كيف نحقق الوعي الحسي؟

تلعب حواسنا دوراً كبيراً في حياتنا اليومية، لكنَّنا غالباً ما نأخذها كأمر مسلم به، ولا نقدِّر أهميتها إلا عندما يصيبنا إعياء، ونفقد أحد حواسنا مؤقتاً (على سبيل المثال: كفقدان حاسة الشم حينما نُصاب بالزكام).



فكل حاسة من حواسنا الخمس قوية وفريدة من نوعها، ويمكن أن تجلب إليك الشعور بالراحة والأمان، مما يدفع أجسادنا إلى إطلاق هرمون الأوكسايتوسين، والذي يؤدي إلى تقليل معدل ضربات القلب، ويخفض مستويات التوتر.

تُستخدم الممارسات الحسية في بعض أنواع العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي الجدلي (dialectical behavioural therapy)، كأسلوب أساسي إلى تهدئة النفس؛ حيث يمكن أن يساعد في تقليل القلق وتعزيز اليقظة وتنظيم العواطف، لذلك كيف يمكننا توليد الوعي الحسي في حياتنا اليومية؟

1. حاسة البصر:

علم نفس الألوان هو طريقة لاستخدام الألوان من أجل تعزيز السلامة، حيث بحث العلماء في الروابط التي تربط بين الألوان والحالة المزاجية لسنوات عديدة، وما اكتشفوه هو أنَّ الألوان المختلفة يمكن أن يكون لها فوائد رائعة، فقد يثير اللون الأزرق إحساساً بالإنتاجية والأمان، بينما يُعتقد أنَّ اللون الأرجواني يشجع على الإبداع.

ابدأ في الانتباه بوعي إلى الألوان من حولك، وراقب وصِف ما تراه، وضع في حسبانك اللون والشكل والملمس، ولاحظ ما تشعر فيه. كما استخدم إضاءة خافتة ودافئة في المنزل، كضوء شمعة؛ لأنَّها يمكن أن تخلق مزاجاً هادئاً للراحة والنوم.

2. حاسة السمع:

وجدت دراسة نُشرت في مجلة التقارير العملية (Scientific Reports) أنَّ الاستماع إلى أصوات الطبيعة، إلى جانب التواجد في بيئات خضراء، يرتبط بالاسترخاء وزيادة الشعور بالسعادة؛ حيث يمكن أن يساعد الاستماع إلى أصوات أمواج البحر والأنهار والعواصف الرعدية على استرخاء الجهاز العصبي، لذلك حاول قضاء من 10 إلى 15 دقيقة من يومك تُصغي إلى صوتٍ مريح؛ حيث يمكنك أن تخرج إلى الطبيعة، أو تستمع إليها من المنزل، فهناك الكثير من مقاطع الصوت الطبيعية التي يمكنك الاستماع إليها على يوتيوب (YouTube) أو سبوتيفاي (Spotify) أو أبل ميوزك (Apple Music).

3. حاسة الشم:

العلاج بالروائح هو استخدام الزيوت العطرية بهدف تعزيز السلامة، فقد تساعد الزيوت العطرية مثل اللافندر والميرمية على التخلص من القلق والأرق، لذا يمكنك محاولة وضع بضع قطرات على معصميك أو وسادتك (امزجها بزيت ناقل إذا وضعتها مباشرة على الجلد)، ويمكن أن يساعد إكليل الجبل والحمضيات ونبات إبرة الراعي على تحسين مزاجك، أو يمكنك استخدامها عندما تحتاج إلى التركيز.

فالروائح لها تأثير على مشاعرنا، واستنشاق رائحة مألوفة يمكن أن يحسن مزاجك، لذلك احمل زيوت عطرية في حقيبتك، فأنت لا تعرف أبداً متى قد تحتاجها.

إقرأ أيضاً: كيف تصنع التغيير في حياتك من خلال تغيير عاداتك؟

4. حاسة التذوق:

يُعد تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز عادة بالنسبة إلى الكثيرين؛ لكنَّ في بعض الأحيان لا نلاحظ في الواقع ما أكلناه، أو متى نشبع، لأنَّنا مشتتو الذهن، لذلك حاول استبدال هذه العادة السيئة في الأكل الواعي؛ انتبه إلى ما تتناوله، كلونه ونكهته وقوامه ومذاقه يذوب في فمك، ودع براعم التذوق لديك تتفاعل مع كل لقمة.

نصيحة أخرى يمكنك استخدامها إذا كنت تمر في لحظة شديدة من القلق، وهي وضع تذوق طعم قوي في فمك (مثل عرق السوس)، وسوف يتجه انتباهك إلى المذاق القوي بدلاً من القلق الذي تشعر به.

5. حاسة اللمس:

منذ الولادة، لدينا رغبة في التواصل، فالشعور بالعناق أو التمسك في شخص ما هو شعور جيد، ولكن عندما لا يكون أحد بجانبك، ماذا تفعل؟ إنَّ الممارسة اليومية المتمثلة في لمس أو الضغط على أيدينا أو أذرعنا أو وجوهنا تجلب إلينا الشعور بالأمان والتحقق من صحة الذات. وهناك أيضاً طريقة أخرى لتوليد هذا الشعور وهي ترطيب جسدك؛ ركز انتباهك على تدليك كل جزء من بشرتك باستخدام مرطب، ولاحظ شعورك أثناء القيام في ذلك، حيث يمكن أن يخفف ذلك من حدة نوبة القلق التي تنتابك، ويُبعد ذهنك عن التفكير في الأمر.

المصدر




مقالات مرتبطة