مهارات وتقنيات العرض التقديمي

تُعدُّ مهارات العروض التقديميَّة ومهارات الخطابة مفيدةً للغاية في العديد من جوانب الحياة المهنية والشخصية؛ نظراً لأهميَّتها في الأعمال التجارية والمبيعات والتدريب والتدريس، وإلقاء المحاضرات والرغبة في الشعور بالراحة عموماً عند التحدُّث إلى مجموعة من الأشخاص، كما يُعدُّ تطوير الثقة والقدرة على تقديم عروض تقديميَّة جيدة والتحدُّث بسلاسة في أثناء الوقوف أمام الجمهور كفاءاتٍ مفيدةً للغاية لتطوير الذات والمواقف الاجتماعية.



لا تقتصر مهارات العرض وقدرات الخطابة على أشخاص معيَّنين؛ ففي إمكان أي شخص تقديم عرض جيد أو التحدُّث أمام الجمهور بمستوى احترافي ومميَّز؛ ولكن يتطلَّب هذا الأمر -مثل معظم التخصُّصات- الإعداد والممارسة.

قد تختلف أشكال وأغراض العروض التقديميَّة اختلافاً كبيراً؛ على سبيل المثال: ثمَّة عروض شفهية (منطوقة)، وعروض الوسائط المتعدِّدة (باستخدام مختلف الوسائط، مثل الوسائط المرئية والصوتية وما إلى ذلك)، والعروض باستخدام برنامج بور بوينت (PowerPoint)، والعروض الارتجالية القصيرة، والعروض الطويلة المخطَّط لها، والدورات التعليميَّة أو التدريبية، والمحاضرات، والتحدُّث حول موضوع ما لمجموعة طواعيةً لمجرَّد المتعة، حتى الخُطَب التي تُلقى في الأعراس والجنازات هي أنواع من العروض.

ولكن يُستعان في كل عرض تقديمي ناجح بتقنيات وعناصر أساسية، وهذا ما سنقدِّمه لك في هذا المقال.

الخوف من التحدُّث أمام الجمهور والعروض التقديميَّة:

إذا كنت تشعر بالخوف من فكرة التحدُّث علناً، فهذا أمر شائع وطبيعي؛ إذ يشعر الجميع بالخوف من التحدُّث أمام الجمهور بدرجة أو بأخرى؛ لذا يُعدُّ تقديم العروض التقديميَّة أمراً مُقلِقاً جداً للكثير من الأشخاص؛ فهو يتصدَّر القائمة في استطلاعات الرأي التي تشير إلى أهم مخاوف الناس، حتى أكثر من الخوف من المرتفعات أو الطيران أو الموت.

وثمَّة مقولة شائعة حول تقديم العروض التقديميَّة والخطابة العامة تقول: "يفضِّل معظم الناس أن يكونوا مستلقين في النعش بدلاً من إلقاء خطاب تأبين".

شاهد بالفيديو: كيف تتغلب على التوتر قبل إلقاء خطاب؟

أهمية فَهْم الأسباب وراء الشعور بالخوف والتغلُّب عليه:

إذا أردت التحكُّم بأي شيء، فيجب عليك فهمه أولاً ومعرفة أسبابه، ففي الواقع يُعدُّ الشعور بالخوف نتيجة الإحساس بعدم الأمان أو بتهديد غير مألوف أو لا يمكن السيطرة عليه، ويعود هذا في سياق العروض التقديميَّة والخطابة العامة عادةً إلى أحد أو كل الأسباب الآتية:

  • عدم الثقة بالنفس.
  • عدم الشعور بالسيطرة على الموقف والأشخاص الآخرين (الجمهور) وردود أفعالنا ومشاعرنا.
  • التأثُّر بذكرى أو تجربة سيئة من ماضينا أحياناً.

وتزداد هذه التأثيرات بالتوازي مع زيادة عدد الجمهور، كما تتأثَّر أيضاً بطبيعة الجمهور أو الموقف، والذي يمثِّل لنا تهديداً غريزياً قد لا نستطيع السيطرة عليه، فيُخيَّل إلينا أنَّنا سنتعرَّض للنقد أو الإحراج أو الإهانة أو ما إلى ذلك.

في الواقع، قد لا نتأثَّر بعدد الجمهور بقدر ما نتأثر بطبيعتهم؛ على سبيل المثال: لن يشعر معظمنا بالخوف الشديد إذا طُلب منه تقديم عرض تقديمي إلى صف مؤلَّف من 30 طفلاً يبلغون من العمر خمس سنوات، ولكنَّنا نشعر بمزيدٍ من الخوف إلى حدٍّ ما إذا طُلب منا تقديم عرض أمام لجنة مكوَّنة من ثلاثة قضاة بالمحكمة العليا؛ ومن ثم ما يؤثِّر فينا هو طبيعة الموقف والجمهور، وليس عدده فحسب.

على الرغم من أنَّ حجم الجمهور والموقف من العوامل الظرفية التي قد تؤثر في درجة القلق؛ إلَّا أنَّها ليست عوامل سببية في حد ذاتها؛ وذلك لأنَّ الأسباب الحقيقة تنبع من القلق بشأن قيادة الجمهور والسيطرة عليه وإثارة اهتمامه.

الثقة بالنفس والسيطرة:

ينبع العاملان المسبِّبان الكبيران (انخفاض الثقة والسيطرة) عادةً من:

  • سوء الإعداد، أو عدم التمرُّن تمرُّناً كافياً.
  • قلَّة الخبرة.

إذا كنا نعاني من القلق والخوف، فمن المحتمل أنَّ هذا ناتج عن أحد العاملين المذكورين آنفاً أو كليهما؛ لذا يُعدُّ الإعداد والتمرين من العناصر الهامَّة، والتي يمكن التحكم بها من خلال بذل الجهد للاستعداد والتدرُّب قبل أن نبدأ المَهمَّة، وفي الواقع لا تكون معظم العروض التقديميَّة جيدة إذا لم تستعد لها وتتمرَّن عليها تمرُّناً صحيحاً.

يمكنك اكتساب الخبرة من خلال البحث عن فرص تتيح لك التحدُّث أمام مجموعات تشعر تجاهها براحة أكبر وبعد ذلك، حاول أن تتحدَّث إلى مجموعات تشعر تجاهها براحة أقل؛ ونظراً لوجود مجموعات مختلفة من الناس في مختلف المجالات، مثل المدارس والجامعات ودورات التدريب والمجموعات التطوعية وندوات المناقشة والاجتماعات العامة والمؤتمرات والنوادي الرياضية والمستشفيات ودور المسنين وما إلى ذلك؛ يمكنك اكتساب مزيد من الخبرة في التحدُّث وتقديم العروض أمام العديد من الناس؛ فهو أمر من السهل تحقيقه.

وتُعدُّ الخبرة عنصراً هامَّاً يمكن التحكم به قبل بدء المَهمَّة، على الرغم من أنَّ الأمر يتطلَّب مزيداً من الوقت والتخيُّل أكثر من التحضير والتمرُّن.

بالإضافة إلى هذه النقاط التمهيدية، يجب أن تعرف أنَّ الخوف مرتبط بالتوتر، ولكن يمكنك التعامل معه بطرائق عدَّة؛ لذا يُعدُّ فَهْم أساليب إدارة الضغط والتوتر مفيداً جداً للحدِّ من القلق الذي نشعر به قبل وفي أثناء تقديم العروض والتحدُّث أمام الجمهور.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح سريعة لتخفيف التوتر أثناء إلقاء الخطابات

العلاقة بين علم وظائف الأعضاء والكيمياء والتوتر:

يرتبط الخوف من التحدُّث أمام الجمهور ارتباطاً وثيقاً بالتوتُّر، ويُعدُّ رد الفعل الجسدي الشائع عند الأشخاص في أثناء الاضطرار إلى التحدُّث في الأماكن العامة هو إفراز هرموني الأدرينالين والكورتيزول في أجسادنا جميعاً، والذي يشبه شرب أكواب عدة من القهوة.

في الواقع، ليس المبتدئون وحدهم من يشعرون بهذه الاستجابة الجسدية في أثناء التحدُّث أمام الجمهور، بل يشعر المتحدثون المتمرِّسون بتسارع في نبضات قلوبهم، ويعاني بعض كبار الممثلين والفنانين من اضطراب جسدي حقيقي قبل صعود المسرح أو المنصة؛ لذا فالتحدُّث العلني أمر مخيف حقاً لمعظم الناس، بمَن فيهم العديد ممَّن يبدون هادئين جداً في الظاهر.

ولكن يجب أن تعلم أنَّ جمهورك يريدك أن تنجح؛ وذلك لسعادتهم لأنَّك أنت الذي تتحدَّث في دائرة الضوء وليس هم؛ لذا يتعيَّن عليك اتِّباع الإرشادات الواردة في هذه المقالة، وسيكون كل شيء على ما يرام، وتذكَّر أنَّ الإعداد الجيد هو مفتاح الثقة والاسترخاء، ويمكِّنك من التغلُّب على الخوف؛ فوفقاً للعلاقة السببية المنطقية بين الإعداد والتغلُّب على الخوف، يكون الوضع كالآتي:

 

يؤدي إلى

يؤدي إلى ↓

يؤدي إلى ↓

إعداد وتدريب

تعزيز الثقة

الشعور بالهدوء

عدم الخوف

سيؤدي الإعداد الجيِّد إلى تقليل توترك بنسبة 75%، ويعزِّز احتمالية تجنُّب الأخطاء إلى 95%؛ لذا تتمثَّل الخطوة الفعَّالة لإجراء الخطابات والعروض التقديميَّة الناجحة في الاستعداد والتخطيط الجيد للعرض التقديمي والتمرُّن عليه مراراً وتكراراً؛ وذلك لأنَّك ستغدو متحكِّماً بالوضع وواثقاً بنفسك، وبعد ذلك سيرى جمهورك هذا بوضوح، وسيستجيب استجابةً إيجابيةً تعزِّز ثقتك بنفسك.

وتذكَّر أنَّ ثمَّة تأثيراً تراكمياً، فكل عرض تقديمي ناجح تقدِّمه، يمنحك مزيداً من الخبرة والثقة؛ ممَّا يجعل كل عرض تقديمي أسهل وأكثر نجاحاً بالنسبة إليك في المستقبل، وهكذا تستمر الأمور.

كيف تنشئ وتقدِّم عروضاً فعَّالة؟

1. يُعدُّ الإعداد والإلمام بالموضوع الذي تتحدَّث عنه وبتقنيات العرض التقديمي نفسه شرطين أساسيين لنجاح العرض التقديمي، وهو الأمر الذي يساعد على الشعور بالثقة والسيطرة، ويعزز شعور مقدِّم العرض والجمهور بالاسترخاء.

2. عندما تقدِّم عرضاً تقديمياً، يجب أن تتذكَّر حكمة "إليانور روزفلت" (Eleanor Roosevelt) القائلة: "لا أحد يستطيع تخويفي إلَّا إذا سمحتُ له بذلك"، وتطِّبقها، كما يجب أن تعلم أنَّك ما دمت المقدِّم، فأنت المسؤول؛ حيث يقبل الجمهور هذا عموماً، ومن حقك التحكم بأي شخص لا يتصرَّف وفقاً لذلك.

3. يجب أن تعلم أنَّ الشغف هو عنصر قوي للغاية في أي عرض تقديمي ناجح؛ لذا يجب أن تشعر بالقناعة والإيمان تجاه ما تقوله حتى يصل شغفك إلى الآخرين.

4. يتضمَّن العرض الجيد عنصري الترفيه وتقديم المعلومات في آنٍ واحد؛ إذ يُعجَب الناس بالمحتوى أكثر إذا قُدِّم بطريقة ممتعة تُشعِرهم بالراحة؛ لذا مهما كان موضوعك وطبيعة جمهورك، جِد طرائق تجعل المحتوى وطريقة تقديمه أمراً ممتعاً، واعلم أنَّ حتى أكثر الظروف جديَّة، وأكثر الموضوعات أهمية، يمكن إلقائها إلقاءً ممتعاً أو مسلياً من خلال القليل من البحث والخيال والفكاهة.

5. تُعدُّ المتعة والفكاهة عنصرين هامَّين في تقديم العروض، ولكن ليس من السهل تضمينهما تضميناً عفوياً، ومع ذلك، لا يجب أن تمتلك حسَّاً كوميدياً بالضرورة لتضفي المتعة والفكاهة على عرض تقديمي أو حديث؛ وذلك لأنَّ المحتوى –الذي يمكنك التحكُّم به بالتأكيد- هو الذي يمكِّنك من القيام بذلك.

6. تشير الأبحاث والدراسات إلى أنَّك تمتلك ما بين 4 إلى 7 ثوانٍ لإحداث تأثير إيجابي وانطباع جيد في بداية العروض التقديميَّة؛ لذا احرص على إلقاء مقدِّمة جيدة وثرية، وتدرَّب عليها حتى تصبح مهارةً طبيعةً تؤديها تلقائياً.

7. حاول أن تُظهِر مصداقيتك في المقدمة، وأن تخلق بيئةً مريحةً وآمنةً لجمهورك، وهو ما ستفعله تلقائياً إذا كنت تشعر بالراحة.

8. يساعد التبسُّم كثيراً على منحك مظهرٍ هادئٍ ومسترخٍ؛ ممَّا سيُشعِر جمهورك بالاسترخاء أيضاً؛ فضلاً عن أنَّ التبسُّم يساعد على إفراز مواد كيميائية مفيدة في جهازك العصبي تجعلك تشعر بالسعادة والراحة.

9. يساعد أخذ بعض الأنفاس العميقة والبطيئة على الشعور بالاسترخاء قبل الصعود إلى المسرح.

10. تجنَّب البدء بمزحة ما لم تكن واثقاً تماماً من فاعليتها؛ وذلك لأنَّ المزاح من الأساليب التي قد تشكِّل خطراً على فاعلية الحديث في الأوقات العادية، وتصبح أكثر خطورةً عند بداية العرض التقديمي.

11. يبدو أنَّ متوسِّط ​​مدى انتباه المستمِع العادي (وفقاً لمصادر مختلفة) يتراوح بين خمس وعشر دقائق لأي موضوع واحد بلا انقطاع، ولكن قد تكون قدرة الأجيال الأصغر سنَّاً على الإصغاء أقل من ذلك؛ لذا هيئ محتواك بناءً على هذه المعطيات.

12. سيقل شعور الجمهور بالراحة وتزداد رغبتهم في انتهاء الحديث بعد حوالي 40 دقيقة من الجلوس والاستماع أو المشاهدة؛ لذا يجب أن تتضمَّن العروض التقديميَّة التي تزيد مدَّتها عن هذا الوقت سبباً يثير اهتمام الجمهور قليلاً، لا سيما بعد مرور حوالي 40 دقيقة.

13. قسِّم المحتوى إلى عناصر عدَّة، بحيث لا يستغرق التحدُّث عن أي عنصر أكثر من بضع دقائق، وحاول تقديم شيء ممتع أو مثير، مثل صورة أو اقتباس ما أو أي شيء يثير تفاعل الجمهور بين كل عنصر وآخر كي يظل الناس منتبهين.

14. سيجعل الاستمرار في التحدُّث عن الموضوع نفسه لفترة طويلة جداً (عشر دقائق أو أكثر) الأشخاص في حالة شرود تجعلهم لا يصغون أو يشاهدون أو يركِّزون على العرض التقديمي جيداً، ويُطلَق على هذه الحالة عادةً اسم "ميجو" (MEGO) والتي تشير إلى الشعور بالملل الشديد أو الانزعاج؛ لذا قسِّم الموضوع، ونوِّع طرائق التقديم من حيث المحتوى والوسائط، وقدِّم بطرائق مختلفة تساعدك على التواصل مع الناس أو جذب اهتمامهم؛ إذ سيساعدك استخدام مجموعة متنوعة من الوسائط والحركات على الحفاظ على أقصى قدر من الاهتمام.

في الواقع، يمكن تحفيز الجمهور من خلال حواس عدة، وليس فقط الحواس السمعية والبصرية المتمثِّلة في الاستماع والمشاهدة؛ لذا اهتمَّ بتضمين المحتوى والنشاط الذي يخاطب الحواس الأخرى أيضاً؛ مثل اللمس والتذوق والرائحة، وكلما زادت الحواس التي يمكنك تحفيزها، ظلَّ جمهورك منتبهاً ومتفاعلاً.

15. يمكنك أيضاً تحفيز أشياء أخرى في جمهورك بجانب "الحواس" المعتادة، مثل اتِّباع الأنشطة التي تحفِّز المشاعر والعواطف والذكريات وحتى الحركات الجسدية، على سبيل المثال: إذا طالبت الجمهور بالوقوف أو طقطقة أصابعهم أو الرَّمش بعينهم لوجود سبب وجيه للقيام بذلك، فسرعان ما سيتحفَّز الوعي والمشاركة الجسدية.

16. تُعدُّ الاقتباسات طريقةً رائعةً وسهلةً لتحفيز العواطف والمشاعر، كما يمكن استخدامها لتوضيح أي نقطة أو مفهوم تريد التأكيد عليه؛ لذا ابحث عن الاقتباسات الجيدة ودوِّنها في ملاحظاتك، ثم احفظ واحدةً أو اثنتين إذا استطعت؛ إذ يساعد هذا على إيصال المعلومة إيصالاً أكثر فاعلية، ولا تنسَ ذِكر اسم قائل الاقتباس؛ إذ يؤدي عدم ذكر المصدر إلى تقويض نزاهة المتحدِّث واحترافيَّته، بينما يُعدُّ إسناد المقولة لقائلها سلوكاً إيجابياً ومحترماً.

تقديم الاقتباسات والوسائل المساعدة الأخرى أمر هام لإضفاء العمق على عرضك التقديمي لتحظى باهتمام جمهورك، كما يقول "أبراهام ماسلو" (Abraham Maslow): "إذا كانت الأداة الوحيدة الموجودة في صندوقك هي المطرقة، فستتعامل مع كل شيء على أنَّه مسمار"؛ لذا لا تجعل عرضك التقديمي يقتصر على التحدُّث إلى الناس، وامنحهم تنوُّعاً في المحتوى وطرائق مختلفة لتوصيل المعلومات، وأدخِل بعض الأنشطة أيضاً إن أمكن.

17. استخدِم بعض الأدوات المساعِدة التي تمكِّنك من تحفيز المزيد من الحواس لتعزيز استمتاع جمهورك بالعرض، ففي الواقع يحذِّر بعض مدرِّبي الخطابة من أنَّ تقديم أمور للجمهور قد يتسبَّب في فقدان السيطرة أو الفوضى، ومع ذلك، من الأفضل بكثير إبقاء الأشخاص نشطين ومتفاعلين، حتى لو كان كل ذلك يحتاج إلى القليل من التحكُّم الإضافي؛ وذلك لأنَّ الجمهور الفوضوي قليلاً خير من جمهورٍ يشعر بالملل الشديد.

18. تُعدُّ الفوضى المخطَّطة في الواقع طريقة رائعة لدفع الناس إلى المشاركة والاستمتاع؛ لذا لا بأس بإثارة القليل من الفوضى من خلال الحركة أو التفاعل ما دمت ستتمكَّن من السيطرة على الأمور مرَّة أخرى بعد تنشيط الجمهور ولو لفترة وجيزة.

19. من الجيد أيضاً استخدام الأدوات لتوضيح التشبيهات والموضوعات المعيَّنة؛ على سبيل المثال: سيكون استخدام كيس من الليمون الطازج أمراً جيداً؛ فهو يبدو رائعاً، ورائحته زكية، كما أنَّه رخيص الثمن؛ لذا يمكنك توزيع الكثير منه وعدم طلب استعادته، وكل ما عليك فعله هو التفكير في سبب يجعل الجمهور يستخدمه.

فيما يلي أمثلة عن بعض الوسائل المرِحة والفعَّالة التي يمكنك استخدامها لإضفاء الحيوية على عرضك التقديمي وجعل جمهورك منتبه ومستمتع. يشير بعض الأشخاص في مجال العرض التقديمي إلى هذه العناصر التقديميَّة باسم "التوابل"؛ وذلك لأنَّها تضيف قيمةً وثراءً على العرض، إليك أمثلة على أنواع عديدة من "التوابل" التي يمكنك إضافتها إلى العرض التقديمي:

  • القصص.
  • الأسئلة والتغذية الراجعة.
  • الصور والرسوم المتحرِّكة ومقاطع الفيديو.
  • الرسوم البيانية.
  • مقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية.
  • الدراسات الاستقصائية والإحصاءات.
  • استطلاعات سترو (Straw polls).
  • دعوة متطوِّع لصعود المسرح معك (لسبب مخطَّط بعناية).
  • تمرينات لتحفيز مشاركة الجمهور.
  • مطالبة الجمهور بفعل نشاط جسدي، مثل التصفيق والتنفس العميق والغمز بالعين وطقطقة الأصابع والصراخ وغيرها من الأفكار المبدعة.
  • مطالبة الجمهور بالتفاعل مع بعضهم بعضاً، على سبيل المثال: التعرُّف إلى الشخص الذي يجلس في المقعد التالي.
  • الاقتباسات المضحكة؛ احرص على عدم الإساءة إلى أي شخص.
  • الاقتباسات الملهمة.
  • الاختصارات.
  • الدعائم والعينات والأمور المادية التي تساعد على فَهْم ما تقصده فَهْماً أكبر.
  • أمثلة ومراجع لدراسات الحالة.
  • الحكايات والمقارنات.
  • تقديم الجوائز وإنجازات الأشخاص وتقديرهم.
  • توصيات الكتب.
  • حقائق مثيرة للبحث عنها.
  • الإحصاءات، وهي تعزِّز تقبُّل الجمهور لأفكارك إذا كنت تحاول إقناعهم بشيءٍ ما.
  • الألعاب والتمرينات وأساليب استهلال الأحاديث.
  • لغة الجسد ونبرة الصوت المتغيِّرة.

20. بالنسبة إلى العروض التقديميَّة الطويلة التي تطول مدَّتها عن ساعة أو ساعتين -مثل جلسات التدريب– امنح الآخرين استراحة كل 45 إلى 60 دقيقة حتى يعيدوا شحن طاقتهم، وإلَّا فسوف تفقد انتباههم مهما كان مقدار التنوع و"التوابل" التي تستخدمها.

21. يمكنك التخلُّص من التوتُّر من خلال عدم التحدُّث طوال الوقت، وجعل الجمهور يشارك، واستثمار جميع حواس التواصل المتاحة.

22. من المثير للاهتمام أنَّ استخدام الوسائل البصرية عموماً يعزِّز تذكُّر الكلمات المنطوقة بنسبة 70% أو أكثر، وتتخطَّى النسبة الـ 70% في أشياء معينة، على سبيل المثال: إذا حاولت أن تحفظ وجه الشخص من وصف لفظي بحت، وقارنت الأمر برؤية الوجه فعلياً، ستجد أنَّك تتذكَّر الوصف اللفظي أو المكتوب فقط تذكُّراً جزئياً، مقارنةً برؤيته.

يشير بعض الأشخاص إلى الأرقام الآتية حول مدى القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات، والمأخوذة من نظرية "إدغار ديل" (Edgar Dale) المسمَّاة بـ"مخروط الخبرة" (Cone of Experience)؛ حيث يتذكَّر الناس:

  • 10% ممَّا يقرؤون.
  • 20% ممَّا يسمعون.
  • 30% ممَّا يشاهدون.
  • 50% ممَّا يسمعون ويشاهدون.
  • 70% ممََّا يقولون.
  • 90% ممَّا يقولون ويطبِّقون.

ملحوظة: لقد كان العمل الأصلي لـ "إدغار ديل" (Edgar Dale) أكثر من مجرد إحصاء؛ بل تعود الأفكار إلى عام 1946، وتخضع لنقاش وتفسير مختلف؛ لذا يجب عد هذه الأرقام رمزية أكثر من كونها دقيقةً علمياً، لا سيما عند اقتباسها من السياق واسع النطاق لعمل "إدغار ديل" (Edgar Dale).

23. يجب أن تستخدم الوسائل البصرية كثيراً في عروضك التقديميَّة، وتذكَّر أنَّ صوتك ليس الوسيلة الوحيدة أو الرئيسة المفيدة؛ لذا أحضِر وسائل مرئيةً جيدة لتضيفها إلى عروضك التقديميَّة؛ ممَّا يجعلها أكثر جاذبية للآخرين، وأسهل كثيراً بالنسبة إليك في تقديمها.

إقرأ أيضاً: إنشاء مواد بصرية فعالة للعروض التقديمية

كيف تستخدم الوسائل البصرية؟

  1. إذا كنت تُنشِئ عرضاً تقديمياً لشركة أو مؤسسة من أي نوع، فاسأل عمَّا إذا كان هناك خط معيَّن موصى به أو إلزامي، وإذا كان الأمر كذلك، فاستخدمه وأضِف ألوان الشركة والعلامة التجارية التي تقدِّم العرض من أجلها؛ إذ تحتفظ أقسام التسويق بهذه المعلومات عادةً.
  2. يجب ألَّا تستخدم أكثر من نوعين مختلفين من الخطوط عموماً، ولا أكثر من حجمين أو شكلين، مثل استخدام الخط الغامق أو المائل، وإلَّا سيصبح عرض النص مربكاً للغاية؛ ممَّا يصعِّب قراءته بسرعة وسهولة.
  3. يجب أيضاً أن تحدِّد الخطوط والأحجام الأكثر ملاءمة لعرضك؛ وإذا احترت في هذا الأمر، فاختر خطاً من عائلة خطوط "سانس سيريف" (Sans Serif) مثل "آريال" (Arial) و"كاليبري" (Calibri)، تسهُل قراءته، واكتب العناوين بحجم كبير (حوالي 20 إلى 30)، وحجم أصغر للنص الأساسي (حوالي 14 إلى 16).
  4. يتعيَّن عليك استخدام صياغة سهلة الفهم؛ لذا حاول أن تجعلها مفهومةً بمستوى طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات.
  5. من الجيد مراجعة قسم التسويق والإعلان للحصول على أفضل النصائح حول تقديم الكلمات المكتوبة أو المطبوعة أو الإلكترونية.
  6. قد تكون البطاقات والملاحظات المكتوبة مفيدةً جداً؛ لذا أنشئ بعض الملاحظات التي تتوافق مع هدفك، ولكن احرص على ترقيمها وترتيبها؛ إذ من الوارد خلط البطاقات أو إسقاطها عن طريق الخطأ في ظل ضغط العرض التقديمي؛ ممَّا يصبح مصدر إزعاج وتشتيت خطير لأي مقدِّم.
  7. يُنصَح بأن يضع المقدِّم الموضوعات التي سيتحدَّث عنها في جدول زمني، لا سيما إن كانت ستتجاوز مدة حديثه النصف ساعة؛ إذ يكون تتبُّع المسار أكثر صعوبة؛ ولكن سيساعدك الجدول الزمني على تتبُّع توقيتك وسرعتك.

كيف تحضِّر وتُنشِئ عرضاً تقديمياً؟

تُعدُّ هذه العملية تدريجيةً؛ لذا يجب أن تضع قائمة بالخطوات الرئيسة التي تريد تضمينها في عرضك، سواء كان طويلاً أم قصيراً، وتتضمَّن هذه العملية إعداد العرض التقديمي وإنشاءه وفحصه والتمرُّن عليه وتنقيحه ووضع اللمسات الأخيرة عليه؛ لذا يتعيَّن عليك وضع الخطوات التالية في الحسبان:

1. يجب أن تعرف أولاً ما هو هدفك من إنشاء العرض التقديمي، وبعد ذلك، فكِّر في طبيعة جمهورك وتوقُّعاتهم والظروف المحيطة بهم والتسهيلات المتاحة لهم ونوع العرض التقديمي الذي ستقدِّمه، على سبيل المثال: عرضه على هيئة محاضرة أم عرض تثقيفي أم تشاركي، وما إلى ذلك.

2. يتعيَّن عليك تحديد ما إذا كان الهدف من عرضك التقديمي التثقيف أم الإلهام أم الترفيه أم إثبات صحة أو خطأ شيء معيَّن أم الإقناع.

3. يجب أن تفكِّر في الطريقة التي تريد أن يتفاعل بها الجمهور.

4. من الهامِّ أن تحدِّد موضوعك وغرضك بوضوح، ثم تدَع العملية الإبداعية تتولَّى زمام الأمور لفترة من الوقت من أجل تجميع كل الأفكار الممكنة للموضوع والتفكير في طريقة تقديمه.

5. يجب أن تعثر على طرائق ممتعة لنقل المحتوى وتوضيحه وإضفاء الحيوية عليه كي يكون عرضك التقديمي مثيراً للاهتمام ومحفِّزاً لأكبر عدد ممكن من الحواس؛ مثل استخدام العينات المادية والدعائم والمقاطع الصوتية والفيديو وحركات الجسم والتفاعل مع الجمهور والألعاب والأسئلة والإحصاءات والحقائق المثيرة للاهتمام والاقتباسات والكثير من الأفكار لدعم محتواك والحفاظ على تفاعل الجمهور.

6. يُعدُّ استخدام أساليب العصف الذهني ورسم الخرائط الذهنية أمراً فعَّالاً للغاية؛ إذ تتضمَّن كلتا العمليتين كتابة الأفكار العشوائية على ورقة للنظر في الصورة كاملة، وكلما كانت الورقة أكبر، كان ذلك أفضل، كما أنَّه من المفيد استخدام أقلام ملوَّنة مختلفة أيضاً.

7. لا تحاول كتابة العرض التقديمي بالتفصيل حتى تقرر نوعية المحتوى الذي ستقدِّمه وتعمل على إنشاء صورة تقريبية للأفكار والمواد التي جمعتها عشوائياً.

8. عندما تدوِّن كل أفكارك على الورق، نظِّمها في فئات وفكِّر فيما إذا كان ثمَّة تسلسل منطقي سيتَّبعه الناس، ويُشعِرك بالراحة.

9. يجب أن تستخدم قاعدة "الثلاثة أقسام" لتنظيم العرض التقديمي قدر الإمكان؛ إذ يتضمَّن هذا النهج توازناً وتدفقاً طبيعياً، ويتمثَّل في تقسيم المحتوى على ثلاثة أقسام رئيسة، وأن يحتوي كل قسم على ثلاثة أقسام فرعية، وقد يحتوي كل قسم من هذه الأقسام على ثلاثة أقسام فرعية أخرى، وهكذا.

من غير المحتمَل أن يتطلَّب العرض التقديمي الذي يستغرق 30 دقيقة أكثر من ثلاثة أقسام رئيسة وثلاثة أقسام فرعية، كما لا يتطلَّب عرض دورة التدريب الذي يُقدَّم على ثلاثة أيام أكثر من أربعة مستويات من قاعدة "الثلاثة أقسام"؛ ممَّا يجعله 81 قسماً فرعياً في المجموع.

10. يجب أن تدرك أنَّ العروض التقديميَّة تستغرق دائماً وقتاً أطول ممَّا تتخيَّل.

11. إذا كنت تمتلك مسودة أوَّلية لعرضك التقديمي، يجب أن تتدرَّب عليها جيداً وتمارِس إلقاء محتواها كما لو كنت بالفعل أمام جمهور؛ إذ سيساعدك هذا على التمرُّن والتحقُّق من التوقيت، فإذا وجدت أنَّ توقيتاتك غير صحيحة؛ حاول إعادة ضبط ترتيب المحتوى وطوله، واستغنِ عن الأقسام غير الهامَّة؛ أمَّا إذا كنت تجد مشكلة في نقص المحتوى، فيمكنك توسيع مادة العرض التقديمي أو استغراق وقت أطول لشرح المحتوى الموجود لديك بالفعل.

12. من الهام للغاية أن تضع مقدِّمة وخاتمة جيدتين.

13. يجب أن تخبر الناس عمَّا ستتحدث عنه، وعن الغرض من العرض التقديمي.

14. إذا انتهيت من عرض اقتباس مثير أو إحصائية ما، فيجب عليك تلخيص ما تحدَّثت عنه قبل أن تواصل الحديث، وإذا كان ذلك مناسباً، اطلب من جمهورك التفاعل معك في ذلك؛ إذ يتمثَّل تشكيل جميع العروض التقديميَّة الجيدة في اقتباس "جورج برنارد شو" (George Bernard Shaw): "أخبِر الناس بما ستقوله لهم، وقُل ما تريد قوله، ثم لخِّص ما قلته مجدَّداً".

15. ضَع في حسبانك عند تنظيم عرضك التقديمي أن يحتوي على مقدِّمة، ومحتوى يتضمَّن أقسام رئيسة للموضوع، وخاتمة، مع إتاحة الفرصة لطرح الأسئلة المتعلِّقة بالموضوع، وتمرَّن على القيام بذلك مراراً وتكراراً.

16. بعد ذلك، أضفِ بعض الحيوية إلى عرضك التقديمي من خلال دمج الوسائل المساعِدة والدعائم والأجهزة في أسلوب التقديم حسب الحاجة؛ حيث يتضمَّن هذا المعدَّات والمواد التي تستخدمها ودراسات الحالة والأمثلة والاقتباسات والقياسات والأسئلة والأجوبة والتمرينات الفردية والجماعية، والإحصاءات المثيرة للاهتمام والنماذج والمساعدات البصرية والبدنية وأي مساعدات أخرى تعتقد بأنَّها ستعزِّز فاعلية العرض التقديمي، وتتطلَّّب هذه المرحلة عادةً وقتاً أطول ممَّا تتخيَّل للحصول على الدعائم والمواد.

17. ينبغي عليك التمرُّن على العرض باستخدام وسائل المساعدة والأجهزة، ومراجعة وتسجيل الوقت، وتعديل وتنقيح العرض التقديمي بناءً على ذلك؛ إذ تُعدُّ الممارسة في هذه المرحلة ضروريةً لبناء كفاءتك وثقتك بنفسك، وإتقان استخدام الأدوات والأجهزة التي تخطط لاستخدامها، والتمرُّن على السرعة والالتزام بالوقت، ففي الواقع، قد تندهش في هذه المرحلة من أنَّ الوقت الذي يستغرقه تقديم العرض التقديمي أكثر ممَّا كنت تتخيَّله في أثناء التخطيط وتدوين الملاحظات.

18. إذا كان عرضك التقديمي يستلزم دعماً سمعياً بصرياً ومعدَّات مقدَّمة من قِبَل اختصاصيين، فاحرص على التأكد من أنَّك تتحكَّم بهذه المعدَّات والخدمات تحكُّماً صحيحاً، وإذا حدث خطأ ما أو شيء لا تفهمه، فاطلب التوضيح؛ إذ يجب أن تفهم هذه الخدمات وتتحكم بها تحكُّماً كاملاً؛ لذا لا تفترض أنَّ مقدِّمي الخدمة يعرفون ما تحتاج إليه؛ بل أخبرهم بما تريد، واسأل عمَّا تريد أن تعرفه.

19. من الجيد أن تطلب تغذيةً راجعةً من شخص قريب إليك بعد أن تتمرَّن أمامه، وتسأله عن نصائحه حول النقاط التي تتطلَّب تحسُّناً، ولا سيما لغة جسدك وحركته ونبرة صوتك ومدى سرعتك في التحدُّث، وما إذا كان يمكن فَهْم كل ما تقوله بسهولة، وإذا لم يستطِع هذا الشخص تقديم ما لا يقل عن ستَّة اقتراحات بنَّاءة، فاطلب من شخص آخر أن يشاهدك ويقدِّم لك تغذيةً راجعةً.

20. يجب أن تنقِّح عرضك التقديمي، وتهتم بالتغذية الراجعة التي تتلقَّاها، وتكوِّن حُكمك الخاص، وتختبر العرض التقديمي مرَّة أخرى لترى ما إذا كانت ثمَّة حاجة لتغييرات رئيسة، وكرِّر هذه الدورة من التنقيح والتجربة حتى تشعر بالرضا.

21. يتعيَّن عليك إعداد مواد العرض التقديمي وتنظيم المعدَّات وضمان قدرتك على القراءة من الملاحظات والبطاقات قراءةً مريحةً.

22. بعد أن تنتهي من إعداد العرض وتعديله، تدرَّب عليه في صورته النهائية مراراً وتكراراً، وإذا وجدت أي جانب يتطلَّب تعديلات، فافعل ذلك، وحاول أيضاً إجراء تجربة نهائية في المكان الذي ستقدِّم فيه عرضك إن أمكن، خاصةً إذا كان المكان جديداً بالنسبة إليك.

23. لا ينبغي أن تأخذ أيَّ شيء كأمر مسلَّم به، أو تخمِّن أو تضع افتراضات حول أي شيء قد يؤثر في نجاحك؛ لذا تحقَّق من أي شيء قد يحدث على نحو خاطئ، وضَع خطة طوارئ.

24. من الأمور الهامَّة أن تجعل شكل المكان يتناسب مع طبيعة شكل العرض التقديمي الذي ستقدِّمه كي تشعر بالسيطرة الكاملة على الوضع؛ فاحرص على وضع نفسك ومعداتك وجمهورك وحتى خطة الجلوس بصورة تناسبك والموقف.

على سبيل المثال: لا تجعل محتوى الغرفة يقتصر على المسرح والكراسي إذا كنت تريد أن يتشارك الناس في مجموعات؛ بل ضَع منضدة وسط كل مجموعة من الكراسي، وإذا كنت تريد أن تقدِّم نهجاً تعاونياً للمناقشة لمجموعة تصل إلى 10 إلى 12 شخصاً، فاستخدم غرفة اجتماعات؛ حيث يجلس الجميع حول طاولة طويلة كبيرة، ولا تنسَ تقسيم الأشخاص إلى مجموعات فرعية إذا كان العدد الإجمالي للمجموعة يتجاوز 10 إلى 12 شخصاً.

25. احرص عند تجهيز الغرفة على أن يستطيع الجميع رؤيتك ورؤية العروض المرئية، مثل الشاشة، أو السبورة، وما إلى ذلك.

26. احرص على فَهْم ترتيبات المكان جيداً، مثل إجراءات إطفاء الحرائق وكيفية تقديم الطعام والأماكن المخصَّصة للتدخين واستراحات تناول القهوة أو الغداء، وما إلى ذلك؛ إذ تقع هذه الأمور ضمن مسؤولياتك.

ومن الجيد أيضاً تذكير الأشخاص بهذه الترتيبات عند البدء من جديد بعد استراحة الغداء؛ لذا أدرِج هذه الجوانب في العرض التقديمي والخطة الزمنية إذا اقتضت الحاجة.

إقرأ أيضاً: حركات يجب تجنبها أثناء الإلقاء أمام الجمهور

كيف تقدِّم العرض التقديمي بنجاح؟

  1. في اليوم السابق لعرضك التقديمي: انظر في الملاحظات المتعلِّقة بتهدئة التوتُّر؛ أي الاستعداد والتمرُّن جيداً والتحلِّي بالثقة والتغلُّب على أي مخاوف تداهمك.
  2. قبل العرض التقديمي بنصف ساعة: استرخِ تماماً، وجِد طريقة تُشعرك بالارتياح مثل التنفس ببطء وعمق أو الابتسام، وإذا ظللت خائفاً على الرغم من كل هذه الاستعدادات، فأفضل طريقة للتغلُّب على خوفك هي المضي قدماً فحسب. وكما يقول الفيلسوف العظيم "فريدريك نيتشه" (Friedrich Nietzsche): "ما لا يقتلك يجعلك أقوى"، وتذكَّر أنَّ كل مقدِّمي العروض يشعرون بهذه المشاعر؛ فهذا أمر طبيعي، ولكنَّ الجمهور يريد لك النجاح، ولا تنسَ التأثير المبدئي والانطباع الذي يكوِّنه الجمهور تجاهك في أول 4 -7 ثوانٍ.
  3. في بداية العرض التقديمي: ابدأ بإلقاء المقدِّمة التي تمرَّنت عليها، وتحدَّث بابتسامة كي تُظهِر للجمهور أنَّك تستمتع بما تقدِّمه.
  4. تحلَّ بالحزم والثقة والسيطرة، وتذكَّر أنَّ الجمهور يتمنَّى لكَ النجاح.
  5. قدِّم نفسك وأخبرهم بما ستقوله لهم، وما سبب اختيارك للحديث عن هذا الموضوع، وسبب أهميته، ولماذا تخبرهم أنت بذلك، وبالمدة التي سيستغرقها عرضك التقديمي، ومتى يمكن للجمهور طرح الأسئلة في العرض التقديمي. ومن الأسهل عموماً أن تطلب منهم طرح أسئلتهم في النهاية؛ ولكن إذا أردت جعل عرضك التقديمي تفاعلياً أكثر، فيمكنك السماح بطرح الأسئلة في أي وقت، ولكن احرص على التحكُّم الصارم بالتوقيت والجمهور أيضاً.
  6. إذا كان جمهورك يزيد عن 30 إلى 40 شخصاً، فقد يصبح من الصعب الإجابة عن الأسئلة في أثناء العرض التقديمي؛ لذا بالنسبة إلى المجموعات الكبيرة، ولا سيما تلك التي يزيد عدد أفرادها عن 100 شخص، من الأفضل عموماً أن تؤجِّل طرح الأسئلة حتى نهاية العرض التقديمي.
  7. عندما تنتهي من هذه المقدمة، تكون قد أثبتَّ سيطرتك، وأظهرت الاحترام والمصداقية، وتغلَّبت على التوتُّر، وإذا كان عرضك التقديمي قصيراً، فعندما تنتهي من كل هذا، تكون قد أكملت ربع الوقت تقريباً.
  8. انتبه إلى لغة جسدك، وتذكَّر التغذية الراجعة التي تلقَّيتها من الشخص الذي شاهدك وأنت تتمرَّن، واعلم أنَّك أهم وسيلة مرئية على الإطلاق؛ لذا استخدم حركة ولغة جسدك جيداً، ولا تقف أمام الشاشة في أثناء تشغيل المحتوى المرئي.
  9. إذا تحدَّث الناس أحاديث جانبية، فقط توقَّف وانظر إليهم دون أن تقول أي شيء، وستندهش من مدى سرعة تأثيرك فيهم؛ حيث ينجح هذا الأسلوب الصامت عادةً مع الجمهور الفوضوي.
  10. إذا وجدت نفسك مضطراً إلى تغيير أي شيء في أثناء العرض التقديمي، فغيِّره واشرح للجمهور سبب قيامك بذلك.
  11. إذا كنت تريد فترة راحة أو بعض الوقت للتفكير، سيساعدك طرح سؤال على الجمهور أو إشراكهم في تمرين معيَّن على تخفيف الضغط عنك والشعور ببعض الراحة.
  12. إذا أردت أن تتوقَّف مؤقتاً، فلا تخشَ ذلك، فقد يشعر المقدِّم أنَّ الوقوف المؤقَّت لثوانٍ عدَّة يبدو وكأنَّه مدَّة طويلة؛ ولكنَّ الجمهور في الواقع لن يلاحظ ذلك، ولن يشعر أنَّ ثمَّة شيئاً خاطئاً ما لم تلفت أنت انتباههم إلى الأمر، كما يُعدُّ التوقُّف المؤقَّت من حين لآخر جيداً للغاية؛ وذلك لأنَّه يساعدك إلى حدٍّ ما على التركيز على ما ستقوله بعد ذلك.
  13. حافِظ على تحكُّمك وسيطرتك على الوضع؛ إذ لن يشكك أحد في تأثيرك عندما تسيطر على كل شيء.
  14. إذا كنت لا تعرف إجابة سؤال ما، أخبِر السائل أنَّك ستجيب لاحقاً؛ فأنت تمتلك الحق في تأجيل الأسئلة حتى النهاية؛ وذلك لأنَّك قد تغطيها في نهاية العرض التقديمي.
  15. أنهِ العرض نهايةً إيجابيةً وحازمةً، واشكر الجمهور، وتقبَّل ثناءهم بلطف.

الخلاصة:

1. يتمثَّل التسلسل الأساسي لعملية إنشاء وإعداد عرضٍ تقديميٍ في الآتي:

  • تحديد الهدف.
  • جمع أفكار ومحتوى.
  • تنظيم المحتوى (الأقسام والعناوين وترتيب عرضها).
  • تطوير طريقة العرض (الأسلوب والعناصر والدعائم والمعدَّات).
  • تحضير العرض التقديمي (الصياغة والتصميم والمواد والمعدَّات).
  • التمرُّن والممارسة (الحصول على التغذية الراجعة وتحسين نقاط الضعف).
  • تحضير المكان والتحكُّم بالبيئة.
  • الاسترخاء والإعداد الجيد والتحلِّي بالثقة والسيطرة.

2. عند تحضير العرض التقديمي، ضَع في حسبانك الهدف النهائي ونوعية الجمهور المستهدَف والنتائج وردود الفعل التي تبحث عنها من خلال الاهتمام بما يلي:

  • الموضوع والمحتوى ومتطلَّبات الجمهور ونوعيَّة العرض التقديمي والمعدَّات والمكان.
  • ابتكار الأفكار وجمعها من خلال العصف الذهني والخرائط الذهنية.
  • إعداد المواد ووسائل العرض والتمرينات ودراسات الحالة والإحصاءات والدعائم والاقتباسات والمقارنات والمشاركة.
  • توقُّع الأسئلة والإلمام التام بالموضوع الذي ستتحدَّث عنه.
  • تحديد النظام الذي ستكتب به الملاحظات سواء كانت على بطاقات، أم على ورقة.

3. كي تنشئ عرضاً تقديمياً مُصمَّماً بإتقان، يجب أن تهتم بالآتي:

  • تنظيم المحتوى، مثل تحديد الأقسام وترتيبها ووضع العناوين وكتابة المقدِّمة والمحتوى والخاتمة.
  • إخبار الجمهور بما ستقوله ثم قوله وتلخيصه.
  • استخدام قاعدة "الثلاثة أقسام".
  • الاهتمام بما نسمِّيه "التوابل"، وتذكُّر أنَّ الانطباع الأول الجيد يعزز الثقة.
  • الاهتمام بطبيعة الجمهور ومدى انتباههم للتحدُّث باللغة والنبرة الصحيحة.
  • إعداد المعدَّات وتجهيز المواد والدعائم وكتابة الملاحظات.
  • التمرُّن على العرض التقديمي وتتبُّع الوقت ووضع خطة طوارئ.
  • القيام بتجربة على جميع تفاصيل العرض التقديمي (حتى الملابس التي سترتديها)، والحصول على تغذية راجعة، وتحسين نقاط الضعف، والتمرُّن مجدداً؛ إذ تمنحك الممارسة السيطرة التي تُشعِرك بالثقة؛ ممَّا يساعدك على التغلُّب على الخوف.

4. عند تقديم عرضك التقديمي، يجب أن تتَّبع النصائح الآتية:

  • استرخِ: حاول أن تتغلَّب على التوتُّر قدر الإمكان، والنظر في ملاحظات التخلُّص من هذا الشعور؛ إذ تُعدُّ إدارة التوتُّر جزءاً من تجربة العرض التقديمي، وتذكَّر أنَّك تمرَّنت واستعدَدْت؛ لذا سينجح العرض التقديمي ويكون ممتعاً.
  • ابتسم.
  • تذكَّر أنَّ الجمهور يريد لك النجاح.
  • اجعل مقدِّمتك ممتعةً ومثيرةً، وتدرَّب عليها جيداً كي تُحدِث انطباعاً أوَّلياً جيداً لدى الجمهور.
  • أخبرهم بما ستقوله لهم، ثم قُله، ثم لخِّصه مجدداً.
  • استخدِم لغة الجسد في إظهار الثقة والتحكُّم والحزم، وتحدَّث بلغة محبَّبة إلى جمهورك، وأظهِر الإيجابية (كن إيجابياً ومتفائلاً).
  • توقَّف مؤقَّتاً عندما تحتاج إلى ذلك، ولا تعتذر عن الأمر؛ فالتوقُّف المؤقَّت لا بأس به على الإطلاق.
  • اجعل الجمهور يتفاعل قدر الإمكان، وكُن واضحاً، وهادئاً، وألقِ الخاتمة بثقة وبساطة وامتنان.

المصدر




مقالات مرتبطة