في ذلك الوقت، عملت كفرد من أفراد طاقم القيادة في شركة طيران الإمارت، لقد كان يوماً ماطراً وكئيباً، كان المغادرون من مطار هيثرو في لندن يجتمعون مُجدداً من أجل الرحلة إلى دبي، كنت قد أنهيت قراءتي للكتاب وأنا أتساءل عن كيفية إضافة معنى أكثر لحياتي، عندها قرّرت أن أفكّر وأتصرّف وفقاً لذلك السطر الذي تعلمته من ذلك الكتاب.
مع 357 راكب على متن الرحلة، وسبع ساعات بانتظاري، كُنت مصمّماً على الاستفادة من كل لحظة في هذه الرحلة، وجعل وقت الرحلة يمرّ بسرعة، ولكن كيف سأنجز ذلك؟
جل ماعليّ فعله هو الابتسام بصدق وحماسة وطاقة أكثر من قبل مع كل راكب، بدا ذلك واضحاً وبسيطاً جداً، لكن لماذا لم أقم بالفعل بتنفيذ ذلك؟
"أحياناً تكون أسهل الأشياء هي الأصعب في التنفيذ" - جون روان ، مؤلف وريادي ومحفّز.
قل عنها صدفة، أو ربما كانت عبارة عن السبب الناتج عن الهواء المفلتر على ارتفاع 35 ألف قدم، بالنسبة لي كان جو تلك الرحلة مكهرباً، لذا بقيت عيناي يقظتان لكل ما كان يحدث من حولي، عندها أصبحت مُكبّلاً، فمالذي يمكنني تعلمه ويكون من شأنه أن يمتلك ذاك التأثير الهام، ليس علي وحسب، بل من أجل ايجاد تأثير ينعكس على حياة الآخرين أيضًا؟
اقرأ أيضاً: النجاح في تطوير الذات: 4 طرق بسيطة لتطوير مهاراتك الشخصية
هناك الكثير من الكتب الهادفة التي بإمكانك أن تقرأها، مدوّنات صوتية يمكنك الاستماع إليها، وورشات بإمكانك حضورها والتعلًم منها. يقول المستثمر والبليونير المعروف "وارين بافيت"، بأن أفضل الإستثمارات التي يمكن للمرء تحقيقها، هي التي " لا يمكن التغلّب عليها، ولا يمكن فرض ضريبة عليها، والتي لا يمكن للتضخم حتى، أن يحرمك منها ".
بافيت يدافع عن ذلك بقوله "بالمحصلة، هناك استثمار وحيد يحل محل جميع الاستثمارات: و هو أن تستثمر في ذاتك. إذ إنه لا يمكن لأحد أن يأخذ ما زرعته في نفسك، والجميع لديهم إمكانيات لم يستخدموها بعد ".
لا يمكنك تحديد ثمن للاستثمار في تطوير الذات ، وبالمقابل لقد أصبحت شخصا أفضل وصاحب أعمال.
فيما يلي بعض الأسباب التي تجعلك تستثمر في نفسك:
1- استثمر في الكوتشينغ: في كل مرة قمت فيها بالاستثمار في مجال العمل مع كوتش، كان لذلك تأثير مباشر على أعمالي. فالكوتش يساعدك على إنشاء وتنفيذ خطّة النجاح الخاصة بك، بحيث يمكنك أن تصبح أفضل ما يمكنك أن تكون. لقد انتهيت للتوّ من آخر تجربة لي في الكوتشينغ، والتي نظرت فيها إلى نموذجي الحالي في العمل وقمت بإعادة تصورّه من جديد والنتائج جعلتني أرى أنه بإمكاني مضاعفة دخلي.
2- لا تتوقّف أبداً عن التعلم: إنّ الاستثمار في نفسك هو طريقة عظيمة لبناء الثقة بالنفس وتقدير الذات واكتساب المعرفة. إقرأ، أو لنكون أكثر دقة، استمع للكتب الصوتية، فالكتب الصوتية تُعتبر مصدراً لاينضب لبناء المعرفة والخبرات اللازمة في أي مجال. فإذا لم يسعفني الوقت لأقرأ أو لأستمع لكتاب ما، أقوم باستيفاء معرفتي عن طريق المدونات الشخصية، فإن الاستماع لمدة ثلاثين دقيقة من المدونات الشخصية، سواء قبل النوم أو أثناء قيادة السيارة أو أثناء التمرين في النادي الرياضي، يعتبر طريقة رائعة للاستفادة الفعالة من الوقت والتعلم في آن معاُ.
واظب على حضور الندوات وورشات العمل لزيادة سعة معرفتك ومهاراتك، كما أنها تعطيك فرصة لا تقدر بثمن لإنشاء شبكة من المعارف مع من يمتلك العقلية ذاتها. إن الثقافة هي أكثر من مجرد استثمار مهني، هي أيضاً استثمار في نموّك ووعيك وهويتك، فالتعليم المستمر سيمدّك بتلك الميزة التنافسية التي تحتاجها. كل مرة أحضر فيها ندوة ما، أحصل منها على أفكار جديدة و إلهام جديد. إن كتابي الذي هو بعنوان " العودة بأناقة " كان بمثابة مبادرة أتت إلي عن طريق " توني روبنز" ، و هوعبارة عن حدث يقام لمدة أربعة أيام، حيث قمت بأدء المشي على الجمر.
اقرأ أيضاً: 10 مواقع رائعة تقدم دروساً مجانية في مهارات ريادة الأعمال
3- استثمر في صحّتك: إن صحّتك هي ثروتك، وهي السبب الرئيسي لكوننا ننتج أكثر عندما نكون بحالة من الراحة، ونأكل طعاماً صحياً ونمارس الرياضة، ولكن كم فعلياّ تقوم بملاحظة ذلك؟. لقد أتاني في الآونة الأخيرة نداء لأستيقظ من غفلتي، كسول وغير قادر على الوصول إلى المستوى المطلوب من اللياقة البدنية، وذلك على الرغم من ممارستي للتمارين الرياضية، لأكتشف بأنه أصبح لدي حساسية تجاه الألبان. لم يكن لدي فكرة كم كان ذلك يؤثر على قدراتي العقلية والبدنية. وبما أنّ طعامنا يُحدّد هويتنا، قمت بالاستعانة بأخصائي تغذية صحيّة ليخبرني ماهو أفضل أنواع الطعام، لتغذية عقلي و جسدي، و كانت النتائج مذهلة، فقد أصبحت أكثر قدرة على التركيز، وقمت أيضاً بزيادة إنتاجيتي. إذ أنّ التمرينات الرياضية تجعل الجسم يقوم بإفراز الإندروفين.
اقرأ أيضاً: 8 إرشادات للحفاظ على الصحة والتمتع بجسم سليم
4- استثمر في مستقبلك: خبّئ قرشك الأبيض ليومك الأسود، ضع بعضاً من أموالك في حساب للتوفير، حينها ستشكر نفسك مستقبلاً.
أضف تعليقاً