قامَ ميلر بإجراء مقابلة مع شيلينغ، وسأله عن شعوره عندما تمَّ تكريمه بحضور مثل هؤلاء المشاهير، حصل شيلينغ على حصَّته من التَّكريم والحفاوة، ولكن عندما عاد وجلس في مكانه لمشاهدة كلينتون وهي يتم دعوتها للصُّعود إلى مقدمة المنصَّة، لاحظَ ظهورَ نمطٍ يُشبه ما يحدث في سربٍ ما.
ما حدث أولاً هو أنَّ مجموعةً من طلاب القانون وقفوا ليهلِّلوا لخريجٍ من أقرانهم - إذ سبقَ لـِ كلينتون أن نالت شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة ييل عامَ 1973. "وكما هو متعارفٌ عليه، وقف الجميع تقريباً وصفَّق" يقول شيلينغ. لكنَّ الأمرَ على المنصَّة كان مُختلفاً، فَبعد كل شيء هم ليسوا جُزءاًَ من الجمهور، فهل سيقفون؟
فعل ذلك القليل منهم، تاركين شيلينغ يتساءل: هل عليه أن يقف؟ "فإذا وقف ثلاثة منا فقط على المنصَّة، فما الذي يوصله ذلك الأمر عنَّا جميعاً؟ وما هي الفكرة التي ستصل للأشخاص الذين لم يقفوا؟".
لذا نهض شيلينغ في نهاية المطاف.
كتب ميلر لاحقاً، "نفس النمط السلوكي الذي يُسبب (الوقوف والتصفيق بحفاوة) - نتحدث هنا عن النمط الذي يقوم فيه الأفراد بالتَّأثير على بعضهم البعض عبرَ سلسلة من الإشارات أو التصرفات- له علاقة أيضاً بما إذا كان الناس يُرسلون أطفالهم إلى المدارس العامة أو المدارس الخاصة، والتَّلاعب في الضرائب المستحقة عليهم، وإبقاء كلابهم مقيَّدين، وتربية عضلاتهم، وإطلاق الشائعات، أو التَّصويتَ لحزبٍ معين، وتزيين منازلهم بإضاءة أعياد الميلاد".
أضف تعليقاً