ملاحظة: هذه المقالة مأخوذة عن المدوِّن ورائد الأعمال شيراج كولكارني (Chirag Kulkarni) والتي يحدِّثنا فيها عن مقاييس النجاح.
يمكِن للشخص المتفائل أن يتخيَّل نجاحه ويجعل أفكاره فاعلة في العمل، ومع ذلك، فإنَّ المستثمرين وغيرهم من أرباب العمل يريدون فعلاً مقياساً يخبرهم أنَّ نجاحهم حقيقي.
فيما يلي 7 طرائق يمكِنك من خلالها قياس مقدار نجاحك، بدءاً من بعض المقاييس الأساسية وانتهاءً ببعض الطرائق الفريدة للتفكير في مقاييس النجاح:
1. مستوى الربح:
من المعروف أنَّ كسب مبلغٍ جيِّدٍ من المال يعني أنَّ العمل يحقق النجاح، خاصةً إذا كان لديك رصيد متبقٍّ من المال بعد سداد جميع نفقاتك، وربما قد تجاوزتَ الخسائر المالية للشركة منذ شهور، ومع ذلك، فإنَّ المقياس الحقيقي لنجاحك سيكون بتحقيق أرباح لمدة عام أو أكثر، وبالتالي مقياس نجاحك الحقيقي هو تحقيق أرباح مستدامة تستمر لفترة طويلة في المستقبل.
قد يتطلب ذلك تعديلات في استراتيجيتك وتقييماً مستمراً لأعمالك لتصبح أكثر مرونة وفاعلية، ولأُشجع نفسي على الاستمرار كنتُ أتذكر دائماً الأشهر القليلة الأولى عندما حصلتُ على رصيد إضافي، بدأتُ أشعر وكأنَّني نجحتُ أخيراً.
2. عدد العملاء:
تحتاج كل شركة إلى عدد من العملاء، ولم أكن أعتمد على عددٍ كافٍ من العملاء، فمقياس نجاحك يعتمد على قاعدة عملاء متنامية مع تزايد مستمر في حجم المبيعات، وحينما أرى عديداً من العملاء يبدون اهتماماً ويشترون المنتجات التي أسوِّق لها أشعر بحماس أكثر، وأعرف أنَّ هذا نجاحٌ كبيرٌ؛ فالساعات التي قضيتُها في البحث والتسويق جنيتُ ثمارها الآن.
لكن مع ذلك، كان مقياس النجاح من حيث عدد العملاء مؤقتاً، فقد كنتُ أواصل العمل بجهدٍ وذكاء لجذب مزيدٍ من العملاء المستهدفين.
3. إرضاء هؤلاء العملاء:
بالإضافة إلى عدد العملاء، كان مقياس نجاحي الحقيقي يتعلق بمقدار سعادة عملائي.
عندما ترضي عملاءك ستحصل على عملاء أكثر في المستقبل فهم سوف يخبرون أصدقاءهم وأقاربهم عن طريقة تعاملك وربما يسوِّقون لمنتجاتك أكثر منك، فإنَّ قدرتي على إرضاء عملائي تجعلني أعرف احتياجاتهم وأُقدِّم لهم الخدمات بشكلٍ أفضل، ومن الضروري أيضاً وضع سياسةٍ تضبط موضوع خدمة العملاء في الشركة حتى يفهم كل شخص يعمل داخل المؤسسة الدور الذي يؤديه في تلبية احتياجات العملاء، فتجربةٌ سلبيَّةٌ يخوضها عميلٌ واحد تؤثِّر في نجاحك الذي حققتَه وحصلتَ عليه من حيث إرضاء العملاء.
يعطيك السعي يوميَّاً وباستمرار إلى إرضاء العملاء من خلال كل قناة يتواصلون عبرها مع الشركة - وليس فقط عن طريق المُنتَج الفعلي الذي تُقدِّمه أو الخدمة الفعلية التي تُقدِّمها - فكرةً عن مصدر نجاحك الحقيقي.
4. إرضاء الموظفين:
يعمل الموظفون بجدٍ أكبر عندما يكونون سعداء وراضين ومتحمسين في عملهم، فمستوى إنتاجيتهم هو المحرك الذي يغذي أعمال الشركة، ويَشعر العميل بالرضا عندما يبتسم الموظف له، وستحقق شركتك نجاحاً أكبر كلما كان الموظفون راضين عن العمل.
في شركتي الخاصة، ركَّزتُ على بناء بيئة عمل مريحة توفِّر للموظفين كل ما يحتاجونه لأداء وظائفهم بشكلٍ جيد، كما أنَّني أعمل على جعل فريقي يستمتع أكثر بالعمل، كذلك الأمر بالنسبة إلى الموظفين الذين يعملون عن بعد، فقد تأكدتُ أيضاً من شعورهم بالرضا عن العمل الذي يقومون به وإخبارهم باستمرار بمقدار تقديري لعملهم الشاق، وأنَّهم ليسوا وحدهم؛ بل هُم جزء من الفريق، وأتواصل معهم بشكلٍ دائم وأردُّ على استفساراتهم حتى لا يُصابوا بالإحباط بسبب عدم التواصل، فسعادة الموظفين تعني تحقيق النجاح بالعمل.
5. رضاك عن العمل:
وهذا من أكثر الأمور صعوبة بالنسبة إليَّ لأنَّ روحي وشخصيتي الريادية غير راضيتَين أبداً، هذا لأنَّني أربط الرضا بالاستقرار، وفي الواقع، لقد تعلَّمتُ على مر السنين أنَّني أستطيع أن أكون راضياً عن نفسي، وما زلتُ أتابع من أجل الوصول إلى هدفي.
لقد كان درساً جيداً بالنسبة إليَّ أن أدرك أنُّه من الجيد الشعور بالرضا عن نتائج الأعمال التجارية في أثناء تطورها والاحتفال بهذه "المكاسب"، ولقد كانت تجربةً تعلَّمتُ منها كيف أوازن الرضا عن النتائج مع رغبتي الشديدة في تحقيق مزيدٍ من النجاح.
6. مستوى التعلم والمعرفة:
على الرغم من أنَّها قد تبدو طريقة غريبة لقياس النجاح، إلا أنَّها في الحقيقة ليست كذلك - نظراً لأن هذا التعلم وهذه المعرفة هما اللذان يوفران لك السوق، والعميل، والمنافس، والذكاء الاقتصادي للمساعدة في وضع استراتيجيتك.
بهذه الطريقة، أصبح التعلم من إخفاقاتي جزءاً من المعادلة الضرورية لتحقيق نجاح حقيقي، فأعرف أين أتفادى المآزق والعقبات لأنَّني واجهتُها من قبل، وأعتقد بطريقةٍ ما أنَّ الأمر يشبه نوعاً ما "التعلم من التجارب"، فلن تحصل على هذا الذكاء وأنت جالسٌ على الأريكة تشاهد التلفاز.
7. كيفية قضاء وقتك:
المقياس الحقيقي للنجاح هو إدارة وقتك وتحديد أولوياتك لأنَّ هذا يجعلك قادراً على التفويض وبناء شركة فاعلة، ويحدِّد أولوياتك الرئيسة كقائد لهذه الشركة، حيث كنتُ أميل إلى العمل طوال الوقت، لكن ما أدركتُه هو أنَّني يمكِن أن أكون أكثر نجاحاً من خلال تحديد المهام ذوات الأولوية والتخلي عن بعض المهام الأقل أهمية، وكذلك يمكِنني السماح للآخرين بأخذ زمام المبادرة، مما يجعلهم فريقاً رائعاً وموثوقاً به.
لكن أكبر فائدة هي أنَّها وفَّرَت لي الوقت للتركيز على تلك المجالات الاستراتيجية التي تفوَّقتُ فيها، وساعدَتني على تحديد توجُّه الشركة بوضوحٍ أكبر، ومَنَحَني هذا أيضاً وقتاً للتفكير والتعلم والتطور، كما سمح لي بتخصيص مزيدٍ من الوقت للاعتناء بنفسي وقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء.
أخيراً:
كما ترى، فإنَّ معظم هذه المقاييس الحقيقية للنجاح تُعَدُّ نوعيَّةً أكثر من تلك المتعلقة بتقاريرك المالية ونتائجك النهائية، ويتطلب كل مقياس اهتماماً مستمراً، حيث يؤثِّر كل منها في نتائج الاقتراحات الأخرى في القائمة.
وإذا لم أكن راضياً، فعلى الأرجح أنَّ موظفيَّ ليسوا راضين، أو إذا لم يكن العملاء راضين؛ فقد يكونون متعاملين مع موظف غير راضٍ، وقد يشير العميل المستاء إلى ما يحتاجه هؤلاء الموظفون. إذاً فالمقياس الحقيقي للنجاح هو أن تنفِّذ أنت وموظفوك وشركتك هذه الإجراءات السبعة جميعها الآن، وحتى مستقبلاً.
أضف تعليقاً