ما هي الإسعافات الأولية؟
لا تغني الإسعافات الأولية أبداً عن تقديم العلاج الطبي للشخص المريض؛ إنما هي مجموعة من الإجراءات والخطوات البسيطة الفورية والمؤقتة التي تقدم للشخص المريض ريثما يتم نقله إلى المستشفى، فتستخدَم تقنيات بسيطة جداً؛ لذلك يمكن لجميع الناس تنفيذ مبادئ الإسعافات الأولية وأساسياتها بعد الخضوع للتدريب المناسب حتى إن لم يكن لديهم خبرة طبية مسبقة.
دور الإسعافات الأولية:
للإسعافات الأولية دور هام جدا يمكن تلخيصه في النقاط الآتية:
- توفير المساعدة الفورية لإبقاء الإنسان على قيد الحياة.
- تقليل الضرر الذي سيصيب الإنسان لاحقاً نتيجة تعرضه لإصابة معينة، وتقليل الوقت الذي يلزمه للتعافي أيضا؛ وذلك لأن الإسعافات الأولية تحفز الشفاء والتحسن.
- منع العدوى من الانتشار لباقي أعضاء الجسم.
- تصبح الحياة أكثر أماناً في العمل أو المنزل أو حتى في الشارع.
مبادئ الإسعافات الأولية:
تشكل مبادئ الإسعافات الأولية الأساس لتقديم الدعم والرعاية الفورية للأشخاص الذين يعانون من إصابات أو حالات طبية طارئة، بهدف الحفاظ على الحياة ومنع تدهور الحالة قبل حصول الضحية على الرعاية الطبية المتخصصة. تعرف على معلومات مهمة حول الإسعافات الأولية، فيما يلي:
- التأكد من أن المجرى التنفسي للمريض سليم عند الشخص المصاب، فإن لم يكن سليما، يجب علاجه على الفور.
- التأكد من أن المريض يستطيع القيام بعملية التنفس الطبيعي، فإن تعسرت عملية تنفسه، يجب القيام بإجراء التنفس الصناعي.
- التأكد من أن الدورة الدموية سليمة ودمه قادر على أن يصل إلى باقي أعضاء الجسم، فإن تعرض لمشكلة في ضخ الدم، يمكن القيام بإجراء الإنعاش القلبي للمصاب.
- السيطرة قدر الإمكان على موقع الحدث وإبعاد المصاب عن مصدر الخطر بسرعة.
- التعامل مع المريض على أنه حي حتى إن كانت الأعراض تشير إلى النقيض من ذلك، مثل شعورك بأن نبضه توقف.
- تسجيل كافة المعلومات التي تتعلق بما حدث مع المصاب أو محاولة تذكرها قدر الإمكان؛ لأن ذلك يساعد الفريق الطبي على سرعة معرفة حالة المريض وما تعرض له وكيفية التعامل مع الإصابة.
أنواع الإسعافات الأولية:
تختلف الإسعافات الأولية باختلاف الحادث الذي تعرض له المصاب؛ أي إنَّ لكل حالة إجراءات فورية معينة، وسنذكر الإجراءات الفورية التي يجب القيام بها لأكثر الحالات انتشاراً:
1. الاختناق:
قد يتعرَّض أي شخص للاختناق فجأة نتيجة توقف جسم غريب في حلقه أو في القصبة الهوائية، فيمنع ذلك وصول الهواء، ومن ثم يمنع وصول الأوكسجين إلى دماغه؛ لذلك يجب القيام بالخطوات الآتية لمساعدته:
- إذا كان انغلاق مجرى الهواء جزئيا، فسيكون المريض قادرا على السعال، فاجعله يستمر في السعال لمحاولة إزالة الانسداد.
- يجب إزالة العائق الذي تراه في فم الشخص المصاب باستخدام خنصرك أو بنصرك لإمساكه.
- إسناد صدر الشخص المصاب بيد واحدة وجعله يميل نحو الأمام حتى يخرج ما يسبب اختناقه بدلاً من نزوله إلى الأسفل أكثر.
- يجب ضرب الشخص ضربات عدة حادة بين كتفيه؛ وذلك باستخدام كعب يدك، مع التوقف قليلا بعد كل ضربة لمعرفة إذا ما زال العائق موجودا أو لا.
- إذا بقي الانسداد على حاله، فاضغط على البطن ضغطات عدة لا تتجاوز الخمس ضغطات، عندها سيخرج العائق للخارج.
2. الجروح والنزيف:
عند تعرض الإنسان لنزيف، سوف تكون النتائج خطيرة إن لم يتلق الإسعافات الأولية مباشرة، ومن هذه الإجراءات نذكر ما يأتي:
- تنظيف الجرح من مختلف الأوساخ الظاهرة، لكن يجب تجنب إزالة الأجسام الكبيرة أو البقايا المغروسة في جسمه.
- وضع قطعة قماش نظيفة أو ضمادة معقمة إن وجدت على الجرح والضغط عليه بيدك للتحكم بالنزيف، وإن توفر شريط لاصق، يفضل وضعه، وفي حال تسرب النزيف من الضماد، يجب تغييره والاستمرار بالضغط.
- يجب مساعدة الشخص المصاب على أن يستلقي ويرفع ساقيه للأعلى إن أمكن.
3. الحروق:
تحدث الحروق نتيجة التعرض لماء ساخن أو بخار الماء أو النار أو بعض المواد الكيميائية أو الكهرباء، ويترافق ذلك مع آلام حادة جدا تبعا لدرجة الحرق إن كانت أولى أو ثانية أو ثالثة، ويجب اتباع النصائح الآتية عند الإصابة بالحروق:
- انزع الملابس الضيقة وما يوجد على مكان الحرق من مجوهرات أو غيرها بلطف شديد.
- ضع ماء باردا على المكان المصاب؛ وذلك لأنه يخفف الألم كثيرا، ويمكن وضع منشفة مبللة بالماء البارد أيضا، لكن احذر أن تضع الثلج على المكان المصاب؛ وذلك لأنه قد يتسبب بالمزيد من الألم والضرر نتيجة تقليله لدرجة حرارة الجسم.
- لا تقم بفتح الفقاعات المغلقة التي تتشكل على الجلد المحروق، وإن انفتح بعض منها، عليك وضع مرهم مضاد للبكتيريا وتغطيتها بقطعة قماش نظيفة أو ضمادة إن وُجدت.
- أعط المصاب دواء مسكنا للألم ريثما تصلون إلى الطبيب المتخصص.
4. الكسور العظمية:
هي من الإصابات الشائعة جداً التي تساعد الإسعافات الأولية فيها على عدم تفاقم الحالة، وهي بالشكل الآتي:
- في حال وجود نزيف، يجب إيقافه عن طريق الضغط على الجرح بقطعة قماش نظيفة حتى يتوقف النزيف.
- يجب تثبيت المنطقة المصابة باستخدام ألواح خشبية مثلا، وفي حال كنت غير مؤهل للقيام بهذا الإجراء، يجب عليك عدم تحريك المصاب نهائيا حتى يصل الإسعاف.
- يمكن أن يساعد وضع الثلج على المكان المصاب على تخفيف الألم.
- في حال أغمي على المصاب أو شعر بالإعياء أو عدم قدرته على التنفس، يجب أن تقوم بتمديده على الأرض وترفع ساقيه للأعلى إن أمكن.
5. النوبة القلبية:
يمكن معرفة أن المريض يتعرض لها من خلال الوجع المفاجئ في صدره باتجاه المنتصف أو الجهة اليسرى، وضيق التنفس والتعب الذي قد ينتهي بالإغماء؛ لذلك عليك مساعدته بالطريقة الآتية:
- اتصل بالإسعاف مباشرة وأخبرهم بالوضع الطارئ.
- اجعل المريض يجلس بطريقة مريحة بحيث يكون ظهره مستنداً إلى الكرسي أو الحائط للتخفيف من الضغط الحاصل على القلب.
- في حال شعرت بتوقف التنفس، عليك القيام بإنعاش قلبي رئوي عن طريق الضغط على منتصف صدره ببطن يدك مرات عدة على أن يكون هناك فاصل لثوان عدة، ثم إعطاء المصاب نفسا صناعيا من خلال النفخ في فمه بشكل بسيط نحو مرتين، وتكرار ذلك 5 مرات؛ وذلك لضمان وصول الدم إلى المخ ريثما يصل الإسعاف.
6. مرض السكري:
يعد من أكثر الأمراض انتشارا وأكثر الأمراض التي تحتاج إلى الحذر؛ وذلك لأن ارتفاعه أو انخفاضه يسبب مشكلة صحية للمريض، ففي حال انخفاض السكر في الدم، يلاحظ على المريض برودة جسده واختلال توازنه وكثرة تعرقه، عندها يجب القيام بما يأتي:
- وضع القليل من السكريات في فم المريض، ثم قياس السكر في الدم بعد 15 دقيقة، ثم تكرار إطعامه للسكريات وتكرار القياس حتى يعود وضع المريض للاستقرار.
- إن كان المريض في حالة غياب عن الوعي، يتم وضع قطعة السكر تحت اللسان، وفي حال لا تستطيع القيام بذلك، عليك أخذه إلى أقرب مستشفى.
أما في حال ارتفاع السكر في الدم الذي يمكن معرفته من خلال جفاف فم المريض وتصبح رائحة نفسه تشبه الفاكهة إضافة إلى كثرة تبوله، فعليك أن تعطيه جرعة الأنسولين مباشرة وتقدم له السوائل غير السكرية ريثما ينقل إلى المستشفى.
7. لدغة الأفعى:
تزداد الإصابة بها مع قدوم فصل الصيف، فيجب القيام بالآتي:
- عدم تحريك الطرف المصاب أو رفعه فوق مستوى رأسه؛ لأنَّ ذلك يتسبب في سرعة انتشار السم إلى مختلف أنحاء الجسم.
- تذكر جيداً أوصاف الأفعى التي لدغت المصاب أو حتى تصويرها إن استطعت؛ لأن ذلك يساعد الفريق الطبي كثيراً.
8. لسعة النحل:
كثيراً ما يتعرض الأطفال لذلك نتيجة اللعب في الحدائق، وتتبع الإجراءات الآتية:
- إزالة ما تبقى من أجزاء الحشرة على المكان المصاب ثم تطهيره باستخدام محلول معقم أو بالماء والصابون.
- وضع الثلج على المكان المصاب.
- استخدام بعض مسكنات الألم مثل الباراسيتامول.
9. إصابات العين:
عند إصابة العين بجرح نتيجة ضربها بجسم صلب أو أداة حادة يجب اتباع ما يأتي:
- تغطية العين باستخدام غطاء نظيف.
- الحذر من غسل العين بالماء أو الضغط عليها أو إزالة أي جسم يلتصق بها أو فركها.
- الحذر من تناول أي نوع أدوية مضادة للالتهابات؛ وذلك لأنها قد تتسبب بزيادة النزيف.
- من الضروري الذهاب إلى المستشفى بالسرعة القصوى.
10. إصابات الأذن:
دخول الأجسام الغريبة إلى الأذن نتيجة التعرض لحادث معين، قد تؤدي إلى فقدان السمع؛ لذلك يجب القيام بالآتي:
- تجنب إدخال أي نوع من الأدوات التي تتسبب في دفع الجسم الغريب إلى الداخل، وإن كان مرئيا يمكن سحبه بواسطة ملقط.
- إن كان الجسم في داخل الأذن بشكل غير واضح، فقم بثني رأس المصاب إلى الجانب المصاب كي يبرز الجسم إلى الخارج.
- في حال كان الجسم الغريب حشرة، فقم بسكب القليل من الزيت في الأذن وإمالة الرأس بحيث تكون الأذن المصابة نحو الأعلى كي تطفو الحشرة.
11. التسمم الغذائي:
كثيراً ما يتعرض لها الأطفال نتيجة تناول بعض المواد الغذائية التي تحتوي على مواد ملونة أو مواد غير آمنة، ومن أعراض التسمم الغذائي الغثيان والتقيؤ والإسهال والمغص أيضاً، فيجب القيام بما يأتي:
- جعل المريض يستلقي؛ وذلك لأنَّ الأعراض التي ذكرناها تسبب التعب والإعياء.
- شرب الماء بكميات كافية لتعويض الفاقد بسبب القيء والإسهال منعاً لإصابته بالجفاف.
- عدم إعطائه أدوية دون استشارة الطبيب.
اليوم العالمي للإسعافات الأولية:
يحتفل باليوم العالمي للإسعافات الأولية في السبت الثاني من شهر سبتمبر كل عام. هذا اليوم يهدف إلى رفع الوعي حول أهمية الإسعافات الأولية وكيف يمكن للمعرفة والتدريب عليها أن تنقذ الأرواح في المواقف الطارئة. من خلال هذا الاحتفال، تنظم العديد من الفعاليات وورش العمل والدورات التدريبية حول العالم من قبل المنظمات والجمعيات المختلفة، بما في ذلك الصليب الأحمر والهلال الأحمر، لتعليم الناس أساسيات الإسعافات الأولية وكيفية التصرف بفعالية في الحالات الطارئة.
الهدف من هذا اليوم، هو تشجيع الناس على أخذ دورات في الإسعافات الأولية وجعل المعرفة بالإسعافات الأولية سائدة ومتاحة للجميع، بغض النظر عن العمر أو المهنة. يعتبر اليوم فرصة للتذكير بأن الإسعافات الأولية هي مسؤولية مشتركة وأن كل فرد في المجتمع يمكنه أن يصبح مسعفا أوليا محتملا في المواقف الحرجة.
في الختام:
إنَّ الإجراءات المختلفة التي تتبع بوصفها إسعافات أولية، من السهل جدا تعلمها باتباع دورات تدريبية بسيطة دون الحاجة إلى وجود أية خبرات مسبقة، فعلى الرغم من بساطتها، ولكنَّها قد تكون السبب في إنقاذ حياة أحدهم؛ لذلك تعلمها من أجلك ومن أجل حياة الجميع من حولك.
أضف تعليقاً