كما أنّه يؤدي دور هامّاً في الحفاظ على صحة القلب، والأوعية الدموية، والجهاز العصبي؛ ويساعد في السيطرة على بعض المشكلات التي يتعرض لها الجسم. لكنّ، ارتفاع الكالسيوم في الدم يتسبب بمشكلات عديدة. لتتعرف إليها وإلى أسباب ارتفاع الكالسيوم في الدم، تابع القراءة.
نسبة الكالسيوم في الدم الطبيعية
يُعد الكالسيوم معدن أساسي في جسم الإنسان تتأثر نسبته في الدم ببعض العوامل كالعمر والحمل والرضاعة. عامةً، تكون النسبة الطبيعية للكالسيوم في الدم بين 8.5 – 10.2 ملغ/ديسيلتر. له نوعان، هما:
1. الكالسيوم الكلي
يقيس نسبة الكالسيوم الإجمالي الموجود في الدم بغض النظر عن شكلة؛ إذ يشمل الكالسيوم المرتبط بالبروتين، كالألبومين والكالسيوم المرتبط بالمعادن الأخرى، ويُقاس الكالسيوم الكلسي في الفحوصات الروتينية بهدف تقييم صحة العظام والغدد الجار درقية والكلى أيضاً، ولكن الكالسيوم الكلي لا يوضح بدقة مستوى الكالسيوم النشط بيولوجياً.
2. الكالسيوم المتأين
وهو الكالسيوم الحر غير المرتبط بالبروتينات أو المعادن الأخرى في الدم، ويعبّر عن الشكل النشط بيولوجياً من الكالسيوم، الذي يُعد مسؤولاً عن عديدٍ من وظائف الكالسيوم. يُقاس في حالات أمراض الكلى، وأمراض الكبد، وقبل العمليات الجراحية، وعدة حالات أخرى.
عامةً، إنّ أهمية الفحص الدوري لمراقبة مستويات الكالسيوم في الدم تعود للأسباب التالية:
- الكشف المبكر عن اضطرابات الغدد جارات الدرقية وأمراض الكلى وبعض أنواع السرطانات.
- تقييم صحة العظام لاتخاذ إجراءات وقائية قبل الإصابة بالهشاشة.
- مراقبة وظائف العضلات والأعصاب والكشف عن الخلل مبكراً.
- الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
- تقييم وظائف الكلى والتأكد من سلامتها.
أسباب ارتفاع الكالسيوم في الدم
ارتفاع الكالسيوم في الدم مشكلة صحية يمكن أن نتعرض لها لعدة أسباب، وهي كما يلي:
1. فرط نشاط الغدد جارات الدرقية
تفرز هذه الغدة هرمون (PTH)، وهو الذي يؤدي دوراً رئيساً في تنظيم مستويات الكالسيوم في الدم. لكن، عندما يحدث فرط نشاط، تُنتج كميات زائدة من الهرمون، مما يزيد امتصاص الكالسيوم من الطعام في الأمعاء، ويزيد إطلاقه في الدم وإفرازه في البول، بالتالي يزيد امتصاصه في الكلى.
2. الإفراط في تناول مكملات الكالسيوم أو فيتامين د
تؤدي دوراً هامّاً في ارتفاع الكالسيوم في الدم؛ لأنّ المكملات تزيد من كمية الكالسيوم المتاحة في الجسم، وفيتامين د ضروري لامتصاص الكالسيوم من الأمعاء بكفاءة عالية.
3. الإصابة ببعض أنواع السرطان
بعض أنواع السرطان تؤدي إلى تدمير العظام بالتالي إطلاق الكالسيوم المخزن فيها كما أنّ بعض الأورام تنتج مواد تشبه هرمون الغدد جارات الدرقية، فتحفّز إطلاق الكالسيوم وتزيد من امتصاصه في الكلى، فيؤدي إلى ارتفاع الكالسيوم في الدم.
من أنواع السرطان التي تتسبب بذلك: سرطان الرئة، والثدي، والبروستاتا، وسرطان الكلى أيضاً.
أعراض ارتفاع الكالسيوم في الدم
يؤدي ارتفاع الكالسيوم في الدم إلى ظهور مجموعة أعراض تشير إلى ارتفاعه وهي كما يلي:
1. أعراض الجهاز الهضمي
أهمها الشعور بغثيان، وقيء، وإمساك، وفقدان في الشهية، وآلام في البطن أيضاً.
2. أعراض الكلى
تشكل حصوات في الكلى تتسبب بآلام في الخاصرة أو الظهر، كثرة التبوّل والعطش الشديد.
3. أعراض العضلات والعظام
آلام في العظام والمفاصل، وضعف في العضلات.
4. أعراض القلب
عدم انتظام ضربات القلب وارتفاع في ضغط الدم.
5. أعراض الجهاز العصبي
تعب وإرهاق، والتشوّش الذهني، والاكتئاب.
شاهد بالفديو: نقص الفيتامينات: 8 علامات تشير إلى أنَّك تعاني نقص الفيتامينات
مضاعفات ارتفاع مستويات الكالسيوم
يؤدي ارتفاع الكالسيوم في الدم إلى حدوث مضاعفات متعددة، ولكن أكثرها ارتباطاً به هي المضاعفات التالية:
1. حصوات الكلى
عند ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم، تحاول الكلى أن تتخلص من الزائد منه بترشيحه وإخراجه في البول، ومن ثمّ يتحد مع مواد أخرى في البول، مثل الفوسفات والأوكسالات، وتتكون بلورات صغيرة منها حصوات أوكسالات الكالسيوم، وهي النوع الأكثر انتشاراً ومنها حصوات فوسفات الكالسيوم، وهي الأكثر صعوبةً في العلاج، ومن ثم تتراكم تدريجياً لتتكوَّن حصوات أكبر ويمكن أن تستقر في الكلى، أو الحالب، أو المثانة.
2. هشاشة العظام وضعف كثافته
يؤدي فرط الكالسيوم إلى سحب الكالسيوم من العظام؛ لأنّ الجسم يحاول أن ينظم مستوياته. كما يحفّز هرمون الغدد جارات الدرقية إطلاق الكالسيوم من العظام إلى الدم، بالتالي يؤدي إلى زيادة تآكل العظام.
3. مشاكل القلب والأوعية الدموية
يؤدي ارتفاع الكالسيوم في الدم إلى ترسُّبه على جدران الأوعية الدموية، بالتالي تصلبها ثم تضيُّق الأوعية الدموية مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. إنّ أبرزها تصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، والإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية.
مضاعفات أخرى، مثل الإصابة بالتهاب البنكرياس، وقرحة المعدة، وتلف الكلى أو فشلها، وتكلُّس الأنسجة الرخوة (مثل الرئتين والجلد)، وزيادة خطر الإصابة بالنقرس.
أسباب وأعراض نقص الكالسيوم
بعد تعرفنا إلى أسباب وأعراض ارتفاع الكالسيوم في الدم، يجب أن تتعرف إلى انخفاض نسبته في الدم لتفرق بين الأعراض. في ما يلي، كل ما يتعلق بالحالة:
الأسباب
أهم أسباب انخفاض الكالسيوم في الدم، ما يلي:
1. نقص فيتامين د
إذ يؤدي إلى ضعف امتصاص الكالسيوم، وينتج نقص فيتامين د عن سوء التغذية، وقلة التعرُّض لأشعة الشمس، وبعض الأمراض الأخرى.
2. أمراض الكلى
تؤثر الأمراض في فيتامين د، بالتالي على امتصاص الكالسيوم. كما تؤدي أمراض الكلى المزمنة إلى ضعف قدرتها على إعادة امتصاص الكالسيوم.
3. قصور الغدد جارات الدرقية
تؤدي زيادة إفراز هرمون هذه الغدد إلى ارتفاع الكالسيوم في الدم، وبالتالي يؤدي انخفاضه إلى نقص الكالسيوم. كما تعود أسباب قصور الغدة إلى أمراض المناعة، أو عوامل وراثية، أو تلفها نتيجة عمل جراحي مثلاً.
الأعراض
تختلف الأعراض باختلاف شدة الحالة، ولكن أهم الأعراض هي:
- التشنجات العضلية في الساق أو القدم،
- تنميل ووخز الأصابع واللسان والشفاه
- صعوبة في البلع أو التنفس، وارتعاش العضلات، وخاصةً في الوجه
- كذلك اضطرابات القلب؛ إذ تتغير نبضاته.
كما يمكن أن يتسبب انخفاض الكالسيوم بأعراض نفسية، مثل القلق والاكتئاب، وأيضاً تساقط الشعر، وتكسُّر الأظافر، وجفاف الجلد.
المضاعفات
يؤدي نقص الكالسيوم في الدم إلى مجموعة من المضاعفات تختلف شدتها باختلاف شدة النقص. في ما يلي، ذكر المضاعفات الرئيسة:
1. هشاشة العظام
تصبح العظام ضعيفة على الأمد الطويل، وتزداد الخطورة مع التقدم بالعمر، فتصبح العظام أكثر عرضةً للكسور.
2. مشاكل في الأسنان
يؤثر نقص الكالسيوم في نمو الأسنان وتطورها عند الأطفال، و تدهورها عند البالغين، مع زيادة خطر التسوس.
3. مشاكل النمو
بسبب تأثير الضعف في نمو الغضاريف، بالتالي تأخّر نمو العظام، وكذلك نقص إفراز هرمونات النمو، وضعف العضلات.
4. اضطرابات عصبية
إذ يؤثر نقص الكالسيوم في وظائف الجهاز العصبي؛ فيتسبب ذلك بالعصبية، والتشوُّش الذهني، والارتباك، وفقدان الذاكرة، وفي الحالات الشديدة، تتفاقم المضاعفات لتصل إلى الصرع والهلوسة.
شاهد بالفديو: 7 نصائح لتغذية صحية سليمة
كيفية الحفاظ على توازن الكالسيوم في الجسم
يمكنك وقاية نفسك من ارتفاع الكالسيوم في الدم أو انخفاضه، من خلال الحفاظ على توازن نسبته، وذلك باتباع ما يلي:
1. تناول أطعمة غنية بالكالسيوم
مثل الحليب ومنتجات الألبان الأخرى (كالجبن)، وتناول الخضروات الورقية، وخاصةً البروكلي، والكرنب، والسبانخ؛ وتناول الأسماك (كالسردين والسلمون)، والمكسرات (كاللوز)، والبذور (كبذور الشيا والسمسم). كما يُعد عصير البرتقال مدعّماً بالكالسيوم، إضافةً إلى حبوب الإفطار المدعمة بالكالسيوم، وبدائل الحليب النباتية، مثل حليب اللوز وحليب الصويا.
2. طرق طبيعية وآمنة للحصول على فيتامين د
الحصول على فيتامين د من أشعة الشمس؛ فهي المصدر الرئيس له؛ لأنّ الجسم يُنتج الفيتامين عند تعرضه لأشعة الشمس فوق البنفسجية، ولكن يجب أن لا تتجاوز مدة التعرض 10 – 15 دقيقةً يومياً فقط؛ لتجنب حروق الشمس.
أيضاً، يجب تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د، مثل الأسماك الدهنية، وصفار البيض، والفطر، أو تناول المكملات الغذائية في حال عدم التعرض لأشعة الشمس، وفي الحالات الطبية التي تمنع امتصاص فيتامين د طبيعياً.
لكن، يجب استشارة الطبيب المختص قبل تناول أي نوع من المكملات لتحديد الجرعة المناسبة.
3. إجراء فحوصات دورية
إجراء فحوصات لمراقبة المستويات الصحية، والكشف المبكر عن ارتفاع الكالسيوم في الدم أو انخفاضه، وخاصةً بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى، واضطرابات الغدد جارات الدرقية، ومشكلات العظام. نذكر من أهم تلك الفحوص: فحص نسبة الكالسيوم في الدم، وهرمونات الغدد جارات الدرقية، وفيتامين د، وكثافة العظام.
4. زيارة الطبيب
اتباع توجيهات الطبيب عند الحاجة للعلاج؛ فلا يمكن تغيير الجرعات أو عدم انتظام تناول الأدوية والمكملات لتجنب المضاعفات.
في الختام
يؤثر ارتفاع الكالسيوم في الدم سلباً في وظائف الجسم؛ فالبرغم من أنّه معدن ضروري لبناء العظام والأسنان، وصحة القلب والجهاز العصبي، إلا أنّ زيادة نسبته تؤدي إلى مشكلات في القلب، وآلام في العظام والعضلات، وتعب، وإرهاق، وغثيان، وقيء، وغيرها من الأعراض والمضاعفات التي تحدثنا عنها في مقالنا.
كما ذكرنا أعراض ومضاعفات انخفاض الكالسيوم، ونصائح للوقاية من تلك المشكلات والحفاظ على نسبة متوازنة من الكالسيوم في الدم.
أضف تعليقاً