هل الصيام المُتقطِّع مستلهم من الصيام الإسلامي؟ وما مزاياه وعيوبه؟

يعد الصيام المُتقطِّع أحد أساليب الحمية الغذائية الشائعة في الوقت الحالي ويحظى بشعبية متزايدة حول العالم، فيقوم المتَّبِعون بالامتناع عن تناول الطعام لفترات زمنية محددة، ويتناولون وجبات غذائية في فترات أخرى، فما هي علاقته بالصيام الإسلامي وما هي مزاياه وعيوبه؟



دعونا نجد إجابات عن هذه الأسئلة في هذا المقال، فقد أكدت بعض الدراسات أنَّ له تأثيراً إيجابياً في الصحة العامة وعديد من الوظائف الحيوية، ومن ذلك الذاكرة، لكن في البداية لنتعرف إلى الصيام المُتقطِّع وأنماطه.

الصيام المُتقطِّع هو نموذج غذائي يعتمد على تناول الطعام خلال فترة زمنية محددة، والامتناع عن تناول الطعام خلال فترة زمنية أخرى، ويتم تحديد وقت الصيام ووقت الأكل وفقاً لهدفك من اتباعه وأسلوب حياتك.

الصيام المُتقطِّع ليس اختراعاً حديثاً، وقد تمت ممارسته لأسباب دينية وثقافية لعدة قرون في مختلف أنحاء العالم، ومن ذلك العالم العربي، فلا يرجع تاريخه إلى شخص أو مجموعة معينة، فقد كان جزءاً من تاريخ الإنسان لفترة طويلة، ومع ذلك، فقد قام المجتمع العلمي في السنوات الأخيرة بإجراء البحوث بشأن الفوائد الصحية للصيام المُتقطِّع وشُعب استخدامه بوصفه نهجاً غذائياً.

أشهر أنماط الصيام المُتقطِّع:

  1. صيام 16 ساعة: وهو الصيام الذي يقضي بتناول الطعام خلال فترة 8 ساعات والامتناع عن تناول الطعام خلال الفترة المتبقية من الـ 24 ساعة.
  2. صيام 24 ساعة: وهو الصيام الذي يقضي بالامتناع عن تناول الطعام لمدة 24 ساعة، مرة واحدة في الأسبوع.
  3. صيام اليومين: وهو الصيام الذي يقضي بتناول الطعام بشكل طبيعي لمدة 5 أيام في الأسبوع، والصيام لمدة يومين كاملين في الأسبوع.
إقرأ أيضاً: فوائد الصيام الصحيّة والنفسية والتربوية

هل الصيام المُتقطِّع مستوحى من الصيام الإسلامي أم لا؟

يثير الصيام المُتقطِّع عديداً من التساؤلات عن العلاقة بينه وبين الصيام الإسلامي؛ وذلك لأنَّ الصيام المُتقطِّع من أحد النظم الغذائية التي اكتسبت شهرة في السنوات الأخيرة، وذلك عزز الربط بينه وبين الصيام الإسلامي، وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات في النظام الغذائي بين الصيام الإسلامي والصيام المُتقطِّع، إلا أنَّهما يشتركان في الأساس بعدد من الجوانب، مثل تقليل فترات الأكل والامتناع عن تناول الطعام لفترات زمنية محددة، وهذا قد يوحي بأنَّ الصيام المُتقطِّع مستوحى من الصيام الإسلامي.

تتشابه فوائد الصيام المُتقطِّع والصيام الإسلامي في العديد من المجالات، ومن ذلك الصحة العامة، وتخفيف الوزن، وتحسين الوظائف الحيوية في الجسم، وتحسين الصحة النفسية،  ومن المعروف أنَّ الصيام في الإسلام يتميز بالمرونة والتكيف مع احتياجات الجسم والظروف المحيطة، فيتم السماح بالتعديل في فترات الصيام وتأجيلها في حالة الحاجة، وهو ما يشكل أحد العوامل التي تجعل الصيام الإسلامي متناسباً مع الصيام المُتقطِّع.

يُشار أيضاً إلى أنَّ الصيام في الإسلام ليس فقط صوماً عن الطعام والشراب، ولكنَّه يتطلب أيضاً صيام اللسان عن الأحاديث السيئة والأفكار السيئة والتركيز على التقرب من الله، فالصيام في الإسلام له أبعاد دينية وروحانية، ويشجع المؤمنين على تحقيق الصبر والتحمل والتقرب إلى الله، وهذه الجوانب يمكن استخدامها لتعزيز الانضباط الذاتي والعزيمة لتحمل الصيام المُتقطِّع.

مزايا الصيام المُتقطِّع:

مع تطور الأبحاث العلمية بشأن الصيام المُتقطِّع، تبيَّن أنَّ لهذا النظام الغذائي عديداً من الفوائد الصحية المحتملة، مثل تقليل مستويات السكر في الدم وتحسين الذاكرة وزيادة الطاقة، فالصيام المُتقطِّع أسلوب فعال لإنقاص الوزن وتحسين صحة الجسم، كما أنَّه يعزز صحة الجهاز الهضمي ويحسن مستويات الكوليسترول والسكر في الدم، ومع ذلك، يجب على الأفراد تناول الأطعمة الصحية وتجنُّب الإفراط في تناول الأطعمة خلال فترة الأكل، لتجنُّب تأثير الصيام المُتقطِّع في الصحة العامة.

من أبرز مزايا المتفق عليها:

1. فقدان الوزن:

يعدُّ الصيام المُتقطِّع من الطرائق الفعالة لفقدان الوزن، فهو يساعد على زيادة معدل الأيض وحرق الدهون، ووجدت دراسة نُشِرَت في مجلة الصحة العالمية أنَّ الصيام المُتقطِّع قد يساعد على تقليل الوزن بنسبة 3-8% خلال فترة 3-24 أسبوعاً.

2. تحسين صحة القلب:

يمكن للصيام المُتقطِّع أن يخفض مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، وهذا بدوره يخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

شاهد بالفديو: 4 أسباب تزيد وزنك رغم الحمية

3. تحسين وظائف الدماغ:

يعتقد بعض الباحثين أنَّ الصيام المُتقطِّع يحسِّن وظائف الدماغ والذاكرة، ويساعد على الحفاظ على الوظائف العقلية الصحية.

4. تحسين نمط النوم:

يمكن للصيام المُتقطِّع أن يحسن نوعية النوم، فيعمل على تنظيم الساعة البيولوجية للجسم وزيادة إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم.

5. تحسين صحة الجهاز الهضمي:

يعدُّ الصيام المُتقطِّع فترات استراحة للجهاز الهضمي، وهذا يساعد على تحسين صحة الأمعاء وتخفيف الالتهابات.

أما عن أبرز عيوبه:

1. الشعور بالجوع:

يمكن أن يشعر المتَّبِعون للصيام المُتقطِّع بالجوع خلال فترات الصيام، وهذا يجعلهم يشعرون بالضعف والتعب.

2. الإصابة بالصداع:

قد يعاني بعض الأشخاص المتَّبِعين للصيام المُتقطِّع من الصداع، وذلك بسبب تقلبات مستويات السكر في الدم.

إقرأ أيضاً: 5 أطعمة تُسبّب الصداع النصفي للإنسان

3. عدم مناسبته لبعض الأشخاص:

قد لا يكون الصيام المُتقطِّع مناسباً لبعض الأشخاص مثل الحوامل، والمصابين بأمراض القلب، والسكري، وأمراض الغدة الدرقية.

4. الإفراط في تناول الطعام:

يمكن لبعض المتَّبِعين للصيام المُتقطِّع الإفراط في تناول الطعام في أثناء فترات الأكل، وهذا يتسبب في زيادة الوزن.

5. عدم الالتزام بالصيام:

يمكن لبعض المتَّبِعين للصيام المُتقطِّع عدم الالتزام بالصيام بانتظام، وهذا يتسبب في فشل النظام الغذائي وعدم استفادتهم من الفوائد المحتملة للصيام المُتقطِّع.

إنَّ الصيام المُتقطِّع يحتوي على مميزات وعيوب محتملة، ويجب على المهتمين بتجربة هذا النظام الغذائي استشارة الطبيب أولاً، والتأكد من ملاءمته لحالتهم الصحية وحياتهم اليومية، خاصةً لأولئك الذين يعانون من الأمراض المزمنة أو يتناولون الأدوية الدائمة، كما يجب أيضاً الالتزام بتناول وجبات صحية ومتوازنة خلال فترات الأكل، والتقيد بالمبادئ الغذائية السليمة.

في الختام:

إنَّ الصيام المُتقطِّع قد يكون مناسباً لبعض الأشخاص وقد يكون غير مناسب للآخرين، ويجب استشارة الطبيب قبل بدء أي نظام غذائي جديد، وينبغي عدم التخلي عن تناول الأطعمة الصحية والمتوازنة وشرب الماء بانتظام، حتى لا يؤثر الصيام المُتقطِّع في صحة الجسم سلباً.

يمكن الاستفادة من بعض النصائح والإرشادات للتعامل مع الشعور بالجوع والعطش في أثناء الصيام المُتقطِّع، والتي يمكن العثور عليها في المصادر الموثوقة في مواقع الإنترنت أو من خلال استشارة الخبراء في الصحة والتغذية.

بقلم: سارة سعيد




مقالات مرتبطة