تُعدُّ شاكرا آجنا (Ajna) شاكرا روحية، وتعني "ما وراء الحكمة"، وتقودك إلى معرفة داخلية ترشدك إلى الطريق الصحيح؛ فإذا انفتحت الشاكرا السادسة، ستمكِّنك من الاستبصار والتخاطر الذهني ورؤية الأحلام الجلية، وتمنحك التصور والخيال الواسع.
الحاسة السادسة:
لقد اختبَرْتَ عالمك من خلال حواسك الخمسة مذ أن كنت جنيناً، فقد كنت تسمع الأصوات، كصوت والدتك ودقات قلبك والأصوات الخافتة الأخرى في الخارج؛ كما كنت تختبر اللمس والتذوق ورؤية الضوء؛ وتنسب تجاربك منذ لحظة ولادتك إلى ما كنت تدركه من خلال هذه الحواس.
لقد تعلمتَ أن تثق بحواسك، وبكل شيء يمكنك تذوقه وشمه ولمسه ورؤيته وسماعه؛ لكن رغم أنَّ الإدراك الحسي أمرٌ رائع لتجاربنا الحياتية، إلَّا أنَّه يحدُّ من توسيع نطاق وعينا الروحي.
يضطر المرء في بعض الأوقات إلى الاعتماد على حدسه ومعرفته الداخلية، فقد كان علينا قبل التكنولوجيا الحديثة الاعتماد على إشارات من البيئة، وعلى غريزتنا البدائية لتوجيهنا؛ فكما تشعر الطيور بموعد أمواج تسونامي، أو كما تعرف السناجب موعد جمع الطعام لفصل الشتاء، يمتلك البشر حدساً وإحساساً غريزياً؛ لكنَّنا فقدنا التواصل معه، وفقدنا قدرتنا على الثقة به.
اتبع حدسك:
قد تمنحك حواسك الجسدية أدلة حول كيفية اتباع حدسك، فعلى سبيل المثال: هل شعرت يوماً أنَّ علبة الحليب التي توشك على تناولها فاسدة؟ قد تشم رائحة الحليب، وتنظر إلى تاريخ انتهاء الصلاحية فتجده بعد أسبوعين، وتسأل كل شخص في المنزل: "هل هذا الحليب فاسد؟"؛ وإذا لم تكتشف أي دليل ملموس على أنَّه فاسد، قد تشربه، ولكنَّك تعاني بعدها من آلام شديدة في المعدة؛ ويعود هذا إلى اكتشاف حاسة الشم لديك أنَّ هناك شيئاً خاطئاً، وقد منحتك إشارة للشك.
إليك مثالاً آخر: قد تعقد صفقة تجارية مع شخصٍ ما، ويبدو كلّ شيءٍ منطقياً، ويبدو هذا الشخص جيداً وصادقاً؛ ولكن عندما تصافحه، تشعر بشيءٍ ما وكأنَّ الطاقة ليست منضبطة؛ وعندما تعقد الصفقة، تكتشف أنَّه شخصٌ فاسد.
تتلقى هذه الأدلة من خلال حواسك، ولكن عندما تكون الإشارات خفية أو غير ظاهرة، تميل إلى تجاهلها؛ ولكن لحسن الحظ، بوسعك أن تتعلم الثقة بهذه الإشارات الخفية واتخاذ قرارات أفضل استناداً إلى إحساسك الغريزي؛ وعندما تصبح قراراتك صحيحة، دوِّنها لتعزيز فكرة أنَّ حدسك قد وجَّهك في الاتجاه الصحيح؛ فأنت تمتلك الحاسة السادسة، وما عليك سوى محاولة استكشافها في نفسك.
اطلب التوجيه من حواسك الداخلية:
يمكنك أيضاً استخدام حواسك الداخلية لطلب التوجيه لاتخاذ القرارات الصحيحة، كما تفعل الحواس الخمسة؛ فكما تأخذ ما يمليه عليك عقلك وفكرك وكبرياؤك في عين الاعتبار، فأنت الآن تُشمِل روحك في عملية صنع القرار، وستوجهك الشاكرا السادسة من خلال تنبيهك إلى وجود حدسٍ أو مشاعر باطنية تظهر أو تختفي؛ وإذا شعرت بالتنافر، فاطلب أن ينفتح إحساسك بالحدس لمساعدة عقلك على إيجاد الوضوح الذي تحتاج إليه لاتخاذ القرار الصحيح.
شاهد بالفيديو: الشاكرات السبع وتأثيرها في جسم الإنسان
كيف توازن شاكرا آجنا (Ajna)؟
يمكنك موازنة شاكرا الآجنا (Ajna) من خلال التأمل، تماماً مثل أيٍّ من الشاكرات الروحية الأخرى.
كثيراً ما يشعر المتأملون الجدد بالوخز في العين الثالثة ويعتقدون أنَّه مجرد صداع، ولكنَّ الشعور بالوخز حول منطقة العين الثالثة في أثناء التأمل أو بعده علامة على أنَّك تفتح هذه الشاكرا المسدودة.
هناك تقنية براناياما -تمرينات التنفس في أثناء ممارسة اليوجا- رائعة تُسمَّى "براهماري" (Brahmari) أو "تنفس النحل"؛ وللاستفادة منها، طبِّق الخطوات الآتية:
- اجلب كلتا يديك إلى وجهك.
- ضع الإصبعين الأوسطين أعلى عينيك.
- ضع إصبعي الخنصر تحت وجنتيك.
- أغلق أذنيك بإبهامك.
- تنفس بعمق وازفر مع ترديد كلمة "أَم" (AUM)، وركز على صوت حرف الميم "M" في أثناء إصدار صوت طنين مثل صوت نحلة.
افعل ذلك لدقيقتين أو أكثر، حيث سيساعدك هذا على تخفيف التوتر في الرأس، وتعمل هذه الممارسة على فتح الشاكرا السادسة.
الأسانا والأصوات والألوان والأحجار الكريمة:
تُعدُّ أيُّ أسانا (وضعية يوجا) يمكنك فيها الضغط على الجبهة إلى الأسفل جيدةً للشاكرا السادسة، مثل:
1. وضعية الطفل (بالاسانا Balasana):
ضع جبهتك على الأرض مع مد يديك إلى الأمام.
2. وضعية الدولفين:
ارفع وركيك إلى الأعلى وانظر إلى الأرض.
لون الشاكرا السادسة هو الأزرق النيلي، وصوت المانترا خاصتها هو "شام" (SHAM).
الأحجار الكريمة التي تساعد في إعادة التوازن إلى هذه الشاكرا هي: الأمانيست واللازورد والأزوريت.
إخلاء مسؤولية: الآراء والمسائل المطروحة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء النجاح نت. ويقع أي خلل في المعلومات المنشورة على عاتق المصدر الأصلي.
أضف تعليقاً