ويمكن جعل المكسرات بأنواعها مصدراً هامَّاً جداً للعناصر الغذائية من معادن وفيتامينات ومصدراً للطاقة أيضاً وخاصة في الشتاء؛ إذ يحتاج جسم الإنسان إلى مزيد من الطاقة، إضافة إلى المتعة المرتبطة بتناولها، فكم هي جميلة السهرات الشتائية المسائية بوجود المشروبات الساخنة والمكسرات والتي لا يقتصر تناولها على النيِّئة منها؛ وإنَّما تؤكل مُحمَّصة أو مطهية بحسب نوعها.
أنواع المكسرات كثيرة، منها: الكاجو، والفستق، والبندق، والصنوبر، والفول السوداني، والجوز، واللوز أيضاً، ونظراً لأهمية التعرُّف إلى أنواع وأشكال وفوائد كل منها سنعرض لك في مقالنا الحالي أنواع شجرة اللوز، وأشكالها، وفوائدها المتعددة للإنسان بمختلف المراحل العمرية.
لمحة عن شجرة اللوز:
تُزرع هذه الشجرة في عديد من الأماكن حول العالم، ولكنَّ موطنها الأصلي هو بلاد الشام وتركيا، ويصل ارتفاع الشجرة إلى 3-4 أمتار، وتكون خضراء اللون في فصل الربيع، ثمَّ تتعدَّد الألوان في الصيف؛ إذ يتحوَّل اللون الأخضر إلى اللون الأصفر تدريجياً، لتسقط الأوراق في فصل الخريف، ولا يتبقَّى سوى الأغصان في فصل الشتاء، فتكتسي باللون الأسود تقريباً، أمَّا الأزهار فتتفتَّح في بداية فصل الربيع قبل ظهور الأوراق بوقت طويل، وتتميَّز بلونها القرنفلي الجميل، وتُلقَّح الأزهار لتتحوَّل كل زهرة إلى ثمرة تنمو ضمن قشرة ناعمة تتحوَّل إلى غلاف جاف وخشبي عند النضوج في فصل الخريف وبداية فصل الشتاء، ويمكن تناولها أيضاً بقشرتها الخضراء في فصل الربيع قبل النضوج؛ إذ تشبه ثمرة الخوخ في تلك المرحلة.
أنواع اللوز:
إليك أشهر أنواع اللوز حول العالم:
1. لوز نون باريل:
يتميَّز هذا النوع بالغلاف الخارجي الناعم غير السميك؛ إذ يمكن إزالته بسهولة، وأمَّا لونه فهو بني فاتح، والثمرة طويلة وممتلئة الحجم أيضاً، كما يتميَّز بأنَّه ينضج في وقت مبكِّر؛ لأن التزهير يحدث في وقت مبكِّر، وينتشر هذا النوع في مختلف أنحاء العالم، ويصنَّف ضمن المكسرات، كما أنَّه يدخل في تصنيع المنتجات الغذائية، كالحلويات، والمخبوزات، فهو صنف غذائي عالٍ الجودة.
2. لوز كارمل:
يشتهر هذا النوع جداً في الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة ولاية "كاليفورنيا"؛ إذ تتميَّز الثمرة بسطح مجعَّد، كما أنَّها ذات شكل رفيع وحجم متوسط ومناسبة جداً لصناعة المخبوزات والحلويات.
3. لوز بات:
ينتشر هذا النوع في مختلف أنحاء العالم، وتتميَّز ثمرته بسطحها المجعَّد، وحجمها الصغير الممتلئ، أمَّا الغلاف فهو ناعم، وشبه صلب، وذو لون فاتح، كما هو موضَّح بالصورة.
4. لوز بيرلس:
هو من الأنواع المشهورة جداً في "كاليفورنيا" أيضاً، لكن ينتشر في مختلف أنحاء العالم؛ إذ إنَّه مناسب للنمو في الجوِّ المعتدل، إضافة لقدرته على تحمُّل الجفاف والصقيع، ويمكن تناوله نيِّئاً أو مُحمَّصاً.
5. لوز سونورا:
ينتشر انتشاراً واسعاً في المناطق الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، ويتميَّز بالغلاف الخارجي البني الغامق اللون والناعم أيضاً، أمَّا الثمرة الداخلية فهي طويلة ورفيعة، وتحتوي على عديد من الفيتامينات والمعادن ونسبة منخفضة من السكريات؛ لذلك له أهمية غذائية عالية.
6. لوز فيرادول:
هو من الأنواع الفرنسية، وتشتهر خاصةً في منطقة "نيم"؛ إذ يُعدُّ من الأنواع المقاومة لدرجات الحرارة المنخفضة، وتتأخَّر عملية إزهاره حتى نهاية شهر أيلول، أمَّا الثمرة فهي ذات غلاف مُسطَّح وغير سميك، ونسبة النواة إلى الثمرة تصل إلى 28%.
7. لوز ماركونا:
ينتشر في كثير من البلدان الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، لكن هو من أنواع اللوز الإسباني، ويتميَّز بالثمرة التي تبدو كبيرة الحجم، ودائرية الشكل، وذات غلاف خارجي صلب، وخشن الملمس، يمكن تناوله نيِّئاً أو مقلياً أو مع السلطة والأجبان، ويمكن استخدامه في الصناعات الغذائية؛ مثل الكيك والكريب.
8. لوز فيرنياس:
هو من الأنواع الفرنسية أيضاً، والتي تُزهر متأخِّرة، ويتميَّز بالحجم الكبير والمدبَّب للثمرة، أمَّا الغلاف الخارجي فهو متوسط الخشونة.
أشكال اللوز:
يمكننا تصنيف اللوز إلى شكلين رئيسين؛ وذلك بحسب مذاق الثمرة، وهما كالآتي:
1. اللوز المُر:
يمتلك طعماً مُرَّاً ناتجاً عن المواد السامَّة الموجودة في الثمرة "مركب الأميجدالين"؛ إذ إنَّ تناول 6 إلى 10 حبات قد يتسبَّب بالتسمُّم لدى البالغين؛ لذلك يُنصح بعدم تناوله؛ وإنَّما تُستخدم المواد العطرية الموجودة في الثمرة؛ إذ يُعدُّ منتج زيت اللوز المُر من الزيوت ذات الفوائد المتعددة، فيمكن استخدامه في محاربة الفطريات في الجسم، وقتل الديدان والطفيليات الموجودة في الأمعاء نتيجة مرارته وسُمِّيَّته، إضافةً إلى تسكين الآلام، وارتخاء العضلات، وخفض سكر الدم، لكن يُستخدم بعد استشارة الطبيب المتخصص.
2. اللوز الحلو:
يتميَّز بالمذاق اللذيذ، فهو خالٍ من المواد السامَّة؛ لذلك يمكن تناوله على نحوٍ آمن، سواء كان نيِّئاً أم مُحمَّصاً، ويمكن استخراج الزيت منه أيضاً، والذي يستخدم استخداماً موضعياً على البشرة بهدف ترطيبها وزيادة نضارتها، فهو يحتوي على نسبة جيدة من فيتامين "ه"، وفيتامين "أ"، وعدة معادن هامَّة.
فوائد اللوز:
يعدُّ اللوز من المواد الغذائية عالية الأهمية، ويمكن جعل حفنة من اللوز وجبة صحية وخفيفة تحملها معك أينما ذهبت، في العمل وفي الرحلات؛ إذ يعود بعديد من الفوائد على صحة الجسم، فما هي فوائد اللوز المذهلة على الجسم:
فوائد اللوز للرجال:
فوائده متعددة منها ما يأتي:
1. إنتاج هرمون التستوستيرون:
يعدُّ ضرورياً جداً للحفاظ على الصحة الجنسية للرجل؛ وذلك بسبب احتواء الثمرة على الزنك الضروري لإنتاج هذا الهرمون.
2. الحفاظ على صحة القلب:
نتيجة احتواء ثمرة اللوز على الأحماض الدهنية غير المشبعة للتقليل من الدهون الثلاثية.
3. تعزيز قوة الجسم:
إذ يفيد في تحفيز عملية التمثيل الغذائي، وتحسين قوة العضلات، وتعزيز كثافة العظام؛ لاحتوائه على الفوسفور، والمنغنيز، والكالسيوم أيضاً.
4. الحفاظ على صحة الدماغ:
ذلك لاحتوائه على كميات كبيرة من "الكارنيتين"، و"الريبوفلافين"؛ إذ يقلِّلان من العمليات الالتهابية في الدماغ، ويفيد أيضاً عند التقدُّم في السن في التقليل من احتمالية الإصابة بمرض ألزهايمر الذي يصيب بنسبة كبيرة كبار السن.
فوائد اللوز للنساء:
نذكر منها ما يأتي:
1. تحسين صحة الشعر:
يفيد اللوز في تعزيز بصلة الشعر، ومنع تساقطه، والتخلُّص من القشرة، والحصول على شعر صحي وقوي؛ وذلك باستخدام زيت اللوز.
2. تحسين صحة البشرة:
يمكن باستخدام زيت اللوز إزالة الرؤوس البيضاء والسوداء، ومحاربة حب الشباب، والهالات السوداء تحت العيون، وإزالة الخلايا الميتة أيضاً، ومن ثمَّ الحصول على بشرة نضرة وخالية من العيوب، لكن لا يمكن تعميم هذه القاعدة، فقد يكون له آثار جانبية على البشرة؛ وذلك بحسب طبيعة الجسم.
3. يساعد على خفض الوزن:
لأنَّ اللوز يعطي شعوراً بالشبع، وهو ما يحتاج إليه من يتَّبع حمية غذائية بهدف الوصول إلى الوزن المناسب، كما يحتوي على دهون غير مشبعة وبروتينات، ومن ثمَّ هو وجبة قليلة السعرات ومشبعة.
4. يفيد المرأة الحامل:
يحتوي على حمض الفوليك الضروري لحماية الجنين من التشوُّهات ونموه طبيعياً؛ إذ يضمن بناء العظام جيداً، كما أنَّه يساعد على الوقاية من الإصابة بسكري الحمل، وتسمُّم الحمل أيضاً.
5. يقلِّل خطر الإصابة بسرطان الثدي:
ذلك بحسب دراسة أجريت في عام 2015.
فوائد اللوز للأطفال:
يعدُّ اللوز غذاءً صحياً جداً للطفل؛ وذلك بسبب ما يأتي:
1. تقوية مناعة الطفل:
لاحتوائه على مضادات أكسدة، إضافة إلى فيتامين "ي"، وهي مكوِّنات ضرورية لدعم وظائف الجهاز المناعي للطفل.
2. تعزيز النمو الصحي للدماغ:
يحتوي اللوز على "الكارنيتين"، و"الريبوفلافين" الهامَّين جداً لتطور دماغ الإنسان.
3. الوقاية من سرطان القولون:
ذلك لاحتواء اللوز على نسبة عالية من الألياف الغذائية، كما يساعد ذلك على علاج الإمساك في حال وجوده.
4. النمو الصحي للشعر والبشرة:
يحتوي اللوز على فيتامين "ي"، و"أوميغا 3" الهامَّين لنمو الشعر ولصحة البشرة.
5. يمدُّ الجسم بالطاقة الضرورية للطفل:
إذ يحتاج الطفل إلى طاقة عالية، والتي يستهلكها غالباً في اللعب والحركة الكثيرة.
فوائد اللوز لمرضى السكري:
يحتوي اللوز على المغنسيوم الذي يتحكَّم نوعاً ما بنسبة السكر في الدم، ويزيد أيضاً من إنتاج مادة الأنسولين، كما يساعد على تقليل الوزن الزائد الناتج عن الإصابة بمرض السكري في كثير من الأحيان، والأفضل تناول اللوز النيِّئ للحصول على فائدة أكبر.
في الختام:
شجرة اللوز من الأشجار المشهورة في مختلف أنحاء العالم، وينتمي إليها عديد من الأنواع المختلفة بالغلاف الخارجي، فمنها القاسي؛ مثل لوز ماركونا، ومنها متوسط القساوة؛ مثل لوز فيرداول، ولوز فيرنياس، ومنها الناعم سهل الكسر والتقشير؛ مثل لوز نون باريل، ولوز بات، ولوز بيرلس، ولوز سونور.
كما تختلف بحجم الثمرة، فبعضها ذو ثمرة كبيرة وممتلئة، وبعضها الآخر ذو ثمرة رفيعة وطويلة، أمَّا مذاق اللوز فهو بشكلين؛ الحلو اللذيذ الذي يمكن أكله على نحوٍ آمن، واللوز المر الحاوي على مواد سامَّة تجعل أكله أمراً خطيراً، لكن يمكن استخراج زيت منه له فوائد رائعة، وللوز عديد من الفوائد؛ إذ يعزِّز صحة القلب، والدماغ، والبشرة، والشعر، ويضمن النمو الجيد للجنين ضمن رحم الأم، كما يضمن نمو صحي وسليم للطفل.
أضف تعليقاً