إن الاستقلالية والإحساس بالمسؤولية هما صفتان مكتسبتان عن طريق التدريب والممارسة والقدوة الحسنة, فبالطبع الوالد المسئول سيقدم القدوة الحسنة لطفله وسيساعد في غرس هذا الخلق لديه.
تبدأ الاستقلالية عند الأطفال بتقليد الكبار في ما يقومون به من نشاطات دون تدخلهم أو رقابتهم. ويبدأ الإقبال على استلام زمام الأمور لدى الأطفال بالنمو والتضخم كلما كان الكبار متعاونين. ويزداد معه شعور الطفل بالكفاءة والسيطرة على البيئة.
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى نشوء طفل قليل الإحساس بالمسؤولية كثير الاعتماد على الآخرين
- الحماية الزائدة
- قيام أحد الوالدين أو كلاهما نيابة عن الطفل بالمسؤوليات التي يفترض أن يقوم بها الطفل بنفسه.
- التدخل في شؤونه فلا يتاح للطفل فرصة اتخاذ قراره بنفسه.
- عدم إعطائه حرية التصرف في كثير من أموره: كَحلِّ الواجبات المدرسية عن الطفل أو الدفاع عنه عندما يعتدي عليه أحد الأطفال.
- شعور الطفل بأنّ أهله قلقون عليه باستمرار، فيمتصّ هذا القلق ويظهر عليه لدى انفصاله عن والديه لسبب ما.
- التساهل أو التسلط.
ما هي الأعراض التي نستدل منها على أن طفلنا بحاجة إلى استقلالية أكثر و شعور بالمسؤولية أكبر ؟
- عجز الطفل عن القيام ببعضالأفعال البسيطة ورفضها، مثل رفضه الذهاب وحيداً إلى الغرفة، أو ارتداء ملابسه بمفرده،
- عدم تأقلم الطفل مع الأوضاع الجديدة, كالذهاب للمرة الأولى إلى المدرسة.
- اعتماد الطفل واتكاله على غيره في أداء واجباته الشخصية.
- انخفاض مستوى الثقة بالنفس وتقبل الإحباط.
- عدم ثقة الطفل في قراراته بل يثق في قراراتالآخرين.
- الحساسية المرتفعة للنقد.
الاستراتيجيات التي تساعدك على زرع الاستقلالية والإحساس بالمسؤولية لدى ابنك
- اشرح لابنك معنى المسؤولية والاستقلالية, وناقشه بها, وتأكد من مدى فهمه لهذه المفاهيم عبر سؤاله عنها . ولابد أن يعرف الطفل أن الاستقلالية مغنم من جانب ولكنها من جانب آخر مغرم لما يترتب عليها من المحاسبة.
- علم ابنك ودرِّبه على المهارات اللازمة ليكون قادراً على الاستقلالية وتحمل المسئولية, مثل مهارات اتخاذ القرارات وتقييم الآثار المستقبلية والمقارنة وغيرها.
- تقبل أفكار ابنك المخالفة لآرائك. ليستطيع تكوين آراء خاصة به. وناقشه بها.
- اتركابنك الصغير من حين إلى آخر وحيداً مع بعض الألعاب البسيطة، في بيئة آمنة, لأن ذلك يساعده في تكوين شخصية مستقلة. فهي تعزز ثقته بالذات وتزرع في داخله بذور الاستقلالية، وتقول كلير ليرنير، اختصاصية في علم نمو الطفل، إن إعطاء الطفل وقتاً خاصاً به هو أمر مفيد جداً له، لأنه في مرحلة لاحقة من هذه الحياة، لن يجد دائماً أشخاصاً ليلعب أو يتسلى معهم، فإذا تعود الطفل على ابتكار الوسائل لتسلية ذاته، فلن يواجه أي صعوبة بعد ذلك في البقاء وحيداً فترات معينة.
- طالبه بأداء مهام معينة, وابدأ بالمهام المنزلية السهلة.
- أخبر ابنك ماذا تتوقع منه, وعواقب عدم التزامه بمسؤولياته.
- راعِ التوقيت الذي تطالب فيه ابنك بانجاز أعمال معينة, وتحمُّل مسؤوليتها لوحده. واعرف متى يكون مستعدًا لمسئوليات أكبر ثم دعه يأخذها على عاتقه.
- ذكر ابنك الصغير دائماً بمهامه فهو بحاجة إلى ذلك, وقد تقوم بتذكرته بوسائل عديدة كاللوحات والجداول التي تكتب أو ترسم عليها المهام المطلوبة منه.
- ترقب أول محاولة يقوم الطفل فيها بمساعدتك أو أداء أعمال بنفسه وشجع هذه المحاولات, وأثنِ عليه, وكافئه على إنجاز الأعمال بالشكل المطلوب.
- اجعل ابنك يدرك أنك تطمئن إليه وتثق فيه.
- اطلب من ابنك ما تريد, ولا تفرضه عليه.
- لا تؤد المهمة التي أوكلتها إلى ابنك طالما أنه يستطيع أن يؤديها بنفسه، فابنك لن يتعلم أبدًا حس المسئولية إن أدرك أنك سوف تنجز المهمة نيابة عنه. ولو تولى الأهلمهمة القيام بكل شيء بدل ابنهم فإن هذا الأخير لن يتعلم إلا القليل جداً.
- لا تقبل الاعتذارات.
- لا تنتقد أو تسخر من النتائج الرديئة,أو تشعره بالخوف من الفشل, فالمهم أن ابنك بذل جهداً, ووجهه فيما بعد بالتدريج وبحكمة.
- ربما تقلّ حاجة الأطفال إلى أهلهم كلما كبروا، غير أنهم يريدون أن يغمرهم الأهل بالرعاية الدائمة. ولهذا شجعّ ابنك حين يجرب القيام بأموره بمفرده، لكن إياك أن تبعده عنك لو جاء إليك طالباً الأمان.
- إن التغيير ليس سهلًا وخاصة إن كان الطفل قد دأب على اتباع سلوك ما لفترة طويلة، ولهذا اصبر ولا تتوقع أن يحقق نجاحًا فوريًا .
خاتمة:
وهكذا بالتفكير الجيد والوعي ومعرفة أسس تربية الأبناء, وتطبيقها, وبالتحكم في عواطفنا, وبالتفريق جيدًا بين الحب والتساهل, وبين الحزم والتسلط, نستطيع أن نربي أبناءنا التربية السليمة الرشيدة. ونضمن تنشئة جيل يتمتع بالخلق القويم و الصحة النفسية والفكرية, قادر على الإبداع والارتقاء ليكون عنصرا فعالا في مجتمعه.
بقلم ضحى فتاحي
المصدر: زاد ترين
أضف تعليقاً