ولكن حتى لو لم تكن رسائل الدافع إلزامية، كما يقول الخبراء المهنيون، فليس من الجيد إهمالها أو تخطيها في أثناء تقديم طلب التوظيف؛ حيث تقول "آشلي واتكينز" (Ashley Watkins)، كوتش البحث عن عمل والخبيرة في التوظيف المؤسساتي: "يُعَدُّ هذا الخطأ من أكبر الأخطاء التي يرتكبها الباحثون عن الوظائف؛ ذلك لأنَّك بهذه الحالة ستفوت الفرصة لشرح سبب تقدمك إلى هذه الوظيفة في سياق الرسالة، ومن ثمَّ سد بعض الثغرات عن وضعك الشخصي وحاجتك إلى الانتقال مثلاً، أو رغبتك في تغيير وظيفتك؛ باختصار، تستطيع أن تسرد فيها أيَّ شيء يحتاج إلى شرح".
وتقول الخبيرة الاستراتيجية المهنية "ليندا رينييه" (Linda Raynier): "إنَّ الهدف من إرفاق رسالة دافع جيدة هو إثبات أنَّك مناسب للوظيفة بإيجازٍ ووضوح، وأن تكون بمنزلة سرد للسيرة الذاتية"، وإليك فيما يأتي بعض الأخطاء التي قد ترتكبها في سرد خطاب الدافع، والتي تمنعك من البدء بهذا العمل:
1. استخدام القوالب الجاهزة والرتيبة:
إذا كنت تقوم بعملية نقل حرفية لفقرات عامة حول اهتمامك بالشركة، لكل خطاب دافع تستخدمه، فسوف يلاحظ ذلك مديرو التوظيف.
فقد أوصت "واتكينز" بتجنب استخدام هذه القوالب، وأشارت إلى أنَّه "إذا بحثتَ في "غوغل" (Google) عن رسالة تعريفية، تسع مرات من أصل عشر، كذلك سيفعل 100 شخص آخرين يمكن أن تكون أنت منافساً لهم على هذه الوظيفة".
ثم إنَّ هناك الكثير من رسائل الدافع المملة؛ حيث تقول الخبيرة الاستراتيجية في البحث عن الوظائف "ميلاني إل. ديني" (Melanie L. Denny): "إنَّ السبب الرئيس في عدم قراءة أيِّ شخص لرسائل الدافع بعد الآن هو أنَّها تبدو متشابهة؛ لذلك بدلاً من أن تفتتح رسالتك بعبارة "أكتب إليكم رداً على إعلان الوظيفة الذي رأيتَه على موقع "إنديد" (Indeed)"، ابدأ الرسالة بسؤال افتتاحي أكثر إقناعاً أو سؤال مثير للتفكير".
ولإضفاء الطابع الشخصي على رسالتك، ابدأها كما لو كانت محادثة خاصة بينك وبين مدير التوظيف؛ حيث قالت "واتكينز": "تظاهر بأنَّ هذه هي فرصتك الوحيدة لقول شيء لمدير التوظيف لإقناعه بأنَّك الشخص المناسب لهذا المنصب".
2. الإسهاب في رسالة الدافع:
ضع في حسبانك دائماً أنَّ مسؤولي التوظيف يتصفحون رسالتك إلى جانب العشرات من الرسائل الأخرى؛ لذلك عليك أن تجذب انتباههم على الفور.
تقول "ديني": "تتقلص فترة انتباهنا في أثناء العمل مع مرور الوقت؛ حيث إنَّه لا أحد، وخاصةً مسؤول التوظيف المشغول، لديه الوقت لقراءة مقال من صفحتين حول تاريخ حياتك المهنية؛ لذلك أود أن أنصح بكتابة 200 كلمة أو أقل في رسالتك، فدع كلامك يكون مقتضباً وملائماً وذا تأثير لا يُنسَى".
3. التسويق الضعيف لمهاراتك:
لا تجعل من خطاب الدافع ملخصاً لما فعلتَه في حياتك المهنية؛ بل اجعله قصةً مقنعة توضح لماذا أنت أفضل مرشح لهذا المنصب.
تقول "ديني": "بدلاً من الاستمرار في الحديث عن مؤهلاتك وسنوات خبرتك مثل أيِّ شخص آخر، تحدَّث أكثر عن التأثير الذي أحدثتَه، وكيف يمكنك دعمهم في التغلب على مشكلاتهم في الشركة".
وتقول "واتكينز": "الأمر الأكثر إقناعاً لمدير التوظيف هو إظهار مدى قدرتك على حل المشكلات التي يحتاجون إلى حلها الآن؛ لذا فالأمر الهام في كتابة الرسالة بالنسبة إليك، ولا سيَّما في بداية الرسالة، أن تُظهِر أنَّك تفهم ما يحتاج إليه رب العمل، وأنَّك قادر على حل هذه المشكلة".
على سبيل المثال: إذا كنت محاسب ضرائب تتقدم بطلب إلى شركة لديها مشكلات قانونية، يمكنك التحدث عن كيفية مساعدتك لأرباب عمل سابقين في تصحيح الأخطاء في عمليات التدقيق.
4. التحدث عن المهارات الناعمة وإهمال المهارات التقنية:
تقول "رينييه": "يتحدث الكثير من الأشخاص عن المهارات الناعمة في خطاب الدافع الخاص بهم؛ كالحديث عن مهارات التواصل والعمل الجماعي والمهارات التنظيمية، وعلى الرغم من روعة وأهمية هذه المهارات، إلا أنَّها ليست الأنواع من المهارات التي يبحث عنها مسؤولو التوظيف".
وأشارت "رينييه" إلى أنَّه يمكن أن تدعم المهارات التقنية المهارات الناعمة؛ إذ بدلاً من أن تتفاخر بمهارات التواصل على سبيل المثال، اشرح في خطابك عن خبرتك في إعداد التقارير للإدارة؛ حيث توصي "رينييه" بذكر ثلاث إلى أربع مهارات تقنية تمتلكها، فضلاً عن إنجازاتٍ حققتَها كانت ذات صلة بتلك المهارات الرئيسة.
شاهد بالفديو: 10 مهارات ناعمة تساعدك على تحسين حياتك المهنية
5. عدم تصحيح الأخطاء النحوية والإملائية:
قد يكون من السهل أن تنسى بعض الأخطاء بسبب حماستك وتسرُّعك في إرسال طلب الوظيفة، لكنَّ الأخطاء الإملائية والأخطاء الأساسية، مثل توجيه خطاب الدافع إلى الشخص الخطأ، يمكن أن تشير إلى الإهمال.
لهذا السبب، توصي "واتكينز" بالتروي قبل تقديم طلب الوظيفة، حتى تتمكن من إعادة قراءتها في اليوم التالي بتركيزٍ عالٍ؛ حيث تقول "واتكينز": "الأعين المتعبة، هي أعين متحمسة يمكن أن تؤدي إلى ارتكاب الأخطاء؛ ذلك لأنَّ كل ما تفكر فيه هو الهدف النهائي فحسب، ولن تشعر أنَّك ارتكبتَ خطأً".
6. عدم الدعوة إلى اتخاذ إجراء في نهاية الرسالة:
تقول "واتكينز" إنَّه من الناحية المثالية، تحتاج في بداية خطاب الدافع إلى ما يجذب انتباه مدير التوظيف، بينما يدعم الجزء الأوسط من الرسالة الادعاءات التي قدمتَها في الفقرة الافتتاحية، وتلخص الفقرة الأخيرة كل ما سبق، على أن تنتهي بدعوة إلى حث القارئ على اتخاذ إجراء بخصوص التوظيف.
يمكن أن تكون هذه العبارات التي تحث على اتخاذ الإجراء عبارات بسيطة مثل "أدعوك إلى التحقق من ملفي الشخصي على منصة "لينكد إن" (LinkedIn)" أو "يسعدني التحدث معك عبر الهاتف" مع ملخص عن الأوقات التي تكون فيها متاحاً؛ بحيث يعني كل ما تكتبه وتقوله من هذه العبارات أنَّك تبحث عن شكل من أشكال التواصل.
أضف تعليقاً