أما الأشخاص السلبيون والمحبطون فلهم دور كبير في هدم الأحلام وتحطيم العزيمة وتحويل الإنسان المستمع لهم إلى عقبة في طريق نفسه، والسبب الرئيس والأهم هو ضعف التخطيط، فعدم وجود خطة جيدة تبقيك على المسار الصحيح يجعل أهدافك غير قابلة للتحقيق، لذلك علينا جميعنا التعرُّف إلى كيفية وضع الخطط الناجحة بهدف تحقيق الأهداف والنجاح في مختلف الأهداف البسيطة منها والصعبة.
التخطيط الجيد وكيفية وضع خطط ناجحة لتحقيق الأهداف والنجاح:
جميع الناس لديهم أحلام وآمال وأهداف يرغبون في تحقيقها، ولكنَّ القليل من يستطيعون تحقيق أهدافهم، وهم من استطاعوا التخطيط جيداً لها لتتحول الأحلام إلى واقع؛ وذلك لأنَّ التحدي الحقيقي يكمن في كيفية وضع الخطط الناجحة، وإليك النقاط الآتية التي تساهم في وضع خطة ناجحة:
1. تحديد الأولويات:
يملك جميع الناس أهدافاً وأحلاماً متعددة منها الشخصي ومنها المادي ومنها العملي، وغالباً لا يتمكن الإنسان من العمل عليها معاً؛ وذلك لأنَّه سيكون مشوشاً ومشتتاً، لذلك من الأفضل تحديد الأولويات في الحياة؛ فيمكنك تقسيم الأهداف إلى ثلاثة أقسام بحسب أهميتها بالنسبة إليك، فمثلاً تكون أهدافك من الدرجة الأولى الترقية في العمل والحفاظ على الصحة، وأهدافك من الدرجة الثانية تعلُّم رياضة معينة، ومن الدرجة الثالثة تعلُّم العزف على آلة معينة، ليتمكن الفرد من إنجازها بالترتيب بحيث يركز على الأهم أولاً.
2. تحديد أهدافك بذكاء:
تتميز الأهداف الذكية بمجموعة صفات أهمها ما يأتي:
محدَّدة:
حدد ما تريده في حياتك بالتفكير الجيد في الأمور التي تسعى إلى تحقيقها، فالوضوح من أهم صفات الأهداف، فمثلاً لا يمكن أن تقول: "أريد أن أدرس في الجامعة فقط"؛ بل عليك تحديد الاختصاص الذي ترغب في دراسته، فكل اختصاص له شروط معينة، وكذلك الأمر لا يمكنك القول إنَّك تريد المال الوفير أو الصحة الجيدة؛ بل عليك تحديد كيفية الحصول على المال ومتى تريد الحصول عليه، وتحديد مستوى اللياقة البدنية الذي ترغب بالتمتع به والأشياء التي عليك القيام بها بهدف الوصول إلى الصحة الجيدة.
أهداف قابلة للقياس:
يجب أن تكون خطتك متضمنة على أرقام وقيم تجعلك على اطلاع بمدى نجاحك في الوصول، فمثلاً عليك تحديد مبلغ المال الذي تريد الحصول عليه، أو تحديد الوزن المثالي الذي تسعى إليه، ففي أثناء تنفيذ الخطة تتمكن من مقارنة ما حققته فعلياً مع هدفك الذي تسعى إليه لتدرك إن كنت على الطريق الصحيح، فإن لم تحدد طريقة لقياس نجاحك، فسوف تضيع فرحة الاحتفاء بالنجاح؛ وذلك لأنَّك لن تدرك إذا نجحت أم لا.
قابلة للتحقيق:
الأهداف المستحيلة تؤدي إلى الشعور بالكآبة والإحباط والفشل، فمثلاً لا يمكن أن أحلم بأن أصبح مغنياً وأنا لا أمتلك صوتاً جميلاً أو أن أصبح رساماً وأنا لا أمتلك موهبة الرسم، وبنفس الوقت لا يجب أن تكون الأهداف التي تخطط من أجلها بسيطة جداً، فالأهداف البسيطة تتحقق بسهولة ولا تحتاج إلى جهد كبير، ومن ثم تجعل الإنسان أكثر تخوفاً من الأهداف الصعبة؛ وذلك لأنَّها لا تمنحه شعور الرضى عن النفس والثقة بها.
شاهد بالفديو: 13 تقنية فعّالة لتحديد الأولويات
أهداف لها صلة بما تفعله:
يجب أن تكون صلة الأهداف بواقعك وثيقة جداً، فمثلاً لا يمكنك أن تحلم بأن تصبح طبيباً وأنت تدرس الفرع الأدبي في الثانوية العامة، أو أن تحلم بشراء بيت فخم في المدينة وأنت لا تملك ثمن شقة صغيرة في الريف، فالأفضل في هذه الحالة وضع الخطة الناجحة لجني المال وتحسين الوضع المادي أولاً، ثم التفكير بالأشياء التي ترغب بفعلها عندما تصبح غنياً.
لها إطار زمني:
يجب أن يكون لكل هدف من أهدافك موعد نهائي، فتحديد الفترة الزمنية اللازمة لتحقيق هدف معين تزيد من الشعور بالمسؤولية وضرورة الالتزام بالعمل وبذل الجهد لإنجاز المهام في وقتها المحدد.
3. جعل أهدافك مبينة على ما يمكنك فعله:
يمكن للإنسان التحكم بأفعاله فقط ولا يمكن انتظار الآخرين ليحققوا له أحلامه، فمثلاً فتاة ترغب بأن تمتلك سيارة خاصة عليها أن تضع خطة مناسبة لتحصل على المال اللازم لشراء سيارة، لا أن تنتظر والدها أو زوجها المستقبلي أن يجنيا المال فيشتريا سيارة لها ويتحقق هدفها.
4. وضع خطة عمل:
لا تجعل تركيزك فقط على وضع النتيجة النهائية التي تسعى إليها؛ بل عليك وضع خطة عمل مُحكَمة تتضمن الخطوات والإجراءات التي تساعدك على الوصول إلى الهدف، فمثلاً تريد الوصول إلى الوزن المثالي، فعليك تحديد أوقات ممارسة الرياضة يومياً وخلال الأسبوع، وتحديد مكان ممارسة الرياضة هل في الصالة الرياضية؟ أم في المنزل؟ وما هو الطعام الصحي الذي ستتناوله والوجبات الخفيفة التي ستأكلها في أثناء وجودك في العمل، وكذلك الأمر إن كنت تريد زيادة نسبة المبيعات، فعليك تحديد عدد العملاء الذين تحتاجهم شهرياً وكيفية الحصول عليهم.
5. كتابة الأهداف بطريقة إيجابية ومحفِّزة:
كتابة الأهداف والخطوات بطريقة الأمر تُشعر الإنسان بالملل أو المشاعر السلبية التي تجعل التزامه بالخطة أقل، فمثلاً بدلاً من كتابتك "توقف عن تناول وجبة العشاء نهائياً"، يمكنك أن تكتب "تناول القليل من اللبن أو الفواكه والخضار إن شعرت بالجوع ليلاً"، فالإنسان يرغب بالأشياء الممنوعة، لذلك من الأفضل عدم تضمين خطتك للأشياء الممنوعة.
6. تحديد العقبات الممكنة:
على الرغم من عدم رغبتنا بالتفكير في الأشياء السلبية كي لا تضعف عزيمتنا، إلا أنَّ الخطة الناجحة يجب أن تتضمن احتمال حدوث بعض العقبات وكيفية التصرف لتجاوزها في حال حدوثها، فعند تعرُّض الإنسان لمشكلة أو عقبة في طريقه، قد لا يستطيع التفكير بشكل منطقي فلا يتمكن من حلها، لذلك من الأفضل تحديد العقبات وحلولها سابقاً.
مثلاً أنت تعمل كثيراً لتجني المال اللازم فتقضي معظم وقتك في العمل، ومن ثم لا يوجد وقت لقضائه مع العائلة وهذه مشكلة هامة، أو أنَّك تقوم بفتح متجر خاص وقد لا تكفيك الأموال التي تمتلكها، ومن ثم يجب التفكير بحل عندما ينتهي المبلغ الذي تملكه قبل انتهائه.
شاهد بالفيديو: كيف تحدد أهدافك وتنجزها دون توتر؟
7. إخبار الآخرين بأهدافك:
لا تخجل من أهدافك أبداً ولا تخفيها خوفاً من شماتة الآخرين بك إن فشلت؛ وذلك لأنَّنا جميعاً نقابل النوع من الأشخاص ممن لا يقدمون الدعم للآخرين؛ بل ينقلون أفكارهم وطاقتهم السلبية فيشعر من يحيط بهم بالإحباط، ولكنَّك تعمل من أجل نفسك وسعادتك فقط، لذلك لا تستمع لتقييمات الآخرين وتعليقاتهم السلبية، وتقرَّب فقط من الأشخاص الإيجابيين والداعمين.
يفيد التقرُّب من الأشخاص المشابهين لك في التفكير والعقلية، فيمكن الاستفادة من خبراتهم، ويمكن التعلُّم منهم كيفية التخطيط الناجح إن لم تستطع القيام بذلك وحدك؛ إذ توجد العديد من الطرائق التي تجعلك ضمن مجتمع مشابه لك في الاهتمامات والأهداف، مثل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
8. البدء بالعمل:
قد تكون الخطوة الأولى هي الأصعب ولكنَّها الأهم أيضاً، فبعد وضع خطتك المُحكَمة اتخذ الخطوة الأولى، فمثلاً إن كنت ترغب في الالتزام بممارسة الرياضة فاذهب إلى الصالة الرياضية، وإن كان هدفك الالتزام بالطعام الصحي فتخلَّص من الوجبات الجاهزة والحلويات وما شابه ذلك في المطبخ واذهب إلى السوق لتشتري الخضار الطازجة والفواكه، وإن كنت ترغب في تعلُّم العزف فسجِّل في دورة تدريبية.
يجب عليك القيام بالمهام اليومية التي تم تحديدها دون إهمال أي تفصيل صغير حتى الأشياء التي تعتقد أنَّها غير هامة، ومن الضروري مراجعة الأهداف باستمرار وبانتظام لتعرف المهام المطلوب تنفيذها يومياً، ولتدرك كم تخطيت من مراحل واقتربت من هدفك.
9. تخيُّل الوصول إلى الأهداف:
كلما شعرت بالملل أو بصعوبة ما تحاول تحقيقه تخيَّل أنَّك وصلت إلى أهدافك المرجوة وشعرت بالسعادة والرضى عن النفس، فقد أثبتت العديد من الأبحاث أنَّ تخيُّل الإنسان يساعد على تحسين أدائه، ومن ثم سيعود إليك الشعور بالأمل والنشاط فتبذل جهداً مضاعفاً.
في الختام:
يمتلك جميع الناس أهدافاً في حياتهم يرغبون في تحقيقها، فبعضهم ينجح في ذلك وبعضهم الآخر يفشل قبل أن يبدأ، والسبب الرئيس لنجاح الإنسان في تحقيق أهدافه هو التخطيط الجيد الذي يبدأ بتحديد الأولويات، ومن ثم وضع أهداف ذكية تتميز بأنَّها محدَّدة وقابلة للقياس وللتحقيق، ومرتبطة بالواقع ولها إطار زمني أيضاً، ومبينة على أفعال الفرد ذاته فلا تتعلق بما يتصرف الآخرون.
يتضمن التخطيط الجيد أيضاً وجود خطة عمل تشمل الإجراءات اللازمة للوصول إلى الهدف النهائي، كما يتضمن احتمال ظهور عقبات والحل الأمثل لكل منها، وقبل البدء بالعمل حاوط نفسك بالأشخاص الإيجابيين الداعمين، وتقرَّب ممن تشبههم بالتفكير والأمنيات، ولا تخجل أبداً من إخبار الآخرين بأهدافك في الحياة، وعندما تبدأ بالعمل التزم جيداً بخطتك وراجعها باستمرار، وتخيَّل السعادة التي تنتظرك عند النجاح بتحقيق أهدافك.
أضف تعليقاً