سنحاولُ في هذا المقال وضعَ خطَّةٍ للخروج من مأزق الخيارات المُتعدِّدة، وسنُقدِّمُ لكم مجموعةً من التقنيَّات التي من شأنها أن تكون عوناً لكم في اتِّخاذ القرار الأفضل، وحتى لو لم يكن الأمر الذي تُقدمون عليه حاسماً ومصيريَّاً إلَّا أنَّ هذه التقنيَّات سوف تساعدكم على حسم آرائكم، خاصَّةً إذا كنتم أصحاب طبيعةٍ مترددة وقلقة، فما هي تقنيات اتِّخاذ القرار الأفضل؟
خطوات اتخاذ القرار الأفضل:
يمكننا اتِّخاذ القرارات الصَّائبة في مختلف ميادين الحياة من خلال اتِّباع الخطوات الآتية:
أولاً: تحديد الهدف بوضوح
كيف يسهمُ تحديد الهدف بوضوحٍ في اتِّخاذ القرار الأفضل؟
يُعدُّ تحديد الهدف بوضوحٍ الخطوةَ الأولى في عمليَّة اتِّخاذ القرار الفعَّالة، وهو بمنزلة خارطة طريق لعدَّة أسبابٍ هي:
1. التركيز على الوجهة:
يصبحُ من السَّهل تركيز الانتباه والجُّهود على ما يجب تحقيقه عندما يكون الهدف واضحاً ومُحدَّداً، ويُساعدُ ذلك على تجنُّبِ التشتُّت، واختيار الخيارات الأكثر انسجاماً مع الهدف.
2. تقييم الخيارات بدقة:
يُتيحُ وضوح الهدف إمكانيَّة تقييم الخيارات المتوفِّرة بدقَّةٍ أكبر، ويمكنُ تحليلُ مدى مساهمة كلِّ خيارٍ في تحقيق الهدف، واختيار الخيار الأكثر فاعليَّة.
3. تحفيز الدافع والالتزام:
يُعزِّزُ وضوح الهدف الشُّعورَ بالدَّافع والالتزام لاتخاذ القرار والسَّعي لتحقيقه، فيُصبحُ الفرد أكثر استعداداً لبذلِ الجُّهود، وتجاوزِ العقبات للوصول إلى هدفه.
4. تحديد معايير التقييم:
يُساعدُ وضوح الهدف على تحديد معايير واضحة لتقييم نجاح القرار، فيُصبحُ من السَّهل معرفة إذا كان القرار قد حقَّقَ الهدف المرجو أم لا.
5. تسهيل التواصل:
يُساعدُ وضوح الهدف على تسهيل عمليَّة التَّواصل مع الآخرين، ويمكنُ شرح الهدف بصورةٍ أوضح؛ للحصول على الدَّعم والمساعدة من الأشخاص المُحيطين.
ثانياً: جمع المعلومات
يُعدُّ جمع المعلومات خطوةً أساسيَّة في عمليَّة اتِّخاذ القرار الأفضل لعدَّة أسبابٍ هي:
1. فهم الخيارات المتاحة:
لا يمكنُ اتِّخاذ قرارٍ سليم دون فهم الخيارات المتوفِّرة بوضوح، ويُتيحُ جمعُ المعلومات معرفةَ البدائل المُختلفة ومميِّزاتها وعيوبها.
2. تقييم المخاطر والفرص:
لا تخلو أيُّ عمليَّةِ اتِّخاذ قرار من المخاطر والفرص، ويُساعدُ جمع المعلومات على تحديد المخاطر المُحتمَلة المرتبطة بكلِّ خيارٍ، وتقييم احتماليَّة تحقيق الفرص المتوفِّرة.
3. اتخاذ قرارات مبنية على الأدلة:
يُساعدُ جمعُ المعلومات الكافية على اتِّخاذ قراراتٍ مبنيَّة على الأدلَّة والوقائع، بدلاً من الاعتماد على الحدس أو المشاعر فقط، ويُؤدِّي ذلك إلى زيادة احتماليَّة اتِّخاذ القرار الصحيح.
4. تعزيز الثقة بالنفس:
يكونُ الفردُ أكثر ثقةٍ بنفسه وبقدرته على اتِّخاذ الاختيار المناسب عندما يكونُ على درايةٍ بجميعِ الجوانب المُتعلِّقة بالقرار، ويُقلِّلُ ذلك من الشُّعور بالقلق والتردُّد.
شاهد بالفديو: 6 أسرار تمنحك الثقة بالنفس
5. إقناع الآخرين:
قد يكون من الضُّروري إقناع الآخرين بصحَّة القرار في بعض الأحيان، ويُساعدُ جمعُ المعلومات الدَّقيقة وذات الصِّلة على دعم وجهة نظر الفرد، وزيادة فرص قبول القرار.
ثالثاً: تحليل الخيارات
يُعدُّ تحليل الخيارات خطوةً حاسمةً في عمليَّة اتِّخاذ القرار الأفضل لعدَّة أسبابٍ هي:
1. تقييم البدائل بدقة:
لا يكفي جمعُ المعلومات عن الخيارات المتوفِّرة فقط، بل يجبُ تحليلها بدقَّةٍ؛ لتحديد أفضلها، ويتضمَّنُ ذلك تقييم مُميِّزات وعيوب كلِّ خيار، والمخاطر والفُرَص المُرتبِطة به.
2. تحديد الخيار الأمثل:
يهدفُ تحليل الخيارات إلى تحديد الخيار الذي يُلبِّي احتياجات الفرد بصورةٍ أفضل، ويُحقِّقُ أهدافه بالطَّريقة الأكثر فاعليَّة، ويُراعي ذلك العواملَ الشخصيَّة والماليَّة والزمنيَّة، والمواردَ المتوفِّرة.
3. اتخاذ قرارات مستنيرة:
يُساعدُ تحليل الخيارات على اتِّخاذ قراراتٍ مُستنيرة مبنيَّة على التَّفكير العقلاني والتَّقييم الموضوعي، وهذا يُقلِّلُ من احتماليَّة اتِّخاذ قراراتٍ خاطئة قد تندمُ عليها.
4. منح الثقة بالنفس:
يصبحُ الفرد أكثرَ ثقةٍ بنفسه وبقدرته على اتِّخاذ الاختيار الصحيح عندما يفهمُ جميع الجَّوانب المتعلِّقة بكلِّ خيارٍ من خلال تحليله بدقَّة، ويُؤدِّي ذلك إلى الشُّعور بالرِّضى والارتياح عن القرار المُتَّخذ.
رابعاً: تقييم المخاطر
يُعدُّ تقييم المخاطر خطوةً لا بدَّ منها في عمليَّة اتِّخاذ القرار الأفضل لعدَّة أسباب هي:
1. فهم العواقب المحتمَلة:
لا تخلو أيُّ عمليَّة اتِّخاذ قرارٍ من مخاطرَ مُحتمَلة، ويُساعدُ تقييم المخاطر على تحديد التَّهديدات المُرتبِطة بكلِّ خيارٍ، وفهم العواقب السلبيَّة المُحتملة لكلِّ قرار.
2. اتخاذ قراراتٍ واعية:
يُتيحُ تقييم المخاطر للفرد إمكانيَّة اتِّخاذ قراراتٍ واعية تُراعي الاحتمالات المُختلِفة، ويُساعدُ ذلك على تجنُّب المفاجآت، والتَّقليل من الخسائر المُحتمَلة.
3. تحسين فرص النجاح:
يمكنُ للفرد وضعُ خططٍ للتَّخفيف من آثار المخاطر، وزيادة فرص نجاح القرار من خلال تحديد المخاطر وتقييمها، ويُؤدِّي ذلك إلى تحقيق الأهداف بكفاءةٍ أكبر.
4. توليد فرص جديدة:
قد تُخفي المخاطر فرصاً جديدةً في بعض الأحيان، ويُساعدُ تقييم المخاطر على اكتشاف هذه الفرص والاستفادة منها، ويُؤدِّي ذلك إلى تحقيق نتائجَ أفضل.
خامساً: استشارة الآخرين
تُعدُّ استشارة الآخرين أداةً قيِّمة في عمليَّة اتِّخاذ القرار الأفضل لعدَّة أسبابٍ هي:
1. تقديم وجهات نظر مختلفة:
يُمكنُ للآخرين تقديم وجهات نظرٍ مختلفة لم تخطُر على بال الفرد، وهذا يُساعدُ على رؤية الصُّورة بوضوح، واتِّخاذ قراراتٍ أكثر شمولاً.
2. الحصول على خبرات وتجارب غنية:
قد يملكُ الآخرون خبراتٍ وتجاربَ مماثلة أو مختلفة عن موقف الفرد، وهذا يُمكنُ أن يُقدِّم له نصائحَ مفيدة واقتراحاتٍ فعَّالة.
3. تقديم الدعم العاطفي:
قد يُقدِّم الآخرون الدَّعم العاطفي الذي يحتاجه الفرد في هذه المرحلة، وهذا يُساعد على تقليل الشُّعور بالقلق والتوتُّر، ويُعزِّزُ الثِّقة بالنَّفس.
4. تحسين مهارات التواصل:
تُتيحُ استشارةُ الآخرين فرصةً لممارسة مهارات التَّواصل بصورةٍ فعَّالة، مثل شرح الأفكار بوضوح، والاستماع بانتباه لوجهات النَّظر المُختلفة.
5. مساءلة وتحفيز:
قد يُساعدُ وجودُ شخصٍ آخر على مساءلةِ الفرد عن قراره، وتحفيزه على الالتزام به.
يمكننا القول إنَّ استشارةَ الآخرين هي خطوةٌ إيجابيَّة تُسهمُ في تحسين عمليَّة اتِّخاذ القرار الأفضل من خلال توسيع آفاق الفرد، وتزويده بدعمٍ وتوجيهٍ فعَّال.
شاهد بالفديو: 8 طرق فعالة لجعل القرارات الصعبة أكثر سهولة
سادساً: اتباع الحدس
يُعدُّ الحدس أو "الشُّعور الغريزي" أداةً فعَّالةً في عمليَّة اتِّخاذ القرار لعدَّة أسبابٍ هي:
1. السرعة والدقة:
يُمكنُ للحدس أن يُقدِّمَ إجاباتٍ سريعة لأدمغتنا في مواقف تتطلَّبُ قرارات سريعة، لا سيَّما عندما لا تتوفَّرُ معلوماتٍ كافية، وقد يكون الحدس أكثر دقَّة من التَّفكير المنطقي في بعض الحالات.
2. فهم المشاعر المعقدة:
يُمكنُ للحدس أن يُساعدنا على فهم المشاعر المُعقَّدة للآخرين ونواياهم، وهذا يُساعدُ على اتِّخاذ قراراتٍ أكثر انسجاماً مع السِّياق الاجتماعي.
3. الإبداع والابتكار:
يُمكنُ للحدس أن يُحفِّزَ الإبداع والابتكار من خلال تقديم أفكارٍ جديدة، وحلولٍ غير تقليديَّة للمُشكلات.
4. الشعور بالثقة بالنفس:
يصبحُ الفردُ أكثر ثقة بنفسه وبقدرته على اتِّخاذ القرار الصَّحيح عندما يثقُ بحدسه، وهذا يُقلِّلُ من الشُّعور بالقلق والتردُّد.
5. التواصل مع الذات:
يُمكنُ للحدس أن يُساعدَ الفرد على التَّواصل مع ذاته، وفهم احتياجاته ورغباته بصورةٍ أعمق.
على الرَّغم من أهميَّة الحدس في عمليَّة اتِّخاذ القرار الأفضل، لكن يجبُ ألا يُعتمَد عليه كليَّاً عند اتخاذ القرارات، بل يجبُ استخدامه بالتَّزامن مع التَّفكير المنطقي، وتقييم المعلومات المتوفِّرة بموضوعيَّة.
سابعاً: مراجعة القرار
تُعدُّ مراجعة القرار خطوةً أساسيَّة في عمليَّة اتِّخاذ القرار الأفضل لعدَّة أسبابٍ هي:
1. تقييم النتائج:
تُتيحُ مراجعة القرار للفرد تقييم النَّتائج التي حُقِّقَت مقارنةً بالأهداف التي كان يسعى إليها، ويُساعدُ ذلك على تحديد ما إذا كان القرار ناجحاً أم لا.
2. التعلم من الأخطاء:
لا تخلو أيُّ عمليَّة اتِّخاذ قرارٍ من الأخطاء، وتُتيحُ مراجعةُ القرار تعلُّمَ الفردِ من أخطائه، وتجنُّب تكرارها في المستقبل.
3. تحسين مهارات اتخاذ القرار:
يمكنُ للفرد تحديد نقاط القوَّة ونقاط الضعف لديه من خلال مراجعة الخطوات التي اتُّبِعَت في عمليَّة اتِّخاذ القرار، وهذا يُحسِّنُ مهاراته في اتِّخاذ القرارات في المستقبل.
4. تحسين مهارة اتخاذ القرارات:
عندما يتعلَّمُ الفرد من أخطائه ويُحسِّنُ مهاراته في اتِّخاذ القرارات، سيصبح أكثر ثقة بنفسه وبقدرته على اتِّخاذ القرارات الصَّائبة في المستقبل.
5. الشعور بالإنجاز:
تُتيحُ مراجعة القرار للفرد الشُّعورَ بالإنجاز عندما يُحقِّقُ أهدافه، ويُحفِّزُ ذلك الفرد على الاستمرار في تحسين مهاراته في اتِّخاذ القرارات.
إنَّ مراجعة القرار أداةٌ قيِّمة تُسهمُ في تطوير مهارات الفرد في اتِّخاذ القرارات، وتجعله أكثرَ دقَّة وأقلَّ تردُّداً في عمليَّات اتِّخاذ القرار المستقبليَّة.
في الختام:
لا تعد عمليَّة اتِّخاذ القرار صعبة ومعقدة كما نتخيلها ما دمنا نتَّبعُ تقنيات اتِّخاذ القرار الأفضل، ولكنَّها ستكون بالتَّأكيد مربكةً وفاشلةً إذا كانت قراراتنا مبنيَّة على العشوائيَّة والتسرُّع، وسنتمكَّن من خلال تقنيَّات اتِّخاذ القرار الأفضل التي أوردناها آنفاً من حسم خياراتنا المُتعدِّدة، واختيار الأفضل بينها بما يتلاءم مع جميع الجوانب المُتعلِّقة بنا، والمتَّصِلة بموضوع القرار أيَّاً يكن نوعه.
أضف تعليقاً