هذا ما جعل الطب من المهن التي تحظى باهتمام كبير في كل زمان ومكان، فهو من التخصُّصات الصعبة، وإن تعمقنا في الطب نجد تخصُّصاته متعددة بتعدد أعضاء الجسم البشري والأمراض التي تصيبه كثيرة ومختلفة، كما أنَّ تطوُّر التقنيات الطبية بسرعة كبيرة ساهم في زيادة تخصُّصات الطب البشري لتحقيق أفضل نتائج علاجية.
يصعب تحديد التخصُّصات الطبية الأصعب؛ لأنَّ الصعوبة تتعلَّق بالطبيعة الشخصية للطبيب وبالتحديات التي تواجهه؛ إذ يستطيع كل طبيب تصنيف التخصُّصات بالترتيب الذي يراه مناسباً لطبيعته؛ لذا سنقدم لك في هذا المقال أصعب تخصُّصات الطب في العالم من ناحية الخصوصية والتعقيد.
أصعب تخصُّصات الطب بالترتيب:
أصعب تخصُّص في الطب هو التخصُّص الذي يحتاج إلى دقة لا متناهية؛ لذلك نستطيع ترتيب أصعب تخصُّصات الطب على النحو الآتي:
1. تخصُّص جراحة المخ والأعصاب:
يهتم هذا التخصُّص بعلاج المرضى ممَّن يعانون من مشكلات في المخ أو الحبل الشوكي أو العمود الفقري والأعصاب الطرفية في مختلف الأطراف والأجزاء في الجسم البشري، وهذا ما يجعل الطلاب الذين يختصون بهذا الاختصاص يخضعون إلى تدريب جراحي مكثف تصل مدته إلى 8 سنوات في أحيان كثيرة؛ فالجهاز العصبي يؤثِّر في حياة الشخص المريض تأثيراً كبيراً.
2. تخصُّص جراحة القلب والأوعية الدموية:
من أصعب تخصُّصات الطب في العالم هو تخصُّص جراحة القلب والأوعية الدموية؛ إذ يُصنَّف بأنَّه الأكثر تعقيداً؛ لأنَّ القلب والأوعية الدموية عبارة عن شبكة مُعقَّدة تتحكم بمختلف وظائف الجسم المختلفة؛ لذلك يتطلب هذا الاختصاص فهم العلاقة التي تربط القلب بالأوعية الدموية ارتباطاً عميقاً لفهم التفاعل بينهما، كما أنَّ الأمراض التي تصيب القلب والأوعية الدموية تتطلب تشخيصاً وعلاجاً دقيقاً، ويعتمد ذلك على مهارات خاصة في استخدام التكنولوجيا في التشخيص والعلاج، مثل القثطرة والتصوير بالأشعة السينية، كما أنَّ العمليات الجراحية المتعلقة بالقلب تتطلب خبرة ومهارة عالية.
3. تخصُّص جراحة العظام:
جراحة العظام تخصُّص صعب جداً؛ لأنَّه يتعامل مع العمود الفقري ويعالج الأمراض والإصابات التي تؤثِّر في الجهاز الهيكلي المتألف من المفاصل والعظام والأربطة والأنسجة الرخوة المحيطة بها؛ ومن ثَمَّ يتطلب هذا الاختصاص دراية كافية بالتشريح والفيزيولوجيا وباستخدام تقنيات الجراحة المُعقَّدة والحديثة.
كما يتطلب قدرة على التعامل مع الحالات الطارئة، مثل الكسور والالتواءات وغيرها من الحالات التي تتطلب تدخلاً سريعاً ودقيقاً؛ لذلك يتطلب اختصاص جراحة العظام ممارسة وتدريباً مستمرَّين.
4. تخصُّص التخدير:
من أصعب تخصُّصات الطب في العالم؛ لأنَّه يفرض على الأطباء التعامل مع حالات مَرضية مختلفة، وكل حالة لها خصوصية ولها تخدير مناسب، ومنها حالات مَرضية خطيرة يلزمها إجراء عمليات مُعقَّدة، كما أنَّ طبيب التخدير يجب عليه التعامل مع الحالات الطارئة مثل النزيف والصدمات والتي تتطلب مهارة عالية لتجاوز الخطورة؛ فالجهاز العصبي المركزي من أكثر أجهزة جسم الإنسان التي يحتاج فهمها إلى دراسة عميقة وتدريب مستمر لمواكبة التقنيات الحديثة المختلفة.
5. تخصُّص طب الأورام:
يُصنَّف طب الأورام من ضمن تخصُّصات الطب الصعبة، ويعود إلى ذلك تنوع الأورام؛ ومن ثَمَّ يتطلب قدرة ومهارة ودقة عالية في التشخيص، فكل نوع له مستويات عدة أيضاً، وبناءً على التشخيص الصحيح توضع خطة العلاج، كما أنَّ المرضى الذين يعانون من الأورام يحتاجون إلى معاملة خاصة ورعاية كبيرة؛ لذلك يتطلب هذا التخصُّص تعاطف الطبيب وتفهُّمه لحساسية المريض وحالته النفسية الصعبة، وقد يتطلب منه أيضاً قدرة على التعامل المناسب مع عائلات المريض.
6. تخصُّص طب الأطفال:
يُعدُّ طب الأطفال من أصعب تخصُّصات الطب في العالم؛ لأنَّ الأطفال وخاصة الرضع لا يجيدون التعبير عن مشاعرهم والأعراض التي تصيبهم جيداً؛ ومن ثَمَّ تشخيص الأمراض التي تصيبهم يحتاج إلى خبرة واسعة وقدرة على التعامل معهم.
كما أنَّ طريقة علاج الطفل تختلف عن علاج البالغ؛ فجرعة الدواء تختلف باختلاف العمر والوزن وحالته الصحية العامة، إضافة إلى ما سبق، فإنَّ طبيب الأطفال يجب أن يمتلك قدرة على مراعاة الجوانب النفسية فيكون قادراً على جعل الطفل مرتاحاً وقادراً على تقديم المساندة النفسية والدعم للعائلات؛ إذ تفضِّل العائلة الطبيب الذي يقدِّر خوفها وحساسيتها ليكسب ثقتها.
7. تخصُّص طب التوليد والأمراض النسائية:
تتفهم النساء سبب وصف طب التوليد والأمراض النسائية من التخصُّصات الطبية الأكثر صعوبة؛ فالتعامل مع الجنين وأمه يتطلب خبرة واسعة لفهم الحالات التي تمر بها المرأة خلال الحمل، فلا يمكن السماح لها بتناول إلا أدوية معينة، كما يجب توجيهها إلى النظام الغذائي السليم والصحي ويجب مراعاة الحالات النفسية الصعبة التي تمر بها في بعض الأحيان.
شاهد بالفيديو: أهم النصائح لاختيار التخصص الجامعي
أصعب تخصُّص في الطب البشري:
أصعب تخصُّص في الطب برأي معظم الاختصاصيين هو جراحة المخ والأعصاب، ويعود ذلك إلى أسباب متعددة أهمها ما يأتي:
1. الجهاز العصبي مُعقَّد:
لأنَّ الجهاز العصبي يتكون من شبكة مُعقَّدة من الأعصاب والمراكز العصبية؛ إذ تتوزع في الجسم وتتحكم بوظائف كثيرة تقوم بها أعضاء الجسم، ودراسة هذا التخصُّص تفرض دراسة مختلف أجزاء هذا الجهاز.
2. الأمراض المتعددة:
تصيب الجهاز العصبي أمراضاً عديدة وحالات صحية كثيرة؛ إذ يتطلب كل منها علاجاً مختلفاً ودقيقاً بعد تشخيصها تشخيصاً صحيحاً ودقيقاً مثل التصلب اللويح، ومنها حالات تحتاج إلى تدخل سريع جداً؛ لأنَّها تؤثِّر في حياة المريض مثل الجلطات الدماغية.
3. خطورة العمليات الجراحية:
تُعدُّ العمليات الجراحية في هذا التخصُّص من أكثر العمليات الجراحية حساسية وخطورة، وتتطلب من الطبيب خبرة عالية ومهارة وجرأة في أحيان كثيرة، ولا يتمتع بهذه الصفات كثير من البشر.
4. التكنولوجيا الحديثة:
طب المخ والأعصاب يعتمد في تشخيص الأمراض على التكنولوجيا الحديثة اعتماداً كبيراً، مثل الرنين المغناطيسي والمسح المقطعي والأشعة السينية واستخدام التكنولوجيا الحديثة، ويتطلب مهارة في فهم البيانات الناتجة فهماً صحيحاً وتفسيرها.
5. علاقة الجسم بالمخ:
توجد علاقة وطيدة بين الجسم والمخ تتطلب فهماً عميقاً للتفاعل الحاصل بينهما لإدراك خطورة أي إجراء أو عمل جراحي وحساسيته في الجهاز العصبي.
عوامل لاختيار الاختصاص الطبي المناسب:
أصعب تخصُّصات الطب في العالم متعددة، كما ورد سابقاً، ويجب قبل اختيارك لأحد الاختصاصات مراعاة ما يأتي:
1. الاهتمامات الشخصية:
في حال عدم امتلاك الشغف الكافي فلن تُحقِّق النجاح الذي ترغب فيه؛ لذلك حاول اختيار الاختصاص الذي تشعر بالسعادة والفضول والشغف تجاهه.
2. القدرات:
يمتلك كل طبيب قدرات معينة تميزه عن غيره وتجعله مؤهلاً لاختصاص معين، ويمكن اكتشاف ذلك في السنوات الأولى التي يُدرس فيها الطب البشري عامة؛ إذ توجد مواد متنوعة وكل منها ينتمي إلى اختصاص ما؛ لذلك يمكن اختيار الاختصاص الذي تمتلك قدرات ومهارات مميزة فيه.
3. الوضع المادي:
لا نستطيع إنكار تفاوت الدخل بين الأطباء؛ فبعض الاختصاصات تعود على الطبيب بمبالغ مالية أكبر من غيرها، مثلاً تُقدِّر بعض الدراسات أنَّ جرَّاح القلب في الولايات المتحدة الأمريكية يكسب ما يقارب 400 إلى 600 ألف دولار في السنة، بينما جرَّاح الأعصاب يكسب ما يقارب 470 إلى 790 ألف دولار في السنة؛ لذلك إن اهتممت للدخل المادي يجب دراسة الوضع في المنطقة التي ستعمل فيها لاحقاً.
4. الاستمرار في التعلم:
تتطلب اختصاصات كثيرة استمرارية التعلم والاطلاع على الأساليب الجديدة والمتطورة في العلاج لمواكبة التغيرات الحاصلة.
5. الأهداف المهنية:
لكل شخص أهداف مهنية خاصة فيه، ومن الأفضل التفكير جيداً بالاختصاص الذي يساعدك على الوصول إلى أهدافك المهنية في الطب لكي تستطيع تحقيقها بأسهل الطرائق وأفضلها.
6. الاستشارة:
يمكن طلب الاستشارة من الأطباء الاختصاصيين في الاختصاصات المختلفة للتعرف إلى ميزات كل اختصاص وعيوبه وصعوباته قبل الاختيار، كما يمكن استشارة الأساتذة في الجامعة؛ إذ يمتلك الأستاذ صورة عن إمكانات كل طالب ومهاراته؛ ومن ثَمَّ يستطيع توجيهه إلى الاختصاص المناسب له.
في الختام:
الطب من المهن متعددة التخصُّصات؛ وذلك لتعدد أعضاء الجسم البشري وكثرة الأجهزة وكثرة الأمراض التي يتعرض لها الجسم وتخصُّصات كثيرة تتميز بصعوبتها، لكن أصعب تخصُّص في الطب هو جراحة المخ والأعصاب؛ إذ تحتل المرتبة الأولى؛ لأنَّ الجهاز العصبي مُعقَّد وعملياته الجراحية خطيرة وحساسة، وتُستخدم التكنولوجيا الحديثة في تشخيص الأمراض.
تأتي في المرتبة الثانية جراحة القلب والأوعية الدموية التي يحتاج التعامل معها إلى حذر ودقة ومهارة عالية؛ ومن ثَمَّ جراحة العظام التي تتطلب تدريباً مستمراً، وفيما بعد تخصُّص التخدير الذي يفرض على الطبيب التعامل مع حالات خطيرة كثيرة، يليه تخصُّص طب الأورام الذي يتميز بحساسيته العالية، أما طب الأطفال فيُعدُّ من أصعب تخصُّصات الطب؛ لأنَّ التعامل مع الأطفال يتطلب دقة وانتباهاً وتعاطفاً وحذراً أيضاً، ويمكن وضع طب التوليد والأمراض النسائية في نهاية القائمة، وسبب صعوبته هو حساسية التعامل مع الجنين والحالات النفسية الكثيرة التي تمر بها المرأة الحامل خلال فترة الحمل.
أضف تعليقاً