1. تبنِّي عقلية التغيير الصحيحة:
تقول "أليشيا تي غلين" (Alicia T. Glenn)، مؤسِّسة منظمة "أستاوندينغ بيرسيوتس" (Astounding Pursuits): "للبدء بعملية التغيير، يجب طرح سؤالين هامين، الأول: ما هي أهمية تحقيق هذا الهدف بالنسبة إليك؟ والثاني: كيف سوف يُحسِّن تحقيق هذا الهدف حياتك في النهاية، وإذا لم تُقدِّم إجابةً مقنعة عن هذين السؤالين، فهذا يعني أنَّ الهدف لا يعني لك الكثير، ومن ثمَّ لن تلتزم به.
سيؤدي عدم الرغبة في التضحية بالراحة وكسر الروتين، بالإضافة إلى عدم وجود أهمية للتغير للاستسلام مبكراً عندما تصعب الأمور، ولكن يمكنك تبنِّي عقلية صحيحة بالشعور بالإلهام وذلك من خلال قراءة كتب مُلهمة، أو متابعة برنامج "تيد توكس" (TED Talks)، أو إحاطة نفسك بأشخاص لديهم الاهتمامات نفسها، تقول "غلين": "إن فعلتَ ذلك، فلن تحتاج إلى تذكير آخر؛ وذلك لأنَّ عقلية التغيير أصبحَت الآن جزءاً من حياتك".
2. تحديد بيان المهمة الشخصية:
توضِّح المؤلفة، والكوتش، والاختصاصية الاجتماعية، وأستاذة السلوك البشري في كلية "هانتر" في "نيويورك" "ميلودي وايلدنغ" (Melody Wilding) لمجلة "فوربس" (Forbes): "بيان المهمة الشخصي هو بيان قصير، يكون عادةً جملة أو اثنتين تشيران إلى المسار الذي تنوي السير فيه في حياتك، وإنَّه مثل البوصلة التي تساعدك على البقاء على المسار الصحيح، والسير إلى الوجهة التي تريد الوصول إليها".
إن كانت هذه أول مرة تكتب فيها بيان مهمة شخصي، فإليك بعض النصائح:
- أجرِ عصفاً ذهنياً لمعرفة سبب أهمية هدفك، فربما فعلتَ ذلك في مرحلة تبنِّي عقلية صحيحة.
- اكتب بياناً واضحاً وموجزاً وليس طويلاً.
- استخدِم لهجةً إيجابية، تقول "وايلدنغ": "بدلاً من قول لا أريد القيام بالمزيد، ركِّز على نوع الشخصية التي تود التحلي بها".
- استخدِم عبارات جاهزة مثل:
- "لكي": ما تريد تحقيقه أو القيام به.
- "لأنَّه": أسباب أهميته.
- "سأفعل ذلك بحلول كذا": سلوكات أو إجراءات محددة لتحقيق الهدف.
3. التركيز على الأهداف الصغيرة:
قال "ديزموند توتو" (Desmond Tutu) أحد أشهر نشطاء حقوق الإنسان في جنوب أفريقيا، والحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1984 لجهوده في حل وإنهاء الفصل العنصري: "لا توجد سوى طريقة واحدة لتناول فيل: قضمة صغيرة تلو الأخرى"، فالمعنى المقصود هو تجزئة الأهداف الكبيرة والعظيمة إلى أهدافٍ أصغر يمكن إدارتها بسهولة.
تسمى الأهداف الصغيرة بهذا الاسم لأنَّها نسخة مصغرة عن الأهداف الكبرى وتؤدي إلى تحقيقها، إلا أنَّها قابلة للتنفيذ بسهولة أكبر؛ مما يعطي دفعةً للأمام ويشحذ الهمة والحماسة، ويرجع ذلك أساساً إلى أنَّ الشعور بالإنجاز بصرف النظر عن حجمه يطلق هرمون الدوبامين؛ مما يحفز رغبةً في تكرار السلوك، إذاً فالنجاح في تحقيق الأهداف الصغيرة يجعلنا أكثر سعادةً.
العملية واضحة وسهلة التنفيذ تبدأ بإلقاء نظرة متعمقة على الهدف الكبير وتجزئته لخطوات صغيرة يدفع النجاح بها إلى تحقيق نجاحٍ أكبر، كما تشبه عملية تجزئة الأهداف لعبة حل الأحجية؛ حيث يجمع اللاعب القطع الصغيرة قطعةً تلو الأخرى مع بعضها لتكوين الصورة النهائية، ونصيحة إضافية: تُعَدُّ الأهداف الذكية (SMART) المثال الأعلى لخصائص الأهداف الناجحة، ولكن يجب البداية بهدف مفتوح دون تحديد خصائص معيَّنة لرؤية كيفية سير الأمور، ومن ثمَّ بناءً عليه تُوضع خطة محددة.
4. الالتزام بالخطط الورقية:
معلومة هامة: إنَّ كتابة الأهداف كتابة يدوية تجعلها أكثر قابليةً للتنفيذ؛ وذلك لأنَّ الكتابة تتيح للدماغ معرفة ما يجب التركيز عليه؛ مما يجعل تذكُّرها أسهل، بالإضافة إلى ذلك، تساعد الكتابة على توضيح الأهداف ولا تترك مجالاً للاستثناءات والحجج، فتكون الأهداف المكتوبة بمنزلة تذكيرٍ مستمرٍ متاح للمراجعة بحرية خلال مسيرة التقدم، كما يمنح شطب المهام من قائمة المهام شعوراً بالارتياح عند الإنجاز.
5. الحصول على شريك النجاح:
وجود شريك للمحاسبة والتذكير - بالدراسة في المرحلة الجامعية على سبيل المثال - أمرٌ هامٌ للغاية؛ وذلك لأنَّه سوف يشكل دعماً إضافياً لتحقيق الأهداف؛ إذ إنَّ مشاركة تنفيذ النشاطات مثل الواجبات المنزلية أو التحضير للامتحانات النهائية معه سوف تؤدي إلى التحفيز المستمر المتبادل، كما أنَّ السؤال المستمر عن الإنجاز اليومي وطرح الأسئلة سوف يشكل تذكيراً مستمراً وقوةً دافعة للإنجاز.
تبادل الأسئلة وتطوير خطط الإنجاز عبر اللعب، أو حتى الاحتفال عند النجاح في اختبارٍ ما بوجود الصديق الداعم، أو شريك الدراسة الملازم والمتابع لإنجاز المهام، سيبقي الذهن مركِّزاً على الأمور الهامة طيلة اليوم خاصةً إذا لم يكن الشخص مدفوعاً برغبة داخلية لأداء واجباته، ومن الناحية المثالية، يجب أن يكون شريك النجاح شخصاً موثوقاً ولديه أهداف مماثلة، وكلاكما بحاجة إلى بذل جهد متساوٍ للوصول إلى الهدف والمتابعة المستمرة في تنفيذ المهام.
يجب تحديد عدد الاجتماعات ومكانها لشراكة أكثر نجاحاً وديمومة، كما سوف تمثل مشاركة جدول المواعيد الأسبوعي مع الشريك، الحل الأسهل بحيث يمكن رؤية وقت الفراغ واختيار موعد مناسب للجميع، وبعد ذلك، يمكن تحديد الأهداف الذكية (SMART)، ويقدِّم الطرفان ويتلقيان التغذية الراجعة، التي تساعد على التعلم والنمو حتى وإن كانت غير متوقعة أو مرغوبة، وللحفاظ على سير الأمور بإثارة وإلهام، يمكن جعل عملية المحاسبة ممتعةً من خلال المراهنة، على سبيل المثال: "إذا أكملتَ مهمةً قبل أن يفعل هو ذلك، فعليه شراء العشاء لك في نهاية الشهر".
6. الإمساك بزمام المبادرة:
تُعَدُّ ملحمة "الأوديسة" (Odyssey) لكاتبها "هوميروس" (Homer) من أشهر الملاحم التي تمت دراستها في المرحلة الثانوية منذ زمن، ولكنَّ الفكرة الرئيسة من هذا العمل الكلاسيكي من الأساطير اليونانية هو "ميثاق يوليسيس" (Ulysses pact)؛ حيث يشير المصطلح إلى كيفية تمكُّن البطل "يوليسيس" من مقاومة الأغاني الآسرة للحوريات والتي تصِف شيئاً جذاباً ومغرياً في الظاهر، ولكنَّه في النهاية خادعٌ أو خطيرٌ أو مدمر، لكنَّه تجاوزها عن طريق سد أذنيه وآذان طاقم سفينته بالشمع وربط نفسه بسارية السفينة، وقد نجح الأمر بالفعل، وتمكَّن "يوليسيس" وطاقمه من التنقل في طريقهم بنجاح عبر الحوريات؛ ذلك لأنَّهم أخذوا زمام المبادرة، فلم يستسلموا للمقبرة المائية المأساوية التي لاقى أغلب البحارة حتفهم فيها.
كيف يرتبط ذلك بالمسؤولية الشخصية؟ باختصار، يتمحور الأمر حول وجود خطة للتغلب على العقبات التي تُسبب التسويف أو عدم المتابعة، ومثالٌ على ذلك، هو تخصيص ساعات الذروة في الإنتاجية لأهم الأعمال، وفي حال كون العمل من المنزل غير ممكناً، فسوف يشكل ذلك دافعاً لمضاعفة الجهد ضمن إطار زمني قصير للحصول على منزل مستقل، ومثالٌ آخر، هو حجز إجازةٍ أو تذكرة غير قابلة للاسترداد إلى ورشة عمل احترافية، بالتأكيد بسبب عدم الرغبة في إضاعة المال الذي اكتُسِبَ بشق الأنفس، وسوف يتم تحقيق إنجاز مضاعف؛ وذلك لأنَّك سوف تضطر إلى حضور ورشة العمل.
7. تنمية الضمير الحي:
كتبَت "إيميلي غورسكي" (Emily Gorsky)، الكاتبة المستقلة التي تركز في معظم كتاباتها على الحياة المهنية والتعليم والتمويل الشخصي: "الضمير الحي هو سمة الشخصية، ويعني الاجتهاد والرغبة في إكمال المهام؛ حيث يميل الناس ذوو الضمير الحي إلى التنظيم والعمل بفاعلية على النقيض من غيرهم ممن يظهرون عدم الانضباط والمسؤولية في الأداء، وبدلاً من ذلك، لديهم ميل لإظهار الانضباط الذاتي، والتصرف بإخلاص، والسعي إلى تحقيق الإنجاز، ولكن ماذا يفعل الأشخاص الذين لا تظهر عليهم سمات الضمير الحي؟ بالتأكيد لا يزال في إمكانهم تنميته واستخدامه للمساعدة على تحقيق الأهداف".
كما أشارت جامعة "هارفارد هيلث" (Harvard Health) أنَّه "على الرغم من كون الصفات الشخصية متأصلة في الإنسان، فهذا لا يعني أنَّه لا يمكن إصلاح الميول والاعتقادات والسلوكات، ويمكن أن تكون الخطوة الأولى بمجرد استيعاب الصفات الشخصية المراد تغييرها والآثار المستقبلية لذلك"، وتوصي الدراسة التي أصدرها قسم الصحة في جامعة "هارفارد" بالتركيز على التفاصيل، ووضع الخطط اليومية، واستخدام رسائل التذكير والتفاعل الاجتماعي، كل ذلك يجعلنا أكثر وجداناً عملياً.
8. كسر الحواجز:
قد تكون عملية المساءلة الشخصية صعبةً ولكن يمكن تسهيلها بإزالة الحواجز النفسية، فلنفترض رغبة أحدهم في القيام بالتمرينات الرياضية من أجل تحسين الصحة وزيادة الطاقة، وخلال روتين المساء، يمكن اتباع استراتيجية بسيطة لإقناع العقل بسهولة الذهاب للتمرين وهي تجهيز الملابس الرياضية في المساء للقيام بلبسها بسرعة في الصباح؛ حيث تساعد هذه الخدعة البسيطة على ممارسة الرياضة قبل بدء يوم العمل.
9. اتباع سياسة الثواب والعقاب:
التعامل مع النفس بمبدأ المكافأة عند الإنجاز والتأنيب عند التقصير، فلنفترض تحقيق الهدف المتمثل في خسارة 10 كيلوغرامات أو إكمال مشروع قبل الموعد المحدد، فتناول كوب من القهوة كمكافأة سريعة، أو الذهاب في نزهة، أو مشاهدة التلفاز، أو التجول مع أشخاص هامين، تُعَدُّ بمنزلة مكافأة ودافع للمزيد.
في الوقت نفسه، لا يشكل توبيخ النفس أي ضرر، ولا ندعو هنا للقسوة على النفس، ولكن في حال عدم تحقيق هدف يومي، فالتعامل بحزم مع النفس وإلغاء رحلة قصيرة إلى مقهى "ستاربكس" (Starbucks) أو إلغاء نزهة قصيرة وهادئة سيضطر النفس إلى الالتزام أكثر، ومع ذلك، لا يجب إضاعة الكثير من الوقت في التفكير بالمكافأة التي حُرِمتَ منها، والرجوع إلى العمل بدلاً من ذلك، كما يجب تأمل سبب عدم الوصول إلى الهدف، ثمَّ القيام بعملية عصف ذهني للبحث عن الطرائق التي تساعد على عدم تكرار هذا في المستقبل.
10. التفكير في التقدم المُنجَز:
لزيادة حس المسؤولية وتحقيق المزيد، فيجب تخصيص وقت للتفكير بروية في رحلة الإنجاز، ويُفضَّل قضاء هذا الوقت بعيداً عن الناس، مثل الوقت المستقطع بين الاجتماعات أو الذهاب في نزهة بعد الظهر للتفكير، فاستخدِم العزلة للتفكير في المواقف التي فشلَت، أو التي نجحَت، وكيف يمكن الاستمرار في المضي قدماً.
أضف تعليقاً