في هذا المقال، سنكتشف أسباب الخذلان العاطفي وكيفية التعامل معه والتعافي منه، وسنناقش استراتيجيات فعَّالةً يمكن للأفراد اتِّباعها لتقليل شدَّة الخذلان العاطفي وتحسين جودة حياتهم العاطفية والنفسية عموماً.
ما هو الخذلان العاطفي؟
الخذلان العاطفي هو شعورٌ ينتاب الشخص عندما يشعر بأنَّ شريكَه العاطفيَّ أو شخصاً هامَّاً بالنسبة إليه قد أخذه على خفة أو أهمل مشاعره وحاجاته العاطفية أو غدر به، وهذا يؤدي إلى شعور بالإحباط والضياع والعزلة العاطفية.
أسباب الخذلان العاطفي:
بعض الأسباب الشائعة للخذلان العاطفي هي:
- وجود توقُّعات غير واقعية أو صلبة لم تُلبَّ.
- تجربة تغيير كبيرٍ في الحياة، مثل الطلاق أو وفاة أحد أفراد الأسرة.
- التعرض للاستغلال أو تقليل القيمة أو عدم احترام شخص آخر.
- مواجهة ضغوطات ماليةٍ، أو انعدام الأمن الوظيفي، أو ظروف العمل السيئة.
- أن تكون من مُقدِّمي الرعاية أو تعاني من حالة طبية مزمنة.
يمكن أن يختلف الخذلان العاطفي في شدَّته ومدته وَفقَ الموقف والشخص، ومع ذلك من الهامِّ أن نتذكَّر أنَّ الخذلان هو شعور طبيعي يمرُّ به الجميع في مرحلةٍ ما، وإنَّه ليس علامة ضعف أو فشل، ولكنَّه فرصةٌ للتعلُّم والنمو.
أعراض الخذلان العاطفي:
بعض أعراض الخذلان العاطفي هي:
- الشعور بالإرهاق أو العجز أو اليأس.
- قضاء كثيرٍ من الوقت في القلق أو الاجترار.
- صعوبة في التفكير أو التذكر.
- النوم الكثير أو القليل جداً.
- حدوث تغيُّرات في الشهية أو الاعتماد اعتماداً كبيراً على المواد التي تغيِّر المزاج.
- العزلة عن الأشخاص أو النشاطات التي كانت ممتعة في السابق.
- الشعور بالغضب أو الإحباط أو المرارة أو الاستياء.
- الشعور بأنَّك غير مرئي، أو غير مناسب، أو بعدم احترام.
- تواجه صعوبة في التخلي أو التسامح.
- الشعور بالندم والخيبة.
- تجنُّب المواقف أو الأشخاص الذين يثيرون المشاعر السلبية.
شاهد بالفديو: 6 خطوات لتحقيق الاستقلال العاطفي
كيفية التعافي من الخذلان العاطفي:
الخذلان العاطفي هو الشعورُ بالحزن أو الإحباط الذي يحدث عندما لا تتحقَّق توقُّعاتنا أو آمالنا، إنَّها عاطفةٌ شائعةٌ وطبيعية يمكن أن تؤثر في مزاجنا ودوافعنا ورفاهيتنا، ومع ذلك توجد طرائق للتَّعافي من هذا الخذلان وخيبة الأمل والتعلم منه، مثل:
- الاعتراف بمشاعرك والتعبير عنها بطريقة صحية، مثل التحدث إلى صديق، أو الكتابة في المذكرات، أو القيام بشيء إبداعي.
- البحث عن الدعم الاجتماعي من الأشخاص الذين يهتمون بك ويفهمونك ويمكنهم تقديم المساعدة العملية أو العاطفية لك.
- تجنُّب أخذ الخذلان أو خيبة الأمل على محملٍ شخصي أو لوم نفسك أو الآخرين على النتيجة، وأحياناً تكون الأمور خارجة عن سيطرتنا أو تعتمد على عدَّةِ عوامل.
- مراجعة توقعاتك والتحقُّق ممَّا إذا كانت واقعيةً ومعقولة ومرنة، فأحياناً قد تكون لدينا توقعات غير واقعية، وهذا يعرِّضنا لخيبة الأمل.
- اتِّخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين وضعك، مثل تحديد أهداف جديدة، ووضع خطة، واتخاذ الخطوات، والاحتفال بالتقدُّم الذي تُحرزه.
- أخذُ منظور الصورة الكبيرة ورؤية الوضع في سياقٍ أوسع، فأحياناً تكون خيبة الأمل نعمةً مقنعة أو فرصةً للنمو والتغيير.
- التحدي وإعادة صياغة أفكارك السلبية، مثل تحديد التشوهات المعرفية، وإيجاد تفسيرات بديلة، والتركيز على الجوانب الإيجابية للموقف.
- المحاولة مرة أخرى أو تجربة أسلوب آخر، فأحياناً يمكن أن يحفِّزنا الخذلان وخيبة الأمل على العمل بجدية أكبر أو تحسين أنفسنا أو استكشاف إمكانات جديدة.
الآثار النفسية للخذلان العاطفي:
يمكن أن تكون للخذلان العاطفي آثارٌ نفسيةٌ مختلفة، مثل:
- انخفاض احترام الذات والثقة والتفاؤل.
- زيادة الحزن والغضب والسخط والإحباط.
- إثارة الاجترار والندم ولوم النفس.
- تقليل الدافع والاهتمام والمتعة.
- إضعاف الأداء المعرفي والذاكرة واتِّخاذ القرار.
آثار الخذلان العاطفي في العلاقات:
يمكن أن يؤثر الخذلان العاطفي أيضاً في علاقات الفرد، مثل:
- الفراغ العاطفي وعدم الثقة وعدم الرضى بين الشركاء.
- التقليل من الأُلفة والتواصل والدعم في العلاقة.
- زيادة الصراع والنقد والازدراء في العلاقة.
- الانسحاب أو العزلة أو تجنب الشريك.
- الإضرار بجودة العلاقة واستقرارها ورضاها.
يمكن أن يشكِّل الخذلان العاطفي تحدياً، ولكنَّه قد يكون أيضاً فرصةً قيِّمةً للتعلم والنمو، ومن خلال التعامل معه بطريقة إيجابية، يمكنك أن تصبح أكثر مرونة وقدرة على التكيف وأكثر تفاؤلاً.
الفرق بين الخذلان العاطفي والحزن:
الحزن والخذلان العاطفي كلاهما من المشاعر السلبية التي تنطوي على الشعور بالتعاسة أو عدم الرضى، ومع ذلك توجد بعض الاختلافات في أسبابهما وآثارهما واستراتيجيات المواجهة، فيما يأتي بعض الاختلافات الرئيسة بين الحزن والخذلان العاطفي:
- الحزن هو الشعور بالخسارة أو الانفصال عن شيء أو شخص تقدِّره أو أردت أن تُقدِّره، والخذلان العاطفي هو الشعور بعدم تحقيق التوقُّعات أو الآمال لشيء ما أو لشخص ما.
- عادة ما ينجم الحزن عن خسارةٍ دائمةٍ أو لا رجعة فيها، مثل وفاة أحد أفراد الأسرة أو نهاية العلاقة أو فقدان الوظيفة، وعادة ما ينجم الخذلان العاطفي عن انتكاسة مؤقَّتة أو قابلة للإصلاح، مثل الفشل في الامتحان أو ضياع فرصة أو الرفض من قبل شخص ما.
- يمكن أن يؤثر الحزن في حالتك المزاجية ودوافعك ورفاهيتك لمدَّةٍ طويلة، وقد يتطلَّب مساعدة مهنيةً أو دعماً من الآخرين للتغلب عليه، ويمكن أن يكون الخذلان العاطفي قصيرَ الأمد ويسهل التغلُّب عليه، فيمكنك تعديل توقُّعاتك أو المحاولة مرة أخرى أو البحث عن حلول بديلة.
- يمكن أن يساعدك الحزن على تذكُّر وقبول حقيقة خسارتك وتحقيق البصيرة وتوفير فرصة لمراقبة الذات، ويمكن أن يساعدك الخذلان العاطفي على مراجعة وتنقيح أهدافك واستراتيجياتك وتوقعاتك وتحفيزك على العمل بجدِّية أكبر أو تحسين نفسك.
- الحزن والخذلان العاطفي، شعوران طبيعيان وشائعان يمر بهما الجميع في مرحلة ما، فهما ليسا علامتا ضعف أو فشل، ولكنَّهما فرصتان للتعلُّم والنمو.
شاهد بالفديو: ما هي أسباب الفراغ العاطفي؟
كم يستمر الخذلان العاطفي؟
لا توجد إجابةٌ محدَّدةٌ عن المدة التي يستمر فيها الخذلان العاطفي، فقد يعتمد ذلك على الموقف والشخص واستراتيجيات التكيُّف المستخدمة، ومع ذلك فقد أشارت بعض الدراسات إلى أنَّ الحزن الذي غالباً ما يرتبط بالخذلان العاطفي، هو من بين المشاعر الأطول أمداً، فيبلغ متوسط مدته 240 ساعة أو 10 أيام، بينما يستمر الخذلان والشعور بخيبة الأمل أيضاً لمدَّةٍ أطول إذا انطوى على مستويات عالية من الاجترار، وهو الميل إلى التفكير في الأفكار والمشاعر السلبية.
دور الدواء الوهمي في علاج الخذلان العاطفي:
الدواء الوهمي هو دواء لا يحتوي على أي مادة فعَّالة، ولكنَّه يسبِّب تأثيراً نفسياً عند المريض بسبب توقعه أنَّه سيشفى بواسطته، فأظهرت بعض الدراسات أنَّ الدواء الوهمي يمكن أن يخفِّفَ من الآلام العاطفية التي تنتج عن الخذلان أو الانفصال العاطفي، لأنَّه يؤثر في مناطق المخ نفسها التي تتعامل مع الآلام الجسدية والاجتماعية، ولكن هذا التأثير قد يكون مؤقتاً ومحدوداً ولا يعالج السبب الحقيقي للخذلان العاطفي، لذلك من الهامِّ أن يلجأ الشخص الذي يعاني من الخذلان العاطفي إلى وسائل أخرى للتعامل مع مشاعره، مثل التحدث مع شخص موثوق أو متخصِّص، أو ممارسة هواية أو نشاط يسعده، أو تعديل توقعاته وأهدافه، أو البحث عن فرص جديدة للحُبِّ والسعادة.
أقوال عن الخذلان:
قيل كثير من الأقوال عن الخذلان، وهو الشعور بالحزن أو الإحباط الذي يحدث عندما لا تتحقق توقعاتنا أو آمالنا، وفيما يأتي بعض الأمثلة عن الأقوال المتعلقة بالخذلان العاطفي:
- "علينا أن نتقبل الخذلان المحدود، ولا نفقد الأمل اللامحدود أبداً"، " مارتن لوثر كينغ الابن".
- "الخذلان هو نوع من الإفلاس - إفلاس الروح التي تنفق كثيراً في الأمل والتوقع"، "إريك هوفر".
- "يُقاس حجم نجاحك بقوة رغبتك، وحجم حلمك، وكيفية تعاملك مع الخذلان على طول الطريق"، "روبرت كيوساكي".
- "الخذلان للنفس النبيلة مثل الماء البارد للمعدن المحترق؛ فهو يقويه ويقويها ويكثفها، لكنَّه لا يدمرها أبداً"، "إليزا تابور".
- "في بعض الأحيان عندما تصاب بخذلان فهذا يجعلك أقوى"، "ديفيد روديشا".
- "إنَّ الله يُخصب الحياة بالخذلان، كما يُخصب الأرض بالصقيع"، "هنري وارد بيتشر".
- "علينا جميعاً أن نعاني أحد أمرين: ألم الانضباط أو ألم الندم أو الخذلان"، "جيم رون".
- "الجمال هو أنَّك من خلال الخذلان يمكنك الحصول على الوضوح، ومع الوضوح تأتي القناعة والأصالة الحقيقية"، "كونان أوبراين".
- "لا تدع خذلان اليوم يلقي بظلاله على أحلام الغد"، "مجهول".
- "الخذلان الحقيقي الوحيد في الحياة هو عدم الصدق مع أفضل ما يعرفه المرء"، "بوذا".
في الختام:
إنَّ الخذلان العاطفي يمكن أن يكون تحدياً كبيراً في حياة الفرد، ولكن يمكن التغلُّب عليه بالتدابير والاستراتيجيات المناسبة، فمن خلال فهم أسبابه وتعلُّم كيفية التعامل معه تعاملاً صحيحاً، نقلِّل تأثيره السلبي في صحتنا العقلية والعاطفية.
تعزيز الثقة بالنفس، وتطوير القدرة على التعبير عن المشاعر، وبناء علاقات صحية وداعمة هي بعض الطرائق التي يمكن أن تساعدنا على التغلب على الخذلان العاطفي، كما يجب علينا أيضاً الاهتمام بصحتنا العقلية والبحث عن الدعم اللازم عند الحاجة،
بالتزامن مع توجيه الجهود نحو التغلب على الخذلان العاطفي، يجب علينا أن نتذكَّر أنَّه جزءٌ طبيعي من التجارب الإنسانية، وأنَّنا قادرون على التعلم والنمو من خلاله، بوصفه تحدياً يمكن التغلب عليه، ويمكن للخذلان العاطفي أن يكون فرصةً لتقوية روحنا وبناء قدراتنا العاطفية لمواجهة التحديات في الحياة.
أضف تعليقاً