قد يحدث الاكتئاب في أي وقت؛ ولكن بالنسبة إلى المراهقين الذين يعانون بالفعل من ضغوطات من أقرانهم أو والديهم، إلى جانب مرورهم بتغيُّرات هرمونية؛ يصبح التأثير ضاراً وقاسياً للغاية، ويقود هذا الكثيرَ من الآباء إلى التساؤل: كيف لي أن أساعد ابني المراهق الذي يعاني من الاكتئاب؟
فهم الاكتئاب في سن المراهقة:
أحياناً ما ينتاب الآباء الذين يتعاملون مع المراهقين الذين يعانون من الاكتئاب الكثير من الحيرة؛ إذ قد يصعُب على الكثيرين التمييز بين المراهق المكتئب والمراهق متقلِّب المزاج، وكثيراً ما يُفسَّر سوء الحالة المزاجية للمراهق على أنَّه نتيجة لمروره بمرحلة البلوغ، وأنَّ كل المراهقين يعانون من الحزن والقلق في مرحلةٍ ما؛ ولكن من الهامِّ محاولة فهم الاختلافات والتمييز بين الاكتئاب والتقلُّبات المزاجية للمراهقين؛ إذ يُعدُّ اكتئاب المراهقين أمراً خطيراً لا ينبغي اعتباره نوعاً من الوهن، بل يجب أن يُنظَر إليه على أنَّه أمر قد يخلف عواقب طويلة الأمد.
لأنَّ تشخيص الاكتئاب ليس بالأمر السهل على الآباء العاديين، يُعدُّ التقييم الاختصاصي المسار الأفضل لاتِّخاذ الإجراءات اللازمة، حيث يمكن تشخيص ابنك المراهق بهذه الطريقة تشخيصاً صحيحاً وتزويده بالمساعدة التي يحتاجها.
إنَّ اكتئاب المراهقين ليس أمراً هيِّناً يمكنك إصلاحه بمنح ابنك رقائق الشوكولاتة أو حساء الدجاج الساخن، وقد يؤدي التهاوُن في الأمر والتفكير في أنَّه يحتاج القليل من الوقت للتغلُّب عليه إلى تأخير العلاج المناسب وزيادة الوضع سوءاً.
العلامات التحذيرية للاكتئاب:
قد يؤثِّر الاكتئاب تأثيراً جذرياً في شخصية ابنك، فقد تلاحظ أنَّه يعاني من الحزن أو البكاء أو الغضب أو اليأس، أو كل ذلك دون أي تفسير منطقي؛ كما قد يبدأ ابنك المراهق في التمرد على سلطتك والتحدُّث بقسوة بخلاف عادته.
يتأثر المراهقون المصابون بالاكتئاب في جميع مناحي الحياة، ويعاني واحد من كل خمسة مراهقين من هذا المرض النفسي؛ ورغم أنَّ الاكتئاب يمكن علاجه، لكن لا يتلقَّى معظم الأطفال الذين يعانون منه المساعدة التي يحتاجونها.
بالإضافة إلى منح ابنك المراهق الكثير من الحب والإرشاد والدعم، ما الذي يمكنك أن تفعله كأب إذا لاحظت أنَّ ابنك المراهق قد يكون مصاباً بالاكتئاب؟
قبل أن تتمكَّن من تقديم المساعدة، عليك أن تعرف أولاً كيف تكتشف ذلك؛ ورغم عدم سهولة الأمر، قد تمنحك بعض العلامات فكرة جيدة عمَّا إذا كان ابنك المراهق يعاني من الاكتئاب أم لا.
فلنلقِ نظرة فاحصة على بعض العلامات التحذيرية للاكتئاب:
1. تدنِّي تقدير الذات:
أنصت إلى ما يقوله ابنك المراهق بانتباه عالٍ؛ هل ينتقد ذاته باستمرار؟ هل يجلد نفسه ويلومها بلا داعٍ؟
عندما يُصاب ابنك بالاكتئاب، قد يؤدي ذلك إلى زيادة حدَّة مشاعر القبح أو الخجل؛ فعلى سبيل المثال: قد يبدأ الحديث عن الفشل، أو الشعور بعدم استحقاق الحب، أو يذكر كم هو بدين أو قبيح ولا يمتلك أصدقاء، وما إلى ذلك؛ وهذه علامة تحذيرية تشير إلى تدني تقدير الذات.
شاهد بالفيديو: 8 أسباب وراء انخفاض تقديرك لذاتك
2. تعاطي المخدرات أو الكحول:
يرغب بعض المراهقين عندما يعانون من الاكتئاب في وضع حد لمعاناتهم، وقد يلجؤون إلى تعاطي المخدرات أو المشروبات الكحولية ظنَّاً منهم أنَّها سُبُل للراحة وطريقة للعلاج الذاتي؛ مما يؤدي إلى تفاقُم الأضرار، وزيادة الأمر سوءاً.
يجب أن تعلم أنَّ هذه الأفعال غير السوية ليست إلَّا محاولة للتعافي، ويجب التعامل معها بحذر شديد؛ إذ لا ينبغي تأنيب المراهقين أو توبيخهم أو تهديدهم، بل يجب نصحهم وإرشادهم وطلب المساعدة الطبية عند اللزوم، كيلا يتفاقم الأمر إلى ما لا يُحمَد عقباه.
3. إدمان وسائل التواصل الاجتماعي:
قد يبدأ المراهق استخدام هاتفه بوتيرة أكبر وقضاء الكثير من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي، فهذه إحدى الطرائق التي يشعر بها أنَّه يستطيع التواصل مع الآخرين والهرَب من مشاعر اليأس التي تعتريه؛ وللأسف، بدلاً من تكوين روابط وأصدقاء فعليين، يزداد الشعور بالعزلة أكثر نتيجة هذه العلاقات الفارغة عديمة المغزى؛ وبدلاً من الشعور بالتحسُّن، يزداد الشعور بالاكتئاب.
وفقاً لدراسة أُجرِيت في هذا الصدد، تبيَّن وجود علاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وكلٍّ من: الاكتئاب، والقلق، وانخفاض جودة النوم، وتدنِّي تقدير الذات، وقصور الانتباه، وفرط النشاط عند المراهقين واليافعين.
4. الصعوبات الدراسية:
إذا كان ابنك المراهق طالباً ماهراً ثم ضَعُف مستواه الدراسي، وتملَّكه الإحباط، وأصبح يفتقر إلى الطاقة اللازمة للحصول على الدرجات الجيدة السابقة؛ فهذه علامة هامَّة يجب الانتباه إليها؛ فوفقاً لمراكز العلاج، يوجد علاقة واضحة بين اكتئاب المراهقين ومدى جودة أدائهم في المدرسة، وقد تكون الدرجات المنخفضة هيأول علامة ملحوظة على الاكتئاب.
5. السلوك الطائش والمندفِع:
إذا كان المراهق يعاني من الاكتئاب، فقد يبدأ التصرُّف بسلوكات طائشة ومندفعة قد تعرِّضه إلى الأذى، وهذا أمر خطير للغاية؛ لذا إذا ظهرت علامات تهور واضحة، فبادِر بالتعامل معها على الفور.
قد تشمل السلوكات الخطِرة: القيادة بتهوُّر، وإيذاء النفس، والتفكير في الانتحار، وما إلى ذلك.
6. الهروب:
يُعدُّ الهروب صرخة عالية من أجل طلب المساعدة، فقد يشعر ابنك المراهق بأنَّه عاجز لدرجة اعتقاده بأنَّ الهروب هو الطريقة الوحيدة للابتعاد عن نفسه؛ فهو يحاول الهروب من شيء لا يمكن الهروب منه، ألا وهو عقله.
قد يسبب الهروب مشكلات عديدة للمراهق؛ فإذا لاحظت وجود أيٍّ من العلامات المذكورة أعلاه، حاول فتح حوار حول ما يشعر به، وابدأ بسؤال: "هل شعرت يوماً بسوء شديد لدرجة الرغبة في الابتعاد عن كل شيء؟".
7. السلوك العنيف:
أحياناً ما يسلُك المراهق سلوكاً عدوانياً أو عنيفاً، ويحدث هذا مع الأولاد أكثر ممَّا يحدث مع الفتيات؛ فإذا لم يكن ابنك المراهق عنيفاً قط سابقاً، وبدأت تظهر عليه علامات العدوانية بصورة مفاجئة، فيجب اتِّخاذ الإجراء المناسب بأسرع ما يمكن.
8. المحاولات والأفكار الانتحارية:
قد تكون هذه العلامة هي الأكثر أهمية؛ فإذا كان ابنك المراهق يتحدث عن الانتحار، فعليك أخذ الأمر على محمل الجد وبصورة فورية؛ وبالطبع، إذا كانت هناك محاولة انتحار بالفعل، فقد تكون المساعدة العلاجية بالأدوية المناسبة هي الحل، أو على الأقل اتِّخاذ خطوة في الاتجاه الصحيح.
قد تعتقد أنَّ الحديث عن الانتحار سيتسبَّب بحدوثه، ولكنَّ هذا ليس صحيحاً؛ ففي الواقع، سيساعد التحدُّث عن الانتحار ابنك على إدراك وجود مشكلة خطيرة، وأنَّه من الجيد طلب المساعدة عندما يحتاجها.
إقرأ أيضاً: 6 إرشادات تساعدك على التوقف عن التفكير بالانتحار
علامات تحذيرية إضافية:
قد يخلِّف الاكتئاب عواقب بعيدة الأمد لدى المراهقين؛ وكلما كنت أكثر استعداداً لملاحظة العلامات التحذيرية مبكراً، كان ذلك أفضل؛ وقد تتمكن من خلال معالجة هذه العلامات على الفور من منح ابنك المساعدة اللازمة.
فيما يأتي بعض العلامات التحذيرية الإضافية التي يجب الانتباه إليها:
- عدم الاهتمام بالأنشطة التي كان يحبها: إذا كان طفلك يشارك في الأنشطة الرياضية أو الأنشطة الجماعية الأخرى ولم يعُد يُبدي أي اهتمام بها، فهذا أمر يستحق الاهتمام.
- تغييرات ملحوظة في عادات الأكل أو النوم: إذا كان ابنك المراهق يأكل أكثر أو أقل من الطبيعي، فاعلم أنَّ هناك مشكلة تتفاقم؛ وينطبق الشيء نفسه على النوم؛ فإذا لاحظت أنَّه ينام أكثر أو أقل من الحدِّ الطبيعي، فاتَّخذ إجراءً سريعاً.
- البكاء المستمر: إذا أخذ المراهق في البكاء باستمرار دون سبب واضح، فيجب التعامُل مع هذا الأمر.
- مشاعر الحزن أو اليأس: يشعر المراهق الذي يعاني من الاكتئاب بالحزن واليأس؛ وإذا لم يُعالَج هذا الأمر، فقد يؤدي إلى التفكير في الانتحار أو محاولة الانتحار فعلياً.
- الابتعاد عن الأصدقاء والعائلة: إذا كان ابنك المراهق اجتماعياً بطبيعته، وكان يتعامل جيداً مع الأصدقاء والعائلة، ثم لاحظت أنَّه ينعزل ويبتعد عن الأنشطة الاجتماعية، فهذه دلالة هامَّة على احتمالية إصابته بالاكتئاب.
العوامل التي تتسبَّب في اكتئاب المراهقين:
قد تتساءل عن أسباب اكتئاب المراهقين؛ وفي الواقع، لا أحد يستطيع أن يجزم بمعرفة أسباب حدوث الاكتئاب تماماً، ولكن توجد بعض العوامل التي حُدِّدَت كأسباب لحدوثه.
قد تتسبَّب هذه العوامل حسب الاختصاصية الاجتماعية "كاثرين رودلين" (Kathryn Rudlin) في حدوث الاكتئاب عند المراهقين:
- كيمياء الدماغ: الناقلات العصبية مواد كيميائية تُفرَز بصورة طبيعية في الدماغ، وتحمل إشارات إلى أجزاء أخرى من الدماغ والجسم؛ وعندما تكون هذه المواد الكيميائية غير طبيعية أو مضطربة، تتغير وظيفة المستقبلات والأنظمة العصبية، ممَّا يؤدي إلى الاكتئاب.
- الهرمونات: قد تؤدِّي التغيرات في توازن الهرمونات في الجسم إلى التسبُّب بالاكتئاب أو تحفيزه.
- السمات الموروثة: يُعدُّ الاكتئاب أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يعاني أقاربهم القريبون منه أيضاً، مثل الوالد أو الأجداد.
- الصدمات النفسية في مرحلة الطفولة المبكرة: قد تتسبَّب الأحداث المؤلمة خلال مرحلة الطفولة -مثل الإساءة الجسدية أو العاطفية أو فقدان أحد الوالدين- بإحداث تغيُّرات في الدماغ تجعل الشخص أكثر عُرضة إلى الاكتئاب.
- أنماط التفكير السلبي المكتسَبة: قد يرتبط اكتئاب المراهقين بتعلُّم الشعور بالعجز واليأس بدلاً من تعلُّم الشعور بالقدرة على إيجاد حلول لمواجهة تحديات الحياة.
ماذا تفعل عندما يعاني ابنك المراهق من الاكتئاب؟
إذا تأكدت أنَّ ابنك يعاني من الاكتئاب بعد قراءة القائمة أعلاه، فماذا تفعل؟ سنقدم إليك بعض النصائح التي يمكنك اتِّباعها لمساعدة ابنك المراهق على تخطِّي الاكتئاب:
1. تحدَّث إليه:
اكتشف المشكلة من خلال طرح الكثير من الأسئلة، فعلى سبيل المثال: "لقد لاحظت أنَّ مستواك الدراسي ليس على ما يرام، فهل تريد التحدُّث عن ذلك؟"، أو "أشعر بالقلق لأنَّك تقضي الكثير من الوقت في غرفتك ولا تخرج مع أصدقائك، فهل يمكنني مساعدتك بشيء؟".
ستحصل من خلال فتح حوار معه على معلومات هامَّة قد تساعدك في فهم ما يحدث.
2. اصطحبه إلى اختصاصي الصحة النفسية:
قد تكون على المسار الصحيح أو لا تكون على دراية بإصابة ابنك المراهق بالاكتئاب؛ إذ يكون من الصعب أحياناً فهم تقلُّبات مزاج المراهقين؛ لذا يستطيع الاختصاصي -سواء كان معالجاً أم طبيباً نفسياً- تأكيد شكوكك أو تهدئتها، أو توجيهك في الاتجاه الصحيح لمساعدة ابنك، أو إلزامك بمراقبة الأمور ومنحها مزيداً من الوقت.
3. اشرح له أسباب قلقك:
قد يتعيَّن عليك التعبير عن مخاوفك لابنك المراهق والأسباب التي تجعلك تشعر بها، وقد تقول على سبيل المثال: "يساورني القلق إزاء احتمال إصابتك بالاكتئاب، وإليك السبب..."، ثم أخبره بالأسباب؛ كما يمكن أن تقول: "إذا كنت تشعر بالاكتئاب، فأنا أريدك فقط أن تعرف أنَّني موجود دائماً من أجل المساعدة".
سيساعد التحدُّث معه عمَّا يشعر به على شرح تجربته وشعوره؛ ففي كثير من الأحيان، يمنحنا التحدُّث عن تجاربنا راحة كبيرة.
4. فكِّر في الأدوية:
قد يساعد الدواء المناسب في تخفيف اكتئاب ابنك المراهق، وقد ينبغي عليك أيضاً توضيح أنَّ الاكتئاب ليس شيئاً يُخجَل منه، وأنَّه قد يحدث لأى شخص، وقد يصبح كل شيء على ما يرام مرَّة أخرى من خلال المساعدة الصحيحة.
ملاحظة: بينما يمكن للأدوية أن تساعد كثيراً، يجب أن تكون على دراية كبيرة بآثارها الجانبية المحتملة إن وُجِدت؛ واعلم أنَّ للحلول ثمن في بعض الأحيان؛ لذا تحدَّث إلى الطبيب لتحرص على ألَّا يكون هذا الثمن خطيراً.
5. اهتم بالعلاج النفسي:
يوجد نهجان علاجيان يساعدان حقاً في علاج اكتئاب المراهقين، وهما: العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، والعلاج النفسي التفاعلي (IPT).
يتعامل العلاج المعرفي السلوكي مع الأفكار والمشاعر والسلوكات، بينما يركِّز العلاج النفسي التفاعلي على العلاقات الاجتماعية ومشكلات التواصل.
6. أجرِ تغييرات في أسلوب الحياة:
قد يؤدي إدخال تغييرات على أسلوب حياة ابنك المراهق إلى إحداث فارق كبير ومساعدته على التغلُّب على الاكتئاب؛ فعلى سبيل المثال: احرص على حصوله على التغذية السليمة والتقليل من الوجبات السريعة قدر الإمكان، وضع جدولاً للنوم؛ فالحصول على قسط كافٍ من النوم أمر هام للغاية لأي شخص، وقد يُحدِث بالنسبة إلى المراهق فرقاً أكبر ممَّا تتخيَّل.
اجعله يخرج في الهواء الطلق إن أمكن؛ إذ يمكن لأشعة الشمس وممارسة بعض الأنشطة البدنية أن تخفِّف من حدَّة الاكتئاب؛ كما توجد علاجات تجريبية تتضمن الرقص، والفن، والموسيقى، والمشي لمسافات طويلة، وما إلى ذلك؛ وهي طرائق مفيدة للغاية لمواجهة الاكتئاب.
7. تواصَل مع الأصدقاء والعائلة:
ربما لدى ابنك صديق جيد يمكنك التواصل معه، أو يمكنك الاستعانة بأحد أفراد العائلة الذي يشعر ابنك المراهق بأنَّه قريب منه؛ حيث يمكن أن يكون إشراك هذا الشخص خطوة إيجابية للغاية؛ إذ قد يخلق وجوده إحساساً بالحياة الطبيعية ويساعد على عدم الشعور بالعزلة.
كما يتعيَّن عليك كأب أن تشارك في عملية علاج ابنك المراهق؛ فبمجرد أن يُقرَّر أنَّ ابنك المراهق يعاني بالفعل من الاكتئاب، ستُبقي مشاركتك المستمرة الأمور تسير على ما يرام وعلى المسار الصحيح للحصول على المساعدة اللازمة له؛ فكن مناصراً لابنك دوماً.
8. ابحث له عن العلاج الجماعي:
يخلق وجود مكان آمن ومنظَّم لمعالجة المشكلات مع الأقران بقيادة شخص محترف وماهر ومحب فرصة لفهم بعض الأفكار عن وضعهم، وتعلُّم استراتيجيات حياة جديدة ودمجها في حياتهم اليومية؛ وإنَّها لمساعدة عظيمة أن يحصل ابنك على الدعم من أقرانه الذين يعيشون المشاعر نفسها؛ إذ يقضي هذا على الشعور بالوحدة وفكرة أنَّه وحده الذي يعاني.
في الختام:
رغم خطورة الاكتئاب، إلَّا أنَّه قابل للعلاج، وستساعدك الإرشادات المذكورة أعلاه على إدراك وجود الاكتئاب في وقت مبكِّر، ممَّا يمنح ابنك المراهق أفضل فرصة للتعافي.
لذا كُن نشطاً في حياة طفلك؛ ومهما كان الإجراء الذي يُتَّخذ، احرص على المتابعة؛ فهذه هي أفضل فرصة للحصول على أفضل النتائج لابنك المراهق.
إنَّ مساعدة مراهق مصاب بالاكتئاب ليست بالمَهمَّة سهلة، بل يتطلب هذا الأمر قدراً كبيراً من الصبر، ولابد من الاحتفاء بكل خطوة إيجابية صغيرة، والنظر إلى أي انتكاسة باعتبارها مجرَّد انتكاسة دون الخلط بينها وبين الفشل.
كوالد لمراهق مكتئب، قد تشعر أنَّك مُتعَب تماماً؛ إذ يتطلَّب الأمر قدراً كبيراً من الطاقة لمَنح ابنك المراهق المساعدة التي يحتاجها؛ ولهذا السبب تُعدُّ الرعاية الذاتية هامَّة للغاية؛ فإذا لم تمتلك الطاقة، فكيف ستتمكَّن من مساعدة ابنك المراهق؟
قد تبدو مشاعر الإحباط واليأس والرفض والإرهاق بمثابة ضربات قويَّة، ولكنَّك ستتخطَّاها؛ فلا شيء يدوم إلى الأبد، وباستطاعتك أنت وابنك المراهق اجتياز هذه المرحلة الوعرة في الحياة.
الوسائل متاحة دائماً، فاستخدمها، وتذكَّر أن تحافظ على استمرار الحب ومنح ابنك المشاعر التي يحتاج إليها، حيث سيُعجِّل هذا الأمر من عملية التعافي.
أضف تعليقاً