1- قَوِّي ذاكِرَتَك:
إنَّ الحُصَينَ هو الجزء الموجود في الدماغ والذي يستجيب بشكلٍ كبيرٍ لتَمارين الآيروبيك، إذ تُظهر التجارب التي أُجريت على الأطفال والبالغين وكبار السن؛ أنَّ نسيج الدماغ هذا ينمو باضطرادٍ مع زيادة اللياقة البدنية عندَ النَّاس. ونظراً لأنَّ الحُصينَ يقع في صُلب أنظمة التَّعلم والذَّاكرة في الدِّماغ، فإنَّ هذا الاكتشاف يشرَحُ جزئياً تلك التأثيرات التي تُقوّي الذاكرة، والناتجة عن تَحَسُّن اللياقة القلبية الوعائية.
كما ويمكن للتَّمارين الرياضية، أن يكون لها تأثيرٌ مباشر على تكوين وتَشَكُّل الذاكرة، وذلك بالإضافة إلى التَّحسين البطيء لأجزاء الدماغ المسؤولة عن الذاكرة. إذ أظهرَ الباحثون الألمان أنَّ المشيَ أو رُكوبَ الدَّراجات أثناء التَّعلم -وليس قبل ذلك- يُساعد على تعلم مفردات اللغة الأجنبية الجديدة وتَرَسُّخِهَا في الدِّماغ. لذا مارس التَّمارين الرياضيَّة أثناء مراجعتك لدروسك. لكن لا تضغط على نفسك بشدة، إذ أنَّ التَّمارين الرياضية الشَّاقة يمكن أن ترفع مستويات التوتر لديك، مما يمكن أن يُفسد الموصلات العصبيَّة الخاصَّة بِذاكرتك.
شاهد بالفيديو: 10 نصائح حياتية لتنشيط العقل وتقوية الذاكرة
2- زِدْ من قُدرتك على التَّركيز:
إلى جانب جعل ذكرياتك أكثر ثباتاً، يمكن أن يساعدك التَّمرين على التَّركيز والبقاء في خضمِّ المهمة التي تقوم بها. أفضل دليل علمي يأتينا من اختبارٍ لأطفال إحدى المدارس، ولكن على الأرجح، ينطبق الأمر ذاته علينا جميعاً. فقد قامت الدروس الموزعة جنباً إلى جنب مع جولاتٍ مدتها 20 دقيقة من تمارين الآيروبيك بزيادة مستوى تركيز تلاميذِ إحدى المدارس الهولندية. وفي الوقت عينه، نظرت تجربة عشوائية كبيرة وتحتَ السيطرة في الولايات المتحدة، في آثار التَّمارين الرياضية اليومية بعد أوقات الدَّوام المدرسي وعلى مدار العام الدراسي. فجاءت النتائج -وكما هو متوقَّع- بزيادة اللياقة البدنيَّة عند التَّلاميذ، وبشكلٍ غيرِ مُنتظر، ارتفعَ لديهم عامل السيطرة والرقابة التَّنفيذية. فقد أصبحوا أكثر مهارةً في تجاهل الأمور التي تُلهيهم، وأفضلَ في تعدد المهام، والاحتفاظ بالمعلومات ومعالجتها في أذهانهم.
إذا كان كل هذا يبدو لكَ وكأنَّه عملٌ مُضنٍ، فقد لا يتوجب عليكَ أن تلهثَ يومياً من أجلِ جني ثمار التَّركيز الناتج عن التَّمارين الرياضية. إذ أدت مهارات التنسيق التي مدتها 10 دقائق، مثل تدوير كُرتين في الهواء في نفس الوقت، إلى زيادة انتباه مجموعة كبيرة من المراهقين الألمان.
3- حَسِّن صحتك العقليَّة:
سواءً أَشئتَ أم أبيت، فإنَّ جولات النشاطات البدنيَّة يمكن أن يكون لها تأثيرات شديدة على حالتك المزاجيَّة. إذ إنَّ شعورَ النَّشوة عندَ من يمارسون الركض -وهو شعور الغبطة الذي يتبع التمارين الشديدة- هو شعورٌ حقيقي، فحتَّى الفئران قد شعرت بذلك. قد لا يُعزى ذلك بسبب "تدفُّق الاندورفين"، إذ ترتفع مستويات ذلك المركب الأفيوني البشري في مجرى الدم في الجسم، لكن ليس من الواضح كم يصل الإندورفين فعلياً إلى الدماغ. بل بدلاً من ذلك، تشير الدلائل الحديثة إلى اندفاعٍ ممتعٍ ومسكنِ في المستقبِلات ذات التأثير النَّفسي للقنَّب.
وماذا عن اليوغا؟ هل تساعد حقاً في تخفيف الإجهاد؟ عندما ترتفع مستويات القلق، تتوتر، وسرعان ما يتضائل مستوى تركيزك إلى أدنى مستوياته. هذا التَّحول إلى وضع "القتال أو الاسترخاء الشديد" يحدث تلقائياً، لكن هذا لا يعني بالضَّرورة أنَّه خارج عن إرادتك بشكل كامل، إذ تُعلِّمكَ اليوغا كيف تُسيطر بشكل مُتعمَّد على حركتك وتنفسك، وذلك بهدف تفعيل "ردات فعلِ الاسترخاء" في جسمك. يدعم العلم هذا الادعاء بشكلٍ متزايد، فمثلاً: وضعت دراسة أجريت عامَ 2010 المشاركين في خضمِّ ثمانية أسابيع من ممارسة اليوغا والتأمل بشكل يومي. بالتوازي مع الحد من الإجهاد الذي تمَّ الابلاغُ عنهُ من قبل هؤلاء المُشاركين، أظهرت فحوصات المخ انكماش جزء من لوزة المُخيخ، وهي نسيجٌ في الدماغ العميق ضالعٌ وبقوة في معالجة الإجهاد والخوف والقلق.
كما تَظهَرُ ممارسة الرياضة أيضاً كوسيلةٍ واعدة للتَّغلب على الاكتئاب. فقد أشارَ التحليل البَعدِي في عام 2013 بحذر، إلى أنَّ التمارين -الآيروبيك و تمارين المقاومة على حدٍّ سواء- كانت "فعالة إلى حد ما" في علاج أعراض الاكتئاب. وبشكل لافت للنظر، بدا التمرين فعالاً مثله مثل الأدوية المضادة للاكتئاب والعلاج النفسي. لقد حدد من أجروا تلكَ الدِّراسة ذلك كمجال يستدعي إجراء بحثٍ أكثر صرامة.
4- عَزِّز ابداعك:
ادعى ثورو وَنيتشه والعديد من المُبدعين الآخرين أنَّ المشي يُعطي للمخيلة أجنحة. قدم علماء النفس في العام الماضي، هذا الدَّليلَ التجريبي. إذ قامَ المشي -إما على جهاز المشي أو حول الحرم الجامعي في جامعة ستانفورد- بتعزيز التَّفكير المتباين: عنصر التَّفكير الحر والتَّفكير الذي يولِّد الأفكار في التَّفكير الإبداعي. إلا أنَّ ذلكَ لم يساعد في عمليَّة التَّفكير المتقارب، فإذا كُنت تريدُ صبَّ كاملِ انتباهك على حلٍّ واحد، فقد لا يكون التَّجول بهدوء هو ما يلزمُك.
5- تباطؤ التَّدهور المعرفي:
إنَّ الدليل على أنَّ الحفاظ على لياقتك البدنية يُبقي عقلك بصحة جيدة في سن الشيخوخة، يُعتبرُ دليلاً مقنعاً. وأكثر آثاره الملموسة تتجلَّى في الرابط بين رياضة الآيروبيك والحفاظ على القدرة المعرفيَّة. كما لا يتعيّن على التدريبات أن تكون مبالغٌ فيها: فثلاثين إلى أربعين دقيقة من المشي السريع، على مدى ثلاث مرات في الأسبوع، يمكن أن تساعد في الوقاية من التَّلف العقلي وتأخير ظهور الخرف. كما أنَّهُ من المفيد أن تعتاد على ممارسة التَّمارين الرياضية بانتظام وفي وقتٍ مُبَكِّر، إذ تكون التأثيرات الوقائيَّة أكثر وضوحاً قبل ظهور الاشارات المعرفية للشيخوخة. ولا يتعلق الأمر بقلبك ورئتيك فقط، فقد أوجدت التدريبات بهدف تحسين التوازن والتنسيق وخفة الحركة، الأثرَ الواضح على بنية الدماغ والوظيفة المعرفية لمجموعة كبيرة من المُسنِّينَ الألمان.
كما ويمكن أن يكون لحصتين تدريبيتين في الأسبوع على رفع الأثقال تأثيراً عصبيَّاً واضحاً. وقد يكون الرقص أيضاً عاملاً مرمِّمَاً للأدمغة التي تُعاني من الشَّيخوخة. فساعة واحدة فقط من الرقص بشكلٍ أسبوعي، ولمدة ستة أشهر، لم تفعل سوى القليل من أجل القدرة التَّنفسيَّة للمشاركين المسنين، لكن التَّحفيز البدني والاجتماعي قد عزَّزَ من صحتهم المعرفيَّة. لا يزال الباحثون يُقَلِّلُون من أثر العوامل الحاسمة التي تجعل التمرين منشطاً قويَّاً للمخ. تشمل قائمة العوامل المشتبه بها بشكل أساسي؛ زيادة تدفق الدم إلى المخ، والارتفاع المُفاجئ في هرمونات النمو وتَوَسُّع شبكة الأوعية الدموية في المخ.
6- لا تجلس ساكناً:
تُذكرنا التداعيات المعرفية الناتجة عن التمارين الرِّياضية، بأنَّ أدمغتنا لا تعمل بِمَعزِل عن غيرها، إذ إنَّ ما تفعله بجسمك يؤثر على مَلَكَتِكَ العقلية. بينما الجلوس ساكناً طوال اليوم، وكُلَّ يوم، هو أمرٌ خطير. لذا لا تُلقِ بالاً لشكلِ التَّمرين الذي تقوم به، بل ابحث عن شيء تستمتع به، ثم استيقظ وقم به.
أضف تعليقاً