ملخص كتاب 12 قاعدة للحياة

يعرض الدكتور جوردان بيترسون في كتابه 12 نصيحة للحياة مجموعةً من النصائح والمبادئ التي تمكِّننا من التفكير بشكل أفضل وتحقيق نجاحات أكبر في حياتنا، فالبحث عن معنى الحياة والمسؤولية وكيفية العيش بشكل أفضل هي أمور تشغل تفكير كثيرين منا، وفي هذا المقال، سنلقي نظرة على بعض هذه النصائح وكيف يمكن تطبيقها في الحياة اليومية.

سنتحدَّث عن موضوع المسؤولية الشخصية والأهداف والصدق والتواصل والحب بوصفها وسائل لتحقيق حياة أكثر إشباعاً ومعنى؛ لذا انضموا إلينا لفهم هذه النصائح بشكل أعمق، واستفيدوا من الحِكَم القَيِّمة المُقدَّمة في هذا المقال عن ملخص كتاب 12 نصيحة للحياة لجوردان بيترسون.

ما هو كتاب 12 نصيحة للحياة لجوردان بيترسون؟

كتاب "12 نصيحة للحياة" هو كتاب كتبه الدكتور جوردان بيترسون، يقدم الكتاب 12 نصيحة للحياة للعيش الأفضل والتفوق في الحياة، ويشمل الكتاب مفاهيم عن النجاح الشخصي، والمسؤولية الفردية، والعلاقات الاجتماعية، والنظام الأخلاقي، وقد تحدَّث بيترسون عن هذه النصائح من خلال تجاربه الشخصية ومعرفته بصفته أستاذ علم نفس اجتماعي، وقد حقق الكتاب نجاحاً كبيراً وأصبح مصدر إلهام لكثير من الأشخاص.

ملخص كتاب 12 نصيحة للحياة لجوردان بيترسون:

في كتابه "12 نصيحة للحياة: ترياق الفوضى"، يعرض جوردان بيترسون للقراء منظوراً مثيراً عن تطوير الذات، ويناقش اثنا عشر مبدأ من مبادئ الحياة التي تساعد الأفراد في توازن جوانب حياتهم المختلفة، ويقدم رؤية عميقة عن العلاقات والعمل والنمو الشخصي، بتأليفه هذا الكتاب، يشجع بيترسون القراء على التفكير في كيفية تحسين جودة حياتهم.

يعد جوردان بيترسون، الذي يعمل بصفته عالم نفس وناقداً ثقافياً ومؤلفاً كندياً، واحداً من أكثر المفكرين الغربيين جدلاً، وفي شهر يناير 2018، أصدر كتابه الثاني "12 نصيحة للحياة: ترياق الفوضى"، والذي انتشر بسرعة وأصبح من أكثر الكتب مبيعاً على أمازون خلال أشهر قليلة.

إليك فيما يأتي 12 نصيحة للحياة كما جاءت في كتاب جوردان بيترسون:

1. قِف منتصباً باسطاً كتفيك إلى الوراء:

هذا مبدأ بسيط في علم النفس يؤثر إيجابياً في استعدادك لمواجهة التحديات وتحفيز تفاعلاتك النفسية والكيميائية التي تعزز من شعورك بالقوة، إنَّه يساعدك على التعبير عن مشكلاتك بثقة ووضع أهدافك دون تردد، فالعلاقة الوثيقة بين جسدك وعقلك تجعل من الحفاظ على استقامة ظهرك وتجنُّب انحناء كتفيك أمراً هاماً، فإذا كنت تحتفظ بهذا الموقف الجسدي، فسوف تكون أكثر استعداداً لتولِّي المسؤولية واتِّخاذ القرارات والعمل بفاعلية.

2. عامل نفسك كما تعامل شخصاً أنت مسؤول عن مساعدته:

قدِّر ذاتك وتذكَّر أهمية أن تكون على ما يرام؛ لأنَّ رعاية نفسك تساعد على دعم الآخرين أيضاً، وإذا لم تضع رفاهيتك أولوية، فلن يفعل ذلك أحد آخر، بدلاً من التفكير فيما يمكنك القيام به للآخرين، يجب أن يكون تفكيرك في كيفية تحسين وضعك وكيف ستبدو حياتك إذا قررت اتِّخاذ بعض الخطوات الإيجابية من أجل نفسك.

3. صادِق من يتمنون لك الأفضل:

احذر في اختيار من يحيط بك، فسوف يكون لهم تأثير كبير في حياتك، فاختر أن تكون مع الأشخاص الذين يدعمونك ويشجعونك عندما تحقق إنجازات، وعندما لا تقوم بذلك، يكونون قادرين على تقديم النصائح والتوجيه.

4. قارِن نفسك بما كنت بالأمس وليس بإنسان آخر اليوم:

ضع دائماً تحدياتك الشخصية أمامك وكن واضحاً فيما تسعى إلى تحقيقه، وتذكَّر أنَّ أهدافك ملكيتك الخاصة، ولا تحمل عبء أهداف الآخرين، فهي تعبِّر عن رحلتهم وليست جزءاً من رحلتك.

5. لا تجعل أطفالك يفعلون أي شيء يدفعك إلى عدم حبِّهم:

ينبغي أن تبدأ تربية الأطفال بأساس الحذر المستبق، بدلاً من الاعتماد على الخوف بوصفه محركاً.

6. أصلح من نفسك قبل أن تنتقد العالم من حولك:

استفد من المعرفة المتاحة لديك حالياً، وابحث فيما يمكنك تحقيقه من الفرص المتاحة، وإذا لم تتمكن من تحسين وضعك الشخصي، فلن تكون قادراً على تحسين مجتمعك، ومن ثم تأثيرك في عالمنا بأسره سيكون محدوداً.

7. اسع وراء المعنى وليس وراء النفعية:

امتثل لمسؤولياتك وامتنع عن اتباع الوعود الزائفة للحظات المؤقتة، وابحث عن المعنى في حياتك، فهذا سيساهم في زيادة سعادتك وتقليل معاناتك، وادرس الاستثمار في الأمور ذات القيمة الطويلة المفيدة التي تساهم في تطوير شخصيتك.

شاهد بالفديو: نصائح سريعة من كتاب إدارة الأوليات لستيفن كوفي

8. تحرَّ الصدق أو على الأقل لا تكذب:

يمكنك أن تمارس الكتمان بدلاً عن الكذب، ليس عليك دائماً قول الحقيقة في كل الأوقات، ولكن على الأقل، يمكنك الامتناع عن الحديث عما لا تجرؤ على قوله بدلاً من اللجوء إلى الكذب، كما أوصى إيمانويل كانط: "قد لا أقول كل ما أعتقد به، ولكن لن أقول شيئاً لا أعتقد به"، فإدراكك لأهمية قول الحقيقة يساعد على نضوج شخصيتك وتأهيلك لتحمُّل مزيد من المسؤوليات.

9. افترض أنَّ الشخص الذي تنصت إليه ربما كان يعرف شيئاً لا تعرفه:

لا تستسلم لغرورك واستمع للآخرين، إذ يكون لديهم أفكار جديدة لا تعرفها، وتذكَّر أنَّ الشخص الذي تتحدث معه ليس أقل ذكاءً منك.

10. كن دقيقاً في حديثك:

عندما تتخذ قراراً بشأن أمر ما، احرص على تحديد أهدافك بوضوح ودقة، فالأهداف غير الواضحة تولِّد سلوكاً عشوائياً وتضيع الجهد؛ لذا كن مباشراً في تعبيرك وامتنع عن التمويه والتورية، وتحمَّل المسؤولية بشكل مباشر.

11. لا تزعج الأطفال وهم يتزلجون على الألواح:

لن يفيدك الحرص المفرط في حماية أطفالك، بل سيسبب لهم معاناة مستقبلية عندما يكبرون، فينبغي لك أن تسمح لهم بتجربة تحمُّل المسؤولية ومواجهة المخاطر التي قد تظهر لهم في المستقبل، وعدم التجاوز في الحماية يعطيهم الفرصة للتعلم والنمو، ولا تقلق بسبب بعض الجروح البسيطة التي قد يتعرضون لها في مسار حياتهم.

12. داعِب قطة حين تصادف واحدة في الشارع:

عش حياة مملوءة بالرحمة واهتم بتقدير اللحظات البسيطة فيها، وامنح من وقتك للعمل الخير ولا تحصره في جوانب معينة، بل أكثِر في عطائك، كن معطياً وحنوناً تجاه جميع الكائنات وكن مصدر الخير لهم.

ماذا أقرأ بعد كتاب 12 نصيحة للحياة؟

توجد عدة كتب لتقرأها بعد إنهاء كتاب 12 نصيحة للحياة، نذكر لك بعض هذه الكتب:

أولاً: كتاب الذكاء العاطفي لدانييل جولمان

في كتاب "الذكاء العاطفي"، يعتمد المؤلف على أحدث الأبحاث الطبية والدراسات لفهم تركيب المخ العاطفي وكيف تؤثر العواطف في العقل، ويقدم الكتاب أهم اكتشافات تركيب المخ العاطفي وكيف يمكن تفسير سيطرة العواطف على عمليات التفكير، كما يسلط الضوء على كيفية تأثير نقص الذكاء العاطفي في الصحة النفسية والجسمية.

يجيب المؤلف عن أسئلة هامة عن المشاعر الإنسانية ومكانتها في المخ، وهل يمكن تعلُّم وتطوير الذكاء العاطفي على مر الزمن، كما يشير إلى الأبحاث التي تكشف عن تصاعد الغضب والقلق والعنف بين جيل الأطفال الحالي، ويبحث في إمكانية استخدام الذكاء العاطفي بوصفه علاجاً لهذه المشكلات.

يبدأ المؤلف بمقتبس لأرسطو يشير إلى صعوبة التحكم في الغضب وأهميته في التفاعلات اليومية.

تعزز قراءة كتاب "الذكاء العاطفي" لدانييل جولمان بعد قراءة "12 نصيحة للحياة" لجوردان بيترسون فهمك الشامل لتحسين حياتك وتطوير قدراتك، ويُقدم الكتاب نصائح عملية لتحسين التوازن بين النواحي العقلية والعاطفية في حياتك، وهذا يكمل النصائح العملية المقدمة في كتاب بيترسون، كما يمكنك الاستفادة من تنوع الأفكار والمفاهيم المقدمة في كلا الكتابين لتعزيز معرفتك والارتقاء بمستوى التفكير والعمل في حياتك اليومية، وتعزز قراءة كتاب جولمان فهمك للعلاقات والمشاعر وتساعدك على تحقيق التوازن بين الجوانب العاطفية والعقلية لتحسين جودة حياتك.

ثانياً: كتاب قوة التفكير الإيجابي لنورمان بيل

يستعرض كتاب "قوة التفكير الإيجابي" لنورمان فينسنت بيل عدة نقاط هامة:

1. الثقة بالنفس:

يُشدد الكاتب على أهمية الثقة بالنفس بوصفها مفتاحاً لتحقيق النجاح والسعادة في الحياة، ويتحدث عن أسباب فقدان الثقة بالنفس ويشجع على استعادتها.

2. العقل المليء بالسلام:

يشجع الكاتب على تفريغ العقل من الأفكار السلبية والضارة واستبدالها بأفكار إيجابية، ويشجع أيضاً على ممارسة الصمت والهدوء لتعزيز سلامة العقل.

3. قوة الصلاة:

يؤكد الكاتب على أهمية الصلاة في تحقيق التوازن بين الجسد والروح، وكيف يمكن للصلاة أن تساعد على حل المشكلات ومواجهة التحديات.

4. إنشاء السعادة:

يُشجع على ممارسة الأفكار السعيدة والتخلص من الأفكار السلبية، ويُظهر كيف يمكن إنشاء السعادة من خلال تطهير القلب من الكراهية والحقد والقلق، وعيش الحياة ببساطة ومحبة.

هذه هي بعض النقاط الرئيسة في الكتاب، ويُركز الكاتب على كيفية تحويل التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي لتحسين الحياة وتحقيق السعادة.

شاهد بالفديو: ملخّص كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس

فوائد قراءة كتاب قوة التفكير الإيجابي:

قراءة كتاب "قوة التفكير الإيجابي" لنورمان بيل بعد قراءة "12 نصيحة للحياة" لجوردان بيترسون تكون مفيدة لعدة أسباب:

1. تعزيز الإيجابية:

يركز كتاب بيترسون على تحسين الذات والتطور الشخصي بشكل عام، بينما يقدم كتاب بيل أساليب مبسطة لتعزيز التفكير الإيجابي وتحفيز النجاح.

2. تطوير التفكير:

تساعد قراءة كتاب بيل على تعميق فهمك لكيفية تطوير نمط التفكير الإيجابي والتغلب على العادات السلبية.

3. الإرشاد العملي:

يقدم كتاب بيل نصائح وتقنيات عملية لممارسة التفكير الإيجابي في الحياة اليومية.

4. التعلم المستمر:

تستفيد من استمرار القراءة والتعلم في تطوير معرفتك وزيادة فهمك الشامل.

باختصار، قراءة كتاب "قوة التفكير الإيجابي" تمثل خطوة إضافية في رحلة تطوير الذات وتحقيق النجاح.

ثالثاً: كتاب كيف يمكن لبروست أن يغير حياتك

تأخذ رواية مارسيل بروست "البحث عن الوقت الضائع" دوراً أساسياً في تحقيق تغيير مستدام في طريقة تفكيرك وفهمك للحياة، زبروست، الذي يعده الكثيرون ملهماً لفهم الحب والمجتمع والفن ومعنى وجودنا، يقدم رؤية استثنائية في كتابه هذا.

يستند الكتاب إلى أفكار بروست عن تحسين العلاقات الإنسانية، واختيار الأطباء بعناية، والتمتع بالعطل، وبناء الصداقات، وكيفية التعامل مع الإهانات، ويجمع الكتاب بين مقتطفات من رسائل بروست ومقالاته وعبقريته الأدبية، ويظهر كيف يمكن للأدب أن يؤثر بشكل كبير في تطوير حياتنا.

تُقدَّم النصائح في هذا الكتاب بأسلوب مشرق وسلس، فيتحدث عن كيفية تطوير علاقاتنا الاجتماعية، وكيفية التغلب على التحديات بنجاح، وفهم أعمق للحب، وكيفية مواجهة مشكلات النوم، يوفر الكتاب أيضاً نظرة ساخرة وحكيمة عن قيمة الأدب والثقافة في حياتنا اليوم.

"كيف يمكن لبروست أن يغير حياتك" هو كتاب يجمع بين السخرية والحكمة، ويقدم للقارئ متعة لا تُقاوَم.

في الختام:

في ختام هذا المقال الذي تناول ملخص كتاب 12 نصيحة للحياة لجوردان بيترسون، ندرك أهمية هذا العمل وتأثيره الكبير في حياة الأفراد، فيعلمنا بيترسون أنَّ البحث عن المعنى في الحياة والسعادة ليس مهمة سهلة، ولكن من خلال التفكير بعمق واتباع النصائح الحكيمة التي عرضها، يمكننا تحسين حياتنا وتحقيق النجاح.

تذكَّر دائماً قاعدته الأساسية: "اعتنِ بنفسك كما لو كنت مسؤولاً عن شخص يحتاج إلى المساعدة"، فهذا يشجعنا على العناية بصحتنا النفسية والبدنية والعمل على تطوير أنفسنا.

يتناول بيترسون قضايا متنوعة مثل التواصل والمسؤولية والتفكير الإيجابي، وهدفه النهائي هو تحفيزنا على أن نصبح أشخاصاً أفضل وأكثر إدراكاً، وعلى الرغم من أنَّ الرحلة نحو تطبيق هذه النصائح قد تكون صعبة، إلا أنَّ النتائج تستحق العناء؛ لذا لنستمر في الاستفادة من حكم بيترسون ونسعى إلى تطبيق هذه النصائح في حياتنا اليومية، فهذا سيساعدنا على بناء حياة ممتلئة بالمعنى والسعادة.