أنواع الموظفين وطرائق التعامل معهم:
تُقسَّم أنواع الموظفين في العمل إلى قسمين: موظفون إيجابيون يقدمون دوماً قيماً مُضافة إلى العمل ويدفعون عجلة التقدُّم إلى الأمام، وموظفون سلبيون يكون وجودهم في العمل بمنزلة مكابح تعوق عملية النمو والارتقاء ويشيعون جواً من الطاقة السلبية في العمل.
فيما يأتي تفصيلٌ أوسع لأنواع الموظفين وطرائق التعامل معهم بما يساهم في استثمار مهاراتهم لمصلحة العمل:
أولاً: الموظفون الإيجابيون:
هم الموظفون أصحاب الطاقة العالية والحلول الخلَّاقة والأفكار خارج الصندوق، وإنَّ وجودهم في العمل يشيع جواً من الطاقة الإيجابية والتحفيز والحماسة، ونذكر منهم:
1. الموظفون المخططون:
يتميز الموظفون المخططون بقدرتهم الفريدة على التفكير الاستراتيجي، ويكون وجودهم في الشركة بمنزلة العنصر المخطِّط والمنظِّم، فهم يبدعون في التنفيذ والإنجاز بعد رسم الخطط المبنيَّة على المعلومات الواقعية، وهم ماهرون في تنفيذ بنود خطة العمل حسب ترتيبها المنطقي.
طرائق التعامل مع الموظفين المخططين:
إنَّ أفضل طرائق التعامل مع الموظفين المخططين هي منحهم الصلاحيات الكافية للقيام بالأعمال والمشاريع طويلة الأمد، فهذا السلوك يعزز من إنتاجيتهم لأنَّ هؤلاء الموظفين شغوفون بعمليات التخطيط، مثل وضع الخطط التنفيذية وأجندات تنفيذ المشاريع، ولا يحتاجون إلى الانطلاق في فضاء هذه المهام سوى إلى الأذونات والسماحيات من مديريهم.
2. الموظفون المتعاونون:
يتميز الموظفون المتعاونون بحسِّ مسؤوليةٍ عالٍ وشعور بالواجب تجاه الآخرين، وهم يتمتعون بروح تعاونية عالية تضمن لفريق العمل الذي ينتمون إليه النجاح والتميُّز، فهُم يبدعون في عملهم ضمن الفريق بشكل أكثر من عملهم بشكل فردي مستقل.
طرائق التعامل مع الموظفين المتعاونين:
إنَّ أفضل طرائق التعامل مع الموظفين المتعاونين هي دعمهم من أجل تحفيز الآخرين، واستثمار قدراتهم التعاونية في هيكليَّة الشركة، ولا بدَّ من إبراز دورهم التعاوني عن طريق توكيلهم مهام تدريب العناصر الجدد في الكادر؛ وذلك من أجل تأهيل الموارد البشرية الجديدة وتسهيل عملية اندماجها في بيئة العمل.
3. الموظفون المخترعون:
هم الأفراد الذين يساهمون في تطبيق النظريات والأفكار وتحويلها إلى نماذج موجودة على أرض الواقع، ويميل الموظفون المخترعون إلى تجنُّب المهام القيادية، وفي الوقت ذاته فإنَّهم لا يحبذون الوجود تحت إشراف إداري ما لم يكن لهذا الإشراف دور مفيد في اختراعاتهم.
طرائق التعامل مع الموظفين المخترعين:
إنَّ أفضل طرائق التعامل مع الموظفين المخترعين هي إفساح المجال الحر أمامهم من أجل تطبيق أفكارهم الخلَّاقة المبدعة دون أن يُقيَّدوا بروتين العمل، ولا بدَّ من إيلاء مقترحاتهم أُذناً صاغية ودراسة إمكانية تطبيقها على أرض الواقع من قِبل المعنيين والمديرين، وعدم إحباطهم بتجاهل أفكارهم وتهميشها.
شاهد بالفيديو: طرق تعامل المدير الناجح مع الموظفين
4. الموظفون الرياديون:
من أنواع الموظفين أيضاً نذكر الموظفين الرياديين الذين يسعون إلى التركيز في نتائج الشركة العملية وتأثيرها الإيجابي الفعَّال في المجتمع، ويميل الموظفون الرياديون إلى تحقيق فوائد في المجتمع وترك آثار إيجابية عن طريق القيام بالأعمال المُوكَلة إليهم على أكمل وجه، ويميلون إلى التطبيق العملي والتنفيذ على أرض الواقع أكثر من ميلهم إلى الشرح والتنظير.
طرائق التعامل مع الموظفين الرياديين:
إنَّ أفضل طرائق التعامل مع الموظفين الرياديين هي دمجهم في العمل مع الموظفين المخترعين؛ لأنَّ ذلك يضمن دمج الاقتراحات المُبتكرة التي يقدمها الموظفون المخترعون مع الإرادة الجادة لتنفيذها من قِبَل الموظفين الرياديين، كما أنَّ استشارة الموظف الريادي في المشكلات التي تعترض طريق الشركة من شأنها أن تحفِّزه على ابتكار حلول ريادية لمواجهتها.
5. الموظفون القياديون:
إنَّ الموظفين القياديين هم من أنواع الموظفين الذين يمتلكون مهارات قيادية، إضافة إلى كونهم حازمين وصريحين ومُندفعين، كما يمتلك الموظف القائد قدرة فائقة على تنظيم الموظفين الآخرين الذين يعملون معه، وتوظيف كفاءاتهم في المكان المناسب، ويتَّسم الموظف ذو الشخصية القيادية بالقدرة على حل المشكلات المعقدة بطريقة ذكية وسلسة متوافقة مع سياسات العمل.
طرائق التعامل مع الموظفين القياديين:
إنَّ أفضل طرائق التعامل مع الموظف القائد هي منحه القيادة التي يبرع فيها، حتى لم يكن قائداً في جميع المهام، كما يمكن منحه القيادة لمدة من الوقت من أجل تنمية مهاراته القيادية وتعزيزها إضافةً إلى صب خبراته في مصلحة العمل.
6. الموظفون المثابرون:
يتميز الموظفون المثابرون بحب التحدي وإثبات الذات، وهم من أكثر أنواع الموظفين طموحاً واجتهاداً، ويسعى الموظف المثابر إلى أداء العمل وفقَ الموارد المُتاحة بأفضل صورة ممكنة، ويطمح إلى الترقية جزاء اجتهاده وجديَّته في العمل، والتزامه بالمهام حتى إكمالها، واستمراره في المحاولة رغم المواقف المُحبطة حتى تنجح مساعيه.
طرائق التعامل مع الموظفين المثابرين:
إنَّ أفضل طرائق التعامل مع الموظفين المثابرين هي تحديهم بإنجاز مهام صعبة، ومنحهم الثقة بقراراتهم من قِبَل الإدارة، وتطلُّع الإدارة إلى تنفيذ المطلوب في أقل وقت ممكن، كما أنَّ الترقيات الوظيفية تصب في مصلحة تحفيز الموظفين المثابرين المستحقين لها.
7. الموظفون الاجتماعيون:
ينتمي الموظفون الاجتماعيون إلى أنواع الموظفين الإيجابيين، وتبدو ميزاتهم في رفع إنتاجية فريق العمل الذي ينتمون إليه، إضافةً إلى مهاراتهم في إنشاء أجواء إيجابية في العمل تنشِّط زملاءَهم وتجعل من أداء المهام أمراً ممتعاً وشيقاً؛ وذلك بسبب مهاراتهم الاجتماعية التي تقرِّبهم من كل عضو من أعضاء الفريق.
طرائق التعامل مع الموظفين الاجتماعيين:
إنَّ أفضل طرائق التعامل مع الموظفين الاجتماعيين هي إبراز متعة المهام التي يُلقى على عاتقهم تنفيذها، وترغيبهم في المكافآت التي سينالونها حال إتمام المهمة، كما أنَّ إسناد المهام المتعلقة بالتعامل مع الآخرين وإنشاء صلة وصل بينهم وبين الإدارة يُعَدُّ من أفضل طرائق التعامل مع الموظفين الاجتماعيين وأعظم استثمار لمهاراتهم.
ثانياً: الموظفون السلبيون
إنَّ الموظفين السلبيين هم أحجار العثرة في تطور الشركات وارتقائها، ولعلَّ أخطر ما في وجودهم هو قدرة بعضهم على التأثير في زملائه، فلا بدَّ من إدارة حكيمة تحسِّن التعامُل معهم ليتمَّ أداء المهام بأفضل شكل ممكن، ونذكر من أبرز أنواعهم:
1. الموظفون المهملون:
إنَّ الموظفين المهملين هم من أنواع الموظفين السلبيين معدومي الإحساس بالمسؤولية، غير المدركين لقيمة العمل الذي يقومون به؛ لذا فهُم دائمو التهرُّب من المسؤوليات المُلقاة على عاتقهم، ويحاولون بشكل مستمر إلقاء مسؤولياتهم على عاتق الآخرين.
طرائق التعامل مع الموظفين المهملين:
إنَّ طرائق التعامل الأنجع مع الموظفين المهملين تكون عبر تطبيق مراقبة مستمرة لأدائهم، وضبط التزامهم بساعات عمل محددة؛ من أجل رفع مستوى الإنتاجية الخاص بهم.
2. الموظفون الانطوائيون:
يتَّسم الموظفون الانطوائيون بالانعزال عن باقي الموظفين وأساليب العمل الجماعي، وقد تخفي انطوائية هؤلاء الموظفين طباعهم الجادَّة في العمل، إلَّا أنَّهم يظهرون بطريقة غير جديَّة تجاه العمل.
طرائق التعامل مع الموظفين الانطوائيين:
إنَّ أحسن طرائق التعامل مع الموظفين الانطوائيين تكون عبر سؤالهم عن آرائهم بشكل مستمر، فهُم قد يملكون آراء سديدة إلَّا أنَّ انطوائيتهم تحول دون مشاركتهم لها، ويفضَّل سؤالهم بشكل إفرادي بعيداً عن مسامع زملائهم ووجودهم، ويجب العمل على دمجهم في نشاطات ترفيهية مع زملائهم، أو دعوتهم إلى أحداث جماعية إلى جانب تنويه زملائهم لأهمية مشاركتهم للأفراد الانطوائيين في الفعاليات.
3. الموظفون العدوانيون:
إنَّ الموظفين العدوانيين هم من أخطر أنواع الموظفين على بيئة العمل؛ وذلك لأنَّهم يعرقلون عمل غيرهم ووضع العثرات في طريقهم عن طريق إخفاء بعض المعلومات الضرورية لإنجاز العمل، كما أنَّهم يرفضون التعامل الإيجابي من قِبل الآخرين، فجلُّ غايتهم ألَّا يتعامل معهم أحد.
طرائق التعامل مع الموظفين العدوانيين:
إنَّ أنجح طرائق التعامل مع الموظفين العدوانيين هي مبادرتهم بالاحترام، والحرص على التعامل معهم بإيجابية، وإشراكهم في العمل عند الحاجة إليهم، وتوعيتهم إلى أهمية التعاون مع زملائهم، ويجب على الإدارات التي يظهر في طاقمها موظفون عدوانيون أن تدرج نظام شكاوى بين الموظفين، ومتابعة هذه الشكاوى واتِّخاذ الإجراءات اللازمة.
شاهد بالفيديو: أنواع الموظفين وطرق التعامل معهم
4. الموظفون الأنانيون:
إنَّ الموظفين الأنانيين هم الذين يجدون أنفسهم المستحقين الوحيدين للامتيازات المالية والوظيفية والاجتماعية، ويصعُب على هذا النوع من أنواع الموظفين أن يبادر إلى المشاركة بشيء يعتقد أنَّه ملكه الشخصي وحق من حقوقه.
طرائق التعامل مع الموظفين الأنانيين:
لا بدَّ من الشرح للموظفين الأنانيين عن أدوارهم بشكل دقيق والخطوات الواجبة عليهم لينالوا مرادهم، كما يجب وضع حدٍّ لتصرفاتهم وعلاقاتهم مع الآخرين عن طريق نظام المكافآت والعقوبات.
5. الموظفون الكسالى:
هم الموظفون الذين يتقاعسون عن أداء مهامهم في الوقت المطلوب، ولا يتوانون لحظة عن إضاعة الوقت في أيِّ شيء لا يخص العمل.
طرائق التعامل مع الموظفين الكسالى:
إنَّ طرائق التعامل الناجحة مع الموظفين الكسالى تكون عبر معرفة سبب كسلهم، هل هو الملل أم بطء الأداء أم غياب القدرة التنظيمية، وبعد ذلك يُعطَونَ مهاماً تتناسب مع اهتماماتهم ومواهبهم وتفتح أمامهم أبواب الحماسة والنشاط.
6. الموظفون المتذمرون:
يتميز هذا النوع من أنواع الموظفين بفقدان الحماسة تجاه العمل، فينفِّذون مهامهم وهم متململون متذمرون؛ مما يشيع جواً من السلبية في العمل وتنتقل العدوى بذلك إلى الطرف الآخر.
طرائق التعامل مع الموظفين المتذمرين:
إنَّ أفضل طريقة في التعامل مع هذا النموذج من الموظفين هي المبادرة باللطف، والاستفسار المستمر عن أسباب احتجاجهم وضيقهم، والسعي إلى توفير بيئة عمل مريحة لهم ومدح مشاركاتهم مع الآخرين لتخفيف ميولهم إلى السلبية والانعزال.
في الختام:
إنَّ اختلاف البيئات التي ينحدر منها الموظفون، وتعدد الطبائع والشخصيات التي ينتمي إليها كل منهم، يساهم في جعل بيئة العمل نموذجاً من مجتمع مصغَّر، يحتوي على الموظفين الإيجابيين والموظفين السلبيين؛ ولأنَّ النهوض بالعمل هو غاية الإدارات وهدفها، يجب على المديرين إتقان طرائق التعامل مع أنواع الموظفين المختلفة، وصب هذا التنوع في مصلحة العمل.
أضف تعليقاً