تشكِّل الأطعمة الحمضية والقلوية جزءاً لا يتجزأ من نظامنا الغذائي اليومي، ولكن يجب أن نوازِن في استهلاكها بما يتناسب مع احتياجات الجسم ومتطلبات الصحة، وتميل الأطعمة الحمضية كاللحوم والألبان والحبوب المكرَّرة إلى إنتاج حموضة زائدة في الجسم عند هضمها، بينما تساعد الأطعمة القلوية كالخضروات والفواكه والبقوليات على الحفاظ على التوازن الحمضي- القلوي المثالي.
سنسلِّط الضوء في هذا المقال على أهميَّة هذا التوازن الحمضي- القلوي، وسنتعرَّف إلى مصادر الأطعمة الحمضية والقلوية الشائعة، كما سنناقش استراتيجيات فعَّالة لتحقيق هذا التوازن في النظام الغذائي اليومي من خلال التركيز على الممارسات الغذائية الصحية والأنماط الحياتية المعزِّزة للصحة.
ما هي الأطعمة الحمضية؟
الأطعمة الحمضية هي تلك الأطعمة التي تُنتِج حموضة زائدة في الجسم عند هضمها، وتميل هذه الأطعمة إلى أن تكون غنيَّة بالبروتينات والدهون والسكَّريات المكرَّرة.
تشمل الأطعمة الحمضية:
1. اللحوم الحمراء
تحتوي اللحوم الحمراء الموجودة في البقر، والضأن، على كميَّات عالية من البروتينات والدهون المشبعة، وهذا يجعلها من الأطعمة الحمضية.
2. منتجات الألبان
مثل الحليب، والجبن، والزبدة، والآيس كريم، والتي تُعدُّ حمضية؛ بسبب محتواها العالي من البروتينات والدهون.
3. الحبوب المُصنَّعة
مثل الخبز الأبيض، والمعكرونة، والبسكويت، والكعك، والتي تُعدُّ حمضية؛ نظراً لاحتوائها على السكَّريات المضافة، والدقيق الأبيض المكرَّر.
4. المشروبات الغازية والعصائر المحلَّاة
تحتوي هذه المشروبات على كميات كبيرة من السكر المكرَّر والإضافات الكيميائية، وهذا يجعلها أطعمة حمضية.
5. الكحول
يُعدُّ الكحول من المشروبات الحمضية؛ بسبب تأثيره السلبي في توازن الحموضة في الجسم.
6. المأكولات البحرية
تُعدُّ بعض أنواع الأسماك والقشريات، مثل السردين، والتونة، والجمبري أطعمة حمضية؛ بسبب محتواها العالي من البروتين.
7. البذور والمكسَّرات المحمَّصة
عندما تُحمَّص البذور والمكسَّرات، فإنَّها تتحوَّل إلى أطعمة حمضية؛ بسبب تفاعلات التحميص.
8. الحلويات والشوكولاتة
تحتوي الحلويات والشوكولاتة على كميات كبيرة من السكَّر المضاف والدهون المشبعة، وهذا يجعلها أطعمة حمضية.
9. الصلصات والتوابل
تحتوي بعض الصلصات والتوابل المصنَّعة على إضافات كيميائية وحمضيات، وهذا يجعلها أطعمة حمضية.
10. الأطعمة المعلَّبة والمُعالَجة
تميل الأطعمة المُعلَّبة والمعالجة كالبرغر، والنقانق، والمقرمشات إلى أن تكون حمضية؛ بسبب إضافة المواد الحافظة، والملوِّنات، والنكهات الاصطناعية.
يؤدي تناول هذه الأطعمة الحمضية بكميات كبيرة دون موازنتها بالأطعمة القلوية إلى اختلال في توازن الحموضة والقلوية في الجسم.
ما هي الأطعمة القلوية؟
الأطعمة القلوية هي تلك الأطعمة التي تساعد على الحفاظ على درجة الحموضة في الجسم ضمن النطاق الصحي المثالي، وتكون هذه الأطعمة غالباً غنيَّة بالمعادن والفيتامينات والألياف.
تشمل الأطعمة القلوية:
1. الخضروات
تُعدُّ جميع أنواع الخضروات، مثل الخس، والسبانخ، والجزر، والبروكلي، والقرنبيط وغيرها من الأطعمة القلوية المفضَّلة.
2. الفواكه
تُعدُّ معظم أنواع الفواكه كالتفاح، والموز، والبرتقال، والليمون، والتوت البري من الأطعمة القلوية.
3. البقوليات
مثل العدس، والفاصوليا، والحمُّص، والبازلاء.
4. الأعشاب والبهارات
مثل الثوم، والزنجبيل، والكركم، والنعناع، والريحان.
5. المكسَّرات والبذور
مثل اللوز، والجوز، والكتان، والشيا.
6. الزيوت النباتية
مثل زيت الزيتون، وزيت جوز الهند، وزيت الأفوكادو.
7. المياه
يساعد شرب كثير من الماء النقي على الحفاظ على توازن الحموضة في الجسم.
شاهد بالفيديو: 10 أسباب تجعلُنا نشرب الماء بكثرة
استراتيجيات للمحافظة على التوازن بين الأطعمة الحمضية والقلوية في النظام الغذائي
يمكن الموازنة بين الأطعمة القلوية والحمضية من خلال اتباع الاستراتيجيات الآتية:
1. التركيز على الأطعمة القلوية، وهي:
الخضروات
تناوَل كميات وفيرة من الخضروات الورقية الخضراء مثل السبانخ، والكرنب، والخس، والكرفس، والبروكلي، فهذه الأطعمة غنيَّة بالعناصر القلوية مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم.
الفواكه
اختَر الفواكه الطازجة كالتفاح، والبرتقال، والليمون، والعنب، والموز؛ لأنَّها تُعدُّ مصادر جيِّدة للعناصر القلوية.
البقوليات
تناوَل البقوليات كالفاصوليا، والعدس، والحمُّص، والبازلاء؛ لأنَّها غنيَّة بالألياف والبروتينات النباتية القلوية.
الأعشاب والبذور
أضِف الأعشاب كالبقدونس، والريحان، والزعتر، والكزبرة، إلى الوجبات، كما يمكن تناول البذور كالكتان، والقنب، والشيا، والكينوا.
2. الحد من الأطعمة الحمضية، مثل:
المشروبات الغازية والكحولية
قلِّل من استهلاك المشروبات الغازية والكحولية؛ لأنَّها تؤدي إلى زيادة الحموضة في الجسم.
اللحوم المصنَّعة
قلِّل من تناول اللحوم المصنَّعة كالنقانق والبرغر والسجق؛ لأنَّها تحتوي على إضافات حمضية.
المنتجات المصنَّعة
ابتعِد عن الأطعمة المصنَّعة والمعالَجة كالوجبات السريعة، والحلويات، والبسكويت؛ لأنَّها تحتوي على إضافات حمضية.
منتجات الألبان
احرَص على اختيار منتجات ألبان قليلة الدسم والسكَّر المضاف كاللبن والزبادي قليلي الدسم.
البروتينات الحيوانية
قلِّل من تناول البروتينات الحيوانية الغنيَّة بالأحماض الأمينية الكبريتية كاللحوم الحمراء، والبيض.
3. الموازنة بين الأطعمة الحمضية والقلوية، وذلك من خلال:
تضمين الأطعمة الحمضية والقلوية في كل وجبة
خذ على سبيل المثال وجبة تتكوَّن من سلطة خضراء، وبطاطا مطهوَّة، وقطعة من السمك المشوي، فيوفِّر هذا المزيج التوازن بين الأطعمة الحمضية والقلوية.
استخدام منتجات ألبان قلوية
تناوَل اللبن والزبادي قليلي الدسم؛ لموازنة الأطعمة الحمضية.
إضافة الليمون والخل بكميات محدودة
استخدِم الليمون والخل بكميات صغيرة في الطبخ أو السلطات؛ لأنَّه يساعد على تحفيز إفراز العصارات الهضمية الصحية.
4. استخدام المكمِّلات الغذائية عند الحاجة
مكمِّلات البوتاسيوم والمغنيسيوم
تناوَل مكملات البوتاسيوم والمغنيسيوم عند الحاجة؛ لزيادة العناصر القلوية في الجسم.
استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية
يجب استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية قبل البدء باستخدام أي مكملات غذائية؛ للتأكُّد من الحاجة والجرعات المناسبة.
كيف يمكن معرفة مستوى الحموضة في الجسم؟
توجد عدة طرائق لمعرفة مستوى الحموضة في الجسم، منها:
1. اختبار pH البول
تُعدُّ هذه الطريقة طريقة شائعة لتقييم مستوى الحموضة في الجسم، وتُستخدَم فيها شرائط اختبار خاصة لقياس pH البول عند الاستيقاظ، أو بعد الوجبات، ويُظهر pH البول التوازن الحمضي-القلوي العام في الجسم، ويكون النطاق الطبيعي لـ pH البول هو بين 6.0 و5.
2. اختبار pH اللعاب
يمكن قياس pH اللعاب باستخدام شرائط اختبار خاصة، ويُظهر هذا الاختبار مستوى الحموضة في الجسم إظهاراً أكثر مباشرة من البول، ويكون النطاق الطبيعي لـ pH اللعاب هو بين 6.2 و6.
3. الفحص الطبي
يمكن للطبيب إجراء فحوصات دم وبول؛ لتقييم مستويات الأحماض والقواعد في الجسم، وتشمل هذه الفحوصات قياس مستويات البيكربونات والكلور والبوتاسيوم والصوديوم، وتساعد النتائج المختبرية الطبيب على تحديد التوازن الحمضي- القلوي في الجسم تحديداً دقيقاً.
4. الملاحظات الذاتية
يمكن ملاحظة بعض العلامات والأعراض التي قد تشير إلى عدم التوازن الحمضي- القلوي مثل الشعور بالتعب، وآلام المفاصل، والصداع، والإمساك أو الإسهال، وتساعد هذه الملاحظات الذاتية على تحديد الحاجة لإجراء اختبارات دقيقة.
ما هي الأعراض التي تشير إلى ارتفاع مستوى الحموضة في الجسم؟
توجد عدة أعراض قد تشير إلى ارتفاع مستوى الحموضة (الحمضية) في الجسم، وهي:
1. الشعور بالتعب والإرهاق
قد تؤدي زيادة الحموضة إلى إنهاك الجسم وشعوره بالتعب حتى بعد الراحة، وقد يصعب الاستيقاظ في الصباح، إضافة إلى الشعور بالنعاس طوال اليوم.
2. آلام المفاصل والعضلات
يؤدي ارتفاع الحموضة إلى تراكم الأحماض في المفاصل والعضلات، وهذا يسبِّب ألماً وتيبُّساً، وقد يشعر الشخص بآلام في الظهر والركب والكتفين.
3. صعوبات في الهضم
تؤثِّر زيادة الحموضة في القدرة الهضمية، وتسبِّب مشكلات مثل الإمساك أو الإسهال، وقد يشعر الشخص بانتفاخ أو ضيق في البطن بعد الوجبات.
4. آلام الرأس والصداع
قد يسبِّب ارتفاع مستويات الحموضة صداعاً منتشراً، أو صداعاً في الجبهة والصدغين.
5. تهيج الجلد والطفح الجلدي
قد تؤدي زيادة الحموضة إلى ظهور طفح جلدي أو حساسية في البشرة، وقد يشعر الشخص بجفاف الجلد أو الحكَّة.
6. سوء المزاج والتهيُّج العصبي
قد يؤدي ارتفاع الحموضة إلى تقلُّبات المزاج والشعور بالقلق والتوتر، وقد يشعر الشخص بالتهيُّج والعصبية دون سبب واضح.
في الختام
يُعدُّ الحفاظ على التوازن بين الأطعمة الحمضية والقلوية في النظام الغذائي أمراً هامَّاً لصحَّة الجسم، والحفاظ على التوازن الحمضي- القلوي المثالي، ويمكن تحقيق هذا التوازن من خلال اتباع استراتيجيات متكاملة، تشمل التركيز على تضمين الأطعمة القلوية كالخضروات والفواكه والبقوليات والأعشاب، وتقليل استهلاك الأطعمة الحمضية كالمشروبات الغازية والمنتجات المصنّعة، كما يجب الموازنة بين الأطعمة الحمضية والقلوية في الوجبات اليومية باستخدام منتجات ألبان قلوية وإضافة الليمون والخل بكميات محدودة.
يمكن إجراء اختبارات لقياس pH البول أو اللعاب، أو إجراء فحوصات طبية للتحقق من التوازن الحمضي- القلوي، في حالة الشك في مستويات الحموضة في الجسم، كما يجب مراقبة الأعراض المحتملة لزيادة الحموضة، كالتعب، والآلام والمشكلات الهضمية والجلدية، ويمكن باتباع هذه الاستراتيجيات المتوازنة، المساعدة على الحفاظ على صحَّة الجسم، وتحسين الرفاهية العامة؛ فالتوازن الحمضي- القلوي المثالي هو أساس لتمتُّع الفرد بحياة صحية ونشطة.
أضف تعليقاً