سنسلط الضَّوء في هذا المقال على عباراتٍ يجب أن يسمعَها الطِّفل من أبويه؛ لتعزيز ثقته بنفسه، وقد يغفل الآباء عن قول هذه العبارات لأبنائهم رغم بساطتها، أو قد يظنُّون أنَّ الطِّفل يعرفها، وأنَّها أمورٌ بديهيَّة بالنسبة إليه، ولكنَّنا - وقبل أن نبدأ - نؤكِّدُ لكم على ضرورة تكرار هذه العبارات؛ من أجل تعزيزها كيقين في رؤوس الأبناء ورؤيتهم لأنفسهم.
ما هي أهم العبارات التي يجب أن يسمعها الطفل من أبويه لتعزيز ثقته بنفسه؟
يحلمُ جميع الآباء ببناء شخصيَّة أطفالهم بطريقةٍ سليمة، تعزِّز ثقتهم بأنفسهم، وتجعلُ منهم أشخاصاً أسوياء قادرين على مواجهة الحياة وتحدِّياتها مستقبلاً، ولإنجاز هذا الأمر يجب عليهم تكرار بعض العبارات على مسامع أطفالهم، ومنها:
أولاً: أحبك
لا يوجد والدان سويَّان لا يكنَّان مشاعر الحبِّ الهائلة تجاه طفلهم، ولكنَّهم يظنُّون أنَّ الطِفلَ يُدركُ هذا الحب دون أن يعبِّروا عنه، أو أنَّه يستطيع أن يستشفَّه من تصرُّفاتهم وتعاملهم معه، ولكن - للأسف - كلُّ شيءٍ سيكون ناقصاً ما لم يُعبِّر الأبوان عن الحبِّ لطفلهم شفويَّاً وبكلِّ وضوحٍ عبر قول كلمة " أُحبُّك"، مترافقةً مع تلامسٍ جسديٍّ كالعِناق أو التَّواصل البصري المُباشَر، ويعدُّ التَّعبير عن الحبِّ للطِّفل من أهمِّ العوامل التي تُسهمُ في نموِّه النَّفسي والعاطفي بصورةٍ سليمة، توجد عدة فوائد لتكرار كلمة "أحبك" أمام طفلك، ومنها:
1. تعزيز شعور الطفل بالأمان:
يُعدُّ الشُّعور بالأمان والحبِّ من أهمِّ احتياجات الطِّفل الأساسيَّة، وعندما يُعبِّرُ الوالدان عن حبِّهما للطِّفل بصورةٍ مُتكرِّرة يشعرُ بالأمان والاستقرار، وهذا يُساعدُه على مواجهة تحدِّيات الحياة بثقةٍ أكبر.
2.بناء الثقة بالنفس:
يُساعدُ التَّعبيرُ عن الحبِّ على تعزيز شعور الطِّفل بقيمته الذاتيَّة، فعندما يسمعُ الطِّفل كلمة "أحبُّك" باستمرار تنمو ثقته بنفسه وبقدراته.
3. تحسين التواصل العاطفي:
يُساعدُ التَّعبير عن الحبِّ على تعليم الطِّفل كيفيَّة التَّعبير عن مشاعره وفهم مشاعر الآخرين، فعندما يرى الطِّفلُ والديه يُعبِّران عن حبِّهما لبعضهما، سيتعلَّم كيفيَّة التَّواصل العاطفي بفاعليَّة.
4. تعزيز السلوك الإيجابي:
يُساعدُ التَّعبير عن الحبِّ على تشجيع السُّلوك الإيجابي لدى الطِّفل، فيُصبحُ أكثر ميلاً للتصرُّف بإيجابيَّة والتَّعاون مع الآخرين، عندما يشعرُ بحبِّ والديه له.
5. بناء علاقة قة مع الطفل:
يُسهمُ التَّعبير عن الحبِّ في بناء علاقةٍ قويَّة ودائمة بين الوالدين والطِّفل، ويُصبح أكثر ارتباطاً وثقةً بوالديه عندما يشعرُ الطِّفل بحبِّهما.
نصائح عند تكرار كلمة "أحبك" لطفلك:
توجد بعض النَّصائح التي يجب عليك اتِّباعها عند قول كلمة "أحبُّك" لطفلك، وهي:
- قلها بانتظامٍ، لا تنتظِر مناسباتٍ خاصَّة للتَّعبير عن حبِّك لطفلك، بل قُلها له يوميَّاً، في الصَّباح والمساء وعند النَّوم.
- كن مخلصاً، تأكَّد من أنَّ مشاعرك مُخلصة عندما تُعبِّر عن حبِّك لطفلك، فلا تقُلها فقط من أجل إسعاده، بل عبِّر عن مشاعرك الحقيقيَّة.
- استخدِم لغة الجَّسد: استخدِم لغة الجسد للتَّعبير عن حبِّك لطفلك إضافة إلى الكلمات، فاحتضنه، وقبِّله، وانظر في عينيه، وابتسِم له.
- اكتبها، اكتُب رسالةَ حبٍّ لطفلك، أو اكتبها على بطاقة، أو اتركها له في مكانٍ يراه.
- افعل أشياء تُظهِرُ حبَّك، لا يقتصرُ الحبُّ على الكلمات فقط، لذا افعَل أشياء تُظهرُ حبَّك لطفلك، فاقضِ معه وقتاً ممتعاً، وساعده على حلِّ واجباته المدرسيَّة، واقرأ له قصَّةً، والعَب معه.
ثانياً: أنا أثق بك
تُعدُّ عبارة "أنا أثق بك" من أهمِّ العبارات التي يُمكنك قولها لطفلك، وذلك لِما لها من تأثيرٍ إيجابيٍّ في نموِّه وتطوُّره النَّفسي والعاطفي. إليك بعض الفوائد التي تُقدِّمها هذه العبارة لطفلك:
1. تعزيز شعور الطفل بالأمان:
يشعرُ الطِّفل بالأمان عندما يُعبِّر الوالدان عن ثقتهما به، ويُساعده هذا الشُّعور على مواجهة تحدِّيات الحياة بثقةٍ أكبر، ويُقلِّلُ من شعوره بالقلق والخوف.
2. بناء الثقة بالنفس:
إنَّ ثقة الوالدين بقدرات طفلهما تُسهمُ في بناء ثقته بنفسه، فيُصبح الطِّفلُ أكثر إيماناً بقدراته وإمكاناته عندما يُؤمن بأنَّ والديه يثقان به.
3. تشجيع الاستقلالية:
تُعزِّز عبارة "أنا أثق بك" شعور الطِّفل بالاستقلاليَّة، وتُشجِّعه على الاعتماد على نفسه، فيُصبح أكثر ميلاً لتجربة أشياء جديدة، وتحُّمل مسؤوليَّاته عندما يُدركُ أنَّ والديه يثقان بقدرته على اتِّخاذ القرارات الصَّائبة.
4. تحسين السلوك الإيجابي:
تُساعدُ ثقة الوالدين على تحسين سلوك الطِّفل، وتشجيعه على التصرُّف بصورةٍ إيجابيَّة، فيميلُ للالتزام بالقواعد واحترام الآخرين عندما يشعر بأنَّ والديه يثقان به.
5. تعزيز العلاقة بين الوالدين والطفل:
تُسهم ثقة الوالدين بطفلهما في بناء علاقة قويَّة ودائمة بينهما، فيرتبطُ بهما، وتزداد ثقته بهما عندما يشعر بأنَّ والديه يثقان به.
نصائح عند تكرار عبارة "أنا أثق بك" لطفلك:
توجد بعض النَّصائح التي يجب عليك اتِّباعها عند قول عبارة "أنا أثقُ بكَ" لطفلك، وهي:
- كن مُحدَّداً، لا تكتفِ بقول "أنا أثقُ بك" بصورةٍ عامَّة، بل حدِّد المواقف التي تثقُ فيها بطفلك، على سبيل المثال: "أنا أثقُ بك في إنجاز واجباتك المدرسيَّة"، أو "أنا أثقُ بك في اتِّخاذ قراراتٍ صائبة".
- وفِّر الفُرَص، وفِّر لطفلك الفُرص لإثبات ثقته بنفسه، وقدرته على تحمل المسؤوليات، على سبيل المثال اطلُب منه مساعدتك في بعض الأعمال المنزليَّة، أو امنحه مهمَّةً مُحدَّدةً لإنجازها.
- امدَحه عندما يُنجز، عبِّر عن تقديرك لطفلك عندما يُثبتُ ثقته بنفسه، ويُنجزُ المهام المُوكَلة إليه بنجاح.
- كُن صبوراً، لا تتوقَّع من طفلك أن يتصرَّفَ بصورةٍ مثاليَّة دائماً، فقد يرتكبُ بعض الأخطاء، ولكن تذكَّر أنَّه يتعلَّم من خلال هذه الأخطاء، واستمر في إظهار ثقتك به، وساعِده على التعلُّم من تجاربه.
تذكَّر أنَّ ثقةَ الوالدين بطفلهما هي من أهمِّ الهدايا التي يُمكنهما تقديمها له؛ لذا عبِّر عن ثقتك بطفلك بانتظامٍ، وساعِده على أن يُصبح إنساناً واثقاً بنفسه، وقادراً على تحقيق أهدافه.
شاهد بالفيديو: الثقة بالنفس سر النجاح كيف تمنح أطفالك هذا السر؟
ثالثاً: شكراً
يُعدُّ التَّعبير عن الشُّكر من أهمِّ المهارات الاجتماعية التي يجب أن يتعلّمها الطِّفل، ولكن ليس من السهل دائماً على الوالدين التَّعبير عن شكرهم لأطفالهم بفاعليَّة. إليك بعض الفوائد التي تُقدِّمها عبارة "شكراً" لطفلك:
1. تعزيز شعور الطفل بالتقدير:
يشعرُ الطفل بالتَّقدير والاحترام عندما يُعبِّر الوالدان عن شكرهما له، ويُساعده هذا على الشُّعور بقيمته الذاتيَّة، ويُحفِّزه للاستمرار في بذل الجِّهد، وتقديم أفضل ما لديه.
2. تعزيز السلوك الإيجابي:
تُساعدُ عبارة "شكراً" على تعزيز السُّلوك الإيجابي لدى الطِّفل، وتشجِّعه على تكراره، فيميلُ للتصرُّف بإيجابيَّة والتَّعاون مع الآخرين عندما يُدرك أنَّ والديه يُقدِّران جهوده.
3. تعليم الطفل مهارات الشكر:
يُعدُّ التَّعبير عن الشُّكر من أهمِّ المهارات الاجتماعيَّة التي يجب أن يتعلَّمها الطِّفل، وعندما يرى الطِّفل والديه يُعبِّران عن شكرهما للآخرين، سيتعلَّمُ كيفيَّة التَّعبير عن شكره بصورةٍ فعَّالة.
4. بناء علاقة قوية مع الطفل:
تُسهم عبارة "شكراً" في بناء علاقة قويَّة ودائمة بين الوالدين والطِّفل، فيُصبحُ الطِّفل أكثر ارتباطاً وثقةً بوالديه عندما يشعرُ بأنَّهما يُقدِّران جهوده.
رابعاً: أنا فخور بك
يُعدُّ التَّعبير عن الفخر بطفلك من أهمِّ العبارات التي يُمكنك قولها له، وذلك لِما لها من تأثيرٍ إيجابيٍّ في نموِّه وتطوُّره النَّفسي والعاطفي. إليك بعض الفوائد التي تُقدِّمها هذه العبارة لطفلك:
1. تعزيز شعور الطفل بقيمته الذاتية:
يشعرُ الطِّفل بأنَّه ذو قيمةٍ، وأنَّه حقَّق إنجازاً يستحقُّ الفخر عندما يُعبِّر الوالدان عن فخرهما به، ويُساعده هذا الشُّعور على تعزيز ثقته بنفسه، وتحسين صورته الذاتيَّة.
2. تشجيع المثابرة:
تُساعد عبارة "أنا فخورٌ بك" على تشجيع الطِّفل على الاستمرار في بذل الجهد والمثابرة لتحقيق أهدافه، فيُصبحُ أكثر ميلاً للعمل الجَّاد وتحدِّي الصعوبات عندما يُدرك أنَّ والديه فخوران به.
3. تعليم الطفل أهمية النجاح:
يُساعدُ التَّعبير عن الفخر على تعليم الطِّفل أهميَّة النَّجاح وتحقيق الأهداف، فعندما يرى الطِّفل أنَّ والديه فخوران بإنجازاته، يتعلَّمُ أنَّ النَّجاحَ أمرٌ يستحقُّ السَّعي والعمل الجَّاد.
خامساً: لا بأس، حاول مجددا
يُعدُّ تشجيع الطِّفل على المحاولة بعد الفشل من أهمِّ الأمور التي يُمكنك القيام بها؛ لتعزيز نموِّه وتطوُّره النَّفسي والعاطفي، فأنت تُرسل لطفلك رسالةً قويَّةً مفادها أنَّ الفشل أمرٌ طبيعيٌّ، وأنَّه قادرٌ على التعلُّم من أخطائه والنَّجاح في النِهاية عندما تقولُ له: "لا بأس، حاوِل مجدَّداً" بعد ارتكابه الأخطاء. إليك بعض الفوائد التي تعود على طفلك من قول: "لا بأس، حاوِل مُجدَّداً":
1. تعزيز المثابرة:
يُساعدُ تشجيعُ الوالدين طفلهما على المحاولة بعد الفشل على بناء المثابرة والقدرة على الصُّمود في وجه التحديات لديه، فيتعلَّمُ الطِّفل أنَّ الفشلَ ليس نهاية المطاف، وأنَّه يجبُ عليه الاستمرار في المحاولة حتى يُحقِّقَ أهدافه.
2. تعزيز الثقة بالنفس:
يُساعدُ الشُّعور بالقدرة على التعلُّم من الأخطاء والنَّجاح في النهاية الطِّفلَ على بناء ثقته بنفسه وإيمانه بقدراته، ويُصبح الطِّفل أكثر ميلاً لتجربة أشياء جديدة وتحدِّي نفسه عندما يُدرك أنَّ والديه يُؤمنان به ويدعمانه.
3. تعزيز المرونة:
يجبُ أن يتعلَّمَ الطِّفل القدرة على التَّعامل مع الفشل والإحباط؛ لأنَّها من الأمور الأساسيَّة التي تُساعده على أن يُصبحَ فرداً مرناً، وعندما تُخبر طفلك "لا بأس، حاوِل مُجدَّداً" بعد فشله، فأنت تُعلِّمه أنَّ الفشلَ جزءٌ من الحياة، وأنَّه يجب عليه أن يتعلَّم منه وينمو.
4. تعزيز مهارات حل المشكلات:
عندما يُواجِهُ الطِّفل تحدِّياً ما ويُفشلُ في حلِّه من أوَّل مرَّة، فإنَّ ذلك يُتيحُ له فرصةً رائعةً لتعلُّمِ مهارات حلِّ المُشكلات، ويُساعدُ تُشجيعك له على المحاولة مُجدَّداً على التَّفكير بأفكارٍ جديدة، وتجربة حلولٍ مختلفة حتى يُحقِّقَ النَّجاح.
نصائح عند قول: "لا بأس، حاول مجدّدا" لطفلك:
توجد بعض النَّصائح التي يجب عليك اتِّباعها عند قول عبارة: "لا بأس، حاوِل مُجدَّداً" لطفلك، وهي:
- استخدم لغة إيجابية، ركِّز على الجُّهود التي يبذلها طفلك بدلاً من التَّركيز على أخطائه، على سبيل المثال: "لقد بذلتَ جهداً كبيراً في ذلك، حاوِل مجدداً بطريقةٍ مُختلفة".
- أظهِر لطفلك أنَّك مُتحمِّسٌ لنجاحه، وأنَّك تؤمنُ بقدراته: سيُساعده ذلك على الشُّعور بالثِّقة والتَّفاؤل.
- ساعد طفلك على التعلُّم من أخطائه: ناقِش مع طفلكَ ما حدثَ، وكيف يُمكنه فعله بطريقةٍ مُختلفة في المرَّة القادمة، وساعِده على تحديد أخطائه، وتطوير استراتيجيَّات جديدة للنَّجاح.
- لا تيأَس: قد لا ينجحُ طفلك في المرَّة الأولى، ولكن لا تيأس منه، واستمِر في تشجيعه ودعمه، وسوف يتعلَّم في النَِهاية من أخطائه ويُحقِّقُ النَّجاح.
سادساً: أحتاج مساعدتك
قد يكون طلبُ المساعدة من طفلك أمراً صعباً، ولكنَّه في الواقع من أهمِّ الأمور التي يُمكنك القيام بها؛ لتعزيز نموِّه وتطوُّره. إليك بعض الفوائد التي تعود عليك من طلب المساعدة من طفلك:
1. تعزيز شعوره بالمسؤولية:
يشعرُ طفلك بأنَّه جزءٌ هامٌّ من العائلة، وأنَّه قادرٌ على المساهمة في الأعمال المنزلية والمهام اليوميَّة عندما تطلب المساعدة منه، ويُساعده هذا على الشعور بالمسؤوليّة، واكتساب مهاراتٍ جديدة.
2. تعزيز ثقته بنفسه:
يُساعدُ إتمامُ المهام بنجاحٍ الطِّفلَ على بناء ثقته بنفسه، وتعزيز إيمانه بقدراته، فعندما تطلبُ المساعدة من طفلك، وتُثني على جهوده ستُعزِّز شعوره بالإنجاز، وستُحفِّزه على الاستمرار في بذل الجُّهد.
3. تقوية العلاقة بينك وبين طفلك:
يُساعدُ العمل معاً على تقوية العلاقة بين الوالدين والطِّفل، وتعزيز الشعور بالتَّعاون والمشاركة، فأنت تُظهر له أنَّك تثقُ به، وتُقدِّرُ مساهماته عندما تطلب المساعدة منه.
4. تعليم مهارات الحياة:
يُعدُّ طلبُ المساعدة من طفلك فرصةً رائعةً لتعليمه مهارات الحياة الأساسيَّة، مثل التَّنظيف والطَّبخ وإدارة الوقت، وسيُساعده ذلك على أن يُصبحَ فرداً مُستقلَّاً وقادراً على الاعتماد على نفسه في المستقبل.
شاهد بالفيديو: تنمية المهارات الحياتية للطفل
نصائح عند طلب المساعدة من طفلك:
توجد بعض النَّصائح التي يجب عليك اتِّباعها عند طلب المساعدة من طفلك، وهي:
- لا تنتظِر حتى يُصبح طفلك كبيراً لطلب المساعدة منه: ابدأ بمنحه مهام بسيطة مُناسبة لعمره، وزِد صعوبة المهام تدريجيَّاً مع تقدُّمه في السنِّ.
- لا تكتفِ بقول "ساعدني" بصورةٍ عامَّة: حدِّد المهمَّة التي تُريد مساعدة طفلك فيها، على سبيل المثال: "هل يُمكنك مُساعدتي في تنظيفِ الطَّاولة؟"، أو "هل يُمكنك مُساعدتي في تحضير العشاء؟".
- كُن صبوراً: قد لا يُنجزُ طفلك المهام بصورةٍ مثاليَّة في البداية، ولكن كُن صبوراً، وشجِّعه على الاستمرار في المحاولة، فسيُصبح أكثر مهارةً وكفاءة مع الممارسة.
- لا تنسَ أن تُعبِّرَ عن تقدير طفلك عندما يُساعدك: اشكُره على جهوده، وأخبره كم تُقدِّر مساهماته.
تذكَّر أنَّ طلبَ المُساعدة من طفلك ليس علامة ضعفٍ، بل هو علامة قوَّة وثقة، وأنت تُقدِّم لطفلك هديَّةً قيِّمة عندما تُعلِّمه مهارات الحياة، وتُساعده على أن يُصبحَ فرداً مُستقلَّاً.
سابعاً: أنت جميل
يُعدُّ التَّعبير عن الحبِّ لطفلك من أهمِّ الأمور التي تُسهمُ في النمو النفسي والعاطفي بصورةٍ سليمة، وتُعدُّ عبارة "أنت جميلٌ"، وخاصَّةً للبنات من أبسط العبارات التي تُمكِّنك من التَّعبير عن حبِّك لطفلك، ولكنَّ تأثيرها في شعور الطِّفل كبيرٌ، فهي تُعزِّزُ شعوره بقيمته الذاتيَّة، وتُنمِّي ثقته بنفسه. إليك بعض الفوائد التي تعود على طفلك من قول: "أنت جميلٌ":
1. تعزيز شعور الطفل بقيمته الذاتية:
يشعرُ الطِّفل بأنَّه ذو قيمةٍ، وأنَّه يستحقُّ الحُبَّ والتَّقدير عندما يُخبره والداه أنَّه جميلٌ، ويُساعده هذا الشُّعور على بناء صورةٍ إيجابيَّة عن نفسه، وعلى تقبُّلِ ذاته كما هي.
2. تعزيز ثقته بنفسه:
يُعزِّزُ الشُّعور بالجمال ثقةَ الطفل بنفسه، ويجعله أكثر ميلاً للتَّعبير عن نفسه بحريَّة، وعندما يُدرك الطِّفل أنَّ والديه مُعجبان بمظهره، سيُصبحُ أكثر إيماناً بقدراته وإمكاناته.
3. تنمية مشاعر الحب والاحترام:
يُعلِّم الوالدان طفلهما أنَّ الحبَّ والاحترام يصدران من الدَّاخل، وأنَّ الجَّمال الحقيقيَّ هو جمال الروح عندما يُعبِّران عن حبِّهما لطفلهما من خلال مظهره، ويُساعدُ ذلك الطِّفلَ على تنميةِ مشاعر الحبِّ والاحترام تجاه نفسه وتجاه الآخرين.
4. تعزيز السعادة والرفاهية:
أظهرَت الدِّراسات أنَّ الأطفال الذين يشعرون بالجمال والثِّقة بأنفسهم هم أكثر سعادة وصحَّة من غيرهم، كما يُساعدُ التَّعبير عن حبِّك لطفلك من خلال مظهره على تعزيز شعوره بالسَّعادة والرضى عن نفسه.
في الختام:
كانت هذه أبرز سبع عبارات يجبُ أن يسمعَها الطِّفل من أبويه لتعزيز ثقته بنفسه، ونتمنَّى من جميع المربِّين أن يبدؤوا بتطبيقها في التَّعامل مع أطفالهم؛ من أجل أن يُعزِّزوا فيهم الثِّقة بالنَّفس؛ لأنَّ الثِّقةَ بالنَّفس التي تُكتسَبُ في سنٍّ مُبكِّرة لا يمكنُ كسرَها أو زعزعتها أبداً، وهي مفتاحُ الطِّفل لبلوغ النَّجاح في كلِّ مراحل حياته.
أضف تعليقاً