ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن البروفيسور أم. أس. راو (M.S. Rao)، ويُحدِّثنا فيه عن كيفية اكتساب الأصدقاء وبناء العلاقات مع الآخرين.
بالطبع لا يمكننا الحكم على الأشخاص بناءً على المظهر الخارجي؛ لذلك سنناقش طرائق بدء المحادثات وتكوين الصداقات والعلاقات مع الآخرين؛ فعندما تلتقي بشخص ما ابتسم وقدِّم نفسك ومدَّ يدك وقل: "مرحباً" وحدِّد سمة إيجابية معينة في الشخص وأشد بها، فمن خلال هذه البادرة ستكتسب ثقة هذا الشخص، واكتشف اهتماماته وشغفه وابدأ محادثة إذا كنت تعرف عن المجالات التي يتحدث عنها، وإذا لم تكن لديك أيَّة معرفة في هذا المجالات، فعبِّر عن حماستك للتعلم منه، وإذا لم يكن الشخص الآخر مستعداً لبدء محادثة فاحترمه واتركه بهدوء وعلى وجهك ابتسامة.
نصائح لتكوين الصداقات:
ستحتاج عندما تريد أن تنمو في حياتك إلى أن تطلب معروفاً وعندما تريد أن تطلب معروفاً من الآخرين يجب عليك إنشاء محادثة لبناء علاقة، فإنَّ فهم سيكولوجية الناس وتقدير سلوكهم سيساعدك على التواصل معهم على الفور.
فيما يأتي بعض النصائح لبدء المحادثة وتكوين صداقات:
- كن شغوفاً في حديثك مع الآخرين.
- راقب لغة جسد الشخص، وإذا وجدت أنَّها إيجابية ابتسم واذهب إلى هذا الشخص لبدء محادثة.
- اترك انطباعاً إيجابياً ومشاعر إيجابية.
- امدح الناس وتجنَّب استخدام الكلمات والصفات السلبية، وبدلاً من ذلك استخدم الكلمات الإيجابية والصفات الحسنة للتأثير في الآخرين؛ إذ يقول الكاتب مارك توين (Mark Twain): "يمكنك أن تعرف شخصية الشخص من الصفات التي يستخدمها عادةً في المحادثة".
- أجرِ محادثة قصيرة وأصغ وتحدَّث من قلبك.
- ابحث عن أشياء مشتركة لمواصلة محادثتك.
- تجنَّب طرح الأسئلة الشخصية المتعلقة بالحالة الاجتماعية والراتب، ولا تتخطَّ حدودك واحترم الحدود الشخصية.
- تجنَّب طرح أسئلة محددة مثل الأسئلة التي تتضمن إجابة مكونة من كلمة واحدة، وبدلاً من ذلك اطرح أسئلة مفتوحة لحث الطرف الآخر على الاسترسال في إجابته.
- اطرح أسئلة عامة ومحايدة ولا تسأل كثيراً من الأسئلة الاستقصائية التي تبدو وكأنَّك تستجوب الشخص الآخر.
- شجعهم على التحدث عن أنفسهم؛ إذ قال الكاتب ديل كارنيجي (Dale Carnegie): "حدِّث شخصاً عن نفسه وسوف يستمع إليك لساعات".
- لا تقدم نصائح غير مرغوب فيها؛ بل يجب أن تبني مصداقيتك قبل أن تقدم نصيحتك للآخرين.
- اختر موضوعات محايدة تناسب الأشخاص بصرف النظر عن المجتمع، وابتعد عن الجوانب الدينية والسياسية لتجنب الخلافات.
- ضع الجوانب الثقافية في الحسبان عند التحدث مع الغرباء لتجنب إساءة فهمك.
- استخدم ذكاءك لإنهاء محادثة من الممكن أن تؤدي إلى جدل.
- إذا كنت شخصاً فكاهياً فاستخدم هذه الصفة لإضحاك هذا الشخص، لكن لا تقل دعابة قد يكون لها تأثير سلبي.
- التزم بالأخلاق والآداب لإعطاء انطباع جيد لدى الآخرين، فجودة محادثتك أكثر أهمية من طولها.
شاهد بالفديو: ما هي مهارات التواصل الفعال؟
عندما تتحدث إلى الناس تتعلم منهم شيئاً جديداً، ويمكنك أيضاً مشاركتهم خبرتك وتجربتك، وعندما تتحدث كثيراً فإنَّك تصغي أقل، وعندما تتكلم قليلاً فإنَّك تصغي أكثر؛ لذا شجع الشخص على التحدث حتى تتمكن من الإصغاء، وبدلاً من السعي إلى الحصول على استحسان الآخرين حدِّد السمات الإيجابية فيهم، وامدحهم عليها وأيِّد ما يقولونه لتعزيز تأثيرك؛ إذ يقول الشاعر هنري وادزورث لونغفيلو (Henry Wadsworth Longfellow): "محادثة واحدة مع رجل حكيم أفضل من قراءة الكتب لعشر سنوات".
الحياة تجربة:
أنا لست شخصاً اجتماعياً ونادراً ما أختلط بالآخرين؛ لأنَّ شغفي بكتابة الكتب يستغرق كثيراً من الوقت، وفي بعض الأحيان أجد صعوبة في التكلم مع النساء، وعندما حللت الأسباب أدركت أنَّ السبب يعود إلى خلفيتي العسكرية، فقد خدمت في سلاح الجو الهندي (Indian Air Force)؛ إذ تعاملت مع الرجال طوال الوقت وما زلت أشعر بالخجل من التفاعل مع النساء، وفي معظم الأوقات أخشى أن يُساء فهمي.
لذا إذا فشلت في التواصل مع شخص غريب فلا تفقد الأمل، وحاول التحدث مع شخص غريب آخر، فبعض الناس لا يتحدثون مع الآخرين بسبب شخصيتهم وطبيعتهم ومزاجهم.
أنا لست خبيراً في مجال التكنولوجيا، لكنَّني حريص على مواكبة التطورات، فعندما أجد شباباً في صالة الألعاب الرياضية وأماكن أخرى أتحدث معهم لمعرفة تطورات التكنولوجيا؛ فأطلب نصيحتهم بهدف التواصل معهم، وبهذه الطريقة أطلع على تطورات التكنولوجيا وأعطي أهمية للشخص.
أنا شخصياً أعتقد أنَّ جيل الألفية غالباً ما يُعتقَد خطأً بأنَّهم كسالى، لكن الحقيقة هي أنَّهم بلا شك أذكياء ورائعون ومبتكرون، والخوف من الفشل والرفض والنقد هي الأسباب الرئيسة التي تجعل الناس لا يتحدثون مع الآخرين في كثير من الأحيان؛ فالحياة تجربة ويجب أن تتعلم من خلال خوض التجارب.
فلا حرج في التجربة لعيش حياة مثيرة، وإذا نجحت فإنَّك إمَّا ستؤثر في الآخرين أو تتعلم درساً؛ لذلك لا تتردد في التحدث مع الغرباء، ومع ذلك خذ بالحسبان الجوانب الثقافية عند التحدث مع الآخرين.
لا يمكن للتكنولوجيا أن تحل محل العلاقات الإنسانية:
ينشغل الناس بالتكنولوجيا بدلاً من التفاعل مع الآخرين؛ فهناك تفاعل اجتماعي أقل وتفاعل أكبر على وسائل التواصل الاجتماعي، وربما سيجد جيل الألفية في الوقت الحاضر والناس في المستقبل صعوبة في التعايش مع بعضهم؛ إذ يبدو أنَّ الصداقة ستصبح سلعة نادرة في المستقبل؛ وذلك لأنَّ الناس يعاملون وسائل التكنولوجيا كأصدقاء لهم.
لقد حان الوقت لتغيير طريقة تفكيرهم من خلال تفضيل العلاقات الإنسانية على العلاقات الرقمية، وحان الوقت للتركيز على التفاعل الاجتماعي وإنشاء محادثات هادفة لبناء العلاقات مع الآخرين؛ فالمحادثة هي فن يمكن تعلمه بسهولة وهي ليست موهبة؛ بل مهارة يمكن صقلها إذا كنت شغوفاً بالتواصل مع الآخرين وبناء العلاقات معهم؛ لذا نمِّ قدرتك على التواصل مع الآخرين للتأثير فيهم وإلهامهم للتحسن.
أضف تعليقاً