ما المشروبات التي يستطيع أن يشربها الأشخاص المصابون بالسكري؟

الإصابة بالسُّكَّري تعني أن تتعامل بحذرٍ مع كل ما تأكله وتشربه، إذ من المهم جدَّاً أن تعرف كمية الكربوهيدرات التي تستهلكها وكيف يمكن أن تؤثر في مستويات سُكَّر الدم لديك. توصي "الجمعية الأمريكية لمرض السُّكَّر" مرضى السُّكَّري باختيار مشروباتٍ لا تحتوي أيَّة سعرات حرارية أو فيها عددٌ قليلٌ من هذه السّعرات حتى يتجنَّبوا بشكلٍ أساسيٍّ ارتفاع مستوى سُكَّر الدم.



اختيار المشروبات المناسبة لمرضى السُّكَّري:

يمكن أن يساعد اختيار المشروبات المناسبة مرضى السُكَّري في:

  • تجنُّب الآثار الجانبية المزعجة.
  • السيطرة على الأعراض.
  • الحفاظ على الوزن.

أولاً: أفضل 5 سوائل بإمكان مرضى السُّكَّري أن يشربوها

من الناحية المثالية تُعَدُّ المشروبات الخالية من السعرات الحرارية أو التي تحتوي عدداً قليلاً منها أفضل خيارٍ يمكن أن يلجأ إليه الشخص حينما يبحث عن شرابٍ يستعيد به الانتعاش. للحصول على مشروبٍ منعشٍ وقليل السعرات الحرارية أضف بضع قطراتٍ من الليمون الطازج أو عصير الليمون إلى مشروباتك، وتذكَّر أنَّه حتى المشروبات التي فيها نِسَب قليلة من السُكَّر كعصير الخضروات أو الحليب يجب أن تُستهلَك باعتدال.

إليك أفضل المشروبات التي يستطيع مرضى السُكَّري شُرْبها أينما كانوا:

1- الماء:

حينما يتعلق الأمر بالسوائل يُعَدُّ الماء أفضل خيارٍ للأشخاص الذين يعانون من مرض السُّكَّري لأنَّ الماء لا يرفع مستويات سكر الدم - مع العلم أنَّ ارتفاع مستويات سُكَّر الدم يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالجفاف.

يمكن أن يساعد شرب كمياتٍ كافيةٍ من الماء الجسم في التخلص من الجلوكوز الفائض عن طريق البول. وتوصي "الأكاديمية الوطنية للطب" الرجال بشرب حوالي 13 كأساً من الماء في اليوم والنساء بشرب 9 كؤوس من الماء يومياً. وإذا كان الماء وحده لا يروق لك أضف إليه نكهاتٍ متنوعةً من خلال:

  • إضافة شرائح الليمون أو البرتقال إليه.
  • إضافة الأعشاب المُطيِّبة كالنعناع، أو الريحان، أو المليسة إليه.
  • سحق قليل من توت العليق الطازج أو المُجفَّف وإضافته إلى الماء.

2- الشاي:

أظهرت إحدى الدراسات أنَّ الشاي الأخضر يُعَدُّ مفيداً للصحة بشكلٍ عام ويمكنه أن يساعد أيضاً في تقليل ضغط الدم وتخفيض مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة (النوع الضار من الكوليسترول). وتَذْكُر بعض الأبحاث أنَّ شرب 6 أكواب من الشاي في اليوم قد يقلّل خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السُّكَّري، بيد أنَّ إثبات ذلك يحتاج إلى إجراء المزيد من الأبحاث.

لكن سواءً اخترت الشاي الأخضر، أم الأسود، أم شاي الأعشاب يجب عليك أن تتجنَّب استعمال المواد المُحلِّية. للحصول على نكهة منعشة قم بإعداد الشاي المُثلَّج باستخدام الشاي العطري المُجمَّد، كالرويبوس، وأضف إليه بضع شرائح من اللّيمون. وإذا لم يكن لديك مشكلة مع الكافيين يُعَدُّ شاي الياسمين الأخضر خياراً رائعاً.

إقرأ أيضاً: 6 وصفات من الشاي للحصول على نوم مريح أثناء الليل

3- القهوة:

وجدَتْ دراسةٌ أُجريَتْ عام 2012 أنَّ احتساء القهوة قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السُّكَّري. ووجد الباحثون أنَّ مستوى الخطر شَهِدَ مزيداً من الانخفاض لدى الأشخاص الذي احتَسَوا كوبين أو ثلاثة أكواب في اليوم، والأمر نفسه ينطبق على الأشخاص الذين احتسوا أربعة أكوابٍ أو أكثر في اليوم أيضاً. هذه الفوائد الصحية موجودة في كلٍّ من القهوة العادية والقهوة منزوعة الكافيين، فإذا كان الكافيين يسبب لك توتر الأعصاب لا بأس في أن تحتسي كوباً من القهوة منزوعة الكافيين.

ومثلما هو الحال مع الشاي من المهم أن تبقى المواد المُحلّية بعيدةً عن كوب القهوة، إذ إنَّ إضافة الحليب، أو الكريمة، أو السُّكَّر إلى القهوة تزيد مُجْمَل السعرات الحرارية التي فيها وقد ترفع مستويات ضغط الدم.

4- عصير الخضراوات:

بينما تحتوي عصائر الفاكهة الكثير جدَّاً من السُّكَّر يمكن اتخاذ عصيرَي الطماطم أو الخضراوات بديلاً عنها؛ امزج الخضراوات الورقيّة، أو الكرفس، أو الخيار مع حفنة من حبات التوت للحصول على مشروبٍ لذيذٍ يُمِدُّك بالفيتامينات والمعادن.

5- الحليب قليل الدسم:

يجب على منتجات الألبان أن تكون جزءاً من نظامك الغذائي اليومي. تحتوي منتجات الألبان معادن مفيدة لكنَّ فيها الكثير من الكربوهيدرات. اختر دائماً منتجات الألبان غير المُحلَّاة، أو قليلة الدسم، أو المنزوعة من القشطة.

يجب عليك أن تكتفي يومياً بكأسٍ أو كأسين من منتجات الحليب، ويمكنك أن تختار أيضاً المنتجات الخالية من الحليب ومشتقاته والتي تحتوي نسباً ضئيلةً من السُكَّر مثل حليب جوز الهند. يجب أن تعلم أيضاً أنَّ حليب الصويا وحليب الرز يحتويان الكاربوهيدرات فتحقق من المعلومات المُدوَّنة على العلبة قبل استهلاكهما.

إقرأ أيضاً: 8 بدائل طبيعية يمكن استعمالها عوضاً عن السُكّر

ثانياً: أسوأ خمس مشروبات يمكن أن يتناولها الأشخاص المصابون بالسُّكَّري:

تجنَّب قدر الإمكان المشروبات المُحلَّاة بالسُكَّر، فهذه المشروبات لا ترفع مستويات سُكَّر الدم وحسب بل تمنح جسمك أيضاً جزءاً كبيراً من السعرات الحرارية أكثر من النسب المُوصى باستهلاكها يومياً.

1- الصّودا العادية:

تتربع الصّودا على رأس قائمة المشروبات التي يجب على مرضى السُّكَّري أن يجتنبوها، إذ تحتوي علبة واحدة منها 40 غراماً من الكربوهيدرات و150 سعرة حرارية. ويسبّب هذا المشروب الغني بالسكر أيضاً زيادة الوزن، لذلك من الأفضل الابتعاد عنه نهائياً والاستعاضة عنه بالمياه المُطعَّمة أو الشاي المُطعَّم بالفاكهة.

2- مشروبات الطاقة:

تُعَدُّ مشروبات الطاقة غنيةً أيضاً بالكافيين والكاربوهيدرات، وقد أظهر أحد الأبحاث أنَّ مشروبات الطاقة لا ترفع سُكَّر الدم وحسب بل قد تؤدي إلى مقاومة الجسم للأنسولين أيضاً، وهذا يمكن أن يزيد خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السُكَّري.

قد يؤدي الإكثار من الكافيين إلى التوتر العصبي، وارتفاع ضغط الدم، والأرق وجميع هذه الأمراض يمكن أن تؤثِّر في الصحة العامة للإنسان.

3- الصودا الدايت:

قد تؤذي مواد التحلية الصناعية -مثل تلك الموجودة في الصودا الدايت- الجراثيم المفيدة الموجودة في الأمعاء، وهذا بدوره يزيد مقاومة الجسم للأنسولين مما قد يؤدي إلى الإصابة بالسُّكَّري أو إلى تدهور حالة الشخص المصاب بالسُّكَّري، لكنَّ إثبات ذلك في حاجةٍ إلى إجراء مزيدٍ من الأبحاث بشكلٍ مُستعجَل.

وقد ربطَتْ دراسةٌ أُجريَت عام 2009 استهلاك الصودا مع ارتفاع خطر الإصابة بمتلازمة الأيض (metabolic syndrome). تؤدي هذه المتلازمة إلى الإصابة بسلسلة من الأعراض من بينها:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع مستويات الكوليسترول.
  • ارتفاع مستويات الشحوم الثلاثية.
  • زيادة الوزن.
  • ارتفاع مستويات سُكَّر الدم.

وتؤكد دراسة أُجريَتْ في عام 2016 أنَّ شرب الصودا الدايت أدّى إلى ارتفاع مستويات سُكَّر الدم وازدياد قياس محيط الخصر.

إقرأ أيضاً: 7 أسباب خفية لتغيّر نسبة السكر في الدّم

4- عصائر الفاكهة المُحلَّاة:

بينما يُعَدُّ شرب عصائر الفاكهة باعتدال أمراً مقبولاً فقد تؤدي عصائر الفاكهة المُحلَّاة إلى زيادة كمية الكاربوهيدرات التي يستهلكها الجسم، وهذا يمكن أن يرفع مستويات سُكَّر الدم ويزيد خطر زيادة الوزن.

إذا كنت تحب شُرب عصائر الفاكهة احرص على اختيار عصائر نقية 100% ولا تحتوي أيّ سُكَّر مُضاف. يمكنك أن تجرّب إضافة قطرة أو قطرتين من عصيرك المُفضَّل إلى المياه الغازية أيضاً.

5- المشروبات الكحولية:

إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو تلف الأعصاب نتيجة الإصابة بالسُّكَّري فإنَّ تعاطي الكحول يفاقم حالتك، لأنَّ الكحول يتحلل إلى سُكَّر ويؤدي إلى ارتفاع سُكَّر الدم. ووجدت دراسة أُجريَتْ عام 2012 أنَّ الرجال الذين يتعاطون الكحول يرتفع لديهم خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السُّكَّري.

حينما يتعلّق الأمر باختيار المشروبات الجأ إلى أبسط الخيارات واختر الماء قدر الإمكان. ويُعدُّ الشاي غير المُحلَّى والحليب منزوع الدسم خيارين جيِّدين أيضاً، ولا بأس في شُرب العصائر الطبيعية باعتدال. وإذا كنت تفضّل القليل من المذاق الحلو في مشروباتك جَرِّب أن تُضِيْفَ لها مواد طبيعية مثل الأعشاب العطرية، أو شرائح الليمون، أو حبَّتَيْن من التوت المسحوق.

 

المصدر.




مقالات مرتبطة