يتعلَّم الأطفال كيفيَّة التَّعامل مع التفاعلات الاجتماعيَّة، وتكوين الصداقات والحفاظ عليها، والتواصل بشكل فعَّال مع أقرانهم والكبار، وحلِّ النزاعات بشكل بنَّاء، وإظهار التعاطف والتَّفاهم تجاه الآخرين.
4. التَّنظيم العاطفي:
يستمرُّ الأطفال في تطوير ذكائهم العاطفي خلال مرحلة الطفولة المتوسطة، ويصبحون أكثر وعياً بمشاعرهم، ويتعلَّمون كيفيَّة إدارتها بفاعليَّة، والتَّعامل مع التوتُّر والإحباط، والتَّعبير عن أنفسهم بطرائق صحيَّة.
5. الاستقلالية والمسؤولية:
عندما يكبر الأطفال يصبحون أكثر استقلالية ومسؤوليَّة عن أنفسهم وأفعالهم، ويتعلَّمون تحمُّل المهام والمسؤوليَّات في المنزل والمدرسة، وإدارة وقتهم بفاعليَّة، واتِّخاذ القرارات بشكلٍ مستقلٍّ.
6. المهارات البدنيَّة:
تستمرُّ المهارات الحركيَّة الإجماليَّة في التطوُّر مع مشاركة الأطفال في الألعاب الرياضيَّة، والألعاب والنشاطات البدنيَّة التي تتطلَّب التَّنسيق والتَّوازن والقوَّة، وتتحسَّن المهارات الحركيَّة الدَّقيقة من خلال تحسين الكتابة اليدويَّة، واستخدام الأدوات، والمشاركة في نشاطات مثل: الرسم والتلوين والحرف اليدوية.
7. الهويَّة الذاتيَّة والقيم:
يبدأ الأطفال في تطوير الشُّعور بالهويَّة الذاتيَّة، والبدء في استكشاف اهتماماتهم ونقاط قوَّتهم وقيَمهم، فيشكِّلون الآراء، ويطوِّرون المعتقَدات، ويبدؤون في فهم مكانهم في العالم، ويشكِّلون هويَّتهم وشعورهم بالهدف.
بشكلٍ عام، تُعَدُّ سنوات المدرسة فترةً حرجة من التطوُّر، يكتسب خلالها الأطفال المهارات الأساسيَّة التي تضع الأساس للنجاح المستقبلي أكاديميَّاً، وفي العلاقات الاجتماعيَّة والحياة بشكلٍ عام، ويؤدي الآباء والمعلمون ومقدِّمو الرعاية دوراً حيويَّاً في دعم نمو الأطفال من خلال توفير فرص التعلُّم، وتعزيز التفاعلات الاجتماعية الإيجابيَّة، ورعاية سلامتهم العاطفية والجسدية.
ما هي المهارات التي يجب أن يكتسبها الطفل بعمر (12-15) سنة؟
خلال سنوات المراهقة المُبكِّرة - التي تتراوح عادةً بين 12 و15 عاماً - يخضع الأطفال لتغيُّرات جسديَّة ومعرفيَّة واجتماعيَّة وعاطفيَّة كبيرة؛ فيكتسبون نتيجةً لذلك مجموعةً متنوِّعة من المهارات الضرورية لنموِّهم وتطوُّرهم المستمر، تتضَّمن بعض المهارات الأساسية التي يكتسبها الأطفال في هذه الفئة العمرية عادةً ما يأتي:
1. مهارات التَّفكير النقديِّ وحلِّ المُشكلات:
يواصل المراهقون تطوير قدرتهم على التَّفكير النقديِّ، وتحليل المعلومات، وحلِّ المشكلات المعقَّدة، ويتعلَّمون تقييم الحجج، والنَّظر في وجهات نظرٍ متعدِّدة، واتِّخاذ قرارات مستنيرة بناءً على الأدلَّة والاستدلال.
2. المهارات الاجتماعيَّة:
عندما يتغلَّب المراهقون على تحديَّات مرحلة المراهقة، فإنَّهم يتعلَّمون كيفيَّة التَّعامل مع الديناميكيَّات الاجتماعيَّة متزايدة التعقيد، ويطوِّرون مهاراتهم في تكوين الصداقات والحفاظ عليها، وحلِّ النِّزاعات، والتَّفاوض بشأن ضغط الأقران، وتأكيد أنفسهم بحزمٍ واحترام.
3. التَّنظيم العاطفي:
يواصل المراهقون العمل على إدارة عواطفهم بشكلٍ فعَّال، والتَّعامل مع التوتر والقلق، وتطوير المرونة في مواجهة الشَّدائد، ويتعلَّمون التعرُّف إلى مشاعرهم، والتَّعبير عنها بطرائق صحيَّة، وطلب الدَّعم عند الحاجة، وممارسة استراتيجيَّات الرِّعاية الذاتيَّة للحفاظ على السلامة العاطفيَّة.
4. الاستقلال والمسؤوليَّة:
يسعى المراهقون إلى تحقيق قدرٍ أكبر من الاستقلاليَّة في أثناء انتقالهم نحو مرحلة البلوغ، فهم يتحمَّلون مزيداً من المسؤوليَّات في المنزل والمدرسة وفي مجتمعاتهم، مثل: إدارة وقتهم، وإكمال الواجبات المدرسيَّة بشكلٍ مُستقِّل، والمساهمة في الأعمال المنزليَّة والقرارات العائليَّة.
5. مهارات اتِّخاذ القرار:
يطوِّر المراهقون القدرة على اتخاذ قرارات مسؤولة بشأن صحَّتهم وعلاقاتهم وتعليمهم وأهدافهم المستقبلية، وهم يزنون المخاطر والفوائد المحتملة للخيارات المختلفة، ويفكِّرون في العواقب طويلة الأمد، ويتعلَّمون من تجاربهم؛ لاتِّخاذ قرارات أكثر استنارة في المستقبل.
6. تكوين الهويَّة:
يستكشف المراهقون إحساسهم بالهويَّة الذاتيَّة ويطوِّرون هذا الإحساس، ومن ذلك قيمهم ومعتقداتهم واهتماماتهم وأهدافهم، وقد يجرِّبون هويَّاتٍ مختلفة، ويستكشفون حياتهم الجنسية وهويَّتهم الجنسية، ويسعون إلى فهم مكانهم في العالم، ودورهم في المجتمع.
7. العلاقات مع الأقران:
يركِّز المراهقون بشكلٍ كبير على علاقاتهم مع أقرانهم، فيسعَون إلى القبول والتحقُّق والانتماء من مجموعة أقرانهم، ويطوِّرون المهارات في بناء الصداقات الصحيَّة والحفاظ عليها، والتنقُّل في التسلسل الهرميِّ الاجتماعيِّ، وحلِّ النزاعات في العلاقات مع الأقران.
في الختام:
إنَّ فهم مراحل نموِّ الطفل والمهارات المقابلة التي يجب أن يكتسبها الأطفال في كل مرحلة منذ الطفولة وحتى المراهقة أمرٌ ضروري للآباء ومقدِّمي الرعاية.
يمرُّ الأطفال بنمو وتطوُّر كبيرَين في مختلف المجالات ومن ذلك المجالات الجسديَّة والمعرفيَّة والاجتماعيَّة والعاطفيَّة، ويمكن للوالدين توفير بيئة رعاية تعزِّز النُّمو الشامل لطفلهم، من خلال الاعتراف ودعم اكتساب المهارات المناسبة للعمر، ومن خلال تعزيز المعالم المبكرة، وتعزيز الاستقلال، وتشجيع الاستكشاف.
كما يؤدي الآباء دوراً حاسماً في وضع الأساس لنجاح أطفالهم ورفاهيَّتهم في المستقبل، من خلال التَّوجيه والدَّعم اليقظَين، فيمكنهم تمكين أطفالهم من النُّمو، وتحقيق إمكاناتهم الكاملة في كل مرحلة من مراحل النمو.
ملاحظة: يكون المرءُ طفلاً في الفترة الممتدَّة من الولادة حتى عمر 15 عام، فيكون قد بلغ ذروة طفولته.
أضف تعليقاً