في نهاية جزأي هذا المقال، ستمتلك الأدوات اللازمة للبدء بممارسة التأمُّل المُوجَّه، وستتعرف إلى جميع الفوائد المذهلة التي يُقدِّمها إليك بدء الإحساس بأنَّك في أفضل حالاتك.
الحياة طاقة:
يجب عليك أن تعلَم أنَّ كل ما يحيط بك في هذا الكون هو طاقة، وإنَّ كل ما تدركه، أو تشعر به، أو تمسُّه، أو تتذوقه هو في جوهره تجلٍّ من تجليات الطاقة، حيث تتدفق طاقة الحياة في الجسد طوال الوقت، وتحافظ على حياة الإنسان، وحينما تكون هذه الطاقة متناغمة، فإنَّها توجِّه الجسم، والعقل، والروح إلى العمل معاً توجيهاً متناغماً أيضاً.
للأسف لم يتعلم معظم الناس ولم يروا في أثناء نموِّهم كيف ينظِّمون هذه العناصر الثلاثة تنظيماً فاعلاً، وهذا يمكِن أن يؤدي إلى تسرُّب الطاقة من حياتك، على سبيل المثال: تُعَدُّ الأفكار غير الواعية التي تراودك كل يوم إحدى العناصر التي تستنفد جزءاً من طاقة الحياة التي تسري في جسدك؛ وبالتالي، يعتمد كمُّ الطاقة الذي يُستنزَف فعليَّاً منك على الأفكار التي تجول في خاطرك معظم اليوم.
فلنفترض أنَّك تُفكِّر بأفكار إيجابية، لن يكون من المُحتمَل أن تقاوم متعةً كهذه؛ وبالتالي، ستَظلُّ مستويات الطاقة لديك مرتبطةً ارتباطاً وثيقاً بالمصدر الذي تستمد منه حياتك، وعلى هذا الأساس، وبالنظر إلى مَيل البشر إلى الأفكار السلبية لتجنُّب الألم، فإنَّ معظم أفكارك غير الواعية ستتحول إلى أفكار، وعواطف سلبية، وإحساسٍ بالتوتر؛ حيث تؤدي هذه السلبية إلى ممانعة تدفُّق طاقة الحياة في جسدك، مما يؤدي إلى الإحساس بالإنهاك، وكلما شعرتَ بعواطف سلبية وبَقِيَت لديك هذه العواطف، بنَيتَ جداراً أشبه بالسد يمنع طاقة الحياة من التدفق بسلاسة، وفي الحقيقة، في كل مرَّةٍ تتعرض فيها لنوبة غضب يمكِن أن يتعطل جهاز المناعة لديك مدَّةً تصل إلى 5 ساعات.
إنَّ مصدر عديدٍ من المشكلات الصحية التي نعانيها اليوم هو غالباً استنزاف مستويات الطاقة وعمليات التفكير غير المنضبطة، ولحسن الحظ، يمكِن أن يكون التأمُّل المُوجَّه أداةً فاعلةً للتخلص من كل ذلك، والحصول على الطاقة اللازمة لإجراء التغييرات الضرورية على مستوى نمط الحياة.
فوائد التأمُّل المُوجَّه:
لا يُعَدُّ تعريف التأمُّل المُوجَّه الذي يُمارَس للحصول على الطاقة معقَّداً؛ بل يمكِن القول إنَّه عملية غرس الطمأنينة في أعماق النفس، وتعزيز الانتباه والوعي في الوقت نفسه، حيث يُمارَس هذا النوع من التأمُّل بشكلٍ عام من خلال اتِّباع توجيهات مُمارِسٍ مُدرَّب.
حينما تشتري أي جهاز، ستلقي على الأرجح نظرةً على تعليمات الاستخدام من أجل تشغيله، والأمر نفسه حقيقةً يمكِن أن ينطبق على التأمُّل، فلا يُعَدُّ التأمُّل إجراءً معقَّداً نهائيَّاً، لكن إذا لم تُجرِّبه من قبل قَطُّ، يستطيع الموجِّه أن يساعدك في البدء من خلال السيطرة على سيل الأفكار والتركيز؛ فالتوجيهات هي بمنزلة تعليمات الاستخدام التي تساعدك على التأقلم مع النوع الجديد الذي تمارسه من التأمُّل.
التأمُّل المُوجَّه الذي يُمارَس للحصول على الطاقة له عديدٌ من الفوائد على صعيد الصحتَين الذهنية والبدنية، وفي الحقيقة، تمنحك ممارسة التأمُّل المُوجَّه بانتظام الفوائد الآتية:
1. السكينة:
متى كانت آخر مرَّةٍ شعرتَ فيها بصفاء الذهن؟ ألن يكون من الرائع بلوغ مرحلةٍ كهذه والاستمتاع بلحظاتٍ من الطمأنينة، والاسترخاء العميق، والسكون دائماً بعد جلسة تأمُّل مُوجَّه؟
2. تعزيز التركيز والقدرات الإدراكية:
مع ازدياد الوعي، ستلاحظ ازدياد قدرتك على المبادرة عوضاً عن التعامل مع ظروف الحياة بمبدأ رد الفعل، حيث يتيح لك هذا أيضاً تركيز الاهتمام على الحلول عوضاً عن المشكلات.
3. تقليل مشاعر القلق والاكتئاب:
نظراً إلى أنَّ معظم مشاعر القلق والاكتئاب ناجمة عن التشوهات الإدراكية، ففي إمكان ممارسة التأمُّل الموجه بانتظام للحصول على الطاقة أن تساعدك في التعرف إلى نفسك، وعندما تبلغ هذه الدرجة من الوعي، ستجد أنَّ النجاة من تأثير الأفكار التي تراودك والعواطف التي تشعر بها أضحى أسهل، ومن خلال الإدراك الواعي، ستجد أيضاً أنَّ التفكير في أي معتقدات مُقيِّدة والتعامل معها بعقلانية أصبح أسهل.
4. تخفيف مُعدَّل نبضات القلب وضغط الدم:
مع استرخاء الجسم وتركيز الانتباه على أخذ أنفاس عميقة ومُهدِّئة يتنشط الجهاز العصبي نظير الودي في الجسم، وهذا يتيح المجال لانخفاض مُعدَّل ضربات القلب وضغط الدم مع بدء توسُّع الأوعية الدموية.
5. علاج المشكلات الصحية:
نعم هذا صحيح، حينما يُمنَح الجسم الفرصة، فإنَّه قادرٌ على علاج نفسه في ظروفٍ مُعيَّنة، حيث تُعَدُّ طاقة الحياة كذلك طاقةً شافيةً حينما تتيح لها التدفق في جسدك بحريَّةٍ ودون عقباتٍ، كما يتيح التأمُّل المُوجَّه الذي يُمارَس للحصول على الطاقة لعمليات الجسم توليد طاقة الشفاء وحفظها أكثر مما يستطيع أن يفعل ذلك في حالات التوتر والإجهاد.
6. رسم المستقبل:
هذا صحيح؛ تؤثِّر الأفكار التي تُركِّز الاهتمام عليها كل يوم تأثيراً شديداً في واقعك الذي تعيشه، وتذكَّر أنَّ كل ما يحيط بك هو طاقة ومُكوَّنٌ أيضاً من الطاقة، وبالتالي أفكارك ليست إلَّا شكلاً من أشكال الطاقة.
يحتاج التخيل الذي يُمارَس في التأمُّل المُوجَّه إلى استخدام صورٍ ذهنيَّةٍ إيجابيَّةٍ غالباً، ومع ازدياد قدرتك على التخيل والشعور بالعواطف الإيجابية، تقوى الموجات العاطفية التي تبدأ تنبعث من داخلك، وفي إمكان ارتفاع معدل الطاقة بعدئذٍ أن يهيئ الأجواء لظروفٍ إيجابيَّةٍ أكثر مستقبلاً.
في إمكانك الاطِّلاع أكثر على قانون الجذب إذا كنتَ مهتمَّاً بمعرفة مزيدٍ من المعلومات عن بدء تخيُّل أهداف الحياة الحقيقية التي تتمنى تحقيقها.
7. الحصول على نومٍ أفضل:
يبدو أنَّ التأمُّل المُوجَّه الذي يُمارَس للحصول على الطاقة يرسل إلى العقل الباطن موجاتٍ تعزز حالة الاسترخاء العميق فيه، وكلما زاد الاسترخاء الذي تشعر به وكلما ازداد عقلك سكينةً، ستجد الخلود إلى النوم والاستمرار فيه أسهل.
والأفضل من ذلك، أنَّك حينما تعتاد ممارسة التأمُّل المُوجَّه، ستلاحظ أنَّك لن تحتاج إلى كثيرٍ من النوم لتشعر بالانتعاش بعد أن تستيقظ وبأنَّك مستعدٌّ لخوض يومٍ جديد؛ ذلك لأنَّك حينما تَشعر بمزيدٍ من الراحة فإنَّ جسمك سيحتاج إلى قسطٍ أقل منها للحفاظ على طاقته والعمل بكفاءة.
شاهد بالفديو: 7 نصائح عملية لتحظى بنوم أفضل وتستيقظ نشيطاً
8. تعزيز مشاعر الامتنان والتعاطف:
يُعَدُّ كلٌّ من حب الذات، والامتنان لها، والتعاطف معها من المشاعر التي يَصعُب الشعور بها غالباً في عالم اليوم المليء بالغرور والفوضى، وفي إمكان ممارسة التأمُّل المُوجَّه بانتظام تعزيز هذه العواطف الإيجابية تجاه النفس والآخرين، ومع بدء التخلص من الغرور، لن ترجع إليه بعد تذوُّق طعم الإيثار وجميع العواطف الإيجابية التي ترافقه.
9. تعزيز النمو الروحي:
كل الفوائد المذكورة في الأعلى رائعة، لكنَّ هذه الفائدة هي الأثمن، حيث يعني تعزيز النمو الروحي التواصل مع الخالق الذي أبدع كل العظمة التي تحيط بنا، وفي إمكان ممارسة التأمُّل المُوجَّه بانتظام أن تعزز تواصلك مع روحك وأن تساعدك على الشعور بمزيدٍ من الارتباط بالأشخاص المحيطين بك والعالم الذي حولك.
من خلال ممارسة التأمُّل المُوجَّه بانتظام، تستطيع التخلص من الغرور والتواصل مع كل ما يحيط بك، فلا كلمات تَفِي هذا الشعور حقَّه من الوصف؛ إنَّها فعلاً تجربةٌ تستحق أن تخوضها.
في الختام:
تحدَّثنا في هذا الجزء عن تعريف التأمُّل الموجَّه وعدَّدنا فوائده، وسنتابع الحديث في الجزء الثاني من هذا المقال عن أبرز الطرائق المُتَّبعة لممارسة التأمُّل المُوجَّه بطريقةٍ صحيحة.
أضف تعليقاً