قد ينجم الغضب عن أحداث خارجية وداخلية، فقد تكون غاضباً من شخص معين (مثل زميل أو رئيس)، أو حدث (ازدحام مروري أو إلغاء رحلة)، أو قد تكون غاضباً بسبب مخاوف، أو اجترار ذكرياتك القديمة، أو مشكلاتك الشخصية.
إما القمع أو التعبير:
توجد طريقتان للتعامل مع الغضب وهما التعبير عنه أو قمعه، فالقرار شخصي ويعتمد على الظروف المحيطة، كما يمكنك الرد من خلال إحدى الطريقتين بناءً على مجموعة متنوعة من العوامل، لذلك لا توبخ نفسك.
التعامل مع مشكلات الغضب:
- تحديد السبب الجذري لمشكلات الغضب واتخاذ قرار بالعمل عليه من أكثر الطرائق فاعلية للتعامل مع مشكلات الغضب.
- يمكن أن تساعدك الأنفاس العميقة والاسترخاء على التحكم بغضبك ومنع الأمور من التدهور، ويمكن القيام بذلك في أي مكان وفي أي وقت، وتتضمن بعض الأساليب المفيدة أخذ نفس عميق وممارسة التأكيدات الإيجابية.
- التعليم الذاتي المتعلق بإدارة الغضب متاح بسهولة من خلال مجموعة متنوعة من العلاجات وكتب المساعدة الذاتية وورش العمل.
- يمكن للتمرينات غير الشاقة والبطيئة الشبيهة باليوغا أن ترخي عضلاتك وتجعلك تشعر بهدوء أكبر وتحسِّن قدرتك على التعامل مع مشكلات الغضب.
- إعادة الهيكلة المعرفية، فغيِّر أفكارك وغيِّر أسلوبك في التعامل مع الموقف الذي يغضبك وناقشه من زوايا متعددة واعلم أنَّ كل مشكلة لها حل.
- تدريب عقلك على النظر إلى الوضع الحالي على أنَّه تجربة يمكن التحكم بها، وليس مصدراً للغضب.
- تعزيز مهارات الاتصال الخاصة بك؛ إذ يميل الأشخاص الغاضبون إلى القفز إلى الاستنتاجات والتصرف وفقاً لذلك، على الرغم من حقيقة أنَّ بعض هذه الاستنتاجات قد تكون غير دقيقة.
- عندما تكون في مناقشة محتدمة فإنَّ الخطوة الأولى هي التفكير في ردك بعناية، وبدلاً من قول أول شيء يتبادر إلى ذهنك، خذ وقتك وفكر ملياً فيما تريد قوله، وبمعنى آخر استمع باهتمام لقصة الشخص الآخر وخذ الوقت الكافي للرد.
هل الغضب أمر طبيعي؟
يغضب الجميع من وقت لآخر، فلا داعي للشعور بالحرج أو الخجل منه، فالغضب هو استجابة بشرية طبيعية لشيء لا نحبه أو نخافه، والغضب هو عاطفة صحية تنبهنا إلى الخطر وتساعدنا على الاستجابة وفقاً لذلك، ولدينا جميعاً لحظات نشعر فيها بالغضب من شيء ما أو شخص ما، إما بسبب أفعالنا أو أفعال الآخرين.
من السهل أن تخرج هذه المشاعر الغاضبة عن السيطرة، فإذا تُركت دون رادع يمكن أن تتطور الانفجارات الصغيرة إلى أفعال غاضبة تدمِّر العلاقات مع الأصدقاء وأفراد الأسرة ونشر الفوضى في حياتك وعملك، وتتركك تشعر بالبؤس.
ما هي الخطوة الأولى في التعامل مع الغضب؟
الخطوة الأولى في التعامل مع غضبك هي محاولة فهم السبب الجذري للغضب، فلماذا تشعر بالغضب في المقام الأول؟ وما هو الحدث أو الموقف الذي أثار هذه المشاعر؟ كلما تمكنت من فهم مصدر غضبك، أصبح التعامل معه أسهل.
من التمرينات المفيدة كتابة الأحداث التي أدت إلى غضبك، فيمكن أن تساعدك على تحديد سبب اندلاعه، والأهم من ذلك ما الذي يحافظ على استمراره؟ بمجرد أن تعرف السبب الجذري لغضبك، يمكنك البدء بالبحث عن طرائق لتهدئته.
ما هي العلامات العامة التي تدل على أنَّ غضبك خارج نطاق السيطرة؟
قد تتضمن العلامات التحذيرية التي تشير إلى أنَّ غضبك قد يكون خارج نطاق السيطرة أو في طريقه إلى أن يصبح مشكلة أكبر ما يأتي:
- تفقد أعصابك دائماً.
- تقول وتفعل أشياء تندم عليها بعد أن تهدأ.
- تعبِّر عن الغضب تعبيراً مسيئاً أو عنيفاً.
- تواجه مشكلات في العمل أو المنزل أو المدرسة بسبب غضبك.
- تواجه صعوبة في النوم أو الأكل لأنَّك غاضب جداً.
- تجد نفسك سريع الانفعال بشكل متزايد مع الغرباء في الأماكن العامة (في أثناء التسوق أو القيادة أو حضور المناسبات العامة الكبيرة).
- تقود بعدوانية بوصف ذلك رد فعل على الذين يرتكبون الأخطاء أو الذين يقودون بعدوانية.
إذا كنت تعاني من أي من هذه العلامات، فإنَّ الحصول على المساعدة أمر ضروري؛ إذ يمكن أن يؤدي الغضب المفرط إلى الإضرار بصحتك جسدياً ونفسياً.
ما هي العلامات الجسدية التي تدل على أنَّ غضبك خارج نطاق السيطرة؟
يجب أيضاً أن تكون على دراية بعلامات الخطر الجسدية التي تشير إلى أنَّ غضبك خارج عن السيطرة، ويمكن أن تشمل:
- الشد على قبضتيك أو الكز على أسنانك.
- الاحمرار أو التعرق.
- تسارع معدل ضربات القلب.
- مواجهة صعوبة في التنفس.
- الشعور وكأنَّك قد تنفجر.
شاهد بالفديو: 20 حكمة وقول عن الغضب وسلبياتهِ
كيف تساهم الكتابة في تخفيف الغضب؟
ليس عليك أن تكون كاتباً حتى تجني فوائد كتابة اليوميات؛ إذ تُعَدُّ الكتابة طريقة ممتازة لإخراج أفكارك ومشاعرك من رأسك إلى الورق، فعندما تكتب عن تجاربك، يمكنك النظر إليها بموضوعية ومن زاوية جديدة يمكنك تهدئة نفسك بعض الشيء؛ لذا يُعَدُّ تدوين اليوميات وسيلة رائعة تمكِّنك من التعامل مع الغضب، ويمكنك كتابة خطاب لشخص غاضب منه للتخلص من مشاعرك السلبية تجاهه، لكن من الهام أن تتذكر أنَّ كتابة خطاب غاضب في بريده ليس بالأمر الصحي أبداً.
ما هو دور الرياضة في التعامل مع الغضب؟
تُعَدُّ ممارسة الرياضة من أفضل الطرائق وأسهلها لتخفيف التوتر والغضب، فعندما تكون غاضباً أو متهيجاً، فإنَّ التمرين هو وسيلة رائعة لإخراج مشاعرك من رأسك إلى جسدك، وإنَّه أيضاً طريقة فعالة لاستعادة الطاقة إلى حياتك من أجل العودة إلى الموقف بذهن صافٍ.
من أفضل الطرائق للتعامل مع الغضب والتوتر من خلال ممارسة الرياضة أن تفعل شيئاً يزيد معدل ضربات قلبك ويجعلك تتنفس بصعوبة، ويمكنك الركض وركوب الدراجات والمشي لمسافات طويلة ولا تتوانَ عن الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية عندما تشعر بالغضب.
في بعض الأحيان يكون من الأفضل القيام بالتمرين وحدك دون الضغط الإضافي الذي يسببه الشعور بأنَّ الجميع يراقبك، فإذا كنت تشعر بالارتباك بسبب غضبك، فمن الجيد الخروج من المنزل والذهاب في نزهة سيراً على الأقدام أو الركض حول المنزل.
إذا كنت من أصحاب أسلوب التفكير "الكل أو لا شيء"، فتذكر أنَّه حتى 10-15 دقيقة من الرياضة ستساعد، وتُظهر الدراسات أنَّ معظم الناس سيشاركون في ممارسة الرياضة لفترة أطول إذا جعلوا الوقت المستهدف منخفضاً في البداية.
حدد السلوك الذي يجعلك غاضباً وقم بتغييره:
وجد الباحثون أنَّ أفضل طريقة للتعامل مع الغضب هي مواجهته وجهاً لوجه والتصالح معه، ويقولون إنَّ الإنكار والقمع غالباً ما يؤديان إلى تفاقم المشاعر السيئة؛ لذا فإنَّ أفضل طريقة للتغلب على الشعور السيئ أو التعبير عن الغضب هي مواجهة مخاوفك وسلوكاتك السيئة.
إذا كنت غاضباً من شريكك لترك الأطباق في المطبخ دون غسلها، فحاول تجاهُل الأطباق وانظر إلى السلوك الذي يجعلك غاضباً، فربما تكون غاضباً لأنَّك مررت بيوم مرهق في العمل، أو لأنَّ شريكك لا يساعدك عندما تحتاج إليه، وبمجرد تحديد السلوك يمكنك التحدث بهدوء مع شريكك عما تشعر به.
كيف تساهم الرياضة في تقليل الغضب؟
عند ممارسة الرياضة يفرز جسمك هرمون الإندورفين؛ وهي مواد كيميائية تجعلك تشعر بالسعادة والاسترخاء، فإذا كنت غاضباً فحاول المشي أو ركوب الدراجة أو رفع الأثقال؛ إذ تعمل التمرينات بشكل أفضل عندما تفعل ذلك في المراحل الأولى من الغضب، لذلك من الأفضل أن تفعل ذلك عندما تدرك لأول مرة أنَّك غاضب، أو حتى أفضل عندما تلاحظ على نفسك التهيج والغليان.
سوف يساعدك التمرين على الهدوء والتفكير بوضوح أكثر، وهذا يساعدك على التحكم بغضبك والتعامل مع مشاعرك، فهذا لا يساعدك فقط على إدارة غضبك، ولكنَّه يساعد أيضاً على إدارة التوتر وتحسين صحتك العقلية، كما يمكن أن تساعد ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام على منع الاكتئاب وتحسين حالتك المزاجية.
يمكن أن تساعدك التمرينات الرياضية أيضاً على النوم بشكل أفضل، وهذا بدوره يساعدك على التحكم بالغضب والتوتر، كما يمكن أن يساعدك الحصول على نوم أفضل ليلاً على الشعور بتحسن نفسي وجسدي.
شاهد بالفيديو: تعلم كيف تتعامل مع غضبك
في الختام:
من الطبيعي أن تشعر بالغضب من وقت لآخر، فالغضب هو عاطفة إنسانية طبيعية، لكن عندما يخرج الغضب عن السيطرة، يمكن أن يؤدي إلى مشكلات، فقد يجعلك تقول أو تفعل أشياء تندم عليها لاحقاً، ويمكن أن يضر ذلك بعلاقاتك ويؤذي الأشخاص الذين تحبهم؛ لذا يجب عليك أن تتعلم كيفية التعامل معه وتطلب المساعدة في حال فشلت في ذلك.
أضف تعليقاً