يقع الكثير من الناس في الأخطاء عند كتابة سيرهم الذاتية، إذ قد تبدو هذه الأمور طفيفة أو سطحية بالنسبة إليك؛ ولكنَّها المفتاح الذي يحدد ما إذا كنت ستحصل على مقابلة العمل أم لا. لذا، سنقدم إليك بعض النصائح التي تحتاجها كي تجعل سيرتك الذاتية مثالية:
1. وحِّد معاييرك:
ينبغي أن تكون سيرتك الذاتية منظمة ومصممة حسب معايير معينة، كالتنسيق وأنماط الخطوط والألوان وغيرها من الأمور.
فكر في الانطباع الذي سيتركه هذا الأمر عند ربِّ العمل، حيث تترك السيرة الذاتية غير المرتبة انطباعاً أولياً بأنَّك شخص مهمل وغير منظم؛ فوفقاً للعمل الذي تريد أن تتقدم إليه، ينبغي عليك استخدام فراغات بسيطة ونمط خط واضح ومقروء، أو اختيار قالب جاهز كخطوة ابداعية أكثر؛ وإذا أردت أن تتميز فعلاً، ابذل جهداً أكبر، وصمم قالباً فريداً كلياً وبمعايير معينة.
2. تحلَّ بالشفافية:
تتحدث السيرة الذاتية المثالية عنك، وبما أنَّ القرن الواحد والعشرين هو زمن الوضوح والشفافية، تأكد من أنَّ سيرتك الذاتية تعكس فكرة أنَّه ليس لديك ما تخفيه.
إنَّني لا أقترح بأن تضيف حساباتك على فيسبوك (Facebook) وتويتر (Twitter)، إلَّا إذا كنت تريد التقدم إلى وظيفة الكترونية كمدير صفحات تواصل اجتماعي مثلاً؛ ولكن، أضف حسابك على لينكد إن (LinkedIn)، وعنوانك، وأرقام التواصل معك؛ حيث يحب أرباب العمل أن يعرفوا أنَّ بإمكانهم التواصل معك، أو معرفة معلومات أكثر بخصوصك من خلال البيانات الموجودة في سيرتك الذاتية؛ كما يبني هذا الأمر ثقة متبادلة بين الطرفين.
شاهد بالفيديو: كيف تستعمل لينكد إن بشكل فعال؟
3. اكتب ملخصاً عن حياتك:
إذا كنت لا تمتلك بالفعل "حديث المصعد"، فأنصحك بأن تنشئ واحداً.
يعبِّر حديث المصعد عن 30 ثانية تقدم فيها ملخصاً سريعاً عن نفسك وطموحاتك ومهاراتك، وتتمكن بذلك من تسهيل الأمور مع ربّ العمل المحتمل من خلال مقدمة موجزة. لا يساعد هذا ربّ العمل فحسب، بل ويساعدك أيضاً لتفهم نفسك وما تريده كي تتمكن من تحقيقه؛ إذ إنَّ 30 ثانية لا تمنحك المجال الكافي لكتابة محتوى، ولكن تجبرك على أن تعطي الأولية لأهدافك.
عندما تتقن ملخص حياتك، أضفه إلى مقدمة سيرتك الذاتية، إذ لا يهتم معظم أرباب العمل بقراءة قصة حياتك؛ ولكن إن تمكَّنوا من فهمك في ثلاثة سطور، سيكون لديك فرصة أكبر للحصول على الوظيفة.
4. عدِّل سيرتك حسب العمل الذي تتقدم إليه:
لعلَّ هذه أهم نصيحة على هذه القائمة؛ فلكي تكون سيرتك الذاتية على قدر من الاحترافية، ينبغي عليك أن تعرف من يكون ربّ العمل.
إنَّ السيرة الذاتية التي ترسلها إلى شركة آبل (Apple) لن تكون شبيهة بتلك التي ترسلها إلى شركة غولدمان ساكس (Goldman Sachs)؛ لذا ابحث حول الأمر، وحاول أن تفهم أخلاقيات وثقافة الشركة والرغبات الخاصة بربِّ العمل.
إذا كنت تتقدم إلى وظيفة معلن عنها، فاحرص على أن تقرأ الوصف الوظيفي الخاص، واعثر على النقطة التي تمكنك من إبراز ما لديك من شروط مطلوبة؛ كخبراتك، ومهاراتك الأساسية، وإنجازاتك، ودرجة تعليمك.
إذا كانت سيرتك الذاتية مصممة خصيصاً لتتناسب مع مبادئ ربِّ العمل، ستكون لديك فرصة أكبر، حتى وإن لم تحقق الشروط المطلوبة كافة؛ إذ مَن الأفضل برأيك: موظف ذو خبرة عالية لا يمكنه التعامل مع أحد، أم موظف أقل خبرة ينسجم مع الجميع؟
5. كن منظماً:
إنَّ تنظيم سيرتك الذاتية أمر هام للغاية، فهناك خمسة أقسام رئيسة يجب وضعها في عين الاعتبار، وهي: الملف الشخصي، والخبرة، والاهتمامات، والمؤهلات والإنجازات، والمهارات الأساسية؛ وإليك السبب:
إنَّ ملفك الشخصي هو بمثابة "حديث المصعد" خاصتك، فهو ملخص لسيرتك الذاتية، ويمنح القارئ لمحة سريعة عن هويتك؛ أمَّا الخبرة فتحتل المرتبة الثانية، حيث أنَّهم سيرغبون بمعرفة تجاربك؛ كما أنَّ الاهتمامات قبل المؤهلات لأنَّها تلقي نظرة ثاقبة على شخصيتك وما تفعله خارج ساعات العمل، ولا يتوقف الأمر عند هذا فحسب؛ فإن كنت تمارس نشاطات مثيرة للاهتمام في حياتك، ستكون طريقة رائعة لإبراز دوافعك الداخلية.
إنَّ النصيحة الأهم هنا هي تجنب إدراج أي نشاط قد يبدو أنَّه يستهلك الكثير من وقتك أو اهتمامك، حيث يرغب أرباب العمل في أن تكرِّس نفسك لعملك، ولن يعجبهم أن يكون انتباهك مشتتاً بشكل كبير.
سجِّل مؤهلاتك بإيجاز، فهي مجرد إجراء شكلي لمعرفة درجة التعليم التي حصلت عليها، وليس لها دور كبير في عملية اتخاذ القرار؛ بالإضافة إلى ذلك، تقدم المهارات الأساسية نظرة ثاقبة لما تعتقد أنَّك بارع فيه، وتُبرِز ثقتك بنفسك ومهاراتك المكتسبة، وتعدُّ طريقة رائعة لتنهي سيرتك الذاتية بسلاسة.
6. ركز على النوعية وليس الكمية:
لا تكتب قصة حياتك، بل أدرج الخبرات والاهتمامات التي تعتقد أنَّها تلائم العمل الذي تتقدم إليه فقط؛ فإذا كنت قد عملت كمتدرب لدى أحد المنافسين، فهذا مناسب أكثر من أن تذكر أنَّك عملت خلال نوبات عطلة نهاية الأسبوع لصالح شركة وول مارت (Walmart).
يجب عليك أن تذكر النقاط الجوهرية فقط، ولكن يعتمد هذا على مقدار الخبرة التي تملكها لتتمكن من العمل.
7. عد بالزمن إلى الوراء:
سجِّل خبراتك بترتيب زمني عكسي (بدءاً من الأحدث)، حيث يهتم ربُّ العمل بالوظيفة التي كنت تعمل بها حديثاً أكثر من عمل قمت به منذ خمس أو عشرة سنوات؛ ومع ذلك، وفيما يتعلق بالنصيحة الأولى، طبِّق هذا الكلام على هيئة تسلسل زمني في سيرتك الذاتية، إذ يعدُّ الاتساق مفتاحاً أساسياً.
8. اذكر أعمالك الحالية:
لا تحذف من سيرتك الذاتية أي أعمال أو مشاريع ما زلت تقوم بها، إذ يرغب أرباب العمل بمعرفة ما يشغلك حالياً لتقييم مدى استعدادك للالتزام بالوظيفة المعروضة. سيفهمون بذلك أنَّه بوجود عمل آخر، سيتوجب عليك أن تقدم فترات إخطار؛ ولكنَّ هذا لا يغير عادةً رأي أرباب العمل؛ فهم يفضلون إعلامهم بهذا الأمر.
9. عزز سيرتك الذاتية أكثر:
لا تكتب سيرتك الذاتية وكأنَّها تقرير لحالة ما، فهناك اعتقاد خاطئ وشائع يفيد بأنَّ السيرة الذاتية بمثابة وثيقة تاريخية عن حياتك المهنية، والهدف منها هو أن يعرف ربُّ العمل الوظائف التي عملت بها؛ ولكن ليس لهذا الاعتقاد أساس من الصحة، فسيرتك الذاتية أشبه بإعلان شخصي تعرض فيه ما لديك؛ لذا أضف بعضاً من بريق شخصيتك عليها، وركز على إبراز شخصيتك وليس خبراتك.
10. أدرج خبراتك وأهدافك وإنجازاتك:
قد ينسى بعض الناس إدراج أهدافهم وطموحاتهم؛ إذ لا يرغب أرباب العمل بمعرفة إن كنت مناسباً للعمل معهم فحسب، بل يودون معرفة إن كانت الشركة تناسبك أيضاً؛ فهم يرغبون بالتأكُّد من أنَّ بإمكانهم منحك ما ترغب فيه لكي تتطوروا جنباً إلى جنب.
إنَّ هذه النقطة أهم ممَّا تعتقد بكثير، فما تعتبره عملاً مثالياً قد يتحول ببطء إلى وظيفة متعبة ومملة في حال لم تشعر أبداً بأنَّك تتعلم وتتطور.
نصيحة إضافية تتعلق بالسيرة الذاتية المطبوعة ورقياً:
استخدم ورقاً ذا جودة عالية، إذ تُظهِر الأبحاث النفسية أنَّ السيرة الذاتية المطبوعة على ورق أجود تعدُّ هامة ومؤهلة للقبول أكثر من تلك المطبوعة على ورق عادي؛ فإذا كنت ترغب فعلاً بالحصول على الوظيفة، ينبغي عليك تخطي العقبات كافة.
أخيراً:
ربَّما تجد هذا المقال طويلاً إلى حد ما، ولكنَّنا حاولنا جعله شاملاً ليغطي كل المجالات، ويمنحك أفكاراً إضافية في أمور التنسيق وكتابة سيرتك الذاتية باحترافية. نتمنى لك كل التوفيق في رحلتك في البحث عن عمل، ونأمل أن تقودك سيرتك الذاتية المثالية إلى الوظيفة المثالية.
أضف تعليقاً