ماذا تعرف عن الذكاء العاطفي؟

يُعدُّ مصطلح الذكاء العاطفي مفهوماً عصرياً حديثاً، وتشير كل الدراسات إلى التأثيرات الواضحة والمهمة للذكاء العاطفي على حياة الإنسان وطريقة تفكيره، وعلاقاته، وانفعالاته؛ إذ إنّ التعاون بين العقل والقلب أو بين الشعور والفكر يبرز لنا أهمية العاطفة في التفكير سواء كان ذلك من خلال اتخاذ القرارات الحكيمة، أو في إتاحة الفرصة لنا لنفكر في صفاء ووضوح، إن أخذنا بعين الاعتبار أنَّ العاطفة إذا ما قُويت أفسدَت علينا القدرة على التفكير السليم والوصول إلى قرارات صائبة.



ما الذكاء؟

هناك كثيرٌ من التعاريف التي اختصَّت بالذكاء ومنها الآتي:

  • القدرة على الاكتساب، والتعلم، والاستدعاء، واستخدام المعلومات لفهم المفاهيم العينية والمجردة، وفهم العلاقات بين الأشياء والأفكار واستخدام المعرفة أو المعلومات بطريقة لها معنىً ولهدف واضح.
  • القدرة على التحليل، والتركيب، والتمييز، والاختبار، والتكيف مع المواقف المختلفة.

ما العاطفة؟

العاطفة: هي الاستعداد النفسي الذي يأخذ بصاحبه نحو الشعور بانفعالات معيَّنة تجاه شخص أو شيء أو فكرة ما، وقيل أيضاً: أنَّها عبارة عن تتابع سلسلة من الاستجابات التي تثار آلياً لتجهيز الجسد والعقل نحو القيام بالتصرف الملائم حينما تدرك الحواس أنَّ شيئاً ذا صلة بحياة المرء يحدث.

تعريف الذكاء العاطفي:

الذكاء العاطفي هو القدرات والمهارات في التعرف إلى مشاعرنا الذاتية ومشاعر الآخرين لنكون أكثر تحكماً في انفعالاتنا، وتحفيز أنفسنا، وإقامة علاقات أفضل مع الآخرين.

معنى ذلك أنَّ الذكاء العاطفي يشمل جانبين:

ما أهمية الذكاء العاطفي؟

تكمن أهمية الذكاء العاطفي في النقاط التالية:

1. الوعي العاطفي:

يعدّ الوعي العاطفي جانبا مهما من جوانب الذكاء العاطفي؛ إذ إنه يساعد الأفراد على الوعي باحتياجات نموهم وتطورهم على مختلف أصعدة الحياة، ويساعدهم أيضا على استكشاف وتمييز أنواع المشاعر التي تعتريهم سواء أكانت حزناً أم سعادة أم غضباً أم خذلان عند تعاملهم مع مختلف مواقف الحياة، ويمكّن الوعي العاطفي الأفراد من التصرف حيال تلك المشاعر بفاعلية ومنطقية لتكون تصرفاتهم الصادرة منهم هي الأمثل الأنسب في التعبير عن تلك المشاعر.

2. إدارة المشاعر:

يتيح الذكاء العاطفي للأفراد التحكم بمشاعرهم وانفعالاتهم، فلا يسرفون في التعبير عنها بطريقة مبالغ فيها قد تؤثر على سير حياتهم. فالذكاء العاطفي يكبح جماح الغضب ويمنع الانجرار خلف الحزن والاستسلام للاكتئاب، وهو يشجع الأفراد على البحث عن المواطن الإيجابية والرسائل التي تحاول المواقف إيصالها، مما يمكنهم من التعامل مع المشكلات بحكمة وتعقل، فيتخلصون من المشاعر السلبية وتزيد ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم.

3. التعاطف مع الآخرين:

تساعد مهارات الذكاء العاطفي على تنمية مهارة التعاطف مع الآخرين، فالأشخاص الأذكياء عاطفيا لديهم قدرة على التعاطف مع الآخرين من خلال وضع أنفسهم مكان الآخرين والشعور بما يشعره الآخرون، الأمر الذي يؤدي بهم إلى أن يكونوا قادرين على إدارة العلاقات مع الناس وتوجيهها في منحى إنساني راقي، ومن أهم ما يتميز به الأشخاص أصحاب مهارات الذكاء العاطفي هو مقدرتهم على فهم طريقة تفكير الآخرين ودوافع سلوكياتهم؛ لذا تجدهم على وعي كبير في أثناء التواصل والتعامل مع الآخرين، لأنهم يدركون حقيقة مدى سيطرة المشاعر على الآخرين، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تمتين العلاقات، سواء كانت على المستوى المهني أم على المستوى الشخصي مع الآخرين.

إقرأ أيضاً: الذكاء العاطفي وأهميته في العلاقات مع الآخرين

4. تنمية المهارات الاجتماعية:

يساعد الذكاء العاطفي على تمتين أواصر العلاقات الاجتماعية؛ ولذا فإن الأشخاص الأذكياء عاطفياً لديهم قدرة كبيرة على إنشاء العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، إذ إن تصرفاتهم وأفعالهم تكون واضحة لا لبس فيها، الأمر الذي يكسبهم ثقة الآخرين واحترامهم، لتأكدهم من عدم وجود نوايا خبيثة خلف تصرفاتهم. والأذكياء عاطفياً بارعون في التحكم بمشاعرهم وتصرفاتهم، بالتالي فإن هذه البراعة تؤثر إيجاباً على تواصلهم مع الآخرين عن طريق فهم مشاعرهم، وإيصال حبهم واهتمامهم.

5. تنمية المهارات القيادية وتوجيه العمل الجماعي:

لقد أصبحت مهارة العمل ضمن الفريق واحدةً من أهم معايير القبول الوظيفي، ولذا فقد تعاظمت الحاجة إلى امتلاك أفراد الفريق مهارات في الذكاء العاطفي وخاصة القادة منهم. إن قيادة مجموعات الأفراد وتحفيزها للقيام بنشاط معين أو إنجاز ما، يتطلب الكثير من الوعي العاطفي للاختلافات الفردية بين أعضاء الفريق كلّ على حدى، ومهارة في اتباع أسلوب تواصل إيجابي مع كل فرد منهم، واختيار الطريقة المناسبة لتحفيز كل فرد، كما يمنح الذكاء العاطفي القائد مقدرة لكي يكون القدوة في أعين الفريق وملهماً لهم نحو المزيد من الاجتهاد وتحقيق المزيد من النجاح.

6. الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية:

تشير كل الدراسات إلى العلاقة الطردية والارتباط الوثيق بين الصحة النفسية والجسدية، وتكم أهمية مهارات الذكاء العاطفي في مساعد الفرد على التخلص من المشاعر السلبية التي تسبب الضرر لصحة الإنسان، فالاضطرابات النفسية من اكتئاب وقلق وتوتر تؤثر على صحة الجسد، لذا فإنّ حسن إدارة المشاعر والتحكم بها تحمي الفرد من الإصابة بهذه الاضطرابات، وتسمح له بالابتعاد عن كل ما يسبب خلالاً في التوازن النفسي، وبذلك يحافظ الذكاء العاطفي على صحة الإنسان الجسدية والنفسية معاً.

7. التكيف مع الظروف الطارئة:

تساعد مهارات الذكاء العاطفي الإنسان على أن يكون مرناً مع ما يتعرض له خلال مجريات حياته اليومية؛ إذ إنّ الأشخاص الأذكياء عاطفياً بارعون في تهدئة أنفسهم والتأقلم مع الظروف الطارئة أو المتغيرة، فلا يشكل البدء بعمل جديد أو الانتقال إلى مكان جديد غير مألوف أو الخروج من دائرة الراحة مصدر قلق بالنسبة إليهم، وذلك بسبب امتلاكهم المرونة التي تمكنهم من إدارة مشاعره والسيطرة على انفعالاتهم، ووقف تدفق الأفكار السلبية إلى عقولهم، والبحث عن الإيجابية التي يمكن أن يحصلوا عليه من كل مأزق يمرون به خلال مسيرة حياتهم.

إقرأ أيضاً: الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي

عناصر الذكاء العاطفي:

  1. الوعي بالذات.
  2. التحكم في الانفعالات.
  3. التحفيز الذاتي.
  4. المهارات الاجتماعية.
  5. التعاطف.

ما هي مكونات الذكاء العاطفي؟

يتضمن الذكاء العاطفي خمس مكونات رئيسة هي (مكونات الذكاء العاطفي):

1. الوعي الذاتي:

وهو القدرة على تحديد العواطف والمشاعر وتسميتها بدقة ومعرفة أسبابها، ومعرفة مدى تأثيرها على الأفكار والسلوكيات.

2. التحكم الذاتي:

وهو القدرة على ضبط الانفعالات والتحكم بالعواطف وعدم الانجراف خلفها والمبالغة في التعبير عنها والاستسلام لها، ويستطيع الأشخاص الأذكياء عاطفياً تحديد الزمان والمكان المناسبين للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بإرادة كاملة منهم ومن دون انفعال يفضي إلى الندم لاحقاً.

3. التعاطف:

يعد التعاطف ميزة من ميزات الأشخاص الأذكياء عاطفياً، فهم يمتلكون قدرة على وضع أنفسهم مكان الآخرين ليشعروا بما يشعروه الآخرون، الأمر الذي يؤدي بهم إلى تقدير ظروف الآخرين وفهم مواقفهم وتصرفاتهم، وقد يزيد التعاطف ليصل إلى درجة مساعدة الآخرين على تجاوز المشاعر السلبية ومشاركتهم المشاعر الإيجابية بكل حب.

4. المهارات الاجتماعية:

إن مهارات الذكاء العاطفي يسمح للإنسان بتكوين علاقات اجتماعية مرنة وسلسة، إذ تمنح الشخص مقدرة على رسم حدود العلاقات مع الآخرين، والنجاح في الحياة العائلية والمهنية والعاطفية.

5. التحفيز:

إن الذكاء العاطفي يعزز الدوافع الداخلية (القيم - المبادئ - الرسالة - الرؤية) لدى الأفراد، لذا فإن الأشخاص الأذكياء عاطفيا يتحفزون نحو تحقيق المزيد من النجاح والتطور والتقدم من دون انتظار مكافأة خارجية (المال – الشهرة – المديح)، بل ويستطيعون أن ينقلوا حماستهم للآخرين من خلال تشجيعهم وحثهم نحو بذل المزيد من الجهود والمثابرة من أجل تحقيق الأهداف التي يسعون تجاهها.

شاهد بالفيديو: 7 علامات تدل على ضعف الذكاء العاطفي

إيجابيات وسلبيات الذكاء العاطفي:

فوائد الذكاء العاطفي:

  • الانسجام بين عواطف المرء ومبادئه وقيمه، مما يشعره بالرضا والاطمئنان.
  • اتخاذ القرارات الحياتية بطريقة أفضل.
  • الصحة الجسدية والنفسية.
  • امتلاك المرء القدرة على تحفيز ذاته، وإيجاد الدوافع الذاتية لعمل ما يريد.
  • أن يكون المرء أكثر فاعلية في العمل من خلال الفريق.
  • امتلاك حياة زوجيّة أكثر سعادة.
  • أن يكون المرء مربِّياً ناجحاً ومؤثِّراً في أسرته.
  • الحصول على معاملة أكثر احتراماً.
  • تكوين العلاقات والصداقات التي يريدها المرء.
  • أن يكون المرء أكثر إقناعاً وتأثيراً في الآخرين.
  • النجاح الوظيفي.

سلبيات الذكاء العاطفي:

على الرغم من الفوائد الكبيرة للذكاء العاطفي على جميع الأصعدة، إلا أنه ينطوي على كثير من السلبيات فيما لو تم توظيف مهاراته بطريقة غير أخلاقية ومن أهم تلك السلبيات:

  1. قدرة الأشخاص المتمتعين بالذكاء العاطفي على إدارة عواطفهم ومشاعرهم الحقيقية وإخفائها عن الآخرين، فيتعاملون مع الناس من خلف أقنعة زائفة لا تظهر شخصيتهم الحقيقية.
  2. يتمتع الأشخاص الأذكياء عاطفيا بالقدرة على توجيه الرأي العام من خلال تسليط الضوء على جانب محدد من أفكارهم، فلا يرى الآخرون منهم إلا ما يريدون أن يروهم إياه من شخصيتهم.
  3. يتمتع الأشخاص الأذكياء عاطفيا بمهارات مميزة في التواصل مع الآخرين واستقطاب اهتمامهم؛ ولذا فإنهم قد يستخدمون هذه الميزة من أجل تجييش آراء الناس بأساليبهم اللطيفة وتطويعهم من أجل خدمة مصالحهم الشخصية أو تحقيق أهداف غير نبيلة.
  4. إن استخدام القادة والسياسيين وأصحاب المناصب لتقنيات الذكاء العاطفي يضيف لهم الخبرة في إنشاء خطابات عاطفية توجه الجماهير، من خلال باللعب بالكلمات والعبارات التي تؤثر في عواطفهم، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض القدرات التحليلية والنقدية عن الجمهور المستمع إليهم.
إقرأ أيضاً: سلبيات الذكاء العاطفي

كيف تعمل العاطفة في الجسد؟

اللوزة هي البناء الأساس في الجهاز العصبي وهي المسؤولة عن الجانب الوجداني من السلوك، قرن آمون: وظيفته تحويل الخبرات الهامة من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة الأمد، الثيلاموس: مركز تنظيم المعلومات الحسية التي تَرد للمخ، وهو الذي يخبر المخ بما حدث خارج الجسم، الهيبوثيلامس: يراقب أجهزة الجسم التي تنظم وظائفه، فهو يخبر المخ بما يجري داخل أجسامنا، القشرة الدماغية: وهي مسؤولة عن القضايا المنطقية.

  • اللوزة: هي المسؤولة عن الجوانب العاطفية (الجانب الوجداني).
  • القشرة الدماغية: مسؤولة عن اتخاذ القرارت المنطقية، وعن التفكير (الجانب العقلي).

أنواع الذكاء:

  • الذكاء اللغوي: وهو القدرة على استخدام اللغة، ومعاني الكلمات، وحسن الإلقاء، والقدرة على نقل المفاهيم بطريقة واضحة.
  • الذكاء المنطقي: وهو القدرة الرياضية، والتفكير المجرد، وحل المشكلات.
  • الذكاء الشخصي: وهو القدرة على معرفة جوانب القوة والضعف في شخصية الفرد، والوعي بحالاته الانفعالية، والقدرة على ضبط انفعالاتها والتحفيز الذاتي.
  • الذكاء الاجتماعي: وهو قوة الملاحظة ومعرفة الفروق بين الناس وخاصة طبائعهم ومزاجيتهم ومعرفة رغباتهم ودوافعهم.
  • الذكاء الإيقاعي: وهو القدرة على تمييز الأصوات والإيقاعات.
  • الذكاء المكاني: وهو سعة إدراك العالَم والقدرة على التصور، ومعرفة الاتجاهات، وتقدير المسافات.
  • الذكاء البدني: وهو القدرة على التحكم في حركات الجسد.
  • الذكاء البيئي: وهو القدرة على فهم الطبيعة وما فيها من حيوانات، ونباتات، والقدرة على تصنيفها.

وأخيراً، هناك عبارة من كتاب (أرسطو) تمثِّل لنا الذكاء العاطفي باختصار وهي: أن يغضب الإنسان فهذا أمر سهل، ولكن أن يغضب في الوقت المناسب، ومن الشخص المناسب، وللهدف المناسب، وبالأسلوب المناسب، فليس هذا بالأمر السهل أبداً.

ما الفرق بين الذكاء العاطفي والذكاء العقلي؟

إن الذكاء العقلي هو نوع الذكاء المعني بمهارات حل المشكلات والتعرف على الأنماط والرياضيات والمنطق والحدس والمعالجات المكانية والبصرية والذاكرة قصيرة المدى والذاكرة العاملة، والعديد من المهارات الأساسية الأخرى، ويمكن قياس الذكاء العقلي عن طريق اختبارات وضعت خصيصاً لذلك.

أما الذكاء العاطفي فهو نوع الذكاء المتعلق بفهم المشاعر وتعريفها وتنظيمها وإدارتها، وفهم مكامن النفس وسبر أغوارها والتعرف على مواطن القوة ومواطن الضعف فيها، وامتلاك زمام تحفيزها، إضافة إلى التعاطف مع الآخرين وتحفيزهم ومهارات التواصل الفعال مع الآخرين مهما كانت صفتهم، ويمكن قياس معدل الذكاء العاطفي عند الإنسان من خلال طرق مدروسة ومعتمدة.

إذاً فإن الذكاء العقلي يقيس قدرة الأشخاص على التعلم وفهم المعلومات وتطبيقها، أما الذكاء العاطفي فهو يقيس فهم العواطف البشرية ومهارة استخدامها وإدارتها.

هل الذكاء العاطفي فطري أم مكتسب؟

إنّ الذكاء العاطفي وبوصفه نوعاً من أنواع الذكاء هو صفة وراثية ومكتسبة في الوقت ذاته. وقد توصل علماء الوراثة على الاستنتاج القائل بأن الصفة الوراثية للذكاء محمولة على الكروموسوم X الموجود لدى كل من الأم والأب، وهذا ينفي وراثة الذكاء من أحد الوالدين. والذكاء أيضاً صفة مكتسبة تتطور بفعل التجارب ومراحل الوعي والتطور التي يمر بها الإنسان خلال حياته.

الذكاء العاطفي في التربية:

إن استخدام مهارات الذكاء العاطفي في التربية له آثار كبيرة على الأطفال، إذ يمكن بدء استخدام مهارات الذكاء العاطفي مع الأطفال منذ سن مبكرة، عن طريق تعريف الطفل على المشاعر الإنسانية التي يختبرها منذ أيام طفولته الأولى، إذ يتم تعريف الطفل على المشاعر وتسمية كل شعور باسمه "حزن، فرح، غضب، حماس، نعاس" والأسباب التي تؤدي إلى شعوره بتلك المشاعر، كأن تقول للطفل "أنت حزين لأنك نسيت لعبتك في المنزل، سعيد لأن أصدقاءك قادمون لمشاركتك اللعب، غاضب لأن أختك أخذت لعبتك"، ومن بعدها يتم اقتراح التصرف المناسب للتعامل مع هذا الشعور، فعلى سبيل المثال: "أنت تشعر بالحزن لأنك نسيت لعبتك في المنزل، دعنا نراقب ألوان السيارات في الشارع الآن وعندما نعود إلى البيت نخبر لعبتك عنهم، أنت سعيد لأنك أصدقاءك قادمون لزيارتك هيا نحضّر الألعاب التي سنشاركها معهم، أنت تشعر بالنعاس لأنك استيقظت باكراً اليوم ما رأيك أن نأخذ قيلولة".

وبعد تعريف الطفل على المشاعر وكيفية إدارتها يتعلم الطفل أساليب التعامل مع الآخرين بطريقة القدوة إضافة إلى الطرق التربوية التي تعرفه على مفاهيم الاحترام والاختلاف والحريات والشكر والاعتذار وغيرها، وإن التربية التي تبتعد عن أسلوب الثواب والعقاب تخلق لدى الطفل الدافع الداخلي نحو إنجاز العمل أو أداء المهمة للشعور بلذة الإنجاز ومتعته وليس طمعاً في مكافأة أو خوفاً من عقوبة، ولا شك أن التجارب الشخصية للطفل في الحضانة أو المدرسة تساهم في صقل مواهبه في التواصل مع الآخرين.

الفرق بين الذكاء العاطفي عند المرأة والرجل:

إنّ معدل الذكاء العاطفي عند المرأة أكبر بكثير من معدل الذكاء العاطفي عند الرجل، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ مناطق الذكاء العاطفي عند النساء تنمو بشكل أكبر وأسرع منها عند الرجل. فالمرأة تتفوق على الرجل من حيث تحمل المسؤولية والتعاطف والتحكم بالانفعالات وإدارة المهارات الشخصية، أما الرجل فهو أفضل في الاستقلالية وحل المشكلات وتحمل الضغط ومراقبة الذات.

شاهد بالفيديو: أركان الذكاء العاطفي الستة (طرق رفع الذكاء العاطفي)

أمثلة على الذكاء العاطفي:

كثيرة هي الأمثلة على الذكاء العاطفي، ونذكر منها:

  • القدرة على تحديد الشعور وتوصيفه والتفريق بين المشاعر المختلطة، فعلى سبيل المثال: عند سفر أحد الأصدقاء في بعثة لإتمام دراسته، نشعر بمزيج من مشاعر الحزن على فراقه، والفخر بإنجازه، والشوق إلى قضاء الوقت برفقته.
  • القدرة على التحكم بالمشاعر والانفعالات ووقف تدفق الأفكار السلبية، فعلى سبيل المثال وفي حال تعرض أحد ما إلى الرفض في إحدى المقابلات الوظيفية، لعدم توفر الشواغر، أو بسبب عدم توافق مؤهلات المتقدم للوظيفة مع مؤهلات الشاغر المطلوب، فالأجدى بذلك الشخص ألا يستسلم وأن يعد هذه المقابلة فرصة فتحت له آفاقا جديدة نحو اكتساب المزيد من المهارات والخبرات، الأمر الذي سينعكس عليه مستقبلا بالحصول على وظيفة أفضل مما كان يريد الحصول عليها.
  • التعاطف مع الآخرين، مثل السماح لشخص مريض بأخذ مكانه في دور الانتظار، أو معرفة انتقاء الكلمات المناسبة لمواساة صديق فقد عمله أو شريكه.

كيف اكتسب الذكاء العاطفي؟

يمكن للمرء اكتساب مهارات الذكاء العاطفي عن طريق اتباع الخطوات التالية:

  1. وعي الفرد بالمشاعر الشخصية، وتعريفها بدقة، والاهتمام الآخرين وفهمها، لتحديد طريقة التعامل مع كل شعور.
  2. إدارة المشاعر وضبطها، والتدرب على التحكم بها، وكبح جماحها وعدم التصرف بانفعال، وتقبل الآخرين ومشاعرهم في الوقت ذاته.
  3. التدرب على الإيجابية في التفكير والأفعال، والبحث عن الإيجابية والتفاؤل من كل مأزق يمر به المرء مهما كانت قسوة الموقف.
  4. عدم الخجل من قول لا، ووضع حدود شخصية وعدم السماح للآخرين بتجاوزها.
  5. تقبل النقد، وأخذه في الحسبان على أنه فرصة لتصحيح الأفكار والسلوكيات. وتمحيص الكلام الناقد لمعرفة مدى صحته من عدمه.
  6. التعاطف مع الآخرين واحترامهم، وتفهم الدوافع والأسباب التي تدفع الأشخاص للتصرف بهذه الطريقة.
  7. استبدال الانفعال بالاستجابة، والتفكير في رد الفعل قبل القيام به تجنباً للوقوع في التسرع والندم لاحقاً.
إقرأ أيضاً: كيف تعرف أنك تتمتع بالذكاء العاطفي؟

أهم طرق تنمية الذكاء العاطفي:

  1. التفكر العميق في الذات والتعرف عليها، وإدراك ما تحبه وما تكره، فمن يعرف ذاته يفتخر بشخصيته المتفردة ويبتعد عن تقليد الآخرين لمعرفته مواطن قوته وتميزه.
  2. تدريب النفس على كسر المخاوف والخروج من دائرة الراحة والمألوف والتصرف الصحيح في الحالات الحرجة، والتعامل مع الناس، وإن الوصول إلى الدرجة المثالية من التصرفات الواعية والصحيحة يحتاج إلى التمرين والصبر.
  3. التعاطف مع الآخرين ومحاولة اكتشاف شخصياتهم لأن ذلك سيسهل التعامل معهم والتواصل بطريقة إيجابية وفعالة.
إقرأ أيضاً: الذكاء العاطفي وسبل تطويره

دورة الذكاء العاطفي:

نظرا لأهمية موضوع الذكاء العاطفي قامت العديد من المنصات بتقديم دورات لتطوير المهارات الإنسانية في هذا المجال، منها ما هو مجاني ومنها ما هو مدفوع، ولعلّ أهم الدورات المجانية هي دورة الذكاء العاطفي التي تقدمها منصة إدراك، والتي تجدها في هذا الرابط: إدراك.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8




مقالات مرتبطة