1. أظهِر الاحترام المتبادل:
يمكنك الحصول على طاعة أبنائك وإجبارهم على الاستماع لك من خلال فرض السلطة والحكم الجدِّيَين، كما يمكنك الصراخ في وجه أبنائك لحثِّهم على الخضوع والطاعة، ولكن ما هو الثمن؟ ستكون التكلفة هي علاقتك بابنك على الأمد الطويل؛ حيث ستتسم علاقتكما بالاستياء المتنامي، والذي سوف يدفعه إلى رفض الاستماع لك بعد مدة.
إذا كنتَ لا تُظهر الاحترام لأبنائك، فسوف يكون من الصعب عليهم الاستماع لك، وقد يُظهرون الطاعة في البداية، ولكنَّ استمرارك بالتصرف كطاغية يطالب أبناءه بتلبية أوامره لأنَّه المسؤول عنهم، فأنت بالتأكيد تخوض معركةً خاسرة، فيجب أن تتأسس علاقتك بأبنائك على الاحترام، فالاحترام المتبادل هو الأساس لأيَّة علاقة، بما في ذلك العلاقة بين الوالدين والأبناء.
2. تجنَّب الصراخ:
عندما تتسم العلاقة بالصراخ والهيمنة، فسوف يشعر الطفل بالامتعاض؛ إذ لا يرغب أحدٌ بالشعور بالهيمنة عليه، كما لا يريد أحدٌ الشعور بدنو قيمته أمام شخصٍ آخر حتى والديه.
دع طفلك يعلم تقديرك له من خلال تعاملك المحترم معه، وستحتفظ بمكانة الوالد/ة المرموقة، من خلال إظهار الاحترام له والذي سيدفعه للاستماع، من خلال التعامل باحترام وليس بالسيطرة عليه.
عندما تستخدم أساليب أبوية استبدادية متطلِّبة، فإنَّك تزعزع علاقتك بابنك، ومن المرجح ظهور مشاعر الاستياء علناً، فحاوِل قدر الإمكان تجنُّب الصراخ لاكتساب الاحترام، فإذا لجأتَ مرةً أخرى إلى الصراخ والصياح في وجه أبنائك وفرض الأوامر، فاعلم انَّك تزعزع مقدرتك على كسب احترام طفلك على الأمد الطويل.
3. استخدِم القاعدة الذهبية:
يقوم الاحترام على القاعدة الذهبية "عامِل الآخرين كما تحب أن يعاملوك".
إذا كنتَ تريد أن يُظهر لك أبناؤك الاحترام، فعليك أن تعاملهم باحترام، وهذا يعني التحدث إلى طفلك بلهجةٍ لطيفة وحقيقية ومراعاة مشاعره واحتياجاته، سيبدو الأمر صعباً بالتأكيد، على سبيل المثال: في أثناء دخول ابنك ذي الأربع سنوات في نوبة بكاء وصراخ هستيرية في أحد ممرات محلات البقالة فيما تحاول قضاء حاجاتك، بينما يجب عليك القيام بالعديد من المهام، وتعتقد أنَّك لا تملك المزيد من الوقت لتضيعه في مناقشة ابنك باحترام، يجب عليك القيام بمهامك التربوية دون اللجوء للصراخ والمشاعر المحتدمة المتزايدة.
لن نتكلم بمثالية، فما زلنا بشراً ولا بُدَّ أن نفقد السيطرة ونغضب أحياناً، ومع ذلك، علينا أن نضع في الحسبان أنَّهم يتعلمون منا، ويجب علينا التدرب على ممارسة أساليب التربية بعيداً عن فرض السلطة والصراخ حتى يصبح الأمر عادةً، فيجب علينا المحافظة على هدوئنا وصون سلطتنا بينما نمارس دورنا كآباء.
شاهد بالفديو: 18 طريقة تجعل تربية الأطفال سهلة
4. أتبِع القول بالفعل:
جميعنا نعلم أنَّ الاحترام المتبادل هو الخطوة الأولى للانفتاح واستيعاب ما نطلبه منهم، وإنَّ شعورهم أنَّك تحترمهم بسبب أهمية وجودهم سيولد الاحترام المتبادل، وهذا سيساعدك عندما يتعلق الأمر بتأديب أبنائك إثرَ تخطيهم الحدود.
والخطوة الثانية في التأديب هي أن ندرك جدِّية تَبِعات كلماتنا، فعندما يتعلق الأمر بالانضباط والتأديب، يجب أن تكون كلماتك موزونةً، فإذا قلتَ أنَّك ستفعل شيئاً تأديبياً، فيجب عليك أن تفعله.
على سبيل المثال: إذا طلبتَ من طفلك التوقف عن ضرب الأريكة في أثناء كتابتك مقال واستمرَّ في ضربها متجاهلاً تعليماتك، فابدأ بإعطائه مهلة خمس دقائق، إن لم يوقف سلوكه السيئ فسوف يتعرض للعقاب، وبالفعل هذا ما يؤتي ثماره دائماً ببساطة؛ ذلك لأنَّ الطفل يدرك وقع كلماتك عندما تكون جاداً أو هازلاً، إذا لم يتوقف خلال المهلة المحددة فسوف يتعرض للعقاب الفوري، وليس للمزيد من التحذير؛ مما يؤدي إلى إعادة السلوك الذي طلبتَ منه إيقافه.
سؤاله بصوتٍ هادئ بينما تنظر في عينيه، والسماح له أن يعرف من خلال صوتك الهادئ والحازم والنظر إلى عينيه مباشرة أنَّك كنتَ جاداً تماماً، سيعلم حينها جدية الموقف، فطفلٌ بالسابعة من عمره قد اختبر والديه مسبقاً، وقد عَلِم أنَّ والديه لا يعيدا طلب الشيء نفسه مراتٍ عدَّة، كما أنَّهما لا يهددان بكلامٍ فارغ، فإنَّه بذلك يعلم أنَّه سيتعرض لعقوباتٍ إذا انتهت المهلة واستمر بسلوكه السيئ أو عندما لا يتبع التعليمات.
5. تجنَّب التهديدات الكبيرة:
رؤية العديد من الآباء والأمهات يستخدمون التهديدات الكبيرة لإخافة أبنائهم، والاعتقاد أنَّه كلما كان التهديد أكبر، كلما زاد امتثال الطفل للأوامر ليس صحيحاً على الإطلاق؛ وذلك لأنَّ التهديدات الكبيرة غير القابلة للتنفيذ يجعلها كلماتٍ بلا فائدة.
على سبيل المثال: لو أخبرتَ الطفل أنَّك سترمي ألعابه إذا لم يتوقف عن ضرب الأريكة، لكان ذلك غير معقول، فعقوبة رمي الألعاب التي كلفَتك بعض المال لشرائها نتيجةً لمخالفة صغيرة - ضرب الأريكة بينما تكتب مقال - غير منطقية، وإذا استمر بضرب الأريكة ماذا ستفعل؟ سيكون من غير المنطقي أن نتخلص من الألعاب، وسيعلم الطفل مع الوقت أنَّ التهديدات الكبيرة فارغة ومستحيلة التنفيذ في الواقع؛ مما يؤدي إلى فقد الاحترام وعدم اتباع التعليمات.
لذلك، يدخل العديد من الآباء في دوامة من توجيه التهديدات دون تنفيذ أيٍّ منها، وذلك يسبب استمرار السلوك السيئ وبشكل أعلى لدى الطفل الذي أمِن العقوبة فأساء الأدب، وتستمر بالتهديدات ويستمر السلوك - أي إنَّ ضرب الأريكة يصبح أعلى وأصعب - وأخيراً يجب على الوالد/ة إما التخلص من الألعاب أو اللجوء إلى عقوبة مختلفة لوقف التصعيد.
كان من الممكن تجنُّب التصعيد بإعلان كلمات ذات تبعات واقعية، ومتابعة تنفيذها من المرة الأولى بعد إعطاء المهلة لتنفيذ التعليمات، والعقوبة المعقولة لهذا التصرف هي سحب الألعاب من الطفل أو سحب الامتيازات التي يتمتع بها، وعقوبات منتشرة أيضاً كالقيام بسحب جهاز التابلت اللوحي الخاص بالطفل.
تجنَّب توجيه تهديدات كبيرة لا يمكنك تنفيذها وضميرك مرتاح، فهذا يساعد على الأمد الطويل؛ ذلك لأنَّ اللجوء إلى عقوبات منطقية، سيسهل تنفيذ العقاب في اللحظة ذاتها وعدم الوقوع في مشكلة قد تزعزع مصداقية الوالد أمام ابنه.
تجنُّب توجيه تهديدات كبيرة لا يمكنك متابعتها وتوفير عقوبات قابلة للتنفيذ بدلاً من ذلك مسبوقةً بتحذيرات وضمان أنَّ العقوبة تناسب السلوك، فالمخالفات الصغيرة يجب أن تحصل على عقوبات صغيرة، والمخالفات الكبيرة تتطلب عقوبات أكثر جديةً وحزماً، ولا تعتد على التهديد بتنفيذ عقوبات غير واقعية.
6. حذِّر مرةً واحدة فقط:
إحدى طرائق التربية المتبعة من الوالدين تسمى "نهج الطلب الواحد"؛ حيث يجري تنفيذ العقوبات بعد الطلب مباشرة عند عدم التنفيذ، وفي هذه الطريقة، يطلب أحد الوالدين من طفلهما أن يفعل شيئاً لمرة واحدة فقط، وإذا لم يفعل ذلك فيبدأ الأهل بالعقوبة على الفور.
على سبيل المثال: إذا طلبتَ من طفلك وضع أطباقه في الحوض لكنَّه لا يتحرك من مكانه على الفور وينفذ المطلوب، فيمكن للوالد/ة أن يُعلِم الطفل بعاقبة عدم اتباع التعليمات إذا لم يتابع ما طُلِب منه، وإذا لم يضع أطباقه في مكانها، فسوف يخسر نصف ساعة من وقته في مشاهدة التلفاز.
وفي هذه الحالة لا يحصل الأبناء على ثلاثة تحذيرات أو حتى تحذيرين، يكفي تحذير واحد فقط، وإذا لم يتَّبعوا التعليمات، فسوف يتحملون عواقب أفعالهم مباشرة؛ أي إذا لم يضع الطفل أطباقه في الحوض بعد التحذير الأول، فإنَّ الوالد يتابع الأمر وتنبيه الطفل بأنَّه فقدَ نصف وقته في مشاهدة التلفاز، ويمكنه اقتراح قراءة الكتب أو اللعب خارجاً بدلاً من ذلك، ويجب على الوالد بعد ذلك عدم السماح للطفل بمشاهدة التلفاز، يساعدك هذا الأسلوب على التربية بثبات.
7. اهتم بهم اهتماماً كاملاً:
سيمنح النظر في عيون الأبناء في أثناء الحديث الاهتمام الكامل المطلوب، ويُعَدُّ اتباع هذا النهج أكثر فائدةً في دفع طفلك للاستماع دون تشتت أو اهتمام جزئي لما تقوله.
مثال على ذلك: إذا كان أحد الوالدين يلعب لعبةً على هاتفه ويصرخ في الغرفة على ابنه لينهي واجباته الدراسية، فاحتمالية استجابة الطفل أقل بكثير من طلبه منه وجهاً لوجه، بينما إذا ترك الوالد/ة الهاتف جانباً وذهب لمعالجة الأمر مع طفله والحديث بلهجة واضحة والنظر إلى عيني الطفل مباشرةً، وإعلامه أنَّ وقت التلفاز قد انتهى وحان وقت الدراسة، وفي إمكانه متابعة مشاهدة التلفاز بعد إنهاء الدراسة، فمن المرجح أن تثمر هذه الطريقة أكثر بسبب توفير الاهتمام الكامل.
إنَّ إعطاء طفلك الاهتمام كاملاً مع التواصل البصري والتفاعلات وجهاً لوجه يظهر له أنَّك تهتم لأمره، وأنَّك جادٌ فيما تقول، وبهذا سوف تقطع شوطاً طويلاً نحو الحصول على انتباه طفلك للاستماع والاستجابة لما تقوله.
8. أظهِر محبتك لهم:
إظهار الاهتمام الخالص للأبناء يترك أثراً عميقاً لدى أي طفل، فأبناؤك بحاجة إلى معرفة أنَّك تهتم لأمرهم؛ حيث تُظهر كلماتك وأفعالك ونبرة صوتك مدى اهتمامك، وإذا كنتَ تهتم لأمرهم، فتأكد من إظهار ذلك لهم.
على سبيل المثال: لو أردتَ من أبنائك ترتيب طاولة العشاء، فإنَّ الصراخ عليهم بأنَّ وقت العشاء قد حان وكان عليهم ترتيبها قبل خمس دقائق لن يثمر عملياً ولا وجدانياً، بينما لو استبدلتَ الصراخ بعباراتٍ تظهر الاهتمام، كأن تمدح أداءهم وتخبرهم أنَّه من اللطيف منهم مساعدتك بإعداد طاولة الطعام قبل أن يجهز الطعام بفترة، وبهذا يمكنكم قضاء وقت ممتع كل ليلة بالتعاون فيما بينكم، سيشعرون بأهميتهم وبحبك لهم على أدائهم، كما أنَّ إظهار اهتمامك لطفلك يساعد على بناء علاقة إيجابية، ومن المرجح جداً أن يستمع لك طفلك ويحترمك، فحاول إظهار الاهتمام في كلماتك وأفعالك اليومية.
9. أظهِر تقديرك لهم:
إنَّ إعطاء ابنك/ابنتك الاهتمام كاملاً يُظهِر لهم أنَّك تهتم لأمرهم وأنَّهم يحظون بالتقدير عندك، فجميعنا يريد أن يشعر بالتقدير، وينبغي علينا أن نُشعِر أطفالنا دائماً بأنَّنا نقدِّرهم، وفيما يلي بعض الطرائق التي يمكنك من خلالها الاهتمام بطفلك وإظهار قيمته العالية عندك:
- مدح طفلك.
- إظهار المودة الجسدية مثل العناق.
- إبداء الااهتمام بأنشطتهم.
- النزول إلى مستوى عقولهم في أثناء الحديث.
- المحافظة على التواصل البصري والابتسامة في أثناء الحديث.
- إعطاء تغذية راجعة إيجابية فيما يقومون به بشكل يومي.
- تقديم الدعم لهم في إنجاز النشاطات اليومية؛ أي مساعدة طفلك على ربط أحذيته وتعليمه في الوقت نفسه كيفية عمل مهمته بنفسه.
- دعم طفلك برسائل إيجابية.
- طمأنة طفلك عندما يشعر بالخوف من شيء ما.
- دعم طفلك عندما يكون مستاءً.
- قضاء وقتٍ منفردٍ مع طفلك يومياً.
- الاستجابة لطفلك في كل مرة يتحدث فيها إليك، وعدم تجاهله.
- سؤال طفلك عن يومه بأسئلة مفتوحة ذات مغزى.
وفقا لمقال "طفلك والرعاية الإيجابية" (Positive Attention and Your Child):
"يحتاج الأطفال إلى التقبل والتقدير منذ الولادة، عبر تجارب وعلاقات تبيِّن لهم أنَّهم قادرون على إسعاد الآخرين بوجودهم، وإنَّ الاهتمام الإيجابي وردود الفعل والاستجابات من الأشخاص الهامين في حياة الطفل تساعده على تكوين صورة عن مدى تقديره الذاتي"، ويجب إخبار الأطفال وإظهار أنَّهم مرغوبٌ بهم، فما نقوله وكيفية التصرف مع أطفالنا يجب أن يتم بطريقة تجعلهم يشعرون بالتقدير باستمرار، وهذا سيساعد على بناء علاقة الاحترام المتبادل ومن ثمَّ الطاعة.
10. كن قدوةً حسنة:
لدفع أطفالك للاستماع لك وإظهار الاحترام، عليك أن تكون قدوةً جيدة تستحق الاحترام؛ حيث يشاهد الأطفال بانتباه سلوكات والديهم أو من يقوم بالرعاية ومن ثمَّ سيقلدون سلوكهم.
مثال على ذلك: إذا كنتَ تعترض باستمرار على ممثلي السلطة ولا تتبع القواعد أو القوانين، فإنَّ طفلك يراقب ويتعلم هذا منك، وسيتعلم أنَّه لا يحتاج إلى الاستماع لممثلي السلطة والقانون أو حتى احترامهم، فكن مثالاً يُحتذَى به يعلِّم طفلك الاستماع للآخرين واحترامهم من خلال سلوكاتك.
في الختام:
تعليم الأطفال الاستماع والاحترام من خلال معاملتهم باحترام واقتران كلامك بالفعل، فيجب أن يكون لكلماتك وزنٌ عند طفلك، وهذا لن يحدث إلا عندما تكون منسجماً ومستمراً بما تقوم به، وإنَّ معاملة طفلك بالحب والاحترام والرعاية والمودة أمرٌ هامٌ لخلق علاقة مليئة بالاحترام المتبادل؛ مما يدفعهم للاستماع وتنفيذ ما تقوله.
أضف تعليقاً