أوّلاً: المُسكّنات (مضادات الالتهاب غير الستيرويدية)
هي نوع شائع جداً من الأدوية والتي يتوافر الكثير منها بدون وصفة طبية حيث تقوم هذه الأدوية بتقليل الألم والالتهاب وتُخفّض درجة حرارة الجسم أثناء الحُمّى، كما أنَّ لها أيضاً بعض الآثار الجانبيّة غير المرغوبة مثل تقليل إنتاج المواد التي تحمي المعدة، ووقف الصفائح (الخلايا الحيوية في تكوين الجلطات لوقف النزيف) من العمل بفاعليّة، وتقليل كميّة الدم التي تتدفّق إلى الكليتين بشكل كبير.
ماهي أنواع المسكنات؟
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية تقسم لفئتين:
- انتقائية.
- غير انتقائية.
وهناك اختلافات بين هذين النوعين تستدعي المزيد من الشرح حول كيفيّة عملها، حيث أنَّ إنزيم cyclooxygenase موجود بالفعل في شكلين مختلفين، COX-1 وCOX-2، لكل منها مجموعة مماثلة ولكن مع اختلاف الوظيفة وCOX-2 هو الإنزيم المسؤول عن الالتهاب والحمى، في حين يقوم COX-1 بالفعل بأداء وظائف أخرى مثل حماية الغشاء المخاطي في المعدة -بطانة المعدة- من الحمض الذي تنتجه المعدة بشكل طبيعي، كما يلعب COX-1 دوراً في تكوين الصفيحات الدموية معاً لتكوين جلطات.
1- مضادات الالتهاب غير الانتقائيّة:
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (غير انتقائية) هي عقاقير تمنع كلا النوعين من إنزيم (COX)، وبالتالي ترتبط بزيادة خطر حدوث قرحة في المعدة، ومن أمثلة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية غير الانتقائية: الأسبرين، ديكلوفيناك، وايبوبروفين، نابروكسين، الإندوميتاسين، كيتو بروفين، بيروكسيكام.
2- مضادات الالتهاب الانتقائيّة:
إنَّ مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الانتقائية تقوم بتثبيط إنزيم COX-2 فقط، مما يسمح بإنتاج Prostaglandins التي تحمي المعدة، بينما لا تزال تقوم بدورها وتُخفِّف الحُمّى والألم والالتهاب، مضادات الالتهاب غير الانتقائيّة الاختياريّة هي: سيليكوكسيب، ميلوكسيكام.
يمكن أن تلعب مضادات الالتهاب غير الستيرويدية دوراً في علاج العديد من الحالات المختلفة التي يسبّبها الالتهاب أو الألم أو كلاهما، إلّا أنَّ الإكثار من المسكّنات يمكن أن يؤدّي للعديد من المشكلات الصحيّة وخاصةً في المعدة، فقد تساعد في الإصابة بقرح الجهاز الهضمي، كما أنَّ تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لفترات طويلة يزيد من مخاطر أمراض القلب والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وتقرّحات المري. وقد يسبب الاستخدام المزمن للمسكّنات أيضاً صداعاً مزمناً بشكلٍ يومي.
تأثير المُسكّنات على الكلى:
إنّ أدوية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية فعّالة، ولكن يجب معرفة أمر ضروري وهو أنَّ ليس هناك دواء آمن تماماً دون مخاطر. ولذلك يجب استخدامها وفقاً للتعليمات المُرفَقة، حيث أنَّ سوء استخدام الأدوية وعدم اتباع التعليمات قد يؤدّي إلى مشاكل خطيرة في الجسم، بما في ذلك على الكلى، والذي يعد أسوأ أضرارها.
فوفقاً لمؤسّسة الكلى الوطنيّة الأمريكيّة، فإنّ ما يصل إلى 3 في المائة إلى 5 في المائة من الحالات الجديدة للفشل الكلوي المُزمن قد تحدث كل عام بسبب الإفراط في استخدام مسكّنات الألم هذه، حيث أنّها تؤثّر في البناء الوظيفي للكلى وسلامتها على نحو مُضِر، وتُقلِّل من إمدادها بالدم.
ولذلك لا بد من توافر الوعي اللازم لدينا للعمل على تقليل تناول المسكّنات بقدر المستطاع، ووقاية الجسم من الآلام بدلاً من الاعتياد على علاج هذه المشكلات بالأدوية، وفي حال الاضطرار لتناول مسكنات الآلام بسبب إجراء عملية جراحيّة، فيجب أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيب. كما يجب قراءة التعليمات المرفقة مع الدواء وبشكل خاص فيما يتعلق بالتحذيرات، واستشارة الطبيب أو الصيدلي إذا كان هناك أيّ استفسارات قبل استخدام الدواء. وأيضاً يجب عدم أخذ أي دواء بجرعات زائدة أو مدّة أطول ممّا هو مذكور في التعليمات إلّا بتوجيه الطبيب المختص.
ثانيّاً: الأدوية التي تستخدم في حالات نزلات البرد
وتشمل الأدوية التي تُعالج نزلات البرد والانفلونزا الحبوب وبخاخات للأنف، حيث يُعتقد بدورها بزيادة فرصة التعرُّض للسكتات الدماغية لما لها من آثار جانبيّة عديدة، لا سيما إذا استخدمت لفترة طويلة حيث أنّه يُوصى باستعمالها لمدة لا تزيد عن أسبوع، فمن الممكن أن تسبّب احتقان أنفي ارتدادي، وقد تؤدّي في حالات معيّنة إلى التسبُّب في سرعة نبضات القلب كما قد تؤدّي إلى حدوث تشنّجات.
وقد قام باحثون بمركز جامعة بنسلفانيا الطبي بمتابعة (8) حالات إصابة بالسكتة الدماغية كان قد تعرض لها أشخاص أصحّاء نسبيّاً وفي سن صغيرة، كما أنّه ليس لديهم أيّ عوامل خطورة بشأن الإصابة بالسكتات الدماغية، وتبيَّن أنّ سبعةً منهم كانوا قد استخدموا مُضادات الاحتقان لفترات طويلة.
ويعتقد الباحثون أنَّ تلك العقاقير والتي تسبب انقباضاً للأوعية الدموية فتزيل بذلك الرشح المُصاحب لنزلات البرد قد تؤثِّر على الأوعية الدموية عموماً في أماكن أُخرى من الجسم، خاصةً لدى أولئك المصابين بالصداع النصفي ومرض رينودس والذين يعانون أصلاً من انقباض أوعيتهم الدموية.
ولذلك فمن الأفضل التقليل من استخدام هذه الأدوية وتناولها وفقاً لتعليمات الطبيب ولفترات غير طويلة، أو يمكن الاستعاضة عنها باللجوء لاستخدام وصفات طبيعيّة وشُرب السوائل الدافئة للتخفيف من نزلات البرد والأعراض المصاحبة لها.
ثالثاً: أدوية الكورتيزون
يعد الكورتيزون نوعاً من أنواع الأدوية التي تُستخدم في علاج عدد من المشكلات الصحيّة وبالأخص الالتهابات، كما انتشر استخدامه بشكل خاص فيما يخص علاج حب الشباب المستعصي، ويقوم الأطباء بوصفه عادةً لمنع ردات الفعل التحسسيّة إلى جانب علاج حالات صحيّة كالتهاب المفاصل، والتهاب الأمعاء الغليظة التقرحي، أو مشاكل الجلد مثل الصدفية، ومشاكل في العينين، وقد يؤخذ على شكل حبوب أو حقن أو غيرها.
وعلى الرغم من أهميّة الكورتيزون في علاج العديد من المشكلات الصحيّة، ولكنَّ تناول جرعات منه بشكل مستمر ولفتراتٍ طويلة تتجاوز الثلاثة أشهر، قد يؤدّي إلى التسبُّب بعددٍ كبير من الأمراض، فقد يسبِّب تأقلُماً ذاتياً ينتج عنه انخفاض إنتاج الجسم من الكورتيزون الطبيعي. وعليه، فالإقلاع المفاجئ قد يسبِّب الوفاة.
كما أنَّ الاستخدام المُزمن غير مرغوب، فقد يصاحبه أعراض كانتفاخ الوجه، وتراكم الدهون بأجزاء معيّنة من الجسد وضمور العضلات وتأخر التئام الجروح، ونقص المناعة في الجسم، الأمراض المعدية، وهشاشة العظام، وارتفاع السكّر في الدم. كما قد تؤدّي مادة الكورتيزون إلى ارتفاع ضغط الدم وجلطات القلب أو الدماغ.
وتجدر الإشارة إلى أنّ العديد من الأشخاص قد لجؤوا لتناول الكورتيزون بدون وصفات طبيّة اعتقاداً منهم أنَّ تناوله يساعد على زيادة الوزن ولكنَّ هذا الاعتقاد خاطئ، فزيادة الوزن المصحوبة بتناوله ناجمة عن كونه يسبِّب احتباساً لسوائل الجسم.
رابعاً: المضادات الحيوية
المضادات الحيوية Antibiotics وهي عبارة عن أدوية يتم استخدامها بهدف القضاء على البكتيريا، ويقصد هنا البكتيريا التي تُسبّب العدوى المختلفة مثل التهابات المجاري التنفسية والمجاري البولية وغيرها، وهناك عدّة أنواع للمضادات الحيوية، تعمل كل واحدة منها بشكل مختلف عن الآخر وتستهدف نوعاً معيناً من البكتيريا.
يلجأ الكثير من الأشخاص لتناول المضادات الحيوية عند شعورهم بأيّ توعُّك ودون التأكد من حاجتهم لتناول هذه الأدوية. وفي الحقيقة فإنَّ كلّ مرّة يتم فيها تناول المضادات الحيوية، سيكون هناك عدد أكبر من البكتيريا التي سيصبح من الصعب القضاء عليها بمجرد تناول هذه الأدوية، حيث أنّ هذه البكتيريا يمكنها أن تتغيَّر ليصبح من الصعب القضاء عليها عن طريق المضادات الحيوية، وهذا ما يعرف بمقاومة المضادات الحيوية Antibiotic resistant. وهذه البكتيريا تكون أقوى من غيرها كما أنها تسبب أمراضاً أكثر خطورة، ولعلاجهم يكون المريض بحاجة إلى مضاد حيوي مختلف وقوي، والذي يترك آثاراً جانبيّة أكثر من الأدوية المعروفة.
وعلى الرغم من أنَّ المضادات الحيوية تُعتبر أدوية قويّة الفعاليّة، إلّا أنّها غير قادرة على علاج جميع الأمراض، فهي غير فعّالة بتاتاً تجاه الأمراض الفيروسية، بل فعالة ضد الأمراض البكتيرية فقط، وبالتالي فإنّها لا تعالج الأمراض التالية: (نزلات البرد، الانفلونزا، معظم حالات التهاب الحلق التي تسببها الفيروسات، السيلان الأنفي).
ولذلك يجب استشارة الطبيب عند تناولها والالتزام بالجرعات المحدّدة من قِبَله بحيث لا تزيد أو تقل عنها حتّى تعمل بشكل فعّال، حيث يمكن أن تقوم البكتيريا بمقاومة المادّة الفعّالة للدواء إذا لم يتم تناوله وفقاً للجرعات المحدّدة. وبالتالي سيكون من الصعب التغلُّب على هذا النوع من البكتيريا فيما بعد.
خامساً: الأدوية المهدّئة والمنوّمة
قد يواجه العديد من الأشخاص صعوبات في النوم ويلجأون لتناول حبوب منوّمة لمساعدتهم على النوم ليلاً. وعلى الرغم من أنَّ تناولها قد يساعد على النوم، إلّا أنَّ لها مخاطر عديدة يجب أن نعلمها.
في البداية فإنّ هناك ظروف صحيّة معيّنة يُمنَع وصف بعض هذه الأدوية في حال وجودها. بالإضافة لذلك فإنّ الحبوب المنومة تزيد من خطر الوفاة والإصابة بالسرطان عند استخدامها الطويل المُزمن.
حيث توصّلت دراسة جديدة تابعت حالة (10500) شخص يعانون من مشاكل صحيّة متوسط أعمارهم هو 54 سنة، استخدموا الحبوب المنوّمة لمدّةٍ تزيد على أكثر من سنتين ونصف، أنَّ الأشخاص الذين وصف لهم ما قد يصل إلى 18 جرعة سنوياً كانوا أكثر عرضةً لخطر الوفاة بمقدار 3,4 مرات من نظرائهم الذين لا يتناولون أيّ حبوب منومة.
كما توصلت الدراسة إلى أنَّ الأفراد الذين يتناولون جرعات أكبر من الحبوب المنوّمة مُعرَّضين بشكل أكبر لخطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات مثل سرطان البروستات، وسرطان الغدد الليمفاوية، وسرطان المريء وسرطان القولون وسرطان الرئة. وترتبط حبوب منوّمة معينة بتزايد هذا الخطر وهي: زولبيديم، وزاليبلون، وتيمازيبام، والباربيتيورات (المهدئات)، ومضادات الهيستامين المهدّئة.
ويمكن أن تتحوَّل مضادات الاكتئاب والمهدّئات أو المنوّمات إلى أدوية لا يمكن الاستغناء عنها، فهي من الأدوية التي تُسبِّب الإدمان في حال تناولها لفترات طويلة. لذلك يجب تجنُّب الاستخدام الطويل المُزمن للحبوب المنوّمة، وتناولها تحت إشراف الطبيب المختص بالعلاج ووفقاً لتوجيهاته، كما يمكن محاولة استخدام طرق أخرى طبيعيّة تُساعد على النوم.
المصادر:
أضف تعليقاً