تعريف اللامبالاة:
يُعرِّف علم النفس اللامبالاة على أنَّها: "حالة وجدانية سلوكية، معناها أن يتصرف المرء بلا اهتمام في شؤون حياته، أو حتى الأحداث العامة كالسياسة، وإن كان هذا في غير صالحه، مع عدم توفر الإرادة على الفعل وعدم القدرة على الاهتمام بشأن النتائج".
معنى اللامبالاة:
يمكن أن تعرف معنى اللامبالاة من خلال مجموعة من النقط الآتية:
- فقدان حماستك الشخصية، حتى تجاه تلك الأشياء التي كنت تحبها.
- الافتقار إلى بذل الجهد من أجل القيام بالأشياء اليومية.
- الاعتماد على الأشخاص الآخرين للتخطيط لأنشطتك.
- عدم الرغبة في تعلم أشياء جديدة أو مقابلة أشخاص جدد أنو خوض مغامرات أو تجارب جديدة.
- عدم الاهتمام بمشاكلك الخاصة.
- لا تشعر بأي مشاعر عندما تحدث أشياء جيدة أو سيئة.
ما هي اللامبالاة:
بالاستناد إلى ما سبق يمكن لنا أن نختصر اللامبالاة بكلمات صغيرة، إذ تعبر اللامبالاة عن فقدان الشغف، وعدم امتلاك الحافز الذي يدفع المرء نحو ممارسة أنشطة حياته اليومية، والدخول في مغامرات وتجارب جديدة.
أسباب عدم الاهتمام بأي شيء:
من وجهة نظر طبية يمكن أن تسبب مشكلة المناطق التي تقع في مقدمة عقلك والتي تتحكم في عواطفك وأهدافك وسلوكك اللامبالاة. غالبًا ما يكون أحد الأعراض الأولى لمرض الزهايمر وأشكال الخرف الأخرى التي تلحق الضرر بالدماغ. يعاني ما يصل إلى 70٪ من المصابين بالخرف من فقدان الاهتمام.
يمكن أن يكون اللامبالاة أيضًا أحد أعراض اضطرابات الدماغ الأخرى، مثل:
- إصابة في الدماغ من ضربة قوية في الرأس
- الاكتئاب
- سكتة دماغية
- مرض باركنسون
- الفصام
- مرض هنتنغتون
غالبًا ما يرى الأطباء اللامبالاة لدى الأشخاص المصابين بالخرف أو الاكتئاب أو السكتة الدماغية، ولكن يمكنك الإصابة بها دون الإصابة بحالة طبية أخرى معها.
أما من ناحية الحياة فقد تكون الضائقة المالية، وصعوبات الحياة بشكل عام وعدم قدرة المرء على تحمل تلك الصعوبات واحدة من أهم الأشياء التي تدفع المرء نحو الاستسلام وإلقاء سلاحه في مواجهة تحديات الحياة وصعوباتها، فلا يأبه لأي شيء يحدث له، بل يستسلم له وهو مجرد من أي إرادة للقيام بأمر ما.
ما هي أسباب اللامبالاة؟
هناك العديد من الأسباب التي تنتج عنها اللامبالاة، ومنها ما يلي:
- اختلال وظائف الغدد الصماء.
- الإجهاد النفسي بسبب إما: خسارة الوظيفة، أو فقدان شخص عزيز أو موته، أو بسبب كارثة طبيعية، أو غيرها من الأسباب.
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
- الإصابة بالاكتئاب الخفيف.
- الإصابة بأحد الأمراض المزمنة مثل: السكري، أو الشلل، أو السرطان، أو النوبات القلبية.
- إدمان الكحول أو المخدرات.
- متلازمة ما قبل الحيض لدى النساء.
- الآثار الجانبية لتناول حبوب منع الحمل.
- الآثار الجانبية لأدوية القلب، والأدوية التي تخفِّض ضغط الدم.
- يمكن أن يكون تناول المضادات الحيوية، أو المنشطات سبباً في تنشيط حالة اللامبالاة.
- أكثر الأسباب التي تؤدي إلى اللامبالاة لدى الشباب: نقص الفيتامينات، أو الضغط النفسي والجسدي، أو المرض الخطير، أو الركود في الطاقة، أو نقص ضوء الشمس.
أسباب اللامبالاة في الدراسة:
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الطلاب المراهقين يصابون بنوع من اللامبالاة تجاه الدراسة، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:
1. الأسباب الخارجية:
وتكون هذه الأسباب مترابطة ومتداخلة مع بعضها من حيث التأثير في الطالب المراهق، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:
- بسبب ردات الطالب العنيفة أو الردات الانسحابية التي تنتج عن معاناته خلال مرحلة الطفولة من تسلُّط أحد الأبوين أو أحد الإخوة الأكبر منه سناً تسلُّطاً كبيراً.
- الدلال الزائد للطالب المراهق من قِبل الأبوين يجعله لا يهتم بأي نتيجةٍ تكون، بسبب اعتماده على وقوف أبويه جانباً مهما كان الخطأ المُرتكَب، ومهما كانت النتيجة النهائية للدراسة، فيمكن أن تصل مرحلة اللامبالاة لديه لعدم الاهتمام بالقوانين ونظام الانضباط المدرسي أيضاً.
- تفريق الأهل في المعاملة بين أبنائهم؛ فذلك يُولِّد شعوراً لدى الطالب المراهق بعدم الاهتمام بآراء أبويه أو بدراسته، بسبب ما يشعر به من ظلم.
2. الأسباب الداخلية:
وهي الأسباب المرتبطة بالمراهق ذاته سواء كانت:
- أسباب فيزيولوجية عضوية: هذه الأسباب تكون متعلقة بسوء التغذية ونقص الفيتامينات الضرورية لجسم المراهق، الأمر الذي يؤدي إلى إحساسه بالكسل والخمول والإرهاق والتعب العام، أو نتيجة الإصابة بمرضٍ معين.
- أسباب نفسية: والأسباب النفسية كثيرة منها: اعتماد الطالب المراهق على والديه كثيراً في مرحلة الطفولة دون تحمُّل أي درجة من المسؤولية وامتداد ذلك إلى مرحلة المراهقة، أو الشعور بالنقص عندما يُقارن نفسه مع زملائه في المدرسة نتيجة مرض عضوي أو فشله في القيام بالأنشطة والواجبات الموكلة إليه.
شاهد بالفديو: 7 أمور لن تهتمّ لأمرها كثيراً في السنين العشر القادمة
كيف تتخلَّص من اللامبالاة في الدراسة؟
هناك عدد من النصائح التي يمكنك من خلالها أن تتخلص من اللامبالاة في الدراسة، ومن أهمها ما يلي:
- اعتمِد مبدأ التحفيز الذاتي؛ أي حفِّز نفسك دائماً، وذلك من خلال قيامك بالأمور والواجبات الأسهل، فنجاحك فيها يحفِّزك للقيام بما هو أصعب، وهكذا حتى تُنجز جميع المهام الموكلة إليك.
- كن قريباً من الأشخاص والأصدقاء الذين يمتلكون طاقةً إيجابية والذين يمنحونك دفعاً نحو الأمام.
- يُقال: "القناعة كنز لا يفنى"؛ لذا حاول أن تكون راضياً ومقتنعاً بكل شيء في حياتك، وحاول تغيير الأشياء السيئة فيها نحو الأفضل.
- "مَن جدَّ وجد ومَن سار على الدرب وصل" إذا فشلت مرةً فلا يعني ذلك أنَّ الفشل سيكون صديقك ورفيقك طوال العمر؛ لذا كن مؤمناً بقدراتك وبأنَّك ستحقق النجاح في المرة المقبِلة، من خلال التركيز على أسباب فشلك وإيجاد الحلول لها وتجاوز العقبات التي تواجهك.
علاج اللامبالاة في الزواج:
يمكن لأي شخص مساعدة شريك حياته في التخلُّص من اللامبالاة باتباع نصائح عدة، ومن أهمها ما يلي:
- مساعدة الشريك على الانتباه إليك والتفرُّغ لك، من خلال مساعدته على التخلص من الفوضى التي تملأ حياته؛ حيثُ إنَّه كلما قلَّت الأمور والأشياء التي يهتم بها مَن حوله، ازداد اهتمامه بك.
- اعتماد مبدأ "التعامل بالمثل" أي إظهار اللامبالاة من طرفك أيضاً، وإهمال الشريك مثلما يفعل هو تماماً، عندها سوف يلفت انتباهه تغيُّرك المفاجئ معه وسوف يسألك عن السبب، عندها فقط اسرد معاناتك وعدم قدرتك على تحمُّل إهماله واللامبالاة المسيطرة عليه.
- تلخيص الأمور والأشياء التي تسبب الكثير من المشكلات بينك وبين الشريك؛ فذلك يُساعدك كثيراً على وضع الأمور في نصابها، ويُمكِّنك من قول كل ما يسبب لك الإزعاج بطريقةٍ تجذب انتباهه.
- تحديد مقدار اللامبالاة التي يعاني منها شريكك؛ فذلك من شأنه فتح المجال أمامكم لعلاج هذه المشكلة بطريقةٍ تتناسب مع حجم المشكلة، فلكل مرحلة من مراحل اللامبالاة طريقة خاصة العلاج.
علاج اللامبالاة في الحياة والعمل:
يمكنك التخلص من اللامبالاة في الحياة والعمل من خلال اتباع نصائح عدة، من أهمها ما يلي:
- الاعتماد على الذات في البحث عن الأسباب التي أدت بك إلى اللامبالاة، وأن تحاول علاجها والتغلُّب عليها وتجاوزها بنفسك، ومن الجدير بالذكر هنا أنَّك عندما تخطو هذه الخطوة فاعلم أنَّك بدأت تمشي في الطريق الصحيح.
- استشارة الطبيب الخاص بك، ويمكن أن تلجأ إليه في حال وجدت أنَّ حياتك بدأت تتدهور وتنقلب رأساً على عقب، والذي بدوره سيصف لك الدواء المناسب للمرحلة التي وصلت إليها من حالة اللامبالاة، ومن هذه الأدوية: حبوب علاج الزهايمر، أو مضادات الاكتئاب، بالإضافة إلى الخضوع لجلسات متابعة التطور النفسي لحالتك، والبحث عن الأسباب التي نتجت عنها حالتك.
اللامبالاة في علم النفس:
اللامبالاة وعدم الاهتمام من وجهة نظر علم النفس هي عندما تفتقر إلى الحافز لفعل أي شيء أو لا تهتم بما يحدث من حولك. يمكن أن يكون اللامبالاة أحد أعراض مشاكل الصحة العقلية أو مرض باركنسون أو مرض الزهايمر، غالبًا ما يستمر لفترة طويلة. قد تفتقر إلى الرغبة في فعل أي شيء يتضمن التفكير أو مشاعرك.
لكنه ليس نفس الشيء مثل الاكتئاب، على الرغم من أنه قد يكون من الصعب التمييز بين الشرطين. الشعور بـ «بلا» تجاه الحياة أمر شائع في كلتا الحالتين. إنه ليس حزنًا أو غضبًا أيضًا. بدلاً من الشعور بهذه المشاعر، لا تشعر بالكثير من أي شيء. الأشياء التي كانت تجعلك سعيدًا لم تعد تثيرك بعد الآن. لم تعد تشعر بالدافع لتحقيق أهدافك.
أقوال وحكم عن اللامبالاة:
- العلم قد وجد علاجاً لمعظم الشرور، ولكن لم يعثر عليه لأسوأ شر: اللامبالاة من البشر.
- أنا أفضِّل أخطاء المتحمِّسين المتهوِّرين على مواقف اللامبالاة من جانب الحكماء والمفكرين.
- ترقد بين الرغبة والفعل هوةٌ سحيقة من اللامبالاة.
- اللامبالاة شلل يُصيب الروح، هي موتٌ قبل الأوان.
- المشكلات التي تُقلِق جيلاً من الأجيال تخبو عند الجيل التالي؛ لا لأنَّها حُلَّت؛ بل لأنَّ اللامبالاة العامة تكنسها.
- الحقيقة أنَّ الطريقة الوحيدة للبقاء هي اللامبالاة بالأشياء التي نكرهها، والتي تزعجنا في البشر والعالم.
- في اللامبالاة فلسفة، إنَّها صفة من صفات التأمُّل.
- كلنا متشابهون، كلنا موحَّدون باللامبالاة المشتركة حيال عملنا، هذه اللامبالاة أصبحت عاطفة، العاطفة الكبرى الجماعية الوحيدة في زمننا.
- اللامبالاة هي آخر فصول الوجع.
- كلٌ منا يستطيع التعامل تعاملاً مختلفاً مع الرفض أو الخيانة، لكن كيف نواجه الفراغ العاطفي الذي تفرضه اللامبالاة؟
- اللامبالاة تسبِّب تأثيرات جانبية خطيرة.
- اللامبالاة والإهمال يطفئان الحب بكل بساطة، فيختنق كشمس الغروب التي لم يعد فيها أي شعاع.
- عكس الحب ليس الكراهية؛ بل اللامبالاة.
- لا يكون الغرور متاحاً في ظل اللامبالاة، كما هو حال الرِقة في ظل حبٍ لا يمكن مبادلته، فاللامبالاة ليست غياب المشاعر؛ بل رفضها.
- اللامبالاة هي بيئة الهزل الطبيعية.
- لا يمكن أن يكون هناك مرض نفسي أكبر من اللامبالاة، فإنَّها تجعل الأشياء كلها لا تعنيك في شيء، مهما بلغت درجة حبك لها في السابق.
- يظنون أنَّ لامبالاتي معناها أنَّني لم أعد أشعر، ولكنَّني في الحقيقة لا أريد أن أشعر.
- الكون الذي نراقبه لديه الصفات نفسها التي نتوقَّع أن تكون موجودة فيه إن لم يكن هناك تصميم، أو هدف، أو شر، أو خير، لا شيء سوى اللامبالاة.
- اللامبالاة والإهمال، إنَّهما سلاحٌ يفتك دائماً بغرور المرأة.
- هناك أربع طرائق لإضاعة الوقت: الفراغ، والإهمال، وإساءة العمل، والعمل في غير وقته.
- اللامبالاة والاهتمام الزائد كلاهما يؤديان إلى النتيجة نفسها؛ وهي خسارة شخص أحببناه.
- صعب الاختيار بين الحب والكرامة، وهذا ما يفعله الإهمال واللامبالاة يجعلك مجبراً على التنازل.
- أصبحت العلاقات تنتهي باللامبالاة أكثر من انتهائها بالمشكلات.
- اللامبالاة بعد الاهتمام هي قتل نفس بريئة بغير حق.
وبذلك أعزاءنا القراء نكون قد قدَّمنا لكم تعريف اللامبالاة، وأهم الطرائق للتخلص منها، سواء اللامبالاة في الدراسة، أم اللامبالاة في الزواج، أم اللامبالاة في العمل والحياة عموماً.
أضف تعليقاً